بازگشت

الدعاء في غيبة القائم


43 ـ حدثنا أبو محمد الحسين بن أحمد المکتب قال: حدثنا أبو علي بن همام بهذا الدعاء، وذکر أن الشيخ العمري قدس الله روحه أملاه عليه وأمره أن يدعو به وهو الدعاء في غيبة القائم عليه السلام.

«اللهم عرفني نفسک، فإنک إن لم تعرفني نفسک لم أعرف نبيک، [1] اللهم عرفني نبيک فإنک إن لم تعرفني نبيک لم أعرف حجتک، اللهم عرفني حجتک فإنک إن لم تعرفني حجتک ضللت عن ديني، اللهم لا تمتني ميتة جاهلية، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، اللهم فکما هديتني بولاية من فرضت طاعته علي من ولاة أمرک بعد رسولک صلوات الله عليه وآله حتي واليت ولاة أمرک أمير المؤمنين والحسن و الحسين وعليا ومحمدا وجعفرا وموسي وعليا ومحمدا وعليا والحسن والحجة القائم المهدي صلوات الله عليهم أجمعين، اللهم فثبتني علي دينک واستعملني بطاعتک، ولين قلبي لولي أمرک، وعافني مما امتحنت به خلقک، وثبتني علي طاعة ولي أمرک الذي سترته عن خلقک، فبإذنک غاب عن بريتک، وأمرک ينتظر وأنت العالم غير معلم بالوقت الذي فيه صلاح أمر وليک في الاذن له بإظهار أمره وکشف ستره، فصبرني علي ذلک حتي لا احب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت، ولا أکشف عما سترته، ولا أبحث عما کتمته، ولا انازعک في تدبيرک، ولا أقول: لم وکيف؟ وما بال ولي الامر [2] لا يظهر؟ وقد امتلات الارض من الجور؟. وأفوض اموري کلها إليک.

اللهم إني أسألک أن تريني ولي أمرک ظاهرا نافذا لامرک مع علمي بأن لک السلطان والقدرة والبرهان والحجة والمشيئة والارادة والحول والقوة، فافعل ذلک بي وبجميع المؤمنين حتي ننظر إلي وليک صلواتک عليه وآله ظاهر المقالة، واضح الدلالة، هاديا من الضلالة، شافيا من الجهالة، أبرز يا رب مشاهده، وثبت



[ صفحه 174]



قواعده، واجعلنا ممن تقر عينه برؤيته، وأقمنا بخدمته، وتوفنا علي ملته، واحشرنا في زمرته.

اللهم أعذه من شر جميع ما خلقت وبرأت وذرأت وأنشأت وصورت واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته بحفظک الذي لا يضيع من حفظته به، واحفظ فيه رسولک ووصي رسولک. اللهم ومد في عمره، وزد في أجله وأعنه علي ما أوليته واسترعيته، وزد في کرامتک له فانه الهادي والمهتدي والقائم المهدي، الطاهر التقي النقي الزکي والرضي المرضي، الصابر المجتهد الشکور.

اللهم ولا تسلبنا اليقين لطول الامد في غيبته وانقطاع خبره عنا، ولا تنسنا ذکره وانتظاره والايمان وقوة اليقين في ظهوره والدعاء له والصلاة عليه حتي لا يقنطنا طول غيبته من ظهوره وقيامه، ويکون يقيننا في ذلک کيقيننا في قيام رسولک صلواتک عليه وآله، وما جاء به من وحيک وتنزيلک، وقو قلوبنا علي الايمان به حتي تسلک بنا علي يده منهاج الهدي والحجة العظمي، والطريقة الوسطي، وقونا علي طاعته، وثبتنا علي متابعته [3] واجعلنا في حزبه وأعوانه وأنصاره، والراضين بفعله [4] ولا تسلبنا ذلک في حياتنا ولا عند وفاتنا حتي تتوفانا ونحن علي ذلک غير شاکين ولا ناکثين ولا مرتابين ولا مکذبين.

اللهم عجل فرجه وأيده بالنصر، وانصر ناصريه، واخذل خاذليه، ودمر علي من [5] نصب له وکذب به، وأظهر به الحق، وأمت به الباطل، [6] واستنقذ به عبادک المؤمنين من الذل، وانعش به البلاد، [7] واقتل به جبابرة الکفر، واقصم به رؤوس



[ صفحه 175]



الضلالة، وذلل به الجبارين والکافرين، وأبر [8] به المنافقين والناکثين وجميع المخالفين والملحدين في مشارق الارض ومغاربها، وبرها وبحرها، وسهلها وجبلها حتي لا تدع منهم ديارا ولا تبقي لهم آثارا، وتطهر منهم بلادک، واشف منهم صدور عبادک، و جدد به ما امتحي من دينک، [9] وأصلح به ما بدل من حکمک، وغير من سنتک حتي يعود دينک به وعلي يديه غضا [10] جديدا صحيحا لا عوج فيه ولا بدعة معه حتي تطفئ بعدله نيران الکافرين، فإنه عبدک الذي استخلصته لنفسک وارتضيته لنصرة نبيک، واصطفيته بعلمک، وعصمته من الذنوب وبرأته من العيوب، وأطلعته علي الغيوب، وأنعمت عليه وطهرته من الرجس ونقيته من الدنس.

اللهم فصل عليه وعلي آبائه الائمة الطاهرين، وعلي شيعتهم المنتجبين، وبلغهم من آمالهم أفضل ما يأملون، واجعل ذلک منا خالصا من کل شک وشبهة ورياء وسمعة حتي لا نريد به غيرک ولا نطلب به إلا وجهک.

اللهم إنا نشکو إليک فقد نبينا، وغيبة ولينا، وشدة الزمان علينا، ووقوع الفتن [بنا]، وتظاهر الاعداء [علينا]، وکثرة عدونا، وقلة عددنا.

اللهم فافرج ذلک بفتح منک تعجله، ونصر منک تعزه، [11] وإمام عدل تظهره إله الحق رب العالمين.

اللهم إنا نسألک أن تأذن لوليک في إظهار عدلک في عبادک، وقتل أعدائک في بلادک حتي لا تدع للجور يا رب دعامة إلا قصمتها ولا بنية إلا أفنيتها، ولا قوة إلا أوهنتها، ولا رکنا إلا هددته [12] ولا حدا إلا فللته، ولا سلاحا إلا أکللته [13] ولا راية إلا



[ صفحه 176]



نکستها، ولا شجاعا إلا قتلته، ولا جيشا إلا خذلته، وارمهم يا رب بحجرک الدامغ، واضربهم بسيفک القاطع، وببأسک الذي لا ترده عن القوم المجرمين، وعذب أعداءک وأعداء دينک وأعداء رسولک بيد وليک وأيدي عبادک المؤمنين.

اللهم اکف وليک وججتک في أرضک هول عدوه وکد من کاده، وامکر من مکر به، واجعل دائرة السوء علي من أراد به سوءا، واقطع عنه مادتهم، وارعب له قلوبهم، وزلزل له أقدامهم، وخذهم جهرة وبغتة، وشدد عليهم عقابک، واخزهم في عبادک، والعنهم في بلادک، وأسکنهم أسفل نارک، وأحط بهم أشد عذابک و، وأصلهم نارا واحش قبور موتاهم نارا، وأصلهم حر نارک، فإنهم أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات وأذلوا عبادک.

اللهم وأحي بوليک القرآن، وأرنا نوره سرمدا لا ظلمة فيه، وأحي به القلوب الميتة، واشف به الصدور الوغرة، [14] واجمع به الاهواء المختلفة علي الحق، وأقم به الحدود المعطلة والاحکام المهملة حتي لا يبقي حق إلا ظهر، ولا عدل إلا زهر، واجعلنا يا رب من أعوانه ومقوي سلطانه [15] والمؤتمرين لامره، والراضين بفعله، و المسلمين لاحکامه، وممن لا حاجة له به إلي التقية من خلقک، أنت يا رب الذي تکشف السوء وتجيب المضطر إذا دعاک، وتنجي من الکرب العظيم، فاکشف يا رب الضر عن وليک، واجعله خليفة في أرضک کما ضمنت له.

اللهم ولا تجعلني من خصماء آل محمد، ولا تجعلني من أعداء آل محمد، ولا تجعلني من أهل الحنق والغيظ علي آل محمد، فإني أعوذ بک من ذلک فأعذني، وأستجير بک فأجرني.

اللهم صل علي محمد وآل محمد، واجعلني بهم فائزا عندک في الدنيا والاخرة ومن المقربين .



[ صفحه 177]



44 ـ حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المکتب قال: کنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ علي بن محمد السمري ـ قدس الله روحه ـ فحضرته قبل وفاته بأيام فأخرج إلي الناس توقيعا نسخته:

«بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانک فيک فإنک ميت ما بينک وبين ستة أيام فاجمع أمرک ولا توص إلي أحد يقوم مقامک بعد وفاتک، فقد وقعت الغيبة الثانية [16] فلا ظهور إلا بعد إذن الله عزوجل وذلک بعد طول الامد وقسوة القلوب، وامتلاء الارض جورا، وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة، ألا فمن ادعي المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو کاذب مفتر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

قال: فنسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده، فلما کان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه، فقيل له: من وصيک من بعدک؟ فقال: لله أمر هو بالغه. ومضي رضي الله عنه، فهذا آخر کلام سمع منه.

45 ـ حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن أحمد بن بزرج بن عبد الله بن منصور بن يونس بن برزج صاحب الصادق عليه السلام قال: سمعت محمد بن الحسن الصيرفي الدورقي [17] المقيم بأرض بلخ يقول: أردت الخروج إلي الحج وکان معي مال بعضه ذهب وبعضه فضة، فجعلت ما کان معي من الذهب سبائک وما کان معي من الفضة نقرا وکان قد دفع ذلک الماک إلي لاسلمه من الشيخ [18] أبي القاسم الحسين بن روح ـ قدس الله روحه ـ قال: فلما نزلت سرخس ضربت خيمتي علي موضع فيه رمل، فجعلت اميز تلک السبائک والنقر فسقطت سبيکة من تلک السبائک مني وغاضت في الرمل وأنا لا أعلم قال: فلما دخلت همدان ميزت تلک السبائک والنقر مرة أخري اهتماما مني بحفظها ففقدت منها سبيکة وزنها مائة مثقال وثلاثة مثاقيل - أو قال: ثلاثة وتسعون



[ صفحه 178]



مثقالا ـ قال: فسبکت مکانها من مالي بوزنها سبيکة وجعلتها بين السبائک، فلما وردت مدينة السلام قصدت الشيخ أبا القاسم الحسين بن روح ـ قدس الله روحه ـ وسلمت إليه ما کان معي من السبائک والنقر، فمد يده من بين [تلک] السبائک إلي السبيکة التي کنت سبکتها من مالي بدلا مما ضاع مني فرمي بها إلي وقال لي: ليست هذه السبيکة لنا وسبيکتنا ضيعتها بسرخس حيث ضربت خيمتک في الرمل فارجع إلي مکانک وانزل حيث نزلت واطلب السبيکة هناک تحت الرمل فإنک ستجدها وستعود إلي ههنا فلا تراني.

قال: فرجعت إلي سرخس ونزلت حيث کنت نزلت، فوجدت السبيکة تحت الرمل وقد نبت عليها الحشيش، فأخذت السبيکة وانصرفت إلي بلدي، فلما کان بعد ذلک حججت ومعي السبيکة فدخلت مدينة السلام وقد کان الشيخ أبو القاسم الحسين ابن روح رضي الله عنه مضي، ولقيت أبا الحسن علي بن محمد السمري رضي الله عنه فسلمت السبيکة إليه.

46 ـ وحدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن أحمد البرزجي قال: رأيت بسر من رأي رجلا شابا في المسجد المعروف بمسجد زبيدة في شارع السوق وذکر أنه هاشمي من ولد موسي بن عيسي لم يذکر أبو جعفر اسمه وکنت اصلي فلما سلمت قال لي: أنت قمي أو رازي؟ فقلت: أنا قمي مجاور بالکوفة في مسجد أمير المؤمنين عليه السلام فقال لي: أتعرف دار موسي بن عيسي التي بالکوفة؟ فقلت: نعم، فقال: أنا من ولده قال: کان لي أب وله أخوان وکان أکبر الاخوين ذا مال ولم يکن للصغير مال، فدخل علي أخيه الکبير فسرق منه ستمائة دينار، فقال الاخ الکبير: أدخل علي الحسن بن علي ابن محمد بن الرضا عليهم السلام وأسأله أن يلطف للصغير لعله يرد مالي فانه حلو الکلام، فلما کان وقت السحر بدا لي في الدخول علي الحسن بن علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام قلت: أدخل علي أشناس الترکي صاحب السلطان [19] فأشکو إليه، قال: فدخلت علي أشناس الترکي وبين يديه نرد يلعب به، فجلست أنتظر فراغه، فجاءني رسول الحسن بن علي



[ صفحه 179]



عليهما السلام فقال لي: أجب، فقمت معه فلما دخلت علي الحسن بن علي عليهما السلام قال لي: کان لک إلينا أول الليل حاجة، ثم بدالک عنها وقت السحر، إذهب فان الکيس الذي أخذ من مالک قدرد ولا تشک أخاک وأحسن إليه وأعطه فإن لم تفعل فابعثه إلينا لنعطيه فلما خرج تلقاه غلاما يخبره بوجود الکيس.

قال أبو جعفر البزرجي: فلما کان من الغد حملني الهاشمي إلي منزله وأضافني ثم صاح بجارية وقال: يا غزال ـ أو يا زلال ـ فإذا أنا بجارية مسنة فقال لها: يا جارية حدثي مولاک بحديث الميل والمولود، فقالت: کان لنا طفل وجع، فقالت لي مولاتي: امضي إلي دار الحسن بن علي عليهما السلام فقو لي لحکيمة: تعطينا شيء نستشفي به لمولودنا هذا، فلما مضيت وقلت کما قال لي مولاي قالت حکيمة: [20] ايتوني بالميل الذي کحل به المولود الذي ولد البارحة ـ تعني ابن الحسن بن علي عليهما السلام ـ فأتيت بميل فدفعته إلي وحملته إلي مولاتي فکحلت به المولود فعوفي، وبقي عندنا وکنا نستشفي به ثم فقدناه.

قال أبو جعفر البزرجي: فلقيت في مسجد الکوفة أبا الحسن بن برهون البرسي فحدثته بهذا الحديث عن هذا الهاشمي فقال: قد حدثني هذا الهاشمي بهذه الحکاية کما ذکرتها حذو النعل بالنعل سواء من غير زيادة ولا نقصان.

47 ـ حدثنا الحسين بن علي بن محمد القمي المعروف بأبي علي البغدادي قال: کنت ببخاري، فدفع إلي المعروف بابن جاوشير عشرة سبائک ذهبا وأمرني أن أسلمها بمدينة السلام إلي الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح ـ قدس الله روحه ـ فحملتها معي فلما بلغت آمويه [21] ضاعت مني سبيکة من تلک السبائک ولم أعلم بذلک حتي دخلت مدينة السلام، فأخرجت السبائک لاسلمها فوجدتها قد نقصت واحدة فاشتريت سبيکة مکانها بوزنها وأضفتها إلي التسع السبائک



[ صفحه 180]



ثم دخلت علي الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح ـ قدس الله روحه ـ ووضعت السبائک بين يديه فقال لي: خذ تلک السبيکة التي اشتريتها ـ وأشار إليها بيده ـ وقال: إن السبيکة التي ضيعتها قد وصلت إلينا وهو ذا هي، ثم أخرج إلي تلک السبيکة التي کانت ضاعت مني بآمويه فنظرت إليها فعرفتها.

قال الحسين بن علي بن محمد المعروف بأبي علي البغدادي ورأيت تلک السنة بمدينة السلام امرأة فسألتني عن وکيل مولانا عليه السلام من هو؟ فأخبرها بعض القميين أنه أبو القاسم الحسين بن روح وأشار إليها فدخلت عليه وأنا عنده، فقالت له أيها الشيخ أي شيء معي؟ فقال: ما معک فألقيه في الدجلة ثم ائتيني حتي أخبرک، قال: فذهبت المرأة وحملت ما کان معها فألقته في الدجلة، ثم رجعت ودخلت إلي أبي القاسم الروحي ـ قدس الله روحه ـ فقال أبو القاسم لمملوکة له: اخرجي إلي الحق، فأخرجت إليه حقة فقال للمرأة: هذه الحقة التي کانت معک ورميت بها في الدجلة أخبرک بما فيها أو تخبريني؟ فقالت له: بل أخبرني أنت، فقال: في هذه الحقة زوج سوار ذهب، وحلقة کبيرة فيها جوهرة، وحلقتان صغيرتان فيهما جوهر، وخاتمان أحدهما فيروزج والاخر عقيق. فکان الامر کما ذکر، لم يغادر منه شيئا. ثم فتح الحقة فعرض علي ما فيها فنظرت المرأة إليه، فقالت: هذا الذي حملته بعينه ورميت به في الدجلة، فغشي علي وعلي المرأة فرحا بما شاهدناه من صدق الدلالة.

ثم قال الحسين لي بعد ما حدثني بهذا الحديث: أشهد عند الله عزوجل يوم القيامة بما حدثت به أنه کما ذکرته لم أزد فيه ولم أنقص منه، وحلف بالائمة الاثني عشر صلوات الله عليهم لقد صدق فيما حدث به وما زاد فيه وما نقص منه.

48 ـ حدثنا أبو الفرج محمد بن المظفر بن نفيس المصري الفقيه قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد الداودي، [22] عن أبيه قال: کنت عند أبي القاسم الحسين ابن روح ـ قدس الله روحه ـ فسأله رجل ما معني قول العباس للنبي صلي الله عليه وآله: «إن



[ صفحه 181]



عمک أبا طالب قد أسلم بحساب الجمل ـ وعقد بيده ثلاثة وستين ـ» [23] فقال: عني بذلک إله أحد جواد.

وتفسير ذلک أن الالف واحد، واللام ثلاثون، والهاء خمسة، والالف واحد، والحاء ثمانية، والدال أربعة، والجيم ثلاثة، والواو ستة، والالف واحد، والدال أربعة. فذلک ثلاثة وستون.

49 ـ حدثنا محمد بن أحمد الشيباني، وعلي بن أحمد بن محمد الدقاق، والحسين ابن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب، وعلي بن عبد الله الوراق رضي الله عنهم قالوا: حدثنا أبو الحسين محمد بن جعفر الاسدي رضي الله عنه قال: کان فيما ورد علي من الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان ـ قدس الله روحه ـ في جواب مسائلي إلي صاحب الزمان عليه السلام:

«أما ما سألت عنه من الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها فلئن کان کما يقولون إن الشمس تطلع بين قرني الشيطان وتغرب بين قرني الشيطان فما أرغم أنف الشيطان أفضل من الصلاة، فصلها وأرغم أنف الشيطان. [24] .

وأما ما سألت عنه من أمر الوقف علي ناحيتنا وما يجعل لنا ثم يحتاج إليه صاحبه، فکل ما لم يسلم فصاحبه فيه بالخيار، وکل ما سلم فلا خيار فيه لصاحبه، إحتاج إليه صاحبه أو لم يحتج، افتقر إليه أو استغني عنه.

وأما ما سألت عنه من أمر من يستحل ما في يده من أموالنا ويتصرف فيه تصرفه في ماله من غير أمرنا، فمن فعل ذلک فهو ملعون ونحن خصماؤه يوم القيامة، فقد قال النبي صلي الله عليه وآله: «المستحل من عترتي ما حرم الله ملعون علي لساني ولسان کل نبي» فمن ظلمنا کان من جملة الظالمين، وکان لعنة الله عليه لقوله تعالي: «ألا لعنة الله علي الظالمين».

وأما ما سألت عنه من أمر المولود الذي تنبت غلفته بعد ما يختن هل يختن مرة أخري؟ فإنه يجب أن يقطع غلفته فإن الارض تضج إلي الله عزوجل من بول الاغلف أربعين صباحا. [25] .

وأما ما سألت عنه من أمر المصلي والنار والصورة والسراج بين يديه هل تجوز صلاته فإن الناس اختلفوا في ذلک قبلک، فإنه جائز لمن لم يکن من أولاد عبدة الاصنام أو عبدة النيران أن يصلي والنار والصورة والسراج بين يديه، ولا يجوز ذلک لمن کان من أولاد عبدة الاصنام والنيران.

وأما ما سألت عنه من أمر الضياع التي لنا حيتنا هل يجوز القيام بعمارتها و أداء الخراج منها وصرف ما يفضل من دخلها إلي الناحية احتسابا للاجر وتقربا إلينا [26] فلا يحل لاحد أن يتصرف من مال غيره بغير إذنه فکيف يحل ذلک في ما لنا، من فعل شيئا من ذلک من غير أمرنا فقد استحل منا ما حرم عليه، ومن أکل من أموالنا شيئا فإنما يأکل في بطنه نارا وسيصلي سعيرا.

وأما ما سألت عنه من أمر الرجل الذي يجعل لنا حيتنا ضيعة ويسلمها من قيم يقوم بها ويعمرها ويؤدي من دخلها خراجها ومؤونتها ويجعل ما يبقي من الدخل لنا حيتنا، فإن ذلک جائز لمن جعله صاحب الضيعة قيما عليها، إنما لا يجوز ذلک لغيره.

وأما ما سألت عنه من أمر الثمار من أموالنا يمر بها المار فيتناول منه ويأکله هل يجوز ذلک له؟ فإنه يحل له أکله ويحرم عليه حمله.

50 ـ حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن محمد بن أبي عمير، عن علي بن أبي حمزة،



[ صفحه 182]



عن أبي بصير قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: أصلحک الله ما أيسر ما يدخل به العبد النار؟ قال: من أکل من مال اليتيم درهما ـ ونحن اليتيم.

قال مصنف هذا الکتاب رضي الله عنه: معني اليتيم هو المنقطع القرين في هذا الموضع، فسمي النبي صلي الله عليه وآله بهذا المعني يتيما، وکذلک کل إمام بعده يتيم بهذا المعني، والاية في أکل أموال اليتامي ظلما فيهم نزلت، وجرت من بعدهم في سائر الايتام، والدرة اليتيمة إنما سميت يتيمة لانها منقطعة القرين.

51 ـ حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد الخزاعي رضي الله عنه قال: حدثنا أبو علي ابن أبي الحسين الاسدي، عن أبيه رضي الله عنه قال: ورد علي توقيع من الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان العمري ـ قدس الله روحه ـ إبتداء لم يتقدمه سؤال «بسم الله الرحمن الرحيم لعنة الله والملائکة والناس أجمعين علي من استحل من مالنا درهما» قال أبو الحسين الاسدي رضي الله عنه: فوقع في نفسي أن ذلک فيمن استحل من مال الناحية درهما دون من أکل منه غير مستحل له. وقلت في نفسي: إن ذلک في جميع من استحل محرما، فأي فضل في ذلک للحجة عليه السلام علي غيره؟ قال: فوالذي بعث محمدا بالحق بشيرا لقد نظرت بعد ذلک في التوقيع فوجدته قد انقلب إلي ما وقع في نفسي: «بسم الله الرحمن الرحيم لعنة الله والملائکة والناس أجمعين علي من أکل من مالنا درهما حراما».

قال أبو جعفر محمد بن محمد الخزاعي: أخرج إلينا أبو علي بن أبي الحسين الاسدي هذا التوقيع حتي نظرنا إليه وقرأناه.

52 ـ حدثنا محمد بن محمد بن عصام الکليني رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يعقوب الکليني، عن محمد بن يحيي العطار، عن محمد بن عيسي بن عبيد اليقطيني قال: کتبت إلي علي بن محمد بن علي عليهم السلام: رجل جعل لک جعلني الله فداک ـ شيئا من ماله، ثم احتاج إليه أيأخذه لنفسه أو يبعث به إليک؟ قال: هو بالخيار في ذلک ما لم يخرجه عن يده ولو وصل إلينا لرأينا أن نواسيه به وقد احتاج إليه. [27] .



[ صفحه 183]




پاورقي

[1] في بعض النسخ «رسولک» وکذا ما يأتي.

[2] في بعض النسخ «ولي أمر الله».

[3] في بعض النسخ «علي مطايعته». وفي بعضها «علي مشايعته».

[4] في بعض النسخ «راغبين بعفله».

[5] في بعض النسخ «دمدم علي من» ودمدم عليه أي أهلکه.

[6] في بعض النسخ «به الجور».

[7] نعشه الله أي رفعه، وانتعش العاثر: نهض من عثرته.

[8] أباره أي أهلکه، والمبير: المهلک. وفي بعض النسخ «أفن».

[9] أي ما زال وذهب منه.

[10] الغض: الطري.

[11] في بعض النسخ «وبصبر منک تيسره».

[12] الهدة: الهدم والکسر.

[13] الحد: السيف والفل: الکسر والثلمة. وما يقال بالفارسية (کند شدن وکند کردن) والکلل ـ بفتح الکاف ـ بمعناه.

[14] الوغرة ـ بالتسکين ـ: شدة توقد الحر. وفي صدره علي وغر أي ضغن والضعن الحقد والعداوة.

[15] في بعض النسخ «وممن يقوي بسلطانه».

[16] في بعض النسخ «الغيبة التامة».

[17] في بعض النسخ «الدوري».

[18] في النسخ «ذلک المال إليه لتسليمه إلي الشيخ».

[19] في بعض النسخ «حاحب السطان»

[20] في بعض النسخ المصححة «فدخلت عليها وسألتها ذلک فقالت حکيمة ـ الخ».

[21] ويقال: أمويه ـ بالفتح وتشديد الميم وسکون الواو وفتح الياء ـ وهي آمل المعروف: مدينة بطبرستان.

[22] کذا وهکذا في معاني الاخبار ص 285 وفي بعض النسخ «البروذاني».

[23] راجع تفصيل ذلک هامش معاني الاخبار ص 285.

[24] اعلم أن العامة لا يجوزون الصلاة بعد فريضة الغداة إلي طلوع الفجر وبعد العصر إلي المغرب وزعموا ان النبي صلي الله عليه وآله نهي عنها في هذين الوقتين. راجع تحقيق الکلام هامش کتاب الخصال طبع مکتبتنا ص 70.

[25] الاغلف بالغين المعجمة، والاقلف بالقاف بمعني وهو الصبي الذي لم يختن.

[26] في بعض النسخ «اليکم».

[27] لا مناسبة لهذا الحديث بالباب لانه منعقد لتوقيعات القائم عليه السلام فقط.