بازگشت

ذکر من شاهد القائم ورآه وکلمه


1 ـ حدثنا علي بن الحسن بن الفرج [1] المؤذن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الکرخي قال: سمعت أبا هارون رجلا من أصحابنا يقول: رأيت صاحب الزمان عليه السلام ووجهه يضئ کأنه القمر ليلة البدر، ورأيت علي سرته شعرا يجري کالخط، وکشفت الثوب عنه فوجدته مختونا، فسألت أبا محمد عليه السلام عن ذلک فقال:



[ صفحه 99]



هکذا ولد، وهکذا ولدنا، ولکنا سنمر الموسي عليه لاصابة السنة

2 ـ حدثنا محمد بن علي ما جيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالک الفزاري قال: حدثني معاوية بن حکيم، ومحمد ابن أيوب بن نوح: ومحمد بن عثمان العمري رضي الله عنه قالوا: عرض علينا أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام ونحن في منزله وکنا أربعين رجلا فقال: هذا إمامکم من بعدي، وخليفتي عليکم، أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي في أديانکم فتهلکوا، أما إنکم لا ترونه بعد يومکم هذا، [2] قالوا: فخرجنا من عنده فما مضت إلا أيام قلائل حتي مضي أبو محمد عليه السلام.

3 ـ حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: قلت لمحمد بن عثمان العمري رضي الله عنه: إني أسألک سؤال إبراهيم ربه جل جلاله حين قال له: «رب أرني کيف تحيي الموتي قال أو لم تؤمن قال بلي ولکن ليطمئن قلبي» [3] فأخبرني عن صاحب هذا الامر هل رأيته؟ قال: نعم وله رقبة مثل ذي ـ وأشار بيده إلي عنقه ـ.

4 ـ حدثنا علي بن أحمد الدقاق، ومحمد بن محمد بن عصام الکليني، وعلي بن عبد الله الوراق رضي الله عنهم قالوا: حدثنا محمد بن يعقوب الکليني قال: حدثني علي بن محمد قال: حدثني محمد [4] والحسن إبنا علي بن إبراهيم في سنة تسع وسبعين



[ صفحه 100]



ومائتين قالا: حدثنا محمد بن علي بن عبد الرحمن العبدي ـ من عبد قيس ـ عن ضوء ابن علي العجلي، عن رجل من أهل فارس سماه قال: أتيت سر من رأي فلزمت باب أبي محمد عليه السلام فدعاني من غير أن أستأذن، فلما دخلت وسلمت قال لي: يا أبا فلان کيف حالک؟ ثم قال لي: اقعد يا فلان، ثم سألني عن رجال ونساء من أهلي، ثم قال لي: ما الذي أقدمک علي؟ قلت: رغبة في خدمتک، قال لي: فقال: ألزم الدار، قال فکنت في الدار مع الخدم، ثم صرت أشتري لهم الحوائج من السوق وکنت أدخل عليه من غير إذن إذا کان في دار الرجال، فدخلت عليه يوما وهو في دار الرجال فسمعت حرکة في البيت فناداني: مکانک لا تبرح، فلم أجسر أخرج ولا أدخل، فخرجت علي جارية ومعها شيء مغطي، ثم ناداني ادخل، فدخلت ونادي الجارية فرجعت فقال لها: اکشفي عما معک، فکشفت عن غلام أبيض حسن الوجه وکشفت عن بطنه، فإذا شعر نابت من لبته إلي سرته، أخضر ليس بأسود، فقال: هذا صاحبکم، ثم أمرها فحملته فما رأيته بعد ذلک حتي مضي أبو محمد عليه السلام، قال ضوء بن علي: فقلت للفارسي: کم کنت تقدر له من السنين؟ فقال: سنتين، قال العبدي، فقلت لضوء: کم تقدر له الان في وقتنا؟ قال: أربعة عشر سنة، قال أبو علي وأبو عبد الله: [5] ونحن نقدر له الان إحدي وعشرين سنة [6] .

5 ـ حدثنا أبو طالب المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمر قندي رضي الله عنه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه محمد بن مسعود العياشي قال: حدثنا آدم بن محمد البلخي قال: حدثني علي بن الحسن بن هارون [7] الدقاق قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن إبراهيم بن الاشتر قال: حدثنا يعقوب بن



[ صفحه 101]



منقوش [8] قال: دخلت علي أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام وهو جالس علي دکان في الدار وعن يمينه بيت وعليه ستر مسبل، فقلت له: يا سيدي من صاحب هذا الامر؟ فقال: ارفع الستر فرفعته فخرج إلينا غلام خماسي له عشر أو ثمان أو نحو ذلک، واضح الجبين، أبيض الوجه، دري المقلتين، شثن الکفين، معطوف الرکبتين، [9] في خده الايمن خال، وفي رأسه ذوابة، فجلس علي فخذ أبي محمد عليه السلام ثم قال لي: هذا هو صاحبکم، ثم وثب فقال له: يا بني ادخل إلي الوقت المعلوم، فدخل البيت وأنا أنظر إليه، ثم قال لي: يا يعقوب انظر إلي من في البيت؟ فدخلت فما رأيت أحدا

6 ـ حدثنا أبو بکر محمد بن علي بن محمد بن حاتم النوفلي رضي الله عنه قال: حدثنا أبو الحسين عبد الله محمد بن جعفر القصباني البغدادي قال: حدثنا محمد بن جعفر الفارسي الملقب بابن جرموز [10] قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن بلال بن ميمون قال: حدثنا الازهري مسرور بن العاص [11] قال: حدثني مسلم بن الفضل قال: أتيت أبا سعيد غانم بن سعيد الهندي بالکوفة فجلست، فلما طالت مجالستي إياه سألته عن حاله، وقد کان وقع إلي شيء من خبره، فقالت: کنت ببلد الهند بمدينة ـ يقال لها: قشمير الداخلة ونحن أربعون رجلا.

ح [12] وحدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن علان الکليني قال: حدثني علي بن قيس، عن غانم أبي سعيد الهندي. قال علان الکليني: وحدثني



[ صفحه 102]



جماعة، عن محمد بن محمد الاشعري، عن غانم، ثم قال: کنت عند ملک الهند [13] في قشمير الداخلة ونحن أربعون رجلا نقعد حول کرسي الملک وقد قرأنا التوراة والا نجيل والزبور يفزع إلينا في العلم فتذاکرنا يوما محمدا صلي الله عليه وآله وقلنا: نجده في کتبنا فاتفقنا علي أن أخرج في طلبه وأبحث عنه، فخرجت ومعي مال فقطع علي الترک وشلحوني [14] فوقعت إلي کابل وخرجت من کابل إلي بلخ والامير بها ابن أبي شور [15] فأتيته وعرفته ما خرجت له فجمع الفقهاء والعلماء لمناظرتي، فسألتهم عن محمد صلي الله عليه وآله فقال: هو نبينا محمد ابن عبد الله صلي الله عليه وآله وقد مات، فقلت: ومن کان خليفته؟ فقالوا: أبو بکر فقلت: أنسبوه لي، فنسبوه إلي قريش، فقلت: ليس هذا بنبي إن النبي الذي نجده في کتبنا خليفته ابن عمه وزوج ابنته وأبو ولده، فقالوا للامير: إن هذا قد خرج من الشرک إلي الکفر فمر بضرب عنقه، فقلت لهم: أنا متمسک بدين ولا أدعه إلا ببيان.

فدعا الامير الحسين بن إسکيب [16] وقال له: يا حسين ناظر الرجل، فقال: العلماء والفقهاء: حولک فمرهم بمناظرته، فقال له: ناظره کما أقول لک واخل به و ألطف له، فقال: فخلا بي الحسين وسألته عن محمد صلي الله عليه وآله فقال: هو کما قالوه لک غير أن خليفته ابن عمه علي بن أبي طالب وهو زوج ابنته فاطمة وأبو ولده الحسن والحسين، فقلت: أشهد أن لاإله إلا الله وأنه رسول الله، وصرت إلي الامير فأسلمت فمضي بي إلي الحسين ففقهني فقلت له: إنا نجد في کتبنا أنه لا يمضي خليفة إلا عن خليفة، فمن کان خليفة علي عليه السلام؟ قال: الحسن ثم الحسين، ثم سمي الائمة واحدا واحدا حتي



[ صفحه 103]



بلغ الحسن بن علي ثم قال لي: تحتاج أن تطلب خليفة الحسن وتسأل عنه، فخرجت في الطلب.

قال محمد بن محمد: ووافي معنا بغداد فذکر لنا أنه کان معه رفيق قد صحبه علي هذا الامر فکره بعض أخلاقه ففارقه.

قال: فبينما أنا يوما وقد تمسحت [17] في الصراة وأنا مفکر فيما خرجت له إذ أتاني آت وقال لي: أجب مولاک، فلم يزل يخترق بي المحال حتي أدخلني دارا وبستانا، وإذا بمولاي عليه السلام قاعد، فلما نظر إلي کلمني بالهندية وسلم علي، وأخبرني عن اسمي وسألني عن الاربعين رجلا بأسمائهم عن اسم رجل رجل، ثم قال لي: تريد الحج مع أهل قم في هذه السنة؟ فلا تحج في هذه السنة وانصرف إلي خراسان وحج من قابل. قال: ورمي إلي بصرة وقال: اجعل هذه في نفقتک ولا تدخل في بغداد إلي دار أحد ولا تخبر بشيء مما رأيت. قال محمد: فانصرفنا من العقبة ولم يقض لنا الحج، وخرج غانم إلي خراسان وانصرف من قابل حاجا، فبعث إلينا [18] بألطاف ولم يدخل قم وحج وانصرف إلي خراسان فمات ـ رحمه الله ـ بها.

قال محمد بن شاذان عن الکابلي: [19] وقد کنت رأيته عند أبي سعيد ـ فذکر [20] أنه خرج من کابل مرتادا أو طالبا وأنه وجد صحة هذا الدين في الانجيل وبه اهتدي. [21] .



[ صفحه 104]



فحدثني محمد بن شاذان بنيسابور قال: بلغني أنه قد وصل فترصدت له حتي لقيته فسألته عن خبره فذکر أنه لم يزل في الطلب وأنه أقام بالمدينة فکان لا يذکره لاحد إلا زجره، فلقي شيخا من بني هاشم وهو يحيي بن محمد العريضي فقال له: إن الذي تطلبه بصرياء. قال: فقصدت صرياء فجئت إلي دهليز مرشوش، وطرحت نفسي علي الدکان فخرج إلي غلام أسود فزجرني وانتهرني وقال لي: قم من هذا المکان وانصرف فقلت: لا أفعل، فدخل الدار ثم خرج إلي وقال: ادخل فدخلت فإذا مولاي عليه السلام قاعد بوسط الدار، فلما نظر إلي سماني باسم لي لم يعرفه أحد إلا أهلي بکابل، وأخبرني بأشياء، فقلت له: إن نفقتي قد ذهبت فمر لي بنفقة، فقال لي: أما إنها ستذهب منک بکذبک، وأعطاني نفقة فضاع مني ما کانت معي وسلم ما أعطاني، ثم انصرفت السنة الثانية فلم أجد في الدار أحدا.

7 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا جعفر ابن محمد بن مالک الکوفي، عن إسحاق بن محمد الصيرفي، عن يحيي بن المثني العطار عن عبد الله بن بکير، عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: يفقد الناس إمامهم فيشهد الموسم فيراهم ولا يرونه.

8 ـ حدثنا محمد بن موسي بن المتوکل رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه قال: سمعته يقول: والله إن صاحب هذا الامر ليحضر الموسم کل سنة فيري الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه.

9 ـ حدثنا محمد بن موسي بن المتوکل رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: سألت محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه فقلت له: أرأيت صاحب هذا الامر؟ فقال: نعم وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام وهو يقول: «اللهم أنجز لي ما وعدتني».

10 ـ حدثنا محمد بن موسي بن المتوکل رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: سمعت محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه يقول: رأيته صلوات الله عليه متعلقا بأستار الکعبة في المستجار وهو يقول: «اللهم انتقم لي من اعدائي».

11 ـ حدثنا أبو طالب المظفر بن جعفر بن المظفر بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود قال: حدثنا أبو النضر محمد بن مسعود قال: حدثنا آدم بن محمد البلخي قال: حدثنا علي بن الحسن الدقاق [22] قال: حدثني إبراهيم بن محمد العلوي قال: حدثتني نسيم خادمة أبي محمد عليه السلام قالت: دخلت علي صاحب هذا الامر عليه السلام بعد مولده بليلة فعطست عنده قال لي: يرحمک الله قالت نسيم: ففرحت [بذلک] فقال لي عليه السلام: ألا أبشرک في العطاس؟ قلت: بلي، قال: هو أمان من الموت ثلاثة أيام.

12 ـ وبهذا الاسناد، عن إبراهيم بن محمد العلوي قال: حدثني طريف أبو نصر [23] قال: دخلت علي صاحب الزمان عليه السلام فقال: علي بالصندل الاحمر فأتيته به، ثم قال: أتعرفني؟ قلت: نعم، فقال: من أنا؟ فقلت: أنت سيدي وابن سيدي، فقال: ليس عن هذا سألتک، قال طريف: فقلت: جعلني الله فداک فبين لي [24] قال: أنا خاتم الاوصياء، وبي يدفع الله عزوجل البلاء عن أهلي وشيعتي.

13 ـ حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه قال: حدثنا جعفر بن معروف قال: کتب إلي أبو عبد الله البلخي، حدثني عبد الله السوري قال: صرت إلي بستان بني عامر، فرأيت غلمانا يلعبون في غدير ماء وفتي جالسا علي مصلي واضعا کمه علي فيه، فقلت: من هذا؟ فقالوا «م ح م د» ابن الحسن عليه السلام وکان في صورة أبيه عليه السلام.

14 ـ حدثنا أبي؛ ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: کنت مع أحمد بن إسحاق عند العمري رضي الله عنه فقلت للعمري: إني أسألک عن مسألة کما قال الله عزوجل في قصة إبراهيم: «أو لم تؤمن قال بلي ولکن ليطمئن قلبي»: هل رأيت صاحبي؟ فقال لي: نعم وله عنق مثل ذي ـ وأومأ بيديه



[ صفحه 105]



جميعا إلي عنقه، قال: قلت: فالاسم؟ قال: إياک أن تبحث عن هذا فان عند القوم أن هذا النسل قد انقطع.

15 ـ حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي العمري رضي الله عنه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه قال: حدثنا جعفر بن معروف، عن أبي عبد الله البلخي، عن محمد بن صالح بن علي بن محمد بن قنبر الکبير مولي الرضا عليه السلام قال: خرج صاحب الزمان علي جعفر الکذاب من موضع لم يعلم به عندما نازع في الميراث بعد مضي أبي محمد عليه السلام فقال له: يا جعفر مالک تعرض في حقوقي؟ فتحير جعفر وبهت، ثم غاب عنه، فطلبه جعفر بعد ذلک في الناس فلم يره، فلما ماتت الجدة أم الحسن أمرت أن تدفن في الدار، فنازعهم وقال: هي داري لا تدفن فيها، فخرج عليه السلام فقال: يا جعفر أدارک هي؟، ثم غاب عنه فلم يره بعد ذلک.

16 ـ حدثنا محمد بن محمد الخزاعي رضي الله عنه قال: حدثنا أبو علي الاسدي، عن أبيه، عن محمد بن أبي عبد الله الکوفي أنه ذکر عدد من انتهي إليه ممن وقف علي معجزات صاحب الزمان عليه السلام ورآه من الوکلاء ببغداد: العمري وابنه، حاجز، والبلالي، والعطار. ومن الکوفة: العاصمي. ومن أهل الاهواز: محمد بن إبراهيم بن مهزيار. ومن أهل قم: أحمد بن إسحاق. ومن أهل همدان: محمد بن صالح. ومن أهل الري: البسامي، والاسدي ـ يعني نفسه ـ ومن أهل آذربيجان: القاسم بن العلاء. ومن أهل نيسابور: محمد بن شاذان.

ومن غير الوکلاء من أهل بغداد: أبو القاسم بن أبي حليس، [25] وأبو عبد الله الکندي، وأبو عبد الله الجنيدي، وهارون القزاز، والنيلي، وأبو القاسم بن دبيس، [26] وأبو عبد الله بن فروخ، ومسرور الطباخ مولي أبي الحسن عليه السلام، وأحمد ومحمد إبنا الحسن، وإسحاق الکاتب من بني نيبخت، [27] وصاحب النواء، وصاحب



[ صفحه 106]



الصرة المختومة. ومن همدان: محمد بن کشمرد، وجعفر بن حمدان، ومحمد بن هارون بن عمران. ومن الدينور: حسن بن هارون، وأحمد بن أخية [28] وأبو الحسن. ومن إصفهان ابن باذشالة. [29] ومن الصيمرة: زيدان. ومن قم: الحسن بن النضر، ومحمد بن محمد، و علي بن محمد بن إسحاق، وأبوه، والحسن بن يعقوب. ومن أهل الري: القاسم بن ـ موسي وابنه، وأبو محمد بن هارون. وصاحب الحصاة، وعلي بن محمد، ومحمد بن محمد الکليني، وأبو جعفر الرفاء. ومن قزوين: مرداس، وعلي بن أحمد. ومن فاقتر: [30] رجلان. ومن شهرزور: ابن الخال. ومن فارس: المحروج. [31] ومن مرو: صاحب الالف دينار، وصاحب المال والرقعة البيضاء، وأبو ثابت. ومن نيسابور: محمد بن شعيب ابن صالح. ومن اليمن الفضل بن يزيد، والحسن ابنه، والجعفري، وابن الاعجمي والشمشاطي. ومن مصر: صاحب المولودين، [32] وصاحب المال بمکة وأبو رجاء. ومن نصيبين: أبو محمد بن الوجناء. ومن الاهواز الحصيني. [33] .

17 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن أحمد الکوفي المعروف بأبي القاسم الخديجي قال: حدثنا سليمان بن إبراهيم الرقي قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن وجناء النصيبي قال: کنت ساجدا تحت الميزات في رابع أربع وخمسين حجة بعد العتمة، وأنا أتضرع في الدعاء إذ حرکني محرک فقال: قم يا حسن بن وجناء، قال: فقمت فإذا جارية صفراء نحيفة البدن أقول: إنها من أبناء أربعين فما فوقها، فمشت بين يدي وأنا لا أسألها عن شيء حتي



[ صفحه 107]



أتت بي إلي دار خديجة عليها السلام وفيها بيت بابه في وسط الحائط وله درج ساج يرتقي، فصعدت الجارية وجاءني النداء: اصعد يا حسن، فصعدت فوقفت بالباب، فقال لي صاحب الزمان عليه السلام: يا حسن أتراک خفيت علي والله ما من وقت في حجک إلا وأنا معک فيه، ثم جعل يعد علي أوقاتي، فوقعت [مغشيا] علي وجهي، فحسست بيد قد وقعت علي فقمت، فقال لي: يا حسن الزم دار جعفر بن محمد عليهما السلام، ولا يهمنک طعامک ولا شرابک ولا ما يستر عورتک، ثم دفع إلي دفترا فيه دعاء الفرج وصلاة عليه فقال: بهذا فادع، وهکذا صل علي، ولا تعطه إلا محقي أوليائي فإن الله جل جلاله موفقک فقلت: يا مولاي لا أراک بعدها؟ فقال: يا حسن إذا شاء الله، قال فانصرفت من حجتي ولزمت دار جعفر بن محمد عليهما السلام فأنا أخرج منها فلا أعود إليها إلا لثلاث خصال: لتجديد وضوء أو لنوم أو لوقت الافطار، وأدخل بيتي وقت الافطار فأصيب رباعيا مملوءا ماء و رغيفا علي رأسه وعليه ما تشتهي نفسي بالنهار، فآکل ذلک فهو کفاية لي، وکسوة الشتاء في وقت الشتاء، وکسوة الصيف في وقت الصيف، وإني لادخل الماء بالنهار فأرش البيت وأدع الکوز فارغا فاوتي بالطعام [34] ولا حاجة لي إليه فاصدق به ليلا کيلا يعلم بي من معي.

18 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا أبو القاسم علي بن أحمد الخديجي الکوفي قال: حدثنا الازدي [35] قال: بينما أنا في الطواف قد طفت ستا وأنا أريد أن أطوف السابع فإذا أنا بحلقة عن يمين الکعبة و شاب حسن الوجه طيب الرائحة هيوب مع هيبته متقرب إلي الناس يتکلم فلم أرأ حسن من کلامه ولا أعذب من نطقه وحسن جلوسه فذهبت أکلمه فزبرني الناس فسألت بعضهم من هذا؟ فقالوا: هذا ابن رسول الله يظهر في کل سنة يوما لخواصه يحدثهم، فقلت: يا سيدي مستر شدا أتيتک فأرشدني هداک الله، فناولني عليه السلام حصاة فحولت وجهي فقال لي بعض جلسائه: ما الذي دفع إليک؟ فقلت: حصاة وکشفت عنها فإذا أنا بسبيکة



[ صفحه 108]



ذهب، فذهبت فإذا أنا به عليه السلام قد لحقني فقال: لي ثبتت عليک الحجة، وظهر لک الحق وذهب عنک العمي،، أتعرفني؟ فقلت: لا فقال عليه السلام: أنا المهدي [و] أنا قائم الزمان، أنا الذي أملأها عدلا کما ملئت جورا، إن الارض لا تخلو من حجة ولا يبقي الناس في فترة وهذه أمانة لا تحدث بها إلا إخوانک من أهل الحق.

19 ـ حدثنا محمد بن موسي بن المتوکل رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار [36] قال: قدمت مدينة الرسول صلي الله عليه وآله فبحثت عن أخبار آل أبي محمد الحسن بن علي الاخير عليهما السلام فلم أقع علي شئ منها فرحلت منها إلي مکة مستبحثا عن ذلک، فبينما أنا في الطواف إذ تراءي لي فتي أسمر اللون، رائع الحسن، جميل المخيلة، يطيل التوسم في، فعدت إليه مؤملا منه عرفان ما قصدت له، فلما قربت منه سلمت، فأحسن الاجابة، ثم قال: من أي البلاد أنت؟ قلت: رجل من أهل العراق، قال: من أي العراق؟ قلت: من الاهواز، فقال: مرحبا بلقائک هل تعرف بها جعفر بن حمدان الحصيني، [37] قلت: دعي فأجاب، قال: رحمة الله عليه ما کان أطول ليله وأجزل نيله، فهل تعرف إبراهيم بن مهزيار قلت: أنا إبراهيم بن مهزيار فعانقني مليا ثم قال: مرحبا بک يا أبا إسحاق ما فعلت بالعلامة التي وشجت [38] بينک وبين أبي محمد عليه السلام؟ فقلت: لعلک تريد الخاتم الذي آثرني الله به من الطيب أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام؟ فقال: ما أردت سواه، فأخرجته إليه، فلما نظر إليه استعبر وقبله، ثم قرأ کتابته فکانت «يا الله يا محمد يا علي» ثم، قال: بأبي يدا طالما جلت فيها. [39] .



[ صفحه 109]



وتراخي بنا فنون الاحاديث [40] ـ إلي أن قال لي ـ: يا أبا إسحاق أخبرني عن عظيم ما توخيت بعد الحج؟ قلت: وأبيک ما توخيت إلا ما سأستعلمک مکنونه، قال: سل عما شئت فإني شارح لک إن شاء الله؟ قلت: هل تعرف من أخبار آل أبي محمد الحسن عليهما السلام شيئا؟ قال لي: وأيم الله إني لاعرف الضوء بجبين [41] محمد وموسي ابني الحسن ابن علي عليهم السلام ثم أني لرسولهما إليک قاصدا لانبائک أمرهما فإن أحببت لقاءهما و الاکتحال بالتبرک بهما فارتحل معي إلي الطائف وليکن ذلک في خفية من رجالک واکتتام.

قال إبراهيم: فشخصت معه إلي الطائف أتخلل رملة فرملة حتي أخذ في بعض مخارج الفلاة فبدت لنا خيمة شعر، قد أشرفت علي أکمة رمل تتلالؤ تلک البقاع منها تلالؤا، فبدرني إلي الاذن، ودخل مسلما عليهما وأعلمهما بمکاني فخرج علي أحدهما وهو الاکبر سنا «م ح م د» ابن الحسن عليهما السلام وهو غلام أمرد ناصع اللون، واضح الجبين، أبلج الحاجب، مسنون الخدين، أقني الانف، أشم أروع کأنه غصن بان، وکان صفحة غرته کوکب دري، بخده الايمن خال کأنه فتاة مسک علي بياض الفضة وإذا برأسه وفرة سحماء [42] سبطة تطالع شحمة أذنه، له سمت ما رأت العيون أقصد منه ولا أعرف حسنا وسکينة وحياء.



[ صفحه 110]



فلما مثل لي أسرعت إلي تلقيه فأکببت عليه ألثم کل جارحة منه، فقال لي: مرحبا بک يا أبا إسحاق لقد کانت الايام تعدني وشک لقائک والمعاتب بيني وبينک علي تشاحط الدار وتراخي المزار، [43] تتخيل لي صورتک حتي کانا لم نخل طرفة عين من طيب المحادثة، وخيال المشاهدة، وأنا أحمد الله ربي ولي الحمد علي ما قيض من التلاقي ورفه من وکربة التنازع [44] والاستشراف عن أحوالها متقدمها ومتأخرها.

فقلت: بأبي أنت وأمي ما زلت أفحص عن أمرک بلدا فبلدا منذ استأثر الله بسيدي أبي محمد عليه السلام فاستغلق علي ذلک حتي من الله علي بمن أرشدني إليک ودلني عليک، والشکر لله علي ما أوزعني [45] فيک من کريم اليد والطول، ثم نسب نفسه وأخاه موسي [46] واعتزل بي ناحية، ثم قال: إن أبي عليه السلام عهد إلي أن لا أوطن من الارض إلا أخفاها وأقصاها إسرارا لامري، وتحصينا لمحلي لمکائد أهل الضلال والمردة من أحداث الامم الضوال، فنبذني إلي عالية الرمال، وجبت صرائم الارض [47] ينظرني الغاية التي عندها يحل الامر وينجلي الهلع. [48] .



[ صفحه 111]



وکان عليه السلام أنبط لي [49] من خزائن الحکم، وکوا من العلوم ما أن أشعت إليک [50] منه جزء أغناک عن الجملة.

[واعلم] يا أبا إسحاق إنه قال عليه السلام: يا بني إن الله جل ثناؤه لم يکن ليخلي أطباق أرضه وأهل الجد في طاعته وعبادته بلا حجة يستعلي بها، وإمام يؤتم به، و يقتدي بسبيل سنته ومنهاج قصده، وأرجو يا بني أن تکون أحد من أعد الله لنشر الحق ووطئ الباطل [51] وإعلاء الدين، وإطفاء الضلال، فعليک يا بني بلزوم خوافي الارض، وتتبع أقاصيها، فإن لکل ولي لاولياء الله عزوجل عدوا مقارعا وضدا منازعا افتراضا لمجاهدة أهل النفاق وخلاعة اولي الالحاد والعناد فلا يوحشنک ذلک.

واعلم إن قلوب أهل الطاعة والاخلاص نزع إليک [52] مثل الطير إلي أو کارها وهم معشر يطلعون بمخائل الذلة والاستکانة، [53] وهم عند الله بررة أعزاء، يبرزون بأنفس مختلة محتاجة، [54] وهم أهل القناعة والاعتصام، استنبطوا الدين فوازروه علي مجاهدة الاضداد، خصهم الله باحتمال الضيم في الدنيا [55] ليشملهم باتساع العز



[ صفحه 112]



في دار القرار، وجبلهم [56] علي خلائق الصبر لتکون لهم العاقبة الحسني، وکرامة حسن العقبي.

فاقتبس يا بني نور الصبر علي موارد امورک تفز بدرک الصنع في مصادرها، و استشعر العز فيما ينوبک تحظ بما تحمد غبه إن شاء الله، [57] وکأنک يا بني بتأييد نصر الله [و] قد آن، وتيسير الفلج وعلو الکعب [و] قد حان، [58] وکأنک بالرايات الصفر والاعلام البيض تخفق علي أثناء أعطافک [59] ما بين الحطيم وزمزم، وکأنک بترادف البيعة وتصافي الولاء [60] يتناظم عليک تناظم الدر في مثاني العقود، وتصافق الاکف علي جنبات الحجر الاسود، [61] تلوذ بفنائک من ملابراهم الله من طهارة الولاة و نفاسة التربة، مقدسة قلوبهم من دنس النفاق، مهذبة أفئدتهم من رجس الشقاق، لينة



[ صفحه 113]



عرائکهم للدين، [62] خشنة ضرائبهم عن العدوان، واضحة بالقبول أو جههم، نضرة بالفضل عيدانهم [63] يدينون بدين الحق وأهله، فإذا اشتدت أرکانهم، وتقومت أعمادهم فدت بمکانفتهم [64] طبقات الامم إلي إمام، إذ تبعتک في ظلال شجرة دوحة تشعبت أفنان غصونها علي حافاة بحيرة الطبرية [65] فعندها يتلالؤ صبح الحق وينجلي ظلام الباطل، ويقصم الله بک الطغيان، ويعيد معالم الايمان، يظهر بک استقامة الافاق وسلام الرفاق، يود الطفل في المهد لو استطاع إليک نهوضا، ونواشط الوحش لو تجد نحوک مجازا، تهتز بک [66] أطراف الدنيا بهجة، وتنشر عليک أغصان العز نضرة، وتستقر بواني الحق في قرارها، وتؤوب شوارد الدين [67] إلي إو کارها، تتهاطل عليک سحائب الظفر، فتخنق کل عدو، وتنصر کل ولي، فلا يبقي علي وجه الارض جبار قاسط ولا جاحد غامط، ولا شانئ مبغض، ولا معاند کاشح، [68] ومن يتوکل علي الله فهو



[ صفحه 114]



حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لکل شئ قدرا.

ثم قال: يا أبا إسحاق ليکن مجلسي هذا عندک مکتوما إلا عن أهل التصديق والاخوة الصادقة في الدين، إذا بدت لک أمارات الظهور والتمکن فلا تبطئ بإخوانک عنا وباهر المسارعة [69] إلي منار اليقين وضياء مصابيح الدين تلق رشدا إن شاء الله قال إبراهيم بن مهزيار: فمکثت عنده حينا أقتبس ما اؤدي إليهم [70] من موضحات الاعلام ونيرات الاحکام، وأروي نبات الصدور من نضارة ما ادخره الله في طبائعه من لطائف الحکم وطرائف فواضل القسم حتي خفت إضاعة مخلفي بالاهواز لتراخي اللقاء عنهم فاستأذنته بالقفول، وأعلمته عظيم ما أصدر به عنه من التوحش لفرقته والتجرع للظعن عن محاله، [71] فأذن وأردفني من صالح دعائه ما يکون ذخرا عند الله ولعقبي وقرابتي إن شاء الله.

فلما أزف ارتحالي [72] وتهيأ اعتزام نفسي غدوت عليه مودعا ومجددا للعهد وعرضت عليه مالا کان معي يزيد علي خمسين ألف درهم وسألته أن يتفضل بالامر بقبوله مني، فابتسم وقال: يا أبا إسحاق استعن به علي منصرفک فإن الشقة قذفة وفلوات الارض أمامک جمة [73] ولا تحزن لا عراضنا عنه، فإنا قد أحدثنا لک شکره



[ صفحه 115]



ونشره وربضناه عندنا بالتذکرة وقبول المنة فبارک الله فيما خولک وأدام لک مانولک [74] وکتب لک أحسن ثواب المحسنين وأکرم آثار الطائعين، فإن الفضل له ومنه، وأسأل الله أن يردک إلي أصحابک بأوفر الحظ من سلامة الاوبة وأکناف الغبطة بلين المنصرف ولا أوعث الله لک سبيلا، [75] ولا حيرلک دليلا، وأستودعه نفسک وديعة لا تضيع ولا تزول بمنه ولطفه إن شاء الله.

يا أبا اسحاق: قنعنا بعوائد إحسانه وفوائد امتنانه، وصان أنفسنا عن معاونة الاولياء لنا عن الاخلاص في النية، وإمحاض النصيحة، والمحافظة علي ما هو أنقي وأتقي وأرفع ذکرا. [76] .

قال: فأقفلت عنه [77] حامدا لله عزوجل علي ما هداني وأرشدني، عالما بأن الله لم يکن ليعطل أرضه ولا يخليها من حجة واضحة، وإمام قائم، وألقيت [78] هذا الخبر المأثور والنسب المشهور توخيا للزيادة في بصائر أهل اليقين، وتعريفا لهم ما من الله عزوجل به من إنشاء الذرية الطيبة والتربة الزکية، وقصدت أداء الامانة والتسليم لما استبان ليضاعف الله عزوجل الملة والهادية، والطريقة المستقيمة المرضية [79] قوة عزم وتأييد نية، وشدة أزر، واعتقاد عصمة، والله يهدي من يشاء



[ صفحه 116]



إلي صراط مستقيم.

20 ـ وسمعنا شيخا [80] من أصحاب الحديث يقال له: أحمد بن فارس الاديب يقول: سمعت بهمدان حکاية حکيتها کما سمعتها لبعض إخواني فسألني أن أثبتها له بخطي ولم أجد إلي مخالفته سبيلا، وقد کتبتها

وعهدتها علي من حکاها:

وذلک أن بهمدان ناسا يعرفون ببني راشد وهم کلهم يتشيعون ومذهبهم مذهب أهل الامامة، فسألت عن سبب تشيعهم من بين أهل همدان؟ فقال لي شيخ منهم ـ رأيت فيه صلاحا ـ وسمتا ـ: إن سبب ذلک أن جدنا الذي ننتسب إليه خرج حاجا فقال: إنه لما صدر من الحج وساروا منازل في البادية قال: فنشطت في النزول والمشي فمشيت طويلا حتي أعييت ونعست فقلت في نفسي: أنام نومة تريحني، فإذا جاء أواخر القافلة قمت: قال: فما انتبهت إلا بحر الشمس ولم أر أحدا فتوحشت ولم أر طريقا ولا أثرا، فتوکلت علي الله عزوجل وقلت: أسير حيث وجهني، ومشيت غير طويل فوقعت في أرض خضراء نضراء کأنها قريبة عهد من غيث، وإذا تربتها أطيب تربة، ونظرت في سواء تلک الارض [81] إلي قصر يلوح کأنه سيف، فقلت: ليت شعري ما هذا القصر الذي لم أعهده ولم أسمع به فقصدته، فلما بلغت الباب رأيت خادمين أبيضين، فسلمت عليهما فردا ردا جميلا وقالا: اجلس فقد أراد الله بک خيرا، فقام أحدهما ودخل واحتبس غير بعيد، ثم خرج فقال: قم فادخل، فدخلت قصرا لم أر بناء أحسن من بنائه ولا أضوء منه، فتقدم الخادم إلي ستر علي بيت فرفعه، ثم قال لي: ادخل، فدخلت البيت فإذا فتي جالس في وسط البيت وقد علق فوق رأسه من السقف سيف طويل تکاد ظبته تمس رأسه، [82] والفتي (کأنه) بدر يلوح في ظلام، فسلمت فرد السلام بألطف کلام و



[ صفحه 117]



أحسنه، ثم قال لي: أتدري من أنا؟ فقلت: لا والله، فقال: أنا القائم من آل محمد صلي الله عليه وآله أنا الذي أخرج في آخر الزمان بهذا السيف ـ وأشار إليه ـ فأملأ الارض قسطا وعدلا کما ملئت جورا وظلما.

فسقطت علي وجهي، وتعفرت، فقال: لا تفعل ارفع رأسک أنت فلان من مدينة بالجبل يقال لها: همدان، فقلت: صدقت يا سيدي ومولاي، قال: فتحب أن تؤوب إلي أهلک؟ فقلت: نعم يا سيدي وأبشرهم بما أتاح الله عزوجل لي، فأومأ إلي الخادم فأخذ بيدي وناولني صرة وخرج ومشي معي خطوات، فنظرت إلي طلال وأشجار ومنارة مسجد فقال: أتعرف هذا البلد؟ فقلت: إن بقرب بلدنا بلدة تعرف بأسدآ باذ وهي تشبهها، قال: فقال: هذه أسدآ باذ إمض راشدا، فالتفت فلم أره.

فدخلت أسدآ باذ وإذا في الصرة أربعون أو خمسون دينارا، فوردت همدان وجمعت أهلي وبشرتهم بما يسره الله عزوجل لي ولم نزل بخير ما بقي معنا من تلک الدنانير.

21 ـ حدثنا محمد بن علي بن محمد بن حاتم النوفلي المعروف بالکرماني قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن عيسي الوشاء البغدادي قال: حدثنا أحمد بن طاهر القمي قال: حدثنا محمد بن بحر بن سهل الشيباني قال: حدثنا أحمد بن مسرور، [83] عن سعد بن عبد الله القمي قال: کنت إمرءا لهجا بجمع الکتب المشتملة علي غوامض العلوم ودقائقها، کلفا باستظهار ما يصح لي من حقائقها، مغرما [84] بحفظ مشتبهها



[ صفحه 118]



ومسغلقها، شحيحا علي ما أظفر به من معضلاتها [85] ومشکلاتها، متعصبا لمذهب الامامية راغبا عن الامن والسلامة في انتظار التنازع والتخاصم والتعدي إلي التباغض والتشاتم، معيبا للفرق ذوي الخلاف، کاشفا عن مثالب أئمتهم، هتاکا لحجب قادتهم، إلي أن بليت بأشد النواصب منازعة، وأطو لهم مخاصمة، وأکثرهم جدلا، وأشنعهم سؤالا وأثبتهم علي الباطل قدما.

فقال ذات يوم ـ وأنا اناظره ـ: تبا لک ولاصحابک يا سعد إنکم معاشر الرافضة تقصدون علي المهاجرين والانصار بالطعن عليهما، وتجحدون من رسول الله ولايتهما وإمامتهما، هذا الصديق الذي فاق جميع الصحابة بشرف سابقته، أما علمتم أن رسول الله ما أخرجه مع نفسه إلي الغار إلا علما منه أن الخلافة له من بعده وأنه هو المقلد لامر التأويل والملقي إليه أزمة الامة، وعليه المعول في شعب الصدع، ولم الشعث، وسد الخلل، وإقامة الحدود، وتسريب الجيوش لفتح بلاد الشرک، [86] وکما أشفق علي نبوته أشفق علي خلافته، إذ ليس من حکم الاستتار والتواري أن يروم الهارب من الشر مساعدة إلي مکان يستخفي فيه، ولما رأينا النبي متوجها إلي الانجحار ولم تکن الحال توجب استدعاء المساعدة من أحد استبان لنا قصد رسول الله بأبي بکر للغار للعلة التي شرحناها، وإنما أبات عليا علي فراشه لما لم يکن يکترث به، ولم يحفل به لاستثقاله، [87] ولعلمه بأنه إن قتل لم يتعذر عليه نصب غيره مکانه للخطوب التي کان يصلح لها.

قال سعد: فأوردت عليه أجوبة شتي، فما زال يعقب [88] کل واحد منها بالنقض والرد علي، ثم قال:، يا سعد ودونکها أخري بمثلها تخطم أنوف الروافض، [89] ألستم



[ صفحه 119]



تزعمون أن الصديق المبرأ من دنس الشکوک والفارق المحامي عن بيضة الاسلام کانا يسر ان النفاق، واستدللتم بليلة العقبة، أخبرني عن الصديق والفاروق أسلما طوعا أو کرها؟ قال سعد: فاحتلت لدفع هذه المسألة عني خوفا من الالزام وحذرا من أني إن أقررت له بطوعهما [90] للاسلام احتج بأن بدء النفاق ونشأه في القلب لا يکون إلا عند هبوب روائح القهر والغلبة، وإظهار البأس الشديد في حمل المرء علي من ليس ينقاد إليه قلبه نحو قول الله تعالي «فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وکفرنا بما کنا به مشرکين فلم يک ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا» [91] وإن قلت: أسلما کرها کان يقصدني بالطعن إذ لم تکن ثمة سيوف منتضاة [92] کانت تريهما البأس.

قال سعد: فصدرت عنه مزورا [93] قد انتفخت أحشائي من الغضب وتقطع کبدي من الکرب وکنت قد اتخذت طومارا وأثبت فيه نيفا وأربعين مسألة من صعاب المسائل لم أجد لها مجيبا علي أن أسال عنها خبير أهل بلدي أحمد بن إسحاق صاحب مولانا أبي محمد عليه السلام فارتحلت خلفه وقد کان خرج قاصدا نحو مولانا بسر من رأي فلحقته في بعض المنازل فلما تصافحنا قال: بخير لحاقک بي، قلت: الشوق ثم العادة في الاسولة قال: قد تکافينا علي هذه الخطة الواحدة، فقد برح بي القرم [94] إلي لقاء مولانا أبي محمد عليه السلام وأنا اريد أن أساله عن معاضل في التأويل ومشاکل في التنزل فدونکها الصحبة المبارکة



[ صفحه 120]



فإنها تقف بک علي ضفة بحر [95] لا تنقضي عجائبه، ولا تفني غرائبه، وهو إمامنا.

فوردنا سر من رأي فانتهينا منها إلي باب سيدنا فاستأذنا فخرج علينا الاذن بالدخول عليه وکان علي عاتق أحمد بن إسحاق جراب قد غطاه بکساء طبري فيه مائة وستون صرة من الدنانير والدراهم، علي کل صرة منها ختم صاحبها.

قال سعد: فما شبهت وجه مولانا أبي محمد عليه السلام حين غشينا نور وجهه إلا ببدر قد استوفي من لياليه أربعا بعد عشر، وعلي فخذه الايمن غلام يناسب المشتري في الخلقة والمنظر، علي رأسه فرق بين وفرتين کأنه ألف بين واوين، وبين يدي مولانا رمانة ذهبية تلمع بدائع نقوشها وسط غرائب الفصوص المرکبة عليها، قد کان أهداها إليه بعض رؤساء أهل البصرة، وبيده قلم إذا أراد أن يسطر به علي البياض شيئا قبض الغلام علي أصابعه، فکان مولانا يدحرج الرمانة بين يديه ويشغله بردها کيلا يصده عن کتابة ما أراد [96] فسلمنا عليه فألطف في الجواب وأومأ إلينا بالجلوس فلما فرغ من کتبة البياض الذي کان بيده، أخرج أحمد بن إسحاق جرابه من طي کسائه فوضعه بين يديه فنظر الهادي عليه السلام [97] إلي الغلام وقال له: يا بني فض الخاتم عن هدايا شيعتک ومواليک، فقال: يا



[ صفحه 121]



مولاي أيجوز أن أمد يدا طاهرة إلي هدايا نجسة وأموال رجسة قد شيب أحلها بأحرمها؟ فقال مولاي: يا ابن إسحاق استخرج ما في الجراب ليميز ما بين الحلال والحرام منها، فأول صرة بدأ أحمد بإخراجها قال الغلام: «هذه لفلا بن فلان، من محلة کذا بقم، يشتمل علي اثنين وستين دينارا، فيها من ثمن حجيرة باعها صاحبها وکانت إرثا له عن أبيه خمسة وأربعون دينارا، ومن أثمان تسعة أثواب أربعة عشر دينارا، وفيها من اجرة الحوانيت ثلاثة دنانير» فقال مولانا: صدقت يا بني دل الرجل علي الحرام منها، فقال عليه السلام: «فتش عن دينار رازي السکة، تاريخه سنة کذا، قد انطمس من نصف إحدي صفحتيه نقشه، وقراضة آملية وزنها ربع دينار، والعلة في تحريمها أن صاحب هذه الصرة وزن في شهر کذا من سنة کذا علي حائک من جيرانه من الغزل منا وربع من فأتت علي ذلک مدة وفي انتهائها قيض لذل الغزل سارق، فأخبر به الحائک صاحبه فکذبه واسترد منه بدل ذلک منا ونصف من غزلا أدق مما کان دفعه إليه واتخذ من ذلک ثوبا، کان هذا الدينار مع القراضة ثمنه» فلما فتح رأس الصرة صادف رقعة في وسط الدنانير باسم من أخبر عنه وبمقدارها علي حسب ما قال، واستخرج الدينار والقراضة بتلک العلامة.

ثم أخرج صرة اخري فقال الغلام: «هذه لفلان بن فلان، من محلة کذا بقم تشتمل علي خمسين دينارا لا يحل لنا لمسها». قال: وکيف ذاک؟ قال: «لانها من ثمن حنطة حاف صاحبها علي أکاره في المقاسمة، وذلک أنه قبض حصته منها بکيل واف وکان ما حص الاکار بکيل بخس» فقال مولانا: صدقت يا بني.

ثم قال: يا أحمد بن إسحاق احملها بأجمعها لتردها أو توصي بردها علي أربابها فلا حاجة لنا في شيء منها، وائتنا بثوب العجوز. قال أحمد: وکان ذلک الثوب في حقيبة لي فنسيته. [98] .

فلما انصرف أحمد بن إسحاق ليأتيه بالثوب نظر إلي مولانا أبو محمد عليه السلام فقال:



[ صفحه 122]



ما جاء بک يا سعد؟ فقلت: شوقني أحمد بن إسحاق علي لقاء مولانا. قال: والمسائل التي أردت أن تسأله عنها؟ قلت: علي حالها يا مولاي قال: فسل قرة عيني ـ وأومأ إلي الغلام ـ فقال لي الغلام: سل عما بدالک منها، فقلت له: مولانا وابن مولانا إنا روينا عنکم أن رسول الله صلي الله عليه وآله جعل طلاق نسائه بيد أمير المؤمنين عليه السلام حتي أرسل يوم الجمل إلي عائشة: إنک قد أرهجت علي الاسلام [99] وأهله بفتنتک، وأوردت بنيک حياض الهلاک بجهلک، فإن کففت عني غربک [100] وإلا طلقتک، ونساء رسول الله صلي الله عليه وآله قد کان طلاقهن وفاته، قال: ما الطلاق؟ قلت: تخلية السبيل، قال: فإذا کان طلاقهن وفاة رسول الله صلي الله عليه واله قد خليت لهن السبيل فلم لا يحل لهن الازواج؟ قلت: لان الله تبارک وتعالي حرم الازواج عليهن، قال: کيف وقد خلي الموت سبيلهن؟ قلت: فأخبرني يا ابن مولاي عن معني الطلاق الذي فوض رسول الله صلي الله عليه واله حکمه إلي أمير المؤمنين عليه السلام، قال: إن الله تقدس اسمه عظم شأن نساء النبي صلي الله عليه واله فخصهن بشرف الامهات، فقال رسول الله: يا أبا الحسن إن هذا الشرف باق لهن ما دمن الله علي الطاعة، فأيتهن عصت الله بعدي بالخروج عليک فأطلق لها في الازواج وأسقطها من شرف امومة المؤمنين. [101] .

قلت: فأخبرني عن الفاحشة المبينة التي إذا أتت المرأة بها في عدتها حل للزوج أن يخرجها من بيته؟ قال: الفاحشة المبينة هي السحق دون الزنا [102] فإن المرأة إذا



[ صفحه 123]



زنت وأقيم عليها الحد ليس لمن أرادها أن يمتنع بعد ذلک من التزوج بها لاجل الحد وإذا سحقت وجب عليها الرجم والرجم خزي ومن قد أمر الله برجمه فقد أخزاه، ومن أخزاه فقد أبعده، ومن أبعده فليس لاحد أن يقربه.

قلت: فأخبرني يا ابن رسول الله عن أمر الله لنبيه موسي عليه السلام «فاخلع نعليک إنک بالواد المقدس طوي» [103] فإن فقهاء القريقين يزعمون أنها کانت من إهاب الميتة، فقال: عليه السلام من قال ذلک فقد افتري علي موسي واستجهله في نبوته [104] لانه ما خلا الامر فيها من خطيئتين إما أن تکون صلاة موسي فيهما جائزة أو غير جائزة، فإن کانت صلاته جائزة جاز له لبسهما في تلک البقعة، وإن کانت مقدسة مطهرة فليست بأقدس وأطهر من الصلاة وإن کانت صلاته غير جائزة فيهما فقد أوجب علي موسي أنه لم يعرف الحلال من الحرام وما علم ما تجوز فيه الصلاة وما لم تجز، وهذا کفر. [105] .

قلت: فأخبرني يا مولاي عن التأويل فيهما قال: إن موسي ناجي ربه بالواد المقدس فقال: يا رب إني قد أخلصت لک المحبة مني، وغسلت قلبي عمن سواک ـ و کان شديد الحب لاهله ـ فقال الله تعالي: «اخلع نعليک» أي أنزع حب أهلک من قلبک إن کانت محبتک لي خالصة، وقلبک من الميل إلي من سواي مغسولا. [106] .

قلت: فأخبرني يا ابن رسول الله عن تأويل «کهيعص» قال هذه الحروف من أنباء الغيب، أطلع الله عليها عبده زکريا، ثم قصها علي محمد صلي الله عليه واله وذلک أن زکريا سأل ربه أن يعلمه أسماء الخمسة فأهبط عليه جبرئيل فعلمه إياها، فکان زکريا إذا ذکر محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين سري عنه همه، وانجلي کربه، وإذا ذکر الحسين خنقته العبرة، ووقعت عليه البهرة، [107] فقال ذات يوم: يا إلهي ما بالي إذا ذکرت أربعا منهم تسليت بأسمائهم من همومي، وإذا ذکرت الحسين تدمع عيني وتثور زفرتي؟ فأنبأه الله تعالي عن قصته، وقال: «کهيعص» «فالکاف» اسم کربلاء. و «الهاء» هلاک العترة. و «الياء» يزيد، وهو ظالم الحسين عليهما السلام. و «العين» عطشه. و «الصاد» صبره. [108] .

فلما سمع ذلک زکريا لم يفارق مسجده ثلاثة أيام ومنع فيها الناس من الدخول عليه، وأقبل علي البکاء والنحيب وکانت ندبته (إلهي أتفجع خير خلقک بولده إلهي أتنزل بلوي هذه الرزية بفنائه، إلهي أتلبس عليا وفاطمة ثياب هذه المصيبة، إلهي أتحل کربة هذه الفجيعة بساحتهما)؟! ثم کان يقول: (اللهم ارزقني ولدا تقر به عيني علي الکبر، وأجعله وارثا وصيا، واجعل محله مني محل الحسين، فإذا رزقتنيه فافتني بحبه، ثم فجعني به کما تفجع محمدا حبيبک بولده) فرزقه الله يحيي وفجعه به. وکان حمل يحيي ستة أشهر وحمل الحسين عليه السلام کذلک، وله قصة طويلة.

قلت: فأخبرني يا مولاي عن العلة التي تمنع القوم من اختيار إمام لانفسهم، قال: مصلح أو مفسد؟ قلت: مصلح، قال: فهل يجوز أن تقع خيرتهم علي المفسد بعد أن لا يعلم أحد ما يخطر ببال غيره من صلاح أو فساد؟ قلت: بلي، قال: فهي العلة، وأوردها لک ببرهان ينقاد له عقلک [109] أخبرني عن الرسل الذين اصطفاهم الله تعالي وأنزل عليهم الکتاب وأيدهم بالوحي والعصمة إذ هم أعلام الامم [110] وأهدي إلي



[ صفحه 124]



الاختيار منهم مثل موسي وعيسي عليهما السلام هل يجوز مع وفور عقلهما وکمال علمهما إذا هما بالاختيار أن يقع خيرتهما علي المنافق وهما يظنان أنه مؤمن، قلت: لا، فقال: هذا موسي کليم الله مع وفور عقله وکمال علمه ونزول الوحي عليه اختار من أعيان قومه ووجوه عسکره لميقات ربه سبعين رجلا ممن لا يشک في إيمانهم وإخلاصهم، فوقعت خيرته علي المنافقين، قال الله تعالي: «واختار موسي قومه سبعين رجلا لميقاتنا ـ إلي قوله ـ لن نؤمن لک حتي نري الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم» [111] فلما وجدنا اختيار من قد اصطفاه الله للنبوة واقعا علي الافسد دون الاصلح وهو يظن أنه الاصلح دون الافسد علمنا أن لا اختيار إلا لمن يعلم ما تخفي الصدور وما تکن الضمائر وتتصرف عليه السرائر وأن لاخطر لاختيار المهاجرين والانصار بعد وقوع خيرة الانبياء علي ذوي الفساد لما أرادوا أهل الصلاح.

ثم قال مولانا: يا سعد وحين ادعي خصمک أن رسول الله صلي الله عليه واله لما أخرج مع نفسه مختار هذه الامة إلي الغار إلا علما منه أن الخلافة له من بعده وأنه هو المقلد امور التأويل والملقي إليه أزمة الامة وعليه المعول في لم الشعث وسد الخلل وإقامة الحدود، وتسريب الجيوش لفتح بلاد الکفر، فکما أشفق علي نبوته أشفق علي خلافته إذ لم يکن من حکم الاستتار والتواري أن يروم الهارب من الشر مساعدة من غيره إلي مکان يستخفي فيه وإنما أبات عليا علي فراشه لما لم يکن يکترث له ولم يحفل به لاستثقالة إياه وعلمه أنه إن قتل لم يتعذر عليه نصب غيره مکانه للخطوب التي کان يصلح لها. فهلا نقضت عليه دعواه بقولک أليس قال رسول الله صلي الله عليه واله: «الخلافة بعدي ثلاثون سنة» فجعل هذه موقوفة علي أعمار الاربعة الذين هم الخلفاء الراشدون في مذهبکم فکان لا يجد بدا من قوله لک: بلي، قلت: فکيف تقول حينئذ: أليس کما علم رسول الله أن الخلافة من بعده لابي بکر علم أنها من بعد أبي بکر لعمر ومن بعد عمر لعثمان ومن بعد عثمان لعلي فکان أيضا لا يجد بدا من قوله لک: نعم، ثم کنت



[ صفحه 125]



تقول له: فکان الواجب علي رسول الله صلي الله عليه واله أن يخرجهم جميعا (علي الترتيب) إلي الغار ويشفق عليهم کما أشفق علي أبي بکر ولا يستخف بقدر هؤلاء الثلاثة بترکه إياهم وتخصيصه أبا بکر وإخراجه مع نفسه دونهم.

ولما قال: أخبرني عن الصديق والفاروق أسلما طوعا أو کرها؟ لم لم تقل له: بل أسلما طمعا وذلک بأنهما کانا يجالسان اليهود ويستخبرانهم عما کانوا يجدون في التوراة وفي سائر الکتب المتقدمة الناطقة بالملاحم من حال إلي حال من قصة محمد صلي الله عليه واله ومن عواقب أمره، [112] فکانت اليهود تذکر أن محمدا يسلط علي العرب کما کان بختنصر سلط علي بني إسرائيل ولا بد له من الظفر بالعرب کما ظفر بختنصر ببني إسرائيل غير أنه کاذب في دعواه أنه نبي. [113] فأتيا محمدا فساعداه علي شهادة ألا إله إلا الله وبايعاه طمعا في أن ينال کل واحد منهما من جهته ولاية بلد إذا استقامت اموره واستتبت [114] أحواله فلما آيسا من ذلک تلثما وصعدا العقبة مع عدة من أمثالهما من المنافقين علي أن يقتلوه فدفع الله تعالي کيدهم وردهم بغيظهم لم ينالوا خيرا کما أتي طلحة والزبير عليا عليه السلام فبايعاه وطمع کل واحد منهما أن ينال من جهته ولاية بلد، فلما أيسا نکثا بيعته وخرجا عليه فصرع الله کل واحد منهما مصرع أشباههما من الناکثين.

قال سعد: ثم قام مولانا الحسن بن علي الهادي عليه السلام للصلاة مع الغلام فانصرفت عنهما وطلبت أثر أحمد بن إسحاق فاستقبلني باکيا فقلت: ما أبطأک وأبکاک؟ قال: قد فقدت الثوب الذي سألني مولاي إحضاره، قلت: لا عليک فأخبره، فدخل عليه مسرعا



[ صفحه 126]



وانصرف من عنده متبسما وهو يصلي علي محمد وآل محمد، فقلت: ما الخبر؟ قال: وجدت الثوب مبسوطا تحت قدمي مولانا يصلي عليه.

قال سعد: فحمدنا الله تعالي علي ذلک وجعلنا نختلف بعد ذلک اليوم إلي منزل مولانا أياما، فلا نري الغلام بين يديه فلما کان يوم الوداع دخلت أنا وأحمد بن إسحاق وکهلان من أهل بلدنا [115] وانتصب أحمد بن إسحاق بين يديه قائما وقال: يا ابن رسول الله قد دنت الرحلة واشتد المحنة، [116] فنحن نسأل الله تعالي أن يصلي علي المصطفي جدک وعلي المرتضي أبيک وعلي سيدة النساء امک وعلي سيدي شباب أهل الجنة عمک و أبيک وعلي الائمة الطاهرين من بعدهما آبائک، وأن يصلي عليک وعلي ولدک ونرغب إلي الله أن يعلي کعبک ويکبت عدوک، ولا جعل الله هذا آخر عهدنا من لقائک.

قال: فلما قال هذه الکلمات استعبر مولانا حتي استهلت دموعه وتقاطرت عبراته ثم قال: يا ابن اسحاق لا تکلف في دعائک شططا فإنک ملاق الله تعالي في صدرک هذا فخر أحمد مغشيا عليه، فلما أفاق قال: سألتک بالله وبحرمة جدک إلا شرفتني بخرقة أجعلها کفنا، فأدخل مولانا يده تحت البساط فأخرج ثلاثة عشر درهما فقال: خذها و لا تنفق علي نفسک غيرها، فإنک لن تعدم ما سألت، وإن الله تبارک وتعالي لن يضيع أجر من أحسن عملا

قال سعد: فلما انصرفنا بعد منصرفنا من حضرة مولانا من حلوان علي ثلاثة فراسخ حم أحمد بن إسحاق وثارت به علة صعبة أيس من حياته فيها، فلما وردنا حلوان ونزلنا في بعض الخانات دعا أحمد بن إسحاق برجل من أهل بلده کان قاطنا بها، [117] ثم قال: تفرقوا عني هذه الليلة واترکوني وحدي، فانصرفنا عنه ورجع کل واحد منا إلي مرقده. قال سعد: فلما حان أن ينکشف الليل عن الصبح أصابتني فکرة [118] ففتحت



[ صفحه 127]



عيني فإذا أنا بکافور الخادم (خادم مولانا أبي محمد عليه السلام) وهو يقول: أحسن الله بالخير عزاکم، وجبر بالمحبوب رزيتکم، قد فرغنا من غسل صاحبکم ومن تکفينه، فقوموا لدفنه فإنه من أکرمکم محلا عند سيدکم. ثم غاب عن أعيننا فاجتمعنا علي رأسه بالبکاء والعويل حتي قضينا حقه، وفرغنا من أمره [119] ـ رحمه الله ـ.

23 ـ حدثنا أبو الحسن علي بن موسي بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسي بن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: وجدت في کتاب أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أحمد الطوال، عن أبيه، عن الحسن بن علي الطبري، عن أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن مهزيار قال: سمعت أبي يقول: سمعت جدي علي بن إبراهيم بن مهزيار [120] يقول: کنت نائما في مرقدي



[ صفحه 128]



إذ رأيت في ما يري النائم قائلا يقول لي: حج فإنک تلقي صاحب زمانک. قال علي ابن إبراهيم: فانتبهت وأنا فرح مسرور، [121] فما زلت في الصلاة حتي انفجر عمود الصبح وفرغت من صلاتي وخرجت أسأل عن الحاج فوجدت فرقة تريد الخروج، فبادرت مع أول من خرج، فما زلت کذلک حتي خرجوا وخرجت بخروجهم اريد



[ صفحه 129]



الکوفة، فلما وافيتها نزلت عن راحلتي وسلمت متاعي إلي ثقات إخواني وخرجت أسأل عن آل أبي محمد عليه السلام، فما زلت کذلک فلم أجد أثرا، ولا سمعت خبرا، وخرجت في أول من خرج اريد المدينة، فلما دخلتها لم أتمالک أن نزلت عن راحلتي وسلمت رحلي إلي ثقات إخواني وخرجت أسأل عن الخبر وأقفوا الاثر، فلا خبرا سمعت، ولا أثرا وجدت، فلم أزل کذلک إلي أن نفر الناس إلي مکة، وخرجت مع من خرج، حتي وافيت مکة، ونزلت فاستوثقت من رحلي وخرجت أسأل عن آل أبي محمد عليه السلام فلم أسمع خبرا ولا وجدت أثرا، فما زلت بين الاياس والرجاء متفکرا في أمري وعائبا علي نفسي، وقد جن الليل. فقلت: أرقب إلي أن يخلو لي وجه الکعبة لاطوف بها وأسأل الله عزوجل أن يعرفني أملي فيها فبينما أنا کذلک وقد خلالي وجه الکعبة إذ قمت إلي الطواف، فإذا أنا بفتي مليح الوجه، طيب الرائحة، مترز ببردة، متشح باخري، وقد عطف بردائه علي عاتقه فرعته، [122] فالتفت إلي فقال: ممن الرجل؟ فقلت: من الاهواز، فقال: أتعرف بها ابن الخصيب! فقلت: رحمه الله دعي فأجاب، فقال: رحمه الله لقد کان بالنهار صائما وبالليل قائما وللقرآن تاليا ولنا مواليا، فقال: أتعرف بها علي بن إبراهيم بن مهزيار؟ فقلت: أنا علي، فقال: أهلا وسهلا بک يا أبا الحسن. أتعرف الصريحين؟ [123] قلت: نعم قال: ومن هما؟ قلت: محمد وموسي. ثم قال: ما فعلت العلامة التي بينک وبين أبي محمد عليه السلام فقلت: معي، فقال: أخرجها إلي، فأخرجتها إليه خاتما حسنا علي فصه «محمد وعلي» فلما رأي ذلک بکي (مليا ورن شجيا، فأقبل يبکي بکاء) طويلا وهو يقول: رحمک الله يا أبا محمد فلقد کنت إماما عادلا، ابن أئمة وأبا إمام، أسکنک الله الفردوس الاعلي مع آبائک عليهم السلام.

ثم قال: يا أبا الحسن صر إلي رحلک وکن علي اهبة من کفايتک [124] حتي إذا ذهب الثلث من الليل وبقي الثلثان فالحق بنا فانک تري مناک (إن شاء الله) قال ابن مهزيار:



[ صفحه 130]



فصرت إلي رجلي اطيل التفکر حتي إذا هجم الوقت، [125] فقمت إلي رحلي وأصلحته، وقدمت راحلتي وحملتها وصرت في متنها حتي لحقت الشعب فإذا أنا بالفتي هناک يقول: أهلا وسهلا بک يا أبا الحسن طوبي لک فقد اذن لک، فسار وسرت بسيره حتي جازبي عرفات ومني، وصرت في أسفل ذروة جبل الطائف، فقال لي: يا أبا الحسن انزل وخذ في اهبة الصلاة، فنزل ونزلت حتي فرغ وفرغت، ثم قال لي: خذفي صلاة الفجر وأوجز، فأوجزت فيها وسلم وعفر وجهه في التراب، ثم رکب وأمرني بالرکوب فرکبت، ثم سار وسرت بسيره حتي علا الذروة فقال: المح هل تري شيئا؟ فلمحت فرأيت بقعة نزهة کثيرة العشب والکلاء، فقلت: يا سيدي أري بقعة نزهة کثيرة العشب والکلاء، فقال لي: هل تري في أعلاها شيئا؟ فلمحت فإذا أنا بکثيب من رمل فوق بيت من شعر يتوقد نورا، فقال لي: هل رأيت شيئا؟ فقلت: أري کذا وکذا، فقال لي: يا ابن مهزيار طب نفسا وقر عينا فإن هناک أمل کل مؤمل، ثم قال لي: انطلق بنا، فسار وسرت حتي صار في أسفل الذروة، ثم قال: انزل فههنا يذل لک کل صعب، فنزل ونزلت حتي قال لي: يا ابن مهزيار خل عن زمام الراحلة، فقلت: علي من اخلفها وليس ههنا أحد؟ فقال: إن هذا حرم لا يدخله إلا ولي، ولا يخرج منه إلا ولي، فخليت عن الراحلة، فسار وسرت فلما دنا من الخباء سبقني وقال لي: قف هناک إلي أن يؤذن لک، فما کان إلا هنيئة فخرج إلي وهو يقول: طوبي لک قد اعطيت سؤلک، قال: قد خلت عليه صلوات الله عليه وهو جالس علي نمط عليه نطع أديم [126] أحمر متکئ علي مسورة أديم، فسلمت عليه ورد علي السلام ولمحته فرأيت وجهه مثل فلقة قمر، لا بالخرق ولا بالبزق، ولا بالطويل الشامخ، ولا بالقصير اللاصق، ممدود القامة، صلت الجبين، أزج الحاجبين، [127] أدعج العينين، أقني الانف [128] سهل الخدين، علي خده الايمن



[ صفحه 131]



خال. فلما أن بصرت به حار عقلي في نعته وصفته، فقال لي: يا ابن مهزيار کيف خلفت إخوانک في العراق؟ قلت: في ضنک عيش وهناة، قد تواترت عليهم سيوف بني الشيصبان [129] فقال: قاتلهم الله أني يؤفکون، کأني بالقوم قد قتلوا في ديارهم وأخذهم أمر ربهم ليلا ونهارا، فقلت: متي يکون ذلک يا ابن رسول الله؟ قال: إذا حيل بينکم وبين سبيل الکعبة بأقوام لاخلاق لهم والله ورسوله منهم براء وظهرت الحمرة في السماء ثلاثا فيها أعمدة کأعمدة اللجين تتلا لانورا ويخرج السروسي [130] من إرمنية وأذر بيجان يريد وراء الري الجبل الاسود المتلاحم بالجبل الاحمر، لزيق جبل طالقان، فيکون بينه وبين المروزي وقعة صيلمانية، [131] يشيب فيها الصغير، ويهرم منها الکبير، ويظهر القتل بينهما. فعندها توقعوا خروجه إلي الزوراء، [132] فلا يلبث بها حتي يوافي باهات، [133] ثم يوافي واسط العراق، فيقيم بها سنة أو دونها، ثم يخرج إلي کوفان فيکون بينهم وقعة من النجف إلي الحيرة إلي الغري وقعة شديدة تذهل منها العقول، فعندها يکون بوار الفئتين، وعلي الله حصاد الباقين.

ثم تلا قوله تعالي «بسم الله الرحمن الرحيم أتيها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا کأن لم تغن بالامس» [134] فقلت: سيدي يا ابن رسول الله ما الامر؟ قال: نحن



[ صفحه 132]



أمر الله وجنوده، قلت: سيدي يا ابن رسول الله حان الوقت؟ قال: «واقتربت الساعة وانشق القمر». [135] .

24 ـ حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال: حدثنا أبو القاسم جعفر ابن أحمد [136] العلوي الرقي العريضي قال: حدثني أبو الحسن علي بن أحمد العقيقي قال: حدثني أبو نعيم الانصاري الزيدي قال: کنت بمکة عند المستجار وجماعة من المقصرة [137] وفيهم المحمودي وعلان الکليني وأبو الهيثم الديناري وأبو جعفر الاحول الهمداني، وکانوا زهاء ثلاثين رجلا، ولم يکن منهم مخلص علمته غير محمد بن القاسم العلوي العقيقي، فبينا نحن کذلک في اليوم السادس من ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين من الهجرة إذ خرج علينا شاب من الطواف عليه أزاران محرم (بهما)، وفي يده نعلان فلما رأيناه قمنا جميعا هيبة له، فلم يبق منا أحد إلا قام وسلم عليه، ثم قعد والتفت يمينا وشمالا، ثم قال: أتدرون ما کان أبو عبد الله عليه السلام يقول في دعاء الالحاح؟ قلنا: وما کان يقول؟ قال: کان يقول: «اللهم إني أسألک باسمک الذي به تقوم السماء، وبه تقوم الارض، وبه تفرق بين الحق والباطل، وبه تجمع بين المتفرق، وبه تفرق بين المجتمع، وبه أحصيت عدد الرمال وزنة الجبال وکيل البحار أن تصلي علي محمد وآل محمد وأن تجعل لي من أمري فرجا ومخرجا». ثم نهض فدخل الطواف، فقمنا لقيامه حين انصرف، وانسينا أن نقول له: من هو؟ فلما کان من الغد في ذلک الوقت خرج علينا من الطواف فقمنا کقيامنا الاول



[ صفحه 133]



بالامس ثم جلس في مجلسه متوسطا، ثم نظر يمينا وشمالا قال: أتدرون ما کان أمير المؤمنين عليه السلام يقول بعد صلاة الفريضة؟ قلنا: وما کان يقول؟، قال: کان يقول:

«اللهم إليک رفعت الاصوات (ودعيت الدعوات) ولک عنت الوجوه، ولک خضعت الرقاب وإليک التحاکم في الاعمال، يا خير مسؤول وخير من أعطي، يا صادق يا بارئ، يا من لا يخلف الميعاد، يا من أمر بالدعاء وتکفل بالاجابة، يا من قال: «ادعوني أستجب لکم» يا من قال: «وإذا سألک عبادي عني فإني قريب اجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون». يا من قال: «يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم».

ثم نظر يمينا وشمالا بعد هذا الدعاء فقال: أتدرون ما کان أمير المؤمنين عليه السلام يقول في سجدة الشکر؟ قلنا: وما کان يقول؟ قال: کان يقول:

«يا من لا يزيده إلحاح الملحين إلا جودا وکرما، يا من له خزائن السماوات والارض، يا من له خزائن مادق وجل، لا تمنعک إساءتي من إحسانک إلي، إني أسألک أن تفعل بي ما أنت أهله، وأنت أهل الجود والکرم والعفو، يا رباه، يا الله افعل بي ما أنت أهله فأنت قادر علي العقوبة وقد استحققتها، لا حجة لي ولا عذر لي عندک، أبوء إليک بذنوبي کلها، وأعترف بها کي تعفو عني وأنت أعلم بها مني، بؤت إليک بکل ذنب أذنبته، وبکل خطيئة أخطأتها، وبکل سيئة عملتها، يا رب اغفر لي وارحم وتجاوز عما تعلم إنک أنت الاعز الاکرم.

وقام فدخل الطواف فقمنا لقيامه وعاد من غد في ذلک الوقت فقمنا لاستقباله کفعلنا فيما مضي [138] فجلس متوسطا ونظر يمينا وشمالا فقال: کان علي بن الحسين سيد العابدين عليه السلام يقول في سجوده في هذا الموضع ـ وأشار بيده إلي الحجر نحو الميزاب ـ» عبيدک بفنائک، [139] مسکينک ببابک أسألک ما لا يقدر عليه سواک، ثم نظر



[ صفحه 134]



يمينا وشمالا ونظر إلي محمد بن القاسم العلوي فقال: يا محمد بن القاسم أنت علي خير إن شاء الله، وقام فدخل الطواف فما بقي أحد منا إلا وقد تعلم ما ذکر من الدعاء و [140] نسينا أن نتذاکر أمره إلا في آخر يوم، فقال لنا المحمودي: يا قوم أتعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا والله صاحب الزمان عليه السلام، فقلنا: وکيف ذاک يا أبا علي فذکر أنه مکث يدعو ربه عزوجل ويسأله أن يريه صاحب الامر سبع سنين قال: فبينا أنا يوما في عشية عرفة فإذا بهذا الرجل بعينه فدعا بدعاء وعيته فسألته ممن هو؟ فقال: من الناس، فقلت: من أي الناس من عربها أو مواليها؟ فقال: من عربها، فقلت: من أي عربها؟ فقال: من أشرفها وأشمخها، [141] فقلت: ومن هم؟ فقال بنو هاشم، فقلت: من أي بني هاشم؟ فقال: من أعلاها ذروة وأسناها رفعة، فقلت: وممن هم؟ فقال: ممن فلق الهام، وأطعم الطعام، وصلي بالليل والناس نيام، فقلت: إنه علوي فأحببته علي العلوية، ثم افتقدته من بين يدي، فلم أدر کيف مضي في السماء أم في الارض، فسألت القوم الذين کانوا حوله أتعرفون هذا العلوي؟ فقالوا: نعم يحج معنا کل سنة ما شيا، فقلت: سبحان الله والله ما أري به أثر مشي، ثم انصرفت إلي المزدلفة کئيبا حزينا علي فراقه وبت في ليلتي تلک فإذا أنا برسول الله صلي الله عليه وآله [142] فقال: يا محمد رأيت طلبتک؟ فقلت: ومن ذاک يا سيدي؟ فقال: الذي رأيته في عشيتک فهو صاحب زمانکم.

فلما سمعنا ذلک منه عاتبناه علي ألا يکون أعلمنا ذلک، فذکر أنه کان ناسيا أمره إلي وقت ما حدثنا.

وحدثنا بهذا الحديث عمار بن الحسين بن إسحاق الاسروشني



[ صفحه 135]



بجبل بوتک من أرض فرغانة قال: حدثني أبو العباس أحمد بن الخضر قال: حدثني أبو الحسين محمد بن عبد الله الاسکافي قال: حدثني سليم، عن أبي نعيم الانصاري [143] قال: کنت بالمستجار بمکة أنا وجماعة من المقصرة فيهم المحمودي وعلان الکليني وذکر الحديث مثله سواء.

وحدثنا أبو بکر محمد بن محمد بن علي بن محمد بن حاتم قال: حدثنا أبو الحسين عبيد الله بن محمد بن جعفر القصباني البغدادي قال: حدثني أبو محمد علي بن محمد بن ـ أحمد بن الحسين الماذرائي [144] قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي المنقذي الحسني بمکة قال: کنت جالسا بالمستجار وجماعة من المقصرة وفيهم المحمودي وأبو الهيثم الديناري وأبو جعفر الاحول، وعلان الکليني، والحسن بن وجناء، وکانوا زهاء ثلاثين رجلا، وذکر الحديث مثله سواء.

25 ـ حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن (علي بن) محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: سمعت أبا الحسين الحسن بن وجناء يقول: حدثنا أبي، عن جده [145] أنه کان في دار الحسن بن علي عليهما السلام فکبستنا الخيل وفيهم جعفر بن علي الکذاب واشتغلوا بالنهب والغارة وکانت همتي في مولاي القائم عليه السلام قال: فإذا (أنا) به عليه السلام قد أقبل وخرج عليهم من الباب وأنا أنظر إليه وهو عليه السلام ابن ست سنين فلم يره أحد حتي غاب.

ووجدت مثبتا في بعض الکتب المصنفة في التواريخ ولم أسمعه إلا عن محمد بن ـ الحسين بن عباد أنه قال: مات أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام يوم جمعة مع صلاة



[ صفحه 136]



الغداة، وکان في تلک الليلة قد کتب بيده کتبا کثيرة إلي المدينة، وذلک في شهر ربيع الاول لثمان خلون منه سنة ستين ومائتين من الهجرة، ولم يحضر (ه) في ذلک الوقت إلا صقيل الجارية، وعقيد الخادم ومن علم الله عزوجل غيرهما، قال عقيد: فدعا بماء قد أغلي بالمصطکي فجئنا به إليه فقال: أبدء بالصلاة هيئوني فجئنا به وبسطنا في حجره المنديل فأخذ من صقيل الماء فغسل به وجهه وذراعيه مرة مرة ومسح علي رأسه وقدميه مسحا وصلي صلاة الصبح علي فراشه وأخذ القدح ليشرب فأقبل القدح يضرب ثناياه و يده ترتعد فأخذت صقيل القدح من يده. ومضي من ساعته صلوات الله عليه ودفن في داره بسر من رأي إلي جانب أبيه صلوات الله عليهما فصار إلي کرامة الله جل جلاله وقد کمل عمره تسعا وعشرين سنة.

قال: وقال لي عباد في هذا الحديث: قدمت أم أبي محمد عليه السلام من المدينة واسمها. «حديث» حين اتصل بها الخبر إلي سر من رأي فکانت لها أقاصيص يطول شرحها مع أخيه جعفر ومطالبته إياها بميراثه وسعايته بها إلي السلطان وکشفه ما أمر الله عزوجل بستره فادعت عند ذلک صقيل أنها حامل فحملت إلي دار المعتمد فجعل نساء المعتمد وخدمه، ونساء الموفق وخدمه، ونساء القاضي ابن أبي الشوارب يتعاهدن أمرها في کل وقت. ويراعون إلي أن دهمهم أمر الصغار وموت عبيد الله بن يحيي بن خاقان بغتة، وخروجهم من سر من رأي وأمر صاحب الزنج بالبصرة وغير ذلک فشغلهم ذلک عنها.

وقال أبو الحسن علي بن محمد حباب [146] حدثني أبو الأديان قال: قال عقيد الخادم وقال أبو محمد بن خيرويه التستري وقال حاجز الوشاء [147] کلهم حکوا عن عقيد الخادم، وقال أبو سهل بن نوبخت: قال عقيد الخادم: ولد ولي الله الحجة ابن الحسن ابن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ـ أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين ليلة الجمعة غرة شهر رمضان [148] سنة أربع وخمسين ومائتين من الهجرة، ويکني أبا القاسم ويقال: أبو جعفر، ولقبه المهدي وهو حجة الله



[ صفحه 137]



عزوجل في أرضه علي جميع خلقه، وأمه صقيل الجارية، ومولده بسر من رأي في درب الراضة [149] وقد اختلف الناس في ولادته، فمنهم من أظهر، ومنهم من کتم، ومنهم من نهي عن ذکر خبره، ومنهم من أبدي ذکره والله أعلم به.

وحدث أبو الأديان قال: کنت أخدم الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وأحمل کتبه إلي الامصار فدخلت عليه في علته التي توفي فيها صلوات الله عليه فکتب معي کتبا وقال: امض بها إلي المدائن فإنک ستغيب خمسة عشر يوما وتدخل إلي سر من رأي يوم الخامس عشر و تسمع الواعية في داري وتجدني علي المغتسل. قال أبو الأديان: فقلت: يا سيدي فإذا کان ذلک فمن؟ قال: من طالبک بجوابات کتبي فهو القائم من بعدي، فقلت: زدني، فقال: من يصلي علي فهو القائم بعدي، فقلت: زدني، فقال: من أخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي، ثم منعتني هيبته أن أسأله عما في الهميان.

وخرجت بالکتب إلي المدائن وأخذت جواباتها ودخلت سر من رأي يوم الخامس عشر کما ذکر لي عليه السلام فإذا أنا بالواعية في داره وإذا به علي المغتسل وإذا أنا بجعفر بن علي أخيه بباب الدار والشيعة من حوله يعزونه ويهنونه، فقلت في نفسي: إن يکن هذا الامام فقد بطلت الامامة، لاني کنت أعرفه يشرب النبيذ ويقامر في الجوسق ويلعب بالطنبور، فتقدمت فعزيت وهنيت فلم يسألني عن شيء، ثم خرج عقيد فقال: يا سيدي قد کفن أخوک فقم وصل عليه فدخل جعفر بن علي والشيعة من حوله يقدمهم السمان والحسن بن علي قتيل المعتصم المعروف بسلمة.

فلما صرنا في الدار إذا نحن بالحسن بن علي صلوات الله عليه علي نعشه مکفنا فتقدم جعفر بن علي ليصلي علي أخيه، فلما هم بالتکبير خرج صبي بوجهه سمرة، بشعره قطط، بأسنانه تفليج، فجبذ برداء جعفر بن علي وقال: تأخر يا عم فأنا أحق بالصلاة علي أبي، فتأخر جعفر، وقد اربد وجهه واصفر. [150] .



[ صفحه 138]



فتقدم الصبي وصلي عليه ودفن إلي جانب قبر أبيه عليهما السلام ثم قال: يا بصري هات جوابات الکتب التي معک، فدفعتها إليه، فقلت في نفسي: هذه بينتان [151] بقي الهميان، ثم خرجت إلي جعفر بن علي وهو يزفر، فقال له حاجز الوشاء: يا سيدي من الصبي لنقيم الحجة عليه؟ فقال: والله ما رأيته قط ولا أعرفه. فنحن جلوس إذ قدم نفر من قم فسألوا عن الحسن بن علي عليهما السلام فعرفوا موته فقالوا: فمن (نعزي)؟ فأشار الناس إلي جعفر بن علي فسلموا عليه وعزوه وهنوه وقالوا: إن معنا کتبا ومالا، فتقول ممن الکتب؟ وکم المال؟ فقام ينفض أثوابه ويقول: تريدون منا أن نعلم الغيب، قال: فخرج الخادم فقال: معکم کتب فلان وفلان (وفلان) وهميان فيه ألف دينار وعشرة دنانير منها مطلية، فدفعوا إليه الکتب والمال وقالوا: الذي وجه بک لاخذ ذلک [152] هو الامام، فدخل جعفر بن علي علي المعتمد وکشف له ذلک، فوجه المعتمد بخدمه فقبضوا علي صقيل الجارية فطالبوها بالصبي فأنکرته وادعت حبلا بها لتغطي حال الصبي فسلمت إلي ابن أبي الشوارب القاضي، وبغتهم موت عبيد الله بن يحيي بن - خاقان فجأة، وخروج صاحب الزنج بالبصرة فشغلوا بذلک عن الجارية، فخرجت عن أيديهم، والحمد لله رب العالمين.

26 ـ حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن عبد الله بن محمد بن مهران الابي العروضي رضي الله عنه بمر وقال: حدثنا (أبو) الحسين (بن) زيد بن عبد الله البغدادي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن سنان الموصلي قال: حدثني أبي قال: لما قبض سيدنا أبو محمد الحسن بن علي العسکري صلوات الله عليهما وفد [153] من قم والجبال وفود بالاموال التي کانت تحمل علي الرسم والعادة، ولم يکن عندهم خبر وفاة الحسن عليه السلام، فلما أن وصلوا إلي سر من رأي سألوا عن سيدنا الحسن بن علي عليهما السلام، فقيل لهم: إنه قد فقد، فقالوا: ومن وارثه؟ قالوا: أخوه جعفر بن علي فسألوا عنه فقيل لهم



[ صفحه 139]



إنه قد خرج متنزها ورکب زورقا في الدجلة يشرب ومعه المغنون، قال: فتشاور القوم [154] فقالوا: هذه ليست من صفة الامام، وقال بعضهم لبعض: امضوا بنا حتي نرد هذه الاموال علي أصحابها.

فقال أبو العباس محمد بن جعفر الحميري القمي: قفوا بنا حتي ينصرف هذا الرجل ونختبر أمره بالصحة.

قال: فلما انصرف دخلوا عليه فسلموا عليه وقالوا: يا سيدنا نحن من أهل قم و معنا جماعة من الشيعة وغيرها وکنا نحمل إلي سيدنا أبي محمد الحسن بن علي الاموال فقال: وأين هي؟ قالوا: معنا، قال: احملوها إلي، قالوا: لا، إن لهذه الاموال خبرا طريفا، فقال: وما هو؟ قالوا: إن هذه الاموال تجمع ويکون فيها من عامة الشيعة الدينار والديناران، ثم يجعلونها في کيس ويختمون عليه وکنا إذا وردنا بالمال علي سيدنا أبي محمد عليه السلام يقول: جملة المال کذا وکذا دينارا، من عند فلان کذا ومن عند فلان کذا حتي يأتي علي أسماء الناس کلهم ويقول ما علي الخواتيم من نقش، فقال جعفر: کذبتم تقولون علي أخي ما لا يفعله، هذا علم الغيب ولا يعلمه إلا الله.

قال: فلما سمع القوم کلام جعفر جعل بعضهم ينظر إلي بعض فقال لهم: احملوا هذا المال إلي، قالوا: إنا قوم مستأجرون وکلاء لارباب المال ولا نسلم المال إلا بالعلامات التي کنا نعرفها من سيدنا الحسن بن علي عليهما السلام فإن کنت الامام فبرهن لنا وإلا رددناها إلي أصحابها، يرون فيها رأيهم.

قال: فدخل جعفر علي الخليفة ـ وکان بسر من رأي ـ فاستعدي عليهم، فلما احضروا قال الخليفة: احملوا هذا المال إلي جعفر، قالوا: أصلح الله أمير المؤمنين إنا قوم مستأجرون وکلاء لارباب هذه الاموال وهي وداعة لجماعة وأمرونا بأن لا نسلمها إلا بعلامة ودلالة، وقد جرت بهذه العادة مع أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام.



[ صفحه 140]



فقال الخليفة: فما کانت العلامة التي کانت مع أبي محمد. قال القوم: کان يصف لنا الدنانير وأصحابها والاموال وکم هي؟ فإذا فعل ذلک سلمناها إليه، وقد وفدنا إليه مرارا فکانت هذه علامتنا معه ودلالتنا، وقد مات، فإن يکن هذا الرجل صاحب هذا الامر فليقم لنا ما کان يقيمه لنا أخوه، وإلا رددناها إلي أصحابها.

فقال جعفر: يا أمير المؤمنين إن هؤلاء قوم کذابون يکذبون علي أخي وهذا علم الغيب فقال الخليفة: القوم رسل وما علي الرسول إلا البلاغ المبين قال: فبهت جعفر ولم يرد جوابا، فقال القوم: يتطول أمير المؤمنين بإخراج أمره إلي من يبدرقنا [155] حتي نخرج من هذه البلدة، قال: فأمر لهم بنقيب فأخرجهم منها، فلما أن خرجوا من البلد خرج إليهم غلام أحسن الناس وجها، کأنه خادم، فنادي يا فلان بن فلان ويا فلان ابن فلان أجيبوا مولاکم، قال: فقالوا: أنت مولانا، قال: معاذ الله: أنا عبد مولاکم فسيروا إليه، قالوا: فسرنا (إليه) معه حتي دخلنا دار مولانا الحسن بن علي عليهما السلام، فإذا ولده القائم سيدنا عليه السلام قاعد علي سرير کأنه فلقة قمر، عليه ثياب خضر، فسلمنا عليه، فرد علينا السلام، ثم قال: جملة المال کذا وکذا دينارا، حمل فلان کذا، (وحمل) فلان کذا، ولم يزل يصف حتي وصف الجميع.

ثم وصف ثيابنا ورحالنا وما کان معنا من الدواب، فخررنا سجدا لله عز - وجل شکرا لما عرفنا، وقبلنا الارض بين يديه، وسألناه عما أردنا فأجاب، فحملنا إليه الاموال، وأمرنا القائم عليه السلام أن لا نحمل إلي سر من رأي بعدها شيئا من المال، فإنه ينصب لنا ببغداد رجلا يحمل إليه الاموال ويخرج من عنده التوقيعات، قالوا: فانصرفنا من عنده ودفع إلي أبي العباس محمد بن جعفر القمي الحميري شيئا من الحنوط والکفن فقال له: أعظم الله أجرک في نفسک، قال: فما بلغ أبو العباس عقبة همدان حتي توفي رحمه الله.



[ صفحه 141]



وکان بعد ذلک نحمل الاموال إلي بغداد إلي النواب المنصو بين بها ويخرج من عندهم التوقيعات.

قال مصنف هذا الکتاب رضي الله عنه: هذا الخبر يدل علي أن الخليفة کان يعرف هذا الامر کيف هو (وأين هو) وأين موضعه، فلهذا کف عن القوم عما معهم من الاموال، ودفع جعفرا الکذاب عن مطالبتهم [156] ولم يأمرهم بتسليمها إليه إلا أنه کان يحب أن يخفي هذا الامر ولا ينشر لئلا يهتدي إليه الناس فيعرفونه، وقد کان جعفر الکذاب حمل إلي الخليفة عشرين ألف دينار لما توفي الحسن بن علي عليهما السلام وقال: يا أمير المؤمنين تجعل لي مرتبة أخي الحسن ومنزلته. فقال الخليفة: اعلم أن منزلة أخيک لم تکن بنا إنما کانت بالله عزوجل ونحن کنا نجتهد في حط منزلته والوضع منه، وکان الله عزوجل يأبي إلا أن يزيده کل يوم رفعة لما کان فيه من الصيانة وحسن السمت [157] والعلم والعبادة، فان کنت عند شيعة أخيک بمنزلته فلا حاجة بک إلينا، وإن لم تکن عندهم بمنزلته ولم يکن فيک ما کان في أخيک لم نغن عنک في ذلک شيئا.


پاورقي

[1] في بعض النسخ «الحسين بن الفرج»

[2] يعني أکثرکم، أو عن قريب، فان الظاهر أن محمد بن عثمان العمري کان يراه في أيام سفارته. ويحتمل ايصال الکتب إليه من وراء الحجاب أو بوسائط، لکن ينافيه الخبر الاتي وکذا ما سيأتي في الباب من أنه شاهد القائم (ع) تحت رقم 9 و 10.

[3] البقرة 260.

[4] الظاهر هو محمد بن علي بن ابراهيم الهمداني روي عن أبيه عن جده عن الرضا (ع) وکان وکيل الناحية وکذلک ابنه القاسم وأبوه علي وجده ابراهيم بن محمد (منهج المقال) وقيل: المراد بعلي علي بن ابراهيم بن موسي بن جعفر والعلم عند الله. والخبر رواه الکليني في الکافي ج 1 ص 514 والشيخ في الغيبة ص 150.

[5] يعني بابي علي: محمد بن علي بن ابراهيم. وبأبي عبد الله: الحسن بن علي ابن ابراهيم الهمداني علي ما مر تحقيقه.

[6] فبناء علي ذلک يکون الصاحب عند وفاة أبيه ابن سنتين وهو مخالف للمشهور.

[7] في بعض النسخ «علي بن الحسين بن هارون».

[8] في البحار «يعقوب بن منفوس».

[9] «دري المقلتين» المراد به شدة بياض العين أو تلالؤ جميع الحدقة، من قولهم «کوکب دري» بالهمز ودونها «معطوف الرکبتين» أي کانتا مائلتين إلي القدام لعظمها وغلظهما کما أن شئن الکفين غلظهما أي يميلان إلي الغلظ والقصر.

[10] لم أجده ولا راويه ولا شيخه ولا شيخ شيخه إلي أخر السند الاول في أحد من کتب الرجال والتراجم التي کانت عندي. وفي بعض النسخ «ابن حرسون» مکان ابن «جرموز».

[11] في بعض النسخ «الازهر [ي] بن مسرور بن العباس».

[12] علامة تحويل السند.

[13] في بعض النسخ المصححة «کنت أکون مع ملک الهند».

[14] التشليح: التعرية.

[15] في بعض النسخ «أبي سور»، وفي الکافي «داود بن العباس بن أبي [أ] سود».

[16] بالسين غير المعجمة والکاف المکسورة والباء المنقطة تحتها نقطين والباء المنقطة تحتها نقطة ـ المروزي المقيم بسمرقند وکش قال العلامة: هو من أصحاب أبي محمد العسکري عليه السلام ثقة ثقة ثبت عالم متکلم مصنف الکتب وله کتب ذکرناه في کتابنا الکبير (صه).

[17] أي توضأت وفي بعض النسخ «تمشيت» وفي بعضها «تمسيت» أي وصلت إليها في المساء. والصراة: نهران ببغداد کبري وصغري. وفي بعض النسخ «الفرات» مکان «الصراة».

[18] في بعض النسخ «إليه».

[19] الظاهر هو رفيق أبي سعيد غانم.

[20] أي محمد بن شاذان، يحتمل أبا سعيد وهو بعيد.

[21] إلي هنا انتهي ما في الکافي.

[22] في بعض النسخ «علي بن الحسين الدقاق کما مر».

[23] في بعض النسخ «أبو نصير».

[24] في بعض النسخ «فسر لي».

[25] في بعض النسخ «أبي حابس» وفي بعضها «أبي عابس».

[26] في بعض النسخ «بن دميس» وفي بعضها «رميس» وفي بعضها «دبيش».

[27] کذا في النسخ المصححة. وفي نسخة «بني نوبخت» وفي بعضها «صاحب الفراء» مکان «صاحب النواء».

[28] في بعض النسخ «أحمد» أخوه».

[29] في بعض النسخ «ابن پادشاکة».

[30] في بعض النسخ «قابس». وفي بعض النسخ «قائن».

[31] في بعض النسخ «المحووج».

[32] في بعض النسخ المصححة «صاحبا المولودين». ولعل المراد من سيجئ ذکرهما في باب ذکر التوقيعات.

[33] في بعض النسخ المصححة «الخصيبي» وفي بعضها «الحضيني».

[34] في بعض النسخ «وأواني الطعام».

[35] مضطرب، ففي (غط) عن علي بن ابراهيم الفدکي، عن الاودي».

[36] سيجئ نحو هذه الحکاية عن محمد بن علي بن مهزيار عن أبيه واستشکل فيهما لتقدم زمانهما عن عصر الغيبة.

[37] في بعض النسخ المصححة «الخصيبي».

[38] في النهاية في حديث علي عليه السلام «ووشج بينها وبين أزواجها» إي خلط وألف يقال: وشج الله بينهما توشيجا.

[39] يعني بأبي فديت يد أبي محمد العسکري عليه السلام التي طالما جلت أيها الخاتم فيها. وفي بعض النسخ «بأبي بنان طالما جلت فيها».

[40] کذا في جميع النسخ «ووقع في نسخة العلامة المجلسي (ره) في البحار تصحيف.

[41] في البحار «الضريحين» وقال في بيانه: البعيدين عن الناس. وقال: قال الجوهري: الضريح: البعيد ـ الخ. والصريح: الخالص والمراد خالص النسب، وفي بعض النسخ «الضويحين» تثنية الضويحة مصغر الضاحة بمعني البصر والعين. والتصغير للمحبة فالمعني البصرين أو العينين المحبوبين، لکنه بعيد لما سيجئ تحت رقم 23 «اتعرف الصريحين قلت، نعم، قال: ومن هما؟ قلت محمد وموسي».

[42] الناصع الخالص. والبلجة: نقاوه ما بين الحاجبين، يقال: رجل أبلج بين البلج إذا لم يکن مقرونا. والمسنون: المملس ورجل مسنون الوجه إذا کان في وجهه و أنفه طول. والشمم: ارتفاع في قصبة الانف مع استواء أعلاه، فان کان فيها احديداب فهو القني. والوفرة: الشعرة إلي شحمة الاذن. والسحماء: السوداء. وشعر سبط أي مترسل غير جعد، والسمت: هيئة أهل الخير (الصحاح).

[43] الوشک ـ بالفتح والضم ـ: السرعة. والمعاتب المراضي من قولهم «استعتبته فأعتبني أي استرضيته فأرضاني وتشاحط الدار: تباعدها.

[44] التقييض: التيسير والتسهيل، والتنازع: التساوق من قولهم نازعت النفس إلي کذا أي اشتاقت. وفي بعض النسخ «التنارح» أي التباعد.

[45] أي الهمني.

[46] هذا خلاف ما أجمعت عليه الشيعة الامامية من أنه ليس لابي محمد ولد الا القائم عليه وعلي آبائه السلام. فتأمل.

[47] العالية»: کل ما کان من جهة نجد من المدينة من قراها وعمائرها إلي تهامة العالية، وما کان دون ذلک السافلة. (المراصد). و «جبت صرائم الارض» أي قطعت ودرت ما انصرم من معظم الرمل يعني الاراضي المحصود زرعها. وفي بعض النسخ «خبت» بالخاء المعجمة ـ وهو المطمئن من الارض فيه رمل.

[48] الهلع: الجزع.

[49] أنبط الحفار: بلغ الماء. ونبج الماء: نبع والمراد أظهر وأمشي.

[50] في بعض النسخ «أشعب» أي افرق وأجزء.

[51] في بعض النسخ «وطي الباطل».

[52] نزع ـ کرکع ـ أي مشتاقون اليک. وقد يقرء «ترع» بالتحريک والترع ـ محرکة ـ: الاسراع إلي الشي والامتلاء. في القاموس: ترع ـ کفرح ـ فهو ترع، وفلان اقتحم الامور مرحا ونشاطا فهو تريع ولعل المختار أنسب کما في البحار، لکن في بعض النسخ المصححة «ان قلوب أهل الطاعة والاخلاص تترع أشد ترعا اليک من الطير.. الخ».

[53] أي يدخلون في امور هي مظان المذلة. أو يطلعون ويخرجون بين الناس مع أحوال هي مظانها.

[54] في بعض النسخ «بررة أغراء» باعجام العين واهمال الراء جمع الاغر من غر الاماجد وغر المحجلين. وفي بعض النسخ «بأنفس مخبلة محتاجة» والخبل: فساد العقل والمختار هو الصواب.

[55] الضيم. الظلم.

[56] أي خلقهم وفطرهم.

[57] أي اصبر علي المکاره والبلايا وما يرد عليک منها حتي تفوز بدرک ما صنع الله اليک ومعروفه لديک في ارجاع المکاره وصرفها عنک. واستشعر العز في ما ينوبک أي أضمر العز والنصرة والغلبة في قلبک لاجل الغيبة من خوفک عن الناس، واصبر وانتظر الفرج فيما أصابک من هذه النوائب. أو اعلم وأيقن بأن ما ينوبک من البلايا والمحن هو سبب لعزک وقربک وسعادتک. والغب: المآل والعاقبة. وفي بعض النسخ «بما تحمد عليه».

[58] علو الکعب کناية عن الغلبة والعز والشرف.

[59] اثناء الشيء: قواه وطاقاته، والمراد بالاعطاف جوانبها. والحفق: الاضطراب وخفقت الراية تحرک واضطرب.

[60] في الکنز «تصافي» باهمديگر دوستي پاک وخالص داشتن». يعني الود الخالص. وفي بعض النسخ «تصادف».

[61] أي العقود المثنية المعقودة التي لا يتطرق إليها التبدد. أو في موضع ثنيها فانها في تلک المواضع أجمع وأکثف. والتصافق. ضرب اليد علي اليد عند البيعة من صفقت له بالبيع أي ضربت بيدي علي يده. والجنبات: الاطراف.

[62] العرائک جمع عريکة وهي الطبيعة، وکذا الضرائب جمع ضريبة وهي الطبيعة أيضا والسيف وحده.

[63] العيدان ـ بالفتح ـ الطوال من النخل.

[64] فد يفد ـ کفر يفر ـ: عدا ورکض. والمکانفة: المعاونة. والاعماد: جمع عمود من غير قياس.

[65] «إذ تبعتک» أي بايعک وتابعک هؤلاء المؤمنون. والدوحة: الشجرة العظيمة والافنان: الاغصان. وفي بعض النسخ «بسقت أفنان غصونها» وبسق النخل بسوقا: طال. والحافاة: الجوانب.

[66] الناشط: الثور الوحشي يخرج من أرض إلي أرض. وتهتز: أي تنحرک.

[67] بواني الحق: أساسها. وفي بعض النسخ «بواني العز» أي الخصال التي تبني العز وتؤسسها. وآب يؤوب أوبا فهو آب أي راجع. وشرد البعير أي نفر فهو شارد والوکر: عش الطائر، جمعها أوکار. وتهاطل السحاب أي تتابع بالمطر.

[68] الغامط: الحاقر للحق، وغمط العافية لم يشکرها، وغمط أهله بطر بالنعمة والشانئ، العائب. والکاشح: الذي يضمر لک العداوة.

[69] في هامش بعض النسخ عن المحکم لابن سيدة «بهر عليه أي غلبه وفاق علي غيره في العلم والمسارعة انتهي. وفي بعض النسخ «ناهز المسارعة» وفي البحار «باهل المسارعة». ثم اعلم أن هذه الجملة يتضمن بقاء ابراهيم بن مهزيار إلي يوم خروجه ولا يخفي ما فيه.

[70] يعني أؤدي إلي اخواني. وقوله «إليهم» ليس في بعض النسخ.

[71] القفول: الرجوع من السفر والظعن: السير والارتحال.

[72] أي دنا رجعتي. والاعتزام: العزم، أو لزوم القصد في المشي. وقد يقرء «الاغترام» بالغين المعجمة والراء المهملة من الغرامة کانه يغرم نفسه بسوء صنيعه في مفارقة مولاه.

[73] الشقة ـ بالضم والکسر ـ: البعد والناحية يقصدها المسافر، والسفر البعيد والمشقة. (القاموس). وفلاة قذف ـ محرکة، وبضمتين وکصبور ـ أي بعيدة. والجمة ـ بفتح الجيم وضمها ـ: معظم الشيء أو الکثير منه.

[74] ربضت الشاة: أقامت في مربضها. وربضه بالمکان تربيضا ثبته فيه، والدواب: آواها في المربض. وخوله الشيء: أعطاه اياه متفضلا، أو ملکه اياه. ونوله تنويلا: أعطاه نوالا، ونوله معروفه أعطاه اياه.

[75] الاوبة: الرجوع، والاکناف اما بکسر الهمزة مصدر أکنفه أي صانه وحفظه وأعانه وأحاطه، أو بفتحها جمع الکنف ـ محرکه ـ وهو الحرز والستر والجانب والظل والناحية. ووعث الطريق: تعسر سلوکه، والوعث: الطريق العسر، والوعثاء: المشقة.

[76] في بعض النسخ «ما هو أبقي وأتقي وأرفع ذکرا».

[77] أي رجعت عنه، وفي بعض النسخ «فأقلعت عنه» أي ترکته.

[78] في بعض النسخ «وألفت».

[79] في بعض النسخ «والطبقة المرضية». مکان «والطريقة ـ الخ».

[80] في هامش بعض النسخ والبحار کذا «القصة مذکورة في کتاب السلطان المفرج عن أهل الايمان، عن أحوال صاحب الزمان» تأليف السيد علي بن عبد الحميد.

[81] أي وسطها.

[82] ظبة السيف ـ بالضم مخففا ـ: طرفه، وحد السيف والسنان.

[83] رجال السند بعضهم مجهول الحال وبعضهم مهمل، والمتن متضمن لغرائب بعيد صدروها عن المعصوم عليه السلام، ويشتمل علي احکام تخالف ما صح عنهم عليهم السلام. مضافا إلي أن الواسطة بين الصدوق وسعد بن عبد الله في جميع کتبه واحدة ابوه أو محمد بن الحسن ابن أحمد بن الوليد کما هو المحقق عند من تتبع کتبه ومشيخته وهنا بين المؤلف وسعد خمس وسائط. وقد رواه الطبري في الدلائل بثلاث وسائط هم غير ما هنا.

[84] «لهجا» أي حريصا «کلفا» أي مولعا. «مغرما» أي محبا مشتاقا.

[85] في بعض النسخ «معاضلها».

[86] تسريب الجيوش: بعثها قطعة قطعة.

[87] أکترث له أي ما أبالي. وما حفله وما حفل به أي ما بالي به ولا أهتم له.

[88] في بعض النسخ «يقصد».

[89] خطمه أي ضرب أنفه.

[90] في بعض النسخ «بطواعيتهما.

[91] المؤمن: 85.

[92] انتضي السيف: سله.

[93] الازورار عن الشيء: العدول عنه.

[94] الخطة ـ بالضم ـ شبه القصة والامر والجهل (ق) يعني تساوينا علي هذه الحالة أي العادة في الاسولة في القصة الواحدة في الامر الواحد. وبرح به الامر تبريحا، وتباريح الشوق: توهجه. والقرم ـ محرکة ـ: شدة شهوة اللحم وکثر استعمالها حتي قيل في الشوق إلي الحبيب والمراد هنا شده الشوق. وفي بعض النسخ «برح بي الشوق».

[95] ضفة البحر: ساحله. وفي بعض النسخ «ثقف بک».

[96] قال في هامش البحار الطبع الحروفي کذا: «فيه غرابة من حيث قبض النلام عليه السلام علي أصابع أبيه أبي محمد عليه السلام. وهکذا وجود رمانة من ذهب يلعب بها لئلا يصده عن الکتابة، وقد روي في الکافي ج 1 ص 311 عن صفوان الجمال قال: «سألت أبا عبد الله عليه السلام عن صاحب هذا الامر فقال: ان صاحب هذا الامر لا يلهو ولا يلعب. وأقيل أبو الحسن موسي وهو صغير ومعه عناق مکية وهو يقول لها: اسجدي لربک. فأخذه أبو عبد الله عليه السلام وضمه إليه، وقال: بابي وامي من لا يلهو ولا يلعب» انتهي. أقول: في طريق هذه الرواية معلي بن محمد البصري قال العلامة ـ رحمه الله ـ في حقه: مضطرب الحديث والمذهب. وکذا النجاشي. وقال ابن الغضائري نعرف حديثه وننکره، يروي عن الضعفاء ويجوز أن يخرج شاهدا راجع جامع الرواة.

[97] کذا. ولعله مصحف «عن مولاي عليه السلام».

[98] الحقيبة: ما يجعل في مؤخر القتب أو السرج من الخرج ويقال له بالفارسية: الهکبة.

[99] الارهاج: اثارة الغبار.

[100] الغرب ـ بتقديم الغين المعجمة علي الراء ـ: الحد ة.

[101] في بعض النسخ «من شرف امهات المؤمنين».

[102] کذا، ولم يعمل به احد من الفقهاء، بل فسروا الفاحشة بما يوجب الحد أو ايذائها أهل الرجل بلسانها أو بفعلها فتخرج للاول لاقامة الحد ثم ترد إلي مسکنها عاجلا. وفي الثاني تخرج إلي مسکن آخر يناسب حالها، ثم ما فيه أن السحق يوجب الرجم أيضا خلاف ما أجمعت الامامية عليه من أنه کالزنا في الحد بل دون الزنا بايجابه الجلد ولو کان من محصنة وقد روي المؤلف في فقيهه عن هشام وحفص البختري «أنه دخل نسوة علي أبي عبد الله عليه السلام فسألته امرأة عن السحق، فقال: حدها حد الزاني ـ الخبر».

[103] طه: 12.

[104] ان موسي عليه السلام لم يکن نبيا حينذاک فتأمل.

[105] غريب جدا، فان المصنف ـ رحمه الله ـ روي في العلل عن محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن أبان، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال الله عزوجل لموسي: «فاخلع نعليک» لانها من جلد حمار ميت «والخبر صحيح أو حسن کالصحيح مع ان ابن الوليد الراوي للخبر هو من نقدة الاثار. ولا يعارضه خبر المتن من حيث السند.

[106] محبة الله تعالي خالصا لم تکن مخالفا لمحبة الاهل وقد کان النبي صلي الله عليه وآله يحب فاطمة وبعلها وبنيها عليهم السلام حبا شديدا فتأمل فيه، وهذه المطالب بعيد صدورها عن المعصوم وربما تقوي القول بموضوعية الخبر، والعلم عند الله

[107] البهر: تتابع النفس وانقطاعه کما يحصل بعد الاعياء والعدو الشديد.

[108] وفسر بغير ذلک راجع معاني الاخبار ص 22 وتفسير علي بن ابراهيم سورة مريم.

[109] في بعض النسخ «يثق بعقلک».

[110] کذا. والظاهر «أعلم الامم».

[111] الاعراف: 155.

[112] قيل: هذا خلاف الاعتبار لان أهل مکة کلهم مشرکون وليس بينهم أهل الکتاب لا سيما اليهود، مع انهما ليسا من أهل التحقيق. وخبر اسلام الثاني مشهور ولا يمتنع ايمان احد طوعا ثم کفره کما لا يمتنع أن يکون ملکا مقربا ثم صار رجيما کما هو حال کثير من الصحابة کطلحة والزبير وخالد بن الوليد واضرابهم الذين ارتدوا.

[113] قيل: هذا مخالف لقوله تعالي في شأن اليهود «وکانوا من قبل يستفتحون علي الذين کفروا فما جاءهم ما عرفوا کفروا به».

[114] استتب له الامر أي استقام.

[115] في بعض النسخ «من أهل أرضنا».

[116] في بعض النسخ «واستد الراحلة».

[117] أي مقيما بحلوان.

[118] في بعض النسخ «وکزة» والوکز کالوعد: الدفع والطعن والضرب بجمع الکف.

[119] اعلم أن ما تضمنه الخبر من وفات أحمد بن اسحاق القمي في حياة أبي محمد العسکري (ع) مخالف لما أجمعت عليه الرجاليون من بقائه بعده عليه السلام قال الشيخ في کتاب الغيبة: «وقد کان في زمان السفراء المحمودين أقوام ثقات يرد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الاصل ـ ثم ساق الکلام إلي أن قال: ـ ومنهم أحمد بن اسحاق وجماعة يخرج التوقيع في مدحهم، روي أحمد بن ادريس، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسي عن أبي محمد الرازي قال: کنت واحمد بن أبي عبد الله بالعسکر، فورد علينا رسول من قبل الرجل فقال: أحمد بن اسحاق الاشعري وابراهيم بن محمد الهمداني واحمد بن حمزة ابن اليسع ثقات جميعا».

وفي ربيع الشيعة لابن طاووس: «انه من السفراء والابواب المعروفين الذين لا يختلف الشيعة القائلون بامامة الحسن بن علي عليهما السلام فيهم. راجع منهج المقال ص 32.

[120] في بعض النسخ (محمد بن علي قال سمعت أبي يقول: سمعت جدي علي بن مهزيار «وهو کما تري مضطرب لان علي بن ابراهيم أبوه دون جده وفي نسخة مصححة (محمد بن الحسن بن علي بن ابراهيم بن مهزيار قال: سمعت أبي يقول: سمعت جدي علي بن مهزيار) وجعل (ابراهيم نسخة بدل لمهزيار. ولکن فيما يأتي بعد کلها (علي بن مهزيار) وفي البحار (سمعت جدي علي بن مهزيار) وکذا في ما يأتي في کل المواضع (علي بن مهزيار). ثم اعلم أن علي بن ابراهيم بن مهزيار لم يکن مذکورا في کتب الرجال بل المذکور (أبو الحسن علي بن مهزيار) وابنه (محمد بن علي) و (أبو إسحاق ابراهيم بن مهزيار) وابنه (محمد بن ابراهيم) وکان علي بن مهزيار يروي عنه أخوه ابراهيم، وکان من أصحاب الرضا (ع)، ثم اختص بابي جعفر الثاني وکذلک بابي الحسن الثالث عليهما السلام وتوکل لهم. وکان أبو إسحاق ابراهيم بن مهزيار من أصحاب أبي جعفر وأبي الحسن عليما السلام وفي ربيع الشيعة انه من وکلاء القائم وکذا ابنه محمد بن ابراهيم وليس غير هؤلاء من أسماء ابناء مهزيار مذکورين في الرجال، هذا.

ثم اعلم أيضا أن ملاقاة علي بن مهزيار للقائم (ع) بعيد جدا لتقدم زمانه ففي الکافي ج 4 ص 310 عن محمد بن يحيي عمن حدثه، عن ابراهيم بن مهزيار قال: (کتبت إلي أبي محمد (ع) أن مولاک علي بن مهزيار أوصي أن يحج عنه من ضيعة صير ربعها لک في کل سنة حجة إلي عشرين دينارا وانه قد انقطع طريق البصرة فتضاعف المؤونة علي الناس فليس يکتفون بعشرين دينارا، وکذلک أوصي عدة مواليک في حججهم، فکتب يجعل ثلاث حجج حجتين ان شاء الله) وهذا الخبر وأمثاله ظاهرة في موت علي بن مهزيار في أيام العسکري وعدم ادراکه عصر الغيبة.

واما ملاقاة أخيه (ابراهيم بن مهزيار) مع خصوصيات ذکره من سفره وبحثه عن أخبار آل ابي محمد عليه السلام مع انه من وکلائه فمستبعد أيضا بحسب بعض الرويات روي الکشي باسناده عن محمد بن ابراهيم بن مهزيار (أن أباه ابراهيم لما حضره الموت دفع إليه مالا وأعطاه علامة وقال من اتاک بها فادفع إليه ولم يعلم بالعلامة الا الله تعالي، ثم جاءه شيخ فقال: أنا العمري هات المال وهو کذا وکذا ومعه العلامة فدفع إليه المال). وهو ظاهر في کونه من سفراء الصاحب (ع). وروي نحوه الکليني في الکافي ج 1 ص 518 والشيخ في غيبته أيضا.

[121] في بعض النسخ (فانتبهت فرحا مسرورا).

[122] أي خفته وفي بعض النسخ «فحرکته».

[123] تقدم الکلام فيه ص 446.

[124] في بعض النسخ «اهبة السفر من لقائنا».

[125] في بعض النسخ «انهجم الليل».

[126] النمط: ضرب من البسط ويمکن أن يکون معرب نمد. والمسورة: متکأ من أدم.

[127] الدعج: سواد العين، وقيل: شدة سواد العين في شدة بياضها. والازج: الادق.

[128] أي ذو احد يداب. و «سهل الحذين» أي غير مرتفع الخدين لقلة لحمهما.

[129] الهناة: الشر والفساد. والشيصبان: اسم شيطان، وقبيلة من الجن، والذکر من النحل.

[130] نسبة إلي سروس ـ بالمهملنين أوله وآخره وربما قيل بالمعجمة في آخره: مدينة نفيسة في جبل نفوسه بافريقية وأهلها خوارج اباضية، ليس بها جامع ولا منبر ولا في قرية من قراها وهي نحو من ثلاثمائة قرية لم يتفقوا علي رجل يقدمونه للصلاة (المراصد) وفي بعض النسخ «الشروسي» ولم أجده. والارمنية بالکسر ـ کورة بالروم. (ق).

[131] الصيلم: الامر الشديد ووقعة صيلمة أي مستأصلة. وفي نسخة «صلبانية».

[132] الزوراء: دجلة بغداد وموضع بالمدينة قرب المسجد. کما في القاموس وفي المراصد: دجلة بغداد، وأرض کانت لاحيحة بن الحلاج.

[133] في البحار «ماهان» وقال: أي الدينور ونهاوند.

[134] يونس: 24.

[135] احتمل العلامة المجلسي ـ رحمه الله ـ اتحاد هذا الخبر مع الذي تقدم تحت رقم 18 وقال: العجب أن محمد بن أبي عبد الله عد فيما مضي محمد بن ابراهيم بن مهزيار ممن رآه (ع) (يعني الصاحب) ولم يعد أحدا من هؤلاء ثم قال: اعلم أن اشتمال هذه الاخبار علي أن له (ع) أخا مسمي بموسي غريب.

[136] في النسخة المصححة «ابولقاسم جعفر بن محمد».

[137] يعني في العمرة في الحج.

[138] في بعض النسخ «لاقباله کقيامنا فيما مضي».

[139] زاد في بعض النسخ «فقيرک بفنائک».

[140] في بعض النسخ «من أسمحها».

[141] في بعض النسخ «فرأيت رسول الله صلي الله عليه وآله».

[142] في اللباب: الاسروشني بضم الالف وسکون السين المهملة وضم الراء وسکون الواو وفتح الشين المعجمة وفي آخرها نون، هذه النسبة إلي أسروشنة وهي بلدة کبيرة وراء سمر قند من سيحون خرج منها جماعة من العلماء في کل فن ـ الخ». وقال في المراصد کذا ذکره السمعاني والاشهر الاعرف أنه بالشين المعجمة أولا. أقول: وفي بعض النسخ «أشر وسني» کما في ضبط المراصد.

[143] هو محمد بن أحمد الانصاري وفي بعض النسخ «سليم بن أبي نعيم الانصاري».

[144] في بعض النسخ «المادرائي» باهمال الدال.

[145] في بعض النسخ «عن جدي».

[146] في بعض النسخ «قال أبو الحسن محمد بن علي بن حباب» وفي بعضها «خشاب».

[147] في بعض النسخ «حاجب الوشاء» وکذا ما يأتي.

[148] في بعض النسخ «ليلة الجمعة من شهر رمضان».

[149] في بعض النسخ «درب الرصافة» وفي بعضها «دار الرصافة».

[150] اربد وجهه أي تغير إلي الغبرة.

[151] في بعض النسخ «هذه اثنتان».

[152] في بعض النسخ «لاجل ذلک».

[153] في بعض النسخ «أتي».

[154] في بعض النسخ «فتثور القوم».

[155] من البدرقة. وفي بعض النسخ بالذال المعجمة بهذا المعني أيضا.

[156] في بعض النسخ «عنهم» مکان «عن مطالبتهم».

[157] السمت ـ بفتح المهملة ـ: هيئة أهل الخبر. وتقدم تفصيله سابقا في رواية أحمد ابن عبيد الله بن خاقان.