ما روي عن الصادق جعفر بن محمد من النص علي القائم وذکر غيبته،
قال (الشيخ الفقيه) أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي (الفقيه) مصنف هذا الکتاب ـ رحمه الله ـ:
1 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه، قال: حدثنا أبي، عن أيوب بن نوح، عن محمد بن سنان، عن صفوان بن مهران، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال: من أقر بجميع الائمة وجحد المهدي کان کمن أقر بجميع الانبياء وجحد محمدا صلي الله عليه وآله نبوته، فقيل له: يا ابن رسول الله فمن المهدي من ولدک؟ قال: الخامس من ولد السابع، يغيب عنکم شخصه ولا يحل لکم تسميته.
2 ـ حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله عن الحسن بن علي الزيتوني، ومحمد بن أحمد بن أبي قتادة، عن أحمد بن هلال، عن امية بن علي، عن أبي الهيثم بن أبي حبة [1] عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا اجتمعت
[ صفحه 2]
ثلاثة أسماء متوالية: محمد، وعلي، والحسن، فالرابع القائم.
3 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال: حدثنا أبو علي محمد ابن همام قال: حدثنا أحمد بن مابنداذ قال: أخبرنا أحمد بن هلال قال: حدثني امية ابن علي القيسي، عن أبي الهيثم التميمي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا توالت ثلاثة أسماء: محمد وعلي، والحسن، کان رابعهم قائمهم.
4 ـ حدثنا علي بن أحمد بن محمد الدقاق رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الکوفي، عن موسي بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن المفضل بن عمر قال: دخلت علي سيدي جعفر بن محمد عليهما السلام، فقلت: يا سيدي لو عهدت إلينا في الخلف من بعدک؟ فقال لي: يا مفضل: الامام من بعدي ابني موسي والخلف المأمول المنتظر «م ح م د» ابن الحسن بن علي بن محمد علي بن موسي.
5 ـ حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدثنا أبي، عن جدي أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه محمد بن خالد، عن محمد بن سنان، وأبي علي الزراد جميعا، عن إبراهيم الکرخي قال: دخلت علي أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام وإني لجالس عنده إذ دخل أبو الحسن موسي بن جعفر عليهما السلام وهو غلام، فقمت إليه فقبلته وجلست فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا إبراهيم أما إنه (ل) صاحبک من بعدي، أما ليهلکن فيه أقوام ويسعد (فيه) آخرون، فلعن الله قاتله وضاعف علي روحه العذاب، أما ليخرجن الله من صلبه خير أهل الارض في زمانه، سمي جده، ووارث علمه وأحکامه وفضائله، (و) معدن الامامة، ورأس الحکمة، يقتله جبار بني فلان، بعد عجائب طريفة حسدا له، ولکن الله (عزوجل) بالغ أمره ولو کره المشرکون. يخرج الله من صلبه تکملة اثني عشر [2] إماما مهديا، اختصهم الله بکرامته وأحلهم دار قدسه
[ صفحه 3]
المنتظر للثاني عشر منهم [3] کالشاهر سيفه بين يدي رسول الله صلي الله عليه وآله يذب عنه.
قال: فدخل رجل من موالي بني امية، فانقطع الکلام فعدت إلي أبي عبد الله عليه السلام إحدي عشرة مرة اريد منه أن يستتم الکلام فما قدرت علي ذلک، فلما کان قابل السنة الثانية [4] دخلت عليه وهو جالس فقال: يا إبراهيم هو المفرج للکرب عن شيعته بعد ضنک شديد، وبلاء طويل، وجزع وخوف، فطوبي لمن أدرک ذلک الزمان. حسبک يا إبراهيم. قال إبراهيم: فما رجعت بشئ أسر من هذا لقلبي ولا أقر لعيني.
6 ـ حدثنا محمد بن علي ما جيلويه، ومحمد بن موسي بن المتوکل رضي الله عنهما قالا: حدثنا محمد بن يحيي العطار، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أبي طالب عبد الله ابن الصلت القمي، عن عثمان بن عيسي، عن سماعة بن مهران قال: کنت أنا وأبو بصير ومحمد بن عمران مولي أبي جعفر عليه السلام في منزل بمکة، فقال محمد بن عمران: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: نحن اثنا عشر مهديا [5] فقال له أبو بصير: تالله لقد سمعت ذلک من أبي عبد الله عليه السلام؟ فحلف مرة أو مرتين أنه سمع ذلک منه. فقال أبو بصير: لکني سمعته من أبي جعفر عليه السلام.
وحدثنا بمثل هذا الحديث محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أبي طالب عبد الله بن الصلت القمي، عن عثمان بن عيسي، عن سماعة بن مهران مثله سواء.
7 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال: حدثنا أبي، عن محمد ابن الحسين بن يزيد الزيات، عن الحسن بن موسي الخشاب، عن ابن سماعة، [6] عن علي بن الحسن بن رباط، عن أبيه، عن المفضل بن عمر قال: قال الصادق جعفر ابن محمد عليهما السلام إن الله تبارک وتعالي خلق أربعة عشر نورا قبل خلق الخلق بأربعة عشر
[ صفحه 4]
ألف عام فهي أرواحنا. فقيل له: يا ابن رسول الله ومن الاربعة عشر؟ فقال: محمد و علي وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ولد الحسين، آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال ويطهر الارض من کل جور وظلم.
8 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في قول الله عز وجل: «يوم يأتي بعض آيات ربک لا ينفع نفسا إيمانها لم تکن آمنت من قبل»، [7] فقال عليه السلام: الايات هم الائمة، والاية المنتظرة القائم عليه السلام فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تکن آمنت من قبل قيامه بالسيف، وإن آمنت بمن تقدمه من آبائه عليهم السلام.
9 ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان، [8] وعلي بن أحمد بن محمد الدقاق، وعلي ابن عبد الله الوراق، وعبد الله محمد الصايغ؛ ومحمد بن أحمد الشيباني رضي الله عنهم قالوا: حدثنا أحمد بن يحيي بن زکريا القطان قال: حدثنا بکر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثنا عبد الله بن أبي الهذيل: [9] وسألته عن الامامة فيمن تجب؟ وما علامة من تجب له الامامة؟ فقال لي: إن الدليل علي ذلک والحجة علي المؤمنين والقائم في امور المسلمين والناطق بالقرآن والعالم بالاحکام أخو نبي الله صلي الله عليه وآله، وخليفته علي امته ووصيه عليهم، ووليه الذي کان منه بمنزلة هارون من موسي المفروض الطاعة يقول الله عزوجل: «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منکم»، [10] وقال جل ذکره: «إنما وليکم الله ورسوله والذين آمنوا
[ صفحه 5]
الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزکاة وهم راکعون» [11] المدعو إليه بالولاية، المثبت له الامامة يوم غدير خم، بقول الرسول صلي الله عليه وآله عن الله جل جلاله: «ألست أولي بکم من أنفسکم؟ قالوا: بلي، قال: فمن کنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأعن من أعانه ذاک علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين، وأفضل الوصيين وخير الخلق أجمعين بعد رسول رب العالمين، وبعده الحسن ثم الحسين سبطا رسول الله صلي الله عليه وآله إبنا خيرة النسوان، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم جعفر بن محمد، ثم موسي بن جعفر، ثم علي بن موسي، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم ابن الحسن بن علي صلوات الله عليهم إلي يومنا هذا واحد بعد واحد، إنهم عترة الرسول صلي الله عليه وآله معروفون بالوصية والامامة في کل عصر وزمان، وکل وقت وأوان، وإنهم العروة الوثقي، وأئمة الهدي، والحجة علي أهل الدنيا إلي أن يرث الله الارض ومن عليها، وإن کل من خالفهم ضال مضل تارک للحق والهدي، وإنهم المعبرون عن القرآن، والناطقون عن الرسول صلي الله عليه وآله بالبيان، وإن من مات ولا يعرفهم مات ميتة جاهلية، وإن فيهم الورع والعفة والصدق والصلاح والاجتهاد، وأداء الامانة إلي البر والفاجر، وطول السجود وقيام الليل، واجتناب المحارم، وانتظار الفرج بالصبر وحسن الصحبة، وحسن الجوار. ثم قال تميم بن بهلول: حدثني أبو معاوية، عن الاعمش، عن جعفر بن محمد عليهما السلام في الامامة بمثله سواء.
10 ـ حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن خالد، عن محمد ابن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أقرب ما يکون العباد من الله عزوجل وأرضي ما يکون عنهم إذا افتقدوا حجة الله عزوجل، فلم يظهر لهم ولم يعلموا بمکانه، وهم في ذلک يعلمون أنه لم تبطل حجج الله (عنهم وبيناته) فعندها فتوقعوا الفرج صباحا ومساء، وإن أشد ما يکون غضب الله تعالي علي أعدائه إذا
[ صفحه 6]
افتقدوا حجة الله فلم يظهر لهم، وقد علم أن أولياءه لا يرتابون، ولو علم أنهم يرتابون لما غيب عنهم حجته طرفة عين، ولا يکون ذلک إلا علي رأس شرار الناس.
11 ـ وبهذا الاسناد قال: قال المفضل بن عمر: سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: من مات منتظرا لهذا الامر کان کمن کان مع القائم في فسطاطه، لا بل کان کالضارب بين يدي رسول الله صلي الله عليه وآله بالسيف.
12 ـ حدثنا علي بن أحمد الدقاق رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الکوفي، عن سهل بن زياد الادمي، عن الحسن بن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن عبد الله بن أبي يعفور قال: قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام: من أقر بالائمة من آبائي وولدي وجحد المهدي من ولدي کان کمن أقر بجميع الانبياء وجحد محمدا صلي الله عليه وآله نبوته. فقلت: يا سيدي ومن المهدي من ولدک؟ قال: الخامس من ولد السابع يغيب عنکم شخصه، ولا يحل لکم تسميته.
13 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا أبو عبد الله العاصمي، عن الحسين بن القاسم بن أيوب، [12] عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن ثابت الصائغ [13] عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: منا اثنا عشر مهديا مضي ستة وبقي ستة، يصنع الله بالسادس ما أحب. [14] .
14 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا أبو عبد الله العاصمي، عن الحسين بن القاسم بن أيوب، عن
[ صفحه 7]
الحسن بن محمد بن سماعة، عن وهيب، عن ذريح، عن أبي حمزة، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: منا اثنا عشر مهديا.
15 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا جعفر بن عبد الله قال: حدثني عثمان بن عيسي، عن سماعة ابن مهران قال: کنت أنا وأبو بصير ومحمد بن عمران مولي أبي جعفر في منزل بمکة فقال محمد بن عمران: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: نحن اثنا عشر محدثون [15] فقال أبو بصير: والله لقد سمعت ذلک من أبي عبد الله عليه السلام فحلف مرتين أنه سمعه منه.
16 ـ حدثنا أبي؛ ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسي، عن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أقرب ما يکون العباد من الله عزوجل وأرضي ما يکون عنهم إذا فقدوا حجة الله، فلم يظهر لهم ولم يعلموا بمکانه، وهم في ذلک يعلمون أنه لم تبطل حجج الله عزوجل ولا بيناته، فعندها فتوقعوا الفرج صباحا ومساء، وإن أشد ما يکون غضب الله علي أعدائه إذا افتقدوا حجته فلم يظهر لهم، وقد علم أن أولياءه لا يرتابون، ولو علم أنهم يرتابون ما غيب عنهم حجته طرفة عين، ولا يکون ذلک إلا علي رأس شرار الناس.
17 ـ حدثنا أبي؛ ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: أقرب ما يکون العبد إلي الله عز وجل وأرضي ما يکون عنه إذا افتقدوا حجة الله فلم يظهر لهم، وحجب عنهم فلم يعلموا بمکانه، وهم في ذلک يعلمون أنه لا تبطل حجج الله ولا بيناته فعندها فليتوقعوا الفرج صباحا ومساء، وإن أشد ما يکون غضبا علي أعدائه إذا أفقدهم حجته فلم يظهر لهم، وقد علم أن أولياءه لا يرتابون، ولو علم أنهم يرتابون (ل) ما أفقدهم حجته طرفة عين.
[ صفحه 8]
18ـ حدثنا أبي [ومحمد بن الحسن] رضي الله عنه [ما] قال [ل]: حدثنا سعد بن ـ عبد الله قال: حدثنا المعلي بن محمد البصري، عن محمد بن جمهور، وغيره، عن [محمد] بن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: في القائم سنة [16] من موسي بن عمران عليه السلام، فقلت: وما سنة [17] موسي بن عمران، فقال: خفاء مولده، وغيبته عن قومه. فقلت: وکم غاب موسي بن عمران عليه السلام عن قومه وأهله، فقال: ثماني وعشرين سنة.
19 ـ حدثنا محمد بن موسي بن المتوکل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسي، عن عمر بن عبد العزيز، عن غير واحد من أصحابنا، عن داود بن کثير الرقي، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: «الذين يؤمنون بالغيب» [18] قال: من أقر بقيام القائم أنه حق.
20 ـ حدثنا علي بن أحمد بن محمد الدقاق رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن أبي ـ عبد الله الکوفي قال: حدثنا موسي بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد، عن علي بن أبي حمزة، [19] عن يحيي بن أبي القاسم قال: سألت الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل: «الم ذلک الکتاب لا ريب فيه هدي للمتقين الذين يؤمنون بالغيب» فقال: المتقون شيعة علي عليه السلام، والغيب فهو الحجة الغائب. وشاهد ذلک قول الله عزوجل: «ويقولون لو لا انزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معکم من المنتظرين». [20] .
21 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن هلال، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن فضالة بن أيوب، عن سدير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن في القائم شبه [21] من يوسف عليه السلام قلت: کأنک تذکر خبره أو غيبته؟ فقال لي: ما تنکر من ذلک هذه الامة أشباه الخنازير، إن إخوة يوسف کانوا أسباطا أولاد أنبياء، تاجروا يوسف وبايعوه وهم إخوته وهو أخوهم فلم يعرفوه حتي قال لهم: «أنا يوسف» فما تنکر هذه الامة أنه يکون الله عزوجل في وقت من الاوقات يريد أن يستر حجته، [22] لقد کان يوسف عليه السلام إليه ملک مصر، وکان بينه وبين ولده مسيرة ثمانية عشر يوما فلو أراد الله عزوجل أن يعرفه مکانه لقدر علي ذلک، والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة مسيرة تسعة أيام من بدوهم إلي مصر، فما تنکر هذه الامة أن يکون الله عزوجل يفعل بحجته ما فعل بيوسف أن يکون يسير في أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه، حتي يأذن الله عزوجل أن يعرفهم بنفسه کما أذن ليوسف حتي قال لهم «هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون قالوا إنک لانت يوسف، قال أنا يوسف وهذا أخي». [23] .
22 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطار رضي الله عنه قال: حدثنا أبي، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن صفوان بن مهران الجمال قال: قال
[ صفحه 9]
الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: أما والله ليغيبن عنکم مهديکم حتي يقول الجاهل منکم: ما لله في آل محمد، ثم يقبل کالشهاب الثاقب فيملأها عدلا وقسطا کما ملئت جورا وظلما.
23 ـ حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري قال: حدثنا حمدان بن سليمان، عن محمد بن إسماعيل ابن بزيع، عن حيان السراج، عن السيد بن محمد الحميري ـ في حديث طويل ـ يقول فيه: قلت للصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: يا ابن رسول الله قد روي لنا أخبار عن آبائک عليهم السلام في الغيبة وصحة کونها فأخبرني بمن تقع؟ فقال عليه السلام: إن الغيبة ستقع بالسادس من ولدي، وهو الثاني عشر من الائمة الهداة بعد رسول الله صلي الله عليه وآله، أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وآخرهم القائم بالحق، بقية الله في الارض، و صاحب الزمان والله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتي يظهر فيملأ الارض قسطا وعدلا کما ملئت جورا وظلما.
24 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطار رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن ـ عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن عثمان بن عيسي الکلابي، عن خالد بن ـ نجيح، عن زرارة بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن للقائم غيبة قبل أن يقوم، قلت له: ولم؟ قال: يخاف ـ وأومأ بيده إلي بطنه ـ. ثم قال: يا زرارة وهو المنتظر، وهو الذي يشک الناس في ولادته، منهم من يقول: هو حمل، ومنهم من يقول: هو غائب، ومنهم من يقول: ما ولد، ومنهم من يقول: ولد قبل وفاة أبيه بسنتين. غير أن الله تبارک وتعالي يحب أن يمتحن الشيعة فعند ذلک يرتاب المبطلون.
قال زرارة: فقلت: جعلت فداک فإن أدرکت ذلک الزمان فأي شيء أعمل قال: يا زرارة إن أدرکت ذلک الزمان فأدم هذا الدعآ: [24] «اللهم عرفني نفسک، فإنک إن لم تعرفني نفسک لم أعرف نبيک، اللهم عرفني رسولک فانک
[ صفحه 10]
إن لم تعرفني رسولک لم أعرف حجتک، اللهم عرفني حجتک فإنک إن لم تعرفني حجتک ضللت عن ديني».
ثم قال: يا زرارة لا بد من قتل غلام بالمدينة، قلت: جعلت فداک أليس يقتله جيش السفياني؟ قال: لا، ولکن يقتله جيش بني فلان، يخرج حتي يدخل المدينة فلا يدري الناس في أي شيء دخل، فيأخذ الغلام فيقتله، [25] فإذا قتله بغيا وعدوانا وظلما لم يمهلهم الله عزوجل فعند ذلک فتوقعوا الفرج.
وحدثنا بهذا الحديث محمد بن إسحاق رضي الله عنه قال: حدثنا أبو علي محمد ابن همام قال: حدثنا أحمد بن محمد النوفلي قال: حدثني أحمد بن هلال، عن عثمان ابن عيسي الکلابي، عن خالد بن نجيح، عن زرارة بن أعين، عن الصادق جعفر ابن محمد عليهما السلام.
وحدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن علي بن محمد الحجال، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبد الله بن بکير، عن زرارة بن أعين، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال: إن للقائم [26] غيبة قبل أن يقوم ـ وذکر الحديث مثله سواء ـ.
25 ـ حدثنا محمد بن موسي بن المتوکل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال: حدثنا محمد بن عيسي بن عبيد، عن صالح بن محمد، عن هانئ التمار [27] قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: إن لصاحب هذا الامر غيبة فليتق الله عبد وليتمسک بدينه.
26 ـ حدثنا إسحاق بن عيسي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا
[ صفحه 11]
سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد عيسي، عن علي بن الحکم، عن سيف بن عميرة، عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: کان علي بن أبي طالب عليه السلام مع رسول الله صلي الله عليه وآله في غيبته لم يعلم بها أحد. [28] .
27 ـ حدثنا أبي؛ ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد عيسي، وعلي بن إسماعيل بن عيسي، عن محمد بن عمرو ابن سعيد الزيات (عن الجريري) [29] عن عبد الحميد بن أبي الديلم الطائي قال: قال (لي) أبو عبد الله عليه السلام: يا عبد الحميد بن أبي الديلم إن الله تبارک وتعالي رسلا مستعلنين ورسلا مستخفين فإذا سألته بحق المستعلنين فسله بحق المستخفين.
28 ـ حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، ومحمد ابن الحسن الصفار جميعا قالا: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، ومحمد بن عيسي ابن عبيد قالا: حدثنا صفوان بن يحيي، عن عبد الله بن مسکان، عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اکتتم رسول الله صلي الله عليه وآله بمکة مخفتفيا خائفا خمس سنين ليس يظهر أمره وعلي عليه السلام معه وخديجة ثم أمره الله عزوجل أن يصدع بما أمر به [30] فظهر رسول الله صلي الله عليه وآله وأظهر أمره.
وفي خبر آخر أنه عليه السلام کان مختفيا بمکة ثلاث سنين.
29 ـ حدثنا أبي؛ ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن ـ عبد الله، وعبد الله بن جعفر الحميري، ومحمد بن يحيي العطار، وأحمد بن إدريس جميعا، عن أحمد بن محمد بن عيسي، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، وإبراهيم بن هاشم جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن عبيد الله بن علي الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: مکث رسول الله صلي الله عليه وآله بمکة بعد ما جاءه الوحي عن الله
[ صفحه 12]
تبارک وتعالي ثلاث عشرة سنة منها ثلاث سنين مختفيا خائفا لا يظهر حتي أمره الله عز وجل أن يصدع بما أمره به، فأظهر حينئذ الدعوة.
30 ـ حدثنا جماعة من أصحابنا قالوا: حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر ابن محمد بن مالک الفزاري قال: حدثني جعفر بن إسماعيل الهاشمي قال: سمعت خالي محمد بن علي يروي عن عبد الرحمن بن حماد، عن عمر بن سالم صاحب السابري» [31] قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن هذه الاية «أصلها ثابت وفرعها في السماء» [32] قال: أصلها رسول الله صلي الله عليه وآله وفرعها أمير المؤمنين عليه السلام، والحسن والحسين ثمرها، وتسعة من ولد الحسين أغصانها، والشيعة ورقها، والله إن الرجل منهم ليموت فتسقط ورقة من تلک الشجرة. قلت: قوله عزوجل: «تؤتي أکلها کل حين بإذن ربها» [33] قال: ما يخرج من علم الامام إليکم في کل سنة من حج وعمرة.
31 ـ حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن عبد الله الکوفي قال: حدثنا موسي بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن سنن الانبياء عليهم السلام بما وقع بهم من الغيبات حادثة في القائم منا أهل البيت حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة. [34] .
قال أبو بصير: فقلت: يا ابن رسول الله ومن القائم منکم أهل البيت؟ فقال: يا أبا بصير هو الخامس من ولد ابني موسي، ذلک ابن سيدة الاماء، يغيب غيبة يرتاب فيها المبطلون، ثم يظهره الله عز وجل فيفتح الله علي يده مشارق الارض ومغاربها، وينزل روح الله عيسي بن مريم عليه السلام فيصلي خلفه وتشرق الارض بنور ربها، ولا تبقي
[ صفحه 13]
في الارض بقعة عبد فيها غير الله عزوجل إلا عبد الله فيها، ويکون الدين کله لله ولو کره المشرکون.
32 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن الفضيل، [35] عن أبيه، عن منصور قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا منصور إن هذا الامر لا يأتيکم إلا بعد [إ] يأس، لا والله [لا يأتيکم] حتي تميزوا، لا والله [لا يأتيکم] حتي تمحصوا، ولا والله [لا يأتيکم] حتي يشقي من شقي ويسعد من سعد.
32 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن الحسين، عن عثمان عيسي، عن خالد بن نجيح، عن زرارة بن أعين قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: إن للغلام غيبة قبل أن يقوم، قلت: ولم ذاک جعلت فداک؟ فقال: يخاف ـ وأشار بيده إلي بطنه وعنقه ـ ثم قال عليه السلام: وهو المنتظر الذي يشک الناس في ولادته فمنهم من يقول: إذا مات أبوه مات، ولا عقب له. ومنهم من يقول: قد ولد قبل وفاة أبيه بسنتين. لان الله عزوجل يحب أن يمتحن خلقه فعند ذلک يرتاب المبطلون.
33 ـ حدثنا أبي؛ ومحمد بن الحسن، ومحمد بن موسي بن المتوکل، ومحمد بن علي ما جيلويه، وأحمد بن يحيي العطار رضي الله عنهم قالوا: حدثنا محمد بن يحيي العطار قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالک الفزاري الکوفي، عن إسحاق بن محمد الصيرفي، عن يحيي بن المثني العطار، عن عبد الله بن بکير، عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: يفقد الناس إمامهم فيشهد الموسم فيراهم ولا يرونه.
34 ـ حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن عيسي بن عبيد، عن صالح بن محمد، عن هانئ التمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن لصاحب هذا الامر غيبة، المتمسک فيها بدينه کالخارط للقتاد،
[ صفحه 14]
ثم قال ـ هکذا بيده [36] ـ ثم قال: [إن] لصاحب هذا الامر غيبة فليتق الله عبد وليتمسک بدينه.
35 ـ حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر الحميري، وأحمد بن إدريس جميعا قالوا: حدثنا أحمد بن محمد بن ـ عيسي، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، ومحمد بن عبد الجبار، وعبد الله بن عامر ابن سعد الاشعري، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن محمد بن المساور، عن المفضل ابن عمر الجعفي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: إياکم والتنويه، [37] أما والله ليغيبن إمامکم سنينا [38] من دهرکم، ولتمحصن حتي يقال: مات [39] أو هلک بأي وادسلک، ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ولتکفأن کما تکفأ السفن في أمواج البحر [40] ولا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وکتب في قلبه الايمان وأيده بروح منه، ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدري أي من أي، قال: فبکيت، فقال (لي): ما يبکيک يا أبا عبد الله؟ فقلت: وکيف لا أبکي وأنت تقول: اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدري أي من أي فکيف نصنع؟ قال: فنظر إلي شمس داخلة في الصفة، فقال: يا أبا عبد الله تري هذه الشمس؟ قلت: نعم، قال: والله لامرنا أبين من هذه الشمس.
36 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين
[ صفحه 15]
ابن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن عبد الله بن عبد الرحمن الاصم، عن الحسين بن المختار القلانسي، عن عبد الرحمن بن سيابة، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: کيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدي ولا علم، يتبرأ بعضکم من بعض فعند ذلک تميزون وتمحصون وتغربلون، وعند ذلک اختلاف السيفين [41] وإمارة من أول النهار وقتل وخلع [42] من آخر النهار.
37 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد ابن عيسي، ويعقوب بن يزيد جميعا، عن الحسن بن علي بن فضال، عن جعفر بن محمد ابن منصور، عن رجل ـ واسمه عمر بن عبد العزيز ـ عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: إذ أصبحت وأمسيت لا تري إماما تأتم به فأحبب من کنت تحب وأبغض من کنت تبغض حتي يظهره الله عزوجل.
38 ـ حدثنا محمد بن موسي بن المتوکل رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسي، ومحمد بن عيسي بن عبيد، [43] عن الحسن ابن محبوب، عن يونس بن يعقوب، عمن أثبته، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: کيف أنتم إذا بقيتم دهرا من عمرکم لا تعرفون إمامکم؟ قيل له: فإذا کان ذلک فکيف نصنع؟ قال: تمسکوا بالامر الاول حتي يستبين لکم. [44] .
40 ـ حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما قالا: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن حماد بن عيسي، عن إسحاق بن جرير، عن عبد الله بن سنان قال: دخلت أنا وأبي علي أبي عبد الله عليه السلام فقال: فکيف أنتم إذا صرتم في حال لا ترون فيها إمام
[ صفحه 16]
هدي، ولا علما يري، ولا ينجو منها إلا من دعا دعاء الغريق، فقال له أبي: إذا وقع هذا ليلا فکيف نصنع؟ فقال: أما أنت فلا تدرکه، فإذا کان ذلک فتمسکوا بما في أيديکم حتي يتضح لکم الامر.
41 ـ حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الکوفي رضي الله عنه قال: حدثني جدي الحسن بن علي، عن العباس بن عامر القصباني، عن عمر بن أبان الکلبي، عن أبان بن تغلب قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يأتي علي الناس زمان يصيبهم فيه سبطة [45] يأرز العلم فيها بين المسجدين کما تأرز الحية في جحرها، يعني بين مکة والمدينة، فبينما هم کذلک إذ أطلع الله عزوجل لهم نجمهم، قال: قلت: وما السبطة؟ قال: الفترة والغيبة لامامکم، قال: قلت: فکيف نصنع فيما بين ذلک؟ فقال: کونوا علي ما أنتم عليه حتي يطلع الله لکم نجمکم.
42 ـ حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا، حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسي بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن المفضل بن عمر قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن تفسير جابر فقال: لا تحدث به السفل فيذيعوه، أما تقرأ في کتاب الله عزوجل: «وإذا نقر في الناقور» [46] إن منا إماما مستترا فإذا أراد الله عزوجل إظهار أمره نکت في قلبه نکتة فظهر وأمر بأمر الله عزوجل.
43 ـ حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رض) قالا: حدثنا محمد بن الحسن
[ صفحه 17]
الصفار قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، ومحمد بن عيسي بن عبيد اليقطيني جميعا عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عيسي بن عبد الله بن محمد بن عمر علي ابن أبي طالب عن خاله الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: قلت له: إن کان کون ـ لا أراني الله يومک ـ فبمن أئتم؟ فأومأ إلي موسي عليه السلام فقلت: فإن مضي موسي فإلي من؟ قال: إلي ولده، قلت، فإن مضي ولده وترک أخا کبيرا وإبنا صغيرا فبمن أئتم؟ قال: بولده، ثم قال: هکذا أبدا، قلت: فإن أنا لم أعرفه ولم أعرف موضعه فما أصنع؟ قال: تقول: «اللهم إني أتولي من بقي من حججک من ولد الامام الماضي» فإن ذلک يجزيک.
44 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أيوب بن نوح، عن محمد بن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن زرارة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يأتي علي الناس زمان يغيب عنهم إمامهم، فقلت له: ما يصنع الناس في ذلک الزمان؟ قال: يتمسکون بالامر الذي هم عليه حتي يتبين لهم.
45 ـ حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود قال: حدثني أبي محمد بن مسعود قال: حدثنا أحمد بن علي بن کلثوم قال: حدثني الحسن بن علي الدقاق، عن محمد بن أحمد بن أبي قتادة، عن أحمد بن هلال، عن ابن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يکون بعد الحسين تسعة أئمة، تاسعهم قائمهم.
46 ـ حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي رضي الله عنه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه محمد بن مسعود العياشي قال: حدثنا علي بن محمد بن شجاع، عن محمد بن عيسي، عن يونس، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن في صاحب هذا الامر سنن من الانبياء عليهم السلام، سنة من موسي بن عمران، وسنة من عيسي، وسنة من يوسف، وسنة من محمد صلوات الله عليهم:
[ صفحه 18]
فأما سنة من موسي بن عمران فخائف يترقب، وأما سنة من عيسي فيقال فيه ما قيل في عيسي، وأما سنة من يوسف فالستر يجعل الله بينه وبين الخلق حجابا، يرونه ولا يعرفونه، وأما سنة من محمد صلي الله عليه وآله فيهتدي بهداه ويسير بسيرته.
47 ـ وبهذا الاسناد، عن محمد بن مسعود قال: حدثني جبرئيل بن أحمد [47] قال: حدثني موسي بن جعفر بن وهب البغدادي قال: حدثني محمد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن أبان، عن الحارث بن المغيرة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام: هل يکون الناس في حال لا يعرفون الامام؟ فقال: قد کان يقال ذلک، قلت: فکيف يصنعون؟ قال: يتعلقون بالامر الاول حتي يستبين لهم الاخر.
48 ـ وبهذا الاسناد، عن موسي بن جعفر قال: حدثني موسي بن القاسم، عن علي بن جعفر، عن أبي الحسن موسي بن جعفر عليهما السلام قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في قول الله عزوجل: «قل أرأيتم إن أصبح ماؤکم غورا أفمن يأتيکم بماء معين»، [48] قال: أرأيتم إن غاب عنکم إمامکم فمن يأتيکم بإمام جديد.
49 ـ وبهذا الاسناد، عن موسي بن جعفر بن وهب البغدادي قال: حدثني الحسن بن محمد الصيرفي قال: حدثني يحيي بن المثني العطار، [49] عن عبد الله بن بکير، عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: يفقد الناس إمامهم، يشهد الموسم فيراهم ولا يرونه.
50 ـ وبهذا الاسناد، عن محمد بن مسعود قال: وجدت بخط جبرئيل بن أحمد: حدثني العبيدي محمد بن عيسي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سنان قال:
[ صفحه 19]
قال أبو عبد الله عليه السلام: ستصيبکم شبهة فتبقون بلا علم يري، ولا إمام هدي ولا ينجو منها إلا من دعا بدعاء الغريق، قلت: کيف دعاء الغريق؟ قال: يقول: «يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب ثبت قلبي علي دينک» فقلت: «يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلبي علي دينک» قال: إن الله عزوجل مقلب القلوب والابصار ولکن قل کما أقول لک: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي علي دينک». [50] .
51 ـ حدثنا محمد بن علي حاتم النوفلي المعروف بالکرماني [51] قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن عيسي الوشاء البغدادي قال: حدثنا أحمد بن طاهر (القمي) قال: حدثنا محمد بن بحر بن سهل الشيباني [52] قال: أخبرنا علي بن الحارث، عن سعيد ابن منصور الجواشني [53] قال أخبرنا أحمد بن علي البديلي قال: أخبرنا أبي، عن سدير الصيرفي قال: دخلت أنا والمفضل بن عمر، وأبو بصير، وأبان بن تغلب علي مولانا أبي عبد الله الصادق عليه السلام فرأيناه جالسا علي التراب وعليه مسح خيبري [54] مطوق بلا جيب، مقصر الکمين، وهو يبکي بکاء الواله الثکلي، ذات الکبد الحري، قد نال الحزن من وجنتيه، وشاع التغيير في عارضيه، وأبلي الدموج محجريه [55] وهو
[ صفحه 20]
يقول: سيدي غيبتک نفت رقادي، وضيقت علي مهادي، وابتزت مني راحة فؤادي سيدي غيبتک أوصلت مصابي بفجايع الابد وفقد الواحد بعد الواحد يفني الجمع والعدد، فما احس بدمعة ترقي من عيني وأنين يفتر من صدري [56] عن دوارج الرزايا وسوالف البلايا إلا مثل بعيني عن غوابر أعظمها وأفظعها، وبواقي أشدها وأنکرها [57] ونوائب مخلوطة بغضبک، ونوازل معجونة بسخطک.
قال سدير: فاستطارت عقولنا ولها، وتصدعت قلوبنا جزعا من ذلک الخطب الهائل، والحادث الغائل، [58] وظننا أنه سمت لمکروهة قارعة، [59] أو حلت به من الدهر بائقة، فقلنا: لا أبکي الله يا ابن خير الوري عينيک من أية حادثة تستنزف دمعتک [60] وتستمطر عبرتک؟ وأية حالة حتمت عليک هذا المأتم؟.
قال: فزفر [61] الصادق عليه السلام زفرة انتفخ منها جوفه، واشتد عنها خوفه، و قال: ويلکم [62] نظرت في کتاب الجفر صبيحة هذا اليوم وهو الکتاب المشتمل علي علم المنايا والبلايا والرزايا وعلم ما کان وما يکون إلي يوم القيامة الذي خص الله به محمدا والائمة من بعده عليهم السلام، وتأملت منه مولد غائمنا وغيبته وإبطاءه وطول عمره وبلوي المؤمنين في ذلک الزمان، وتولد الشکوک في قلوبهم من طول غيبته وارتداد أکثرهم عن دينهم،
[ صفحه 21]
وخلعهم ربقة الاسلام من أعناقهم التي قال الله تقدس ذکره: «وکل إنسان ألزمناه طائره في عنقه» [63] ـ يعني الولاية ـ فأخذتني الرقة، واستولت علي الاحزان فقلنا: يا ابن رسول الله کرمنا وفضلنا [64] بإشراکک إيانا في بعض ما أنت تعلمه من علم ذلک.
قال: إن الله تبارک وتعالي أدار للقائم منا ثلاثة أدارها في ثلاثة من الرسل عليهم السلام قدر مولده تقدير مولد موسي عليه السلام، وقدر غيبته تقدير غيبة عيسي عليه السلام، وقدر إبطاءه تقدير إبطاء نوح عليه السلام، وجعل له من بعد ذلک عمر العبد الصالح ـ أعني الخضر عليه السلام ـ دليلا علي عمره، فقلنا له: اکشف لنا يا ابن رسول الله عن وجوه هذه المعاني.
قال عليه السلام: أما مولد موسي عليه السلام فإن فرعون لما وقف علي أن زوال ملکه علي يده أمر باحضار الکهنة فدلوه علي نسبه وأنه يکون من بني إسرائيل، ولم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من نساء بني إسرائيل حتي قتل في طلبه نيفا وعشرين ألف مولود، وتعذر عليه الوصول إلي قتل موسي عليه السلام بحفظ الله تبارک وتعالي إياه، وکذلک بنو امية وبنو العباس لما وقفوا علي أن زوال ملکهم وملک الامراء [65] والجبابرة منهم علي يد القائم منا ناصبونا العداوة، ووضعوا سيوفهم في قتل آل الرسول صلي الله عليه وآله [66] وإبادة نسله طمعا منهم في الوصول إلي قتل القائم، ويأبي الله عزوجل أن يکشف أمره لواحد من الظلمة إلا أن يتم نوره ولو کره المشرکون.
وأما غيبة عيسي عليه السلام: فإن اليهود والنصاري اتفقت علي أنه قتل فکذبهم الله جل ذکره بقوله: «وما قتلوه وما صلبوه ولکن شبه لهم»، [67] کذلک غيبة القائم فإن الامة ستنکرها لطولها، فمن قائل يهذي بأنه لم يلد، وقائل يقول: إنه
[ صفحه 22]
يعتدي إلي ثلاثة عشر وصاعدا، وقائل يعصي الله عزوجل بقوله: إن روح القائم ينطق في هيکل غيره.
وأما إبطاء نوح عليه السلام: فانه لما استنزلت العقوبة علي قومه من السماء بعث الله عزوجل الروح الامين عليه السلام بسبع نويات، فقال: يا نبي الله إن الله تبارک وتعالي يقول لک: إن هؤلاء خلائقي وعبادي ولست أبيدهم بصاعقة من صواعقي إلا بعد تأکيد الدعوة وإلزام الحجة فعاود اجتهادک في الدعوة لقومک فإني مثيبک عليه وأغرس هذه النوي فإن لک في نباتها وبلوغها وإدراکها إذا أثمرت الفرج والخلاص، فبشر بذلک من تبعک من المؤمنين.
فلما نبتت الاشجار وتأزرت وتسوقت وتغصنت وأثمرت وزها التمر عليها [68] بعد زمان طويل استنجز من الله سبحانه وتعالي العدة، فأمره الله تبارک وتعالي أن يغرس من نوي تلک الاشجار ويعاود الصبر والاجتهاد، ويؤکد الحجة علي قومه، فأخبر بذلک الطوائف التي آمنت به فارتد منهم ثلاثمائة رجل وقالوا: لو کان ما يدعيه نوح حقا لما وقع في وعد ربه خلف.
ثم إن الله تبارک وتعالي لم يزل يأمره عند کل مرة بأن يغرسها مرة بعد اخري إلي أن غرسها سبع مرات فما زالت تلک الطوائف من المؤمنين، ترتد منه طائفة بعد طائفة إلي أن عاد إلي نيف وسبعين رجلا فأوحي الله تبارک وتعالي عند ذلک إليه، وقال: يا نوح الان أسفر الصبح عن الليل لعبنک حين صرح الحق عن محضه وصفي (الامر والايمان) من الکدر بارتداد کل من کانت طينته خبيثة، فلو أني أهلکت الکفار وأبقيت من قد أرتد من الطوائف التي کانت آمنت بک لما کنت صدقت وعدي السابق للمؤمنين الذين أخلصوا التوحيد من قومک، واعتصموا بحبل نبوتک
[ صفحه 23]
بأن أستخلفهم في الارض وامکن لهم دينهم وابدل خوفهم بالامن لکي تخلص العبادة لي بذهاب الشک [69] من قلوبهم، وکيف يکون الاستخلاف والتمکين وبدل الخوف بالامن مني لهم مع ما کنت أعلم من ضعف يقين الذين ارتدوا وخبث طينهم وسوء سرائرهم التي کانت نتائج النفاق، وسنوح الضلالة [70] فلو أنهم تسنموا مني الملک [71] الذي اوتي المؤمنين وقت الاستخلاف إذا أهلکت أعداءهم لنشقوا روائح صفاته ولاستحکمت سرائر نفاقهم [72] تأبدت حبال ضلالة قلوبهم، ولکاشفوا إخوانهم بالعداوة، وحاربوهم علي طلب الرئاسة، والتفرد بالامر والنهي، وکيف يکون التمکين في الدين وانتشار الامر في المؤمنين مع إثارة الفتن وإيقاع الحروب کلا «واصنع الفلک بأعيننا ووحينا». [73] .
قال الصادق عليه السلام: وکذلک القائم فإنه تمتد أيام غيبته ليصرح الحق عن محضه ويصفو الايمان من الکدر بارتداد کل من کانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشي عليهم النفاق إذا أحسوا بالاستخاف والتمکين والامن المنتشر في عهد القائم عليه السلام.
قال المفضل: فقلت: يا ابن رسول الله فإن (هذه) النواصب تزعم أن هذه الاية [74] .
[ صفحه 24]
نزلت في أبي بکر وعمر، وعثمان، وعلي عليه السلام فقال: لا يهدي الله قلوب الناصبة. متي کان الدين الذي ارتضاه الله ورسوله متمکنا بانتشار الامن [75] في الامة، وذهاب الخوف من قلوبها، وارتفاع الشک من صدورها في عهد واحد من هؤلاء، وفي عهد علي عليه السلام مع ارتداد المسلمين والفتن التي تثور في أيامهم، والحروب التي کانت تنشب بين الکفار وبينهم. ثم تلا الصادق عليه السلام «حتي إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد کذبوا جاءهم نصرنا». [76] وأما العبد الصالح ـ أعني الخضر عليه السلام ـ فإن الله تبارک وتعالي ما طول عمره لنبوة قدرها له، ولا لکتاب ينزله عليه، ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من کان قبله من الانبياء، ولا لامامة يلزم عباده الاقتداء بها، ولا لطاعة يفرضها له، بلي إن الله تبارک وتعالي لما کان في سابق علمه أن يقدر من عمر القائم عليه السلام في أيام غيبته ما يقدر، وعلم ما يکون من إنکار عباده بمقدار ذلک العمر في الطول، طول عمر العبد الصالح في غير سبب يوجب ذلک إلا لعلة الاستدلال به علي عمر القائم عليه السلام وليقطع بذلک حجة المعاندين لئلا يکون للناس علي الله حجة.
52 ـ حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن جعفر بن مسعود، وحيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي جميعا، عن محمد مسعود العياشي قال: حدثني علي بن محمد بن شجاع، عن محمد بن عيسي، عن يونس ابن عبد الرحمن، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام في قول الله عزوجل: «يوم يأتي بعض آيات ربک لا ينفع نفسا إيمانها لم تکن آمنت من قبل أو کسبت في إيمانها خيرا» [77] يعني خروج القائم المنتظر منا، ثم قال عليه السلام: يا أبا بصير طوبي لشيعة قائمنا المنتظرين لظهوره في غيبته، والمطيعين له في ظهوره، أولئک أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
[ صفحه 25]
53 ـ حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه محمد بن مسعود العياشي، عن جعفر ابن أحمد، عن العمرکي بن علي البوفکي، [78] عن الحسن بن علي بن فضال، عن مروان بن مسلم، عن أبي بصير قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: طوبي لمن تمسک بأمرنا في غيبة قائمنا فلم يزغ قلبه بعد الهداية، فقلت له جعلت فداک وما طوبي؟ قال: شجرة في الجنة أصلها في دار علي بن أبي طالب عليه السلام وليس من مؤمن إلا وفي داره غصن من أغصانها، وذلک قول الله عزوجل، «طوبي لهم وحسن مآب». [79] .
54 ـ حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الکوفي قال: حدثنا موسي بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قلت للصادق جعفر بن محمد عليهما السلام يا ابن رسول الله إني سمعت من أبيک عليه السلام أنه قال: يکون بعد القائم اثنا عشر مهديا فقال: إنما قال: اثنا عشر مهديا، ولم يقل: إثنا عشر إماما، ولکنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلي موالاتنا ومعرفة حقنا.
55 ـ حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه قال: حدثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي [80] قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالک الکوفي الفزاري قال: حدثنا محمد بن الحسين بن زيد الزيات قال: حدثنا محمد بن زياد الازدي، عن المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: «وإذا ابتلي إبراهيم ربه بکلمات فأتمهن» [81] ما هذه الکلمات؟
[ صفحه 26]
قال: هي الکلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب الله عليه وهو أنه قال: «أسألک بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي» فتاب الله عليه إنه هو التواب الرحيم. فقلت له: يا ابن رسول الله فما يعني عزوجل بقوله «فأتمهن»؟ قال: يعني فأتمهن إلي القائم اثني عشر إماما تعسة من ولد الحسين عليهم السلام.
قال المفضل: فقلت: يا ابن رسول الله فأخبرني عن قول الله عزوجل: «وجعلها کلمة باقية في عقبه» [82] قال: يعني بذلک الامامة، جعلها الله تعالي في عقب الحسين إلي يوم القيامة، قال: فقلت له: يا ابن رسول الله فکيف صارت الامامة في ولد الحسين دون ولد الحسن عليهما السلام وهما جميعا ولدا رسول الله صلي الله عليه وآله وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنة؟ فقال عليه السلام: إن موسي وهارون کانا نبيين مرسلين وأخوين فجعل الله عزوجل النبوة في صلب هارون دون صلب موسي عليهما السلام، ولم يکن لاحد أن يقول: لم فعل الله ذلک، وإن الامامة خلافة الله عزوجل في أرضه وليس لاحد أن يقول: لم جعله الله في صلب الحسين دون صلب الحسن عليهما السلام، لان الله تبارک وتعالي هو الحکيم في أفعاله «لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون». [83] .
پاورقي
[1] کذا. وفي بعض النسخ «أبي الهيثم بن أبي نجية» وفي بعضها «أبي الحية» ولم أجده، ويحتمل بعيدا کونه مصحف «ابراهيم بن أبي حبة اليسع بن سعد المکي الذي
عنونه الشيخ في رجال الصادق عليه السلام وقال: ضعيف. أو کونه «الهيثم بن عروة التميمي» الکوفي الثقة. ولفظ «أبي» من زيادات النساخ ويؤيد الثاني ذکره مع النسبة في الخبر الاتي تحت رقم 3.
[2] في بعض النسخ «تمام اثني عشر».
[3] في بعض النسخ «المقر بالثاني عشر منهم».
[4] کذا.
[5] في بعض النسخ «محدثا».
[6] في بعض النسخ «علي بن سماعة».
[7] الانعام: 158.
[8] لعله العطار فصحف.
[9] عبد الله بن أبي الهذيل الغنري أبو المغيرة الکوفي عامي من التابعين يروي عن أمير المؤمنين عليه السلام وعبد لله بن مسعود وعمار بن ياسر وخباب الارت وغيرهم من الصحابة، وکان عثمانيا توفي في ولاية خالد القسري وروايته هذا عن الصادق (ع) بعيد جدا وان أدرک أيامه کما أن رواية تميم عنه عليه السلام بواسطة واحدة لم تعهد في کتب الصدوق (ره)، واحتمال تعدد عبد الله بن أبي الهذيل أو أن القول له بعيد. والسند في البحار أيضا کما في المتن.
[10] النساء: 59.
[11] المائدة: 55.
[12] هو الحسين بن القاسم بن محمد بن أيوب بن شمون أبو عبد الله الکاتب وکان أبوه من أجلة أصحابنا (جش). قال ابن الغضائري: «ضعفوه وهو عندي ثقة ولکن البحث فيمن يروي عنه».
[13] هو ثابت بن شريح أبو اسماعيل الصائغ الانباري مولي الازد ثقة. وفي النسخ «ثابت الصباغ» وفي بعضها «الصباح» وکلاهما تصحيف.
[14] في بعض النسخ «في السادس ما أحب».
[15] في بعض النسخ «اثنا عشر مهديا».
[16] في بعض النسخ «شبه».
[17] البقره: 2.
[18] البقره: 2.
[19] هو علي بن أبي حمزة ـ سالم ـ البطائني بقرينة روايته عن يحيي أبي بصير، ورواية الحسين بن يزيد عنه. وکان إحد عمد الواقفة، قال علي بن الحسن بن فضال: انه کذاب واقفي متهم ملعون. وقال ابن الغضائري: علي بن أبي حمزة أصل الوقف وأشد الخلق عداوة للولي بعد أبي ابراهيم عليه السلام (يعني الرضا عليه السلام). واما يحيي بن أبي القاسم فهو أبو بصير المکفوف ولعل الصواب «يحيي بن القاسم» وعلي بن أبي حمزة هو قائده.
[20] الاية في سورة يونس تحت رقم 20. وکما يظهر من سياق الايات المراد بالاية العذاب. وقوله: «فانتظروا ـ الاية» أي فانتظروا العذاب واني معکم کذلک. ولا ينبغي تأويل العذاب بالحجة عليه السلام. وقوله وشاهد ذلک من کلام الصدوق ـ رحمه الله ـ لا من تتمة الحديث کما نص عليه العلامة المجلسي ـ رحمه الله ـ. ولم يعهد في کلام أحد من المعصومين عليهم السلام نقل الشاهد لکلامهم في نظير هذا.
[21] في بعض النسخ «سنة».
[22] في بعض النسخ «يبين حجته».
[23] يوسف: 90 و 91.
[24] في بعض النسخ «فألزم هذا الدعاء».
[25] في الخبر الذي مر في ص 331 تحت رقم 16 «قتل غلام من آل محمد بين الرکن والمقام اسمه محمد بن الحسن النفس الزکية». ولعل هذا الغلام غيره، فتأمل.
[26] في بعض النسخ المصححة «للغلام».
[27] کذا، وفي بعض النسخ «هانئ اليماني»، وفي الکافي «صالح بن خالد، عن يمان التمار» وفي غيبة النعماني «صالح بن محمد، عن يمان التمار».
[28] من هذا الحديث إلي خمسة أو ستة أحاديث بعده ذکرت هنا لمناسبة الاحاديث السابقة لا مناسبة الباب وتقدم بعضها سابقا.
[29] الظاهر هو اسحاق بن جرير وتقدم الخبر ص 21 بسند آخر عن عبد الحميد أيضا.
[30] في قوله تعالي «فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشرکين»، الحجر: 94.
[31] في بعض النسخ «عمر بن صالح السابري»، وفي بعضها «عمر بن بزيع السابري» وکلاهما تصحيف.
[32] ابراهيم: 24.
[33] ابراهيم: 24.
[34] القذة: ريش السهم.
[35] في بعض النسخ «محمد بن الفضل». وفي الکافي ج 1 ص 370 «عن جعفر بن محمد الصيقل عن أبيه عن منصور». وعلي أي المراد بمنصور منصور بن الوليد الصيقل و لعل الصواب «جعفر بن محمد بن الصيقل، عن أبيه، عن منصور».
[36] أي أشار بيده، وفي معني القول توسع. قال بثوبه أي رفعه، وبيده أي أشار. وبرجله أي مشي. والخارط: من يضرب بيده علي أعلي الغصن ثم يمدها إلي الاسفل ليسقط ورقه. والقتاد شجر له شوک. والخبر في الکافي عن صالح بن خالد عن يمان التمار.
[37] التنويه: الرفع والتشهير والدعوة. يعني لا تشهروا أنفسکم، أو لا تدعوا الناس إلي دينکم.
[38] التنوين علي لغة بني عامر کما قال الازهري علي ما في التصريح.
[39] زاد في الکافي «قتل».
[40] لتکفأن علي بناء المجهول من المخاطب أو الغائب من قولهم کفأت الاناء إذا کببته، کناية عن اضطرابهم وتزلزلهم في الدين من شدة الفتن. (المرآة).
[41] في بعض النسخ «اختلاف السنن» وفي البحار «اختلاف السنين».
[42] في بعض النسخ «وقطع».
[43] في بعض النسخ «وعثمان بن عيسي».
[44] أي تمسکوا بما تعلمون من دينکم وامامکم ولا تتزلزلوا وتتحيروا وترتدوا، أولا تؤمنوا بمن يدعي أنه الحجة حتي يستبين لکم.
[45] في بعض النسخ «بسطة» هنا وما يأتي، وفي بعضها «شيطة» کذلک. وفي القاموس أسبط: سکت فرقا. وبالارض: ألصق وامتد من الضرب. وفي نومه: غمض. وعن الامر تغابي وانبسط، ووقع فلم يقدر أن يتحرک. وفي الکافي «بطشة». قوله «يأرز» بتقديم المهملة أي تنضم وتجتمع بعضه إلي بعض. وتنقيص، والحية لاذ بجحرها ورجعت إليه وثبتت في مکانها.
[46] المدثر: 9
[47] جبرئيل بن أحمد الفاريابي أبو محمد کان مقيما بکش، کثير الرواية عن العلاء بالعراق وقم وخراسان، (منهج المقال).
[48] الملک: 30.
[49] کذا في أکثر النسخ والبحار وفي بعض النسخ «جعفر بن نجم المثني العطار»
[50] يدل علي أنه لا ينبغي تغيير ألفاظ الدعاء المروي بزيادة ولو کانت تري أحسن.
[51] کذا وهکذا في العيون ص 54 في صدر سند حديث لکن في بعض النسخ المصححة صححه بقلم أحمر بالبوفکي. ولکن في رجال المامقاني وقاموس الرجال کما في المتن وأحمد بن عيسي عنونه الخطيب في التاريخ ج 4 ص 280 وقال: کان، ثقة توفي في رجب 322 أو 323.
[52] محمد بن بحر بن سهل من أهل سجستان، قيل: في مذهبه ارتفاع وحديثه قريب من السلامة (جش) وقال ابن الغضائري (کما في صه): انه ضعيف وفي مذهبه ارتفاع. و أما راويه أحمد بن طاهر فمهمل، وفي بعض النسخ «أحمد بن عبد الله».
[53] علي بن حارث مهمل، وسعيد بن منصور الجواشني من رؤساء الزيدية، ولم أجد أحمد علي البديلي هو وأبوه مهملان والحديث غريب.
[54] المسح ـ بکسر الميم ـ: الکساء من الشعر.
[55] المحجر ـ کمجلس ومنبر ـ من العين ما دار بها وبدا من البرقع.
[56] يفتر أي يخرج بفتور وضعف.
[57] الغوابر جمع غابر: نقيض الماضي. والغوابر والبواقي في قبال الدوارج والسوالف في المستثني منه، وصحف في بعض النسخ والبحار بالعوائر والتراقي وتکلف العلامة المجلسي ـ رحمه الله ـ في توجيهه، وحاصل المعني: انه ما يسکن بي شيء من البلايا الماضية الا وعوض عنه من الامور الاتية بأعظم منها.
[58] الغائل: المهلک والغوائل. الدواهي.
[59] سمت لهم أي هيأ لهم وجه الکلام والرأي.
[60] استنزف الدمع: استنزله أو استخرجه کله.
[61] زفر الرجل: اخرج نفسه مع مده اياه. والزفرة: التنفس مع مد النفس.
[62] قد يرد الويل بمعني التعجب (النهاية).
[63] الاسراء: 13.
[64] في بعض النسخ «وشرفنا».
[65] في بعض النسخ «زوال ملکهم الامراء ـ الخ».
[66] في بعض النسخ «في قتل اهل بيت رسول الله صلي الله عليه وآله».
[67] النساء: 157.
[68] الازر: الاحاطة، والقوة، والضعف (ضد) والمؤازرة أن يقوي الزرع بعضه بعضا. وسوق الشجر تسويقا صار ذا ساق (القاموس) يعني تقوت وتقوي ساقها وکثرت أغصانها. وزهو التمرة: احمرارها واصفرارها.
[69] في بعض النسخ «بذهاب الشرک».
[70] أي ظهورها وفي بعض النسخ «شيوخ الضلالة» وفي بعضها «شبوح الضلالة» ولعل الصواب «شيوع الضلالة».
[71] أي رکبوا الملک وفي بعض النسخ «تنسموا» من تنسم النسيم أي تشممه وفي بعض النسخ «تنسموا من الملک».
[72] في بعض النسخ «مرائر نفاقهم» وفي بعضها «من أثر نفاقهم» ونشقه ـ کفرحه ـ شمه. وفي بعض النسخ «تأيد حبال ظلالة قلوبهم».
[73] هود: 40 اقتباس وفي الاية «واصنع ـ الاية».
[74] أي قوله «وعد الله الذين آمنوا منکم وعمل الصالحات ليستخلفنهم ـ الاية».
[75] في بعض النسخ «بانتشار الامر».
[76] يوسف: 111.
[77] الانعام: 158.
[78] العمرکي بن علي بن محمد البوفکي شيخ من أصحابنا ثقة (صه) وبوفک قرية بنيسابور، وراوية جعفر بن أبي أحمد بن أيوب صحيح الحديث.
[79] الرعد: 29.
[80] حمزة بن القاسم من أحفاد أبي الفضل العباس بن علي بن أبي طالب عليهما السلام الشهيد بطف جليل القدر من أصحابنا کثير الحديث.
[81] البقرة: 124.
[82] الزخرف: 27.
[83] الانبياء: 23. وللمؤلف کلام طويل ذيل هذا الخبر في کتابه معاني الاخبار ص 127.