بازگشت

لقضاء الحوائج


مهج الدعوات، علي بن موسي بن محمد الطاووس طبع طهران، انتشارات سنائي ص294 - 295 قال:

فصل، ورأيت في کتاب (کنوز النجاح) تأليف الفقيه أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي رضي الله عنه، عن مولانا الحجة صلوات عليه ما هذا لفظه: روي أحمد بن الدربي، عن خزامة، عن أبي عبد الله الحسين بن محمد البزوفري، قال: خرج عن الناحية المقدسة: (من کان له إلي الله حاجة، فليغتسل ليلة الجمعة بعد نصف الليل، ويأتي مصلاه، ويصلي رکعتين، يقرأ في الرکعة الأولي الحمد، فإذا بلغ إياک نعبد وإياک نستعين يکررها مائة مرة ويتمم في المائة إلي آخرها، ويقرأ سورة التوحيد مرة واحدة ثم يرکع ويسجد، ويسبح فيها سبعة سبعة، ويصلي الرکعة الثانية علي هيئته، ويدعو بهذا الدعاء، فإن الله يقضي حاجته البتة، کائناً ما کان، إلا في قطيعة رحم. والدعاء:...

وفي تتمة الحديث فيستکفي شر من يخاف شره إن شاء الله، ثم يسجد ويسأل حاجته، ويتضرع إلي الله تعالي. فإنه ما من مؤمن ولا مؤمنة صلي هذه الصلاة ودعا بهذا الدعاء خالصاً، إلا فتحت له أبواب السماء للإجابة، ويجاب في وقته وليلته کائناً ما کان، وذلک من فضل الله علينا وعلي الناس).

اللهم إن أطعتک فالمحمدة [1] لک، وإن عصيتک فالحجة لک، منک الروح [2] ومنک الفرج، سبحان من أنعم وشکر، سبحان من قدر وغفر، اللهم إن کنت قد عصيتک فإني قد أطعتک في أحب الأشياء إليک وهو الإيمان بک، لم أتخذ لک ولداً، ولم أدع لک شريکاً، مناً منک به علي، لا مناً مني به عليک [3] ، وقد عصيتک يا إلهي علي غير وجه المکابرة، ولا الخروج عن عبوديتک، ولا الجحود لربوبيتک، ولکن أطعت هواي وأزلني الشيطان [4] فلک الحجة علي والبيان، فإن تعذبني فبذنوبي غير ظالم، وإن تغفر لي وترحمني فإنک جواد کريم، يا کريم يا کريم... [حتي ينقطع النفس].

[ثم تقول]: يا آمناً من کل شيء، وکل شيء منک خائف حذر [5] أسألک بأمنک من کل شيء، وخوف کل شيء منک أن تصلي علي محمد وآل محمد، وأن تعطيني أماناً لنفسي وأهلي وولدي، وسائر ما أنعمت به علي، حتي لا أخاف أحداً ولا أحذر من شيء أبداً [6] ، إنک علي کل شيء قدير، وحسبنا الله ونعم الوکيل، يا کافي إبراهيم نمرود، يا کافي موسي فرعون، أسألک أن تصلي علي محمد وآل محمد، وأن تکفيني شر فلان بن فلان.


پاورقي

[1] المحمدة: ما يحمد المرء به أو عليه، والمحمدة لله، لأن التوفيق منه.

[2] الروح - بفتح الراء - الراحة، ويطلق علي کل ما يرتاح إليه.

[3] الإنسان وجد بإرادة الله، واعترافه بالله يساعده علي النمو والنجاة من سلبيات الکون، فله المن علي الإنسان بتوفيقه للإيمان کما له المن عليه بإيجاده. ذلک أن اعتراف الإنسان برئاسة إنسان آخر کمال للثاني دون الأول، وأما اعتراف الإنسان بالله فکمال للأول، لأن الله هو هو لا يزيده إيمان الخلق به ولا ينقصه کفرهم به.

وقد ظن بعض المسلمين البدائيين أن الإسلام يشبه الخضوع لرئيس أو زعيم، فقاس القيم الإيمانية علي الاعتبارات السلطوية، فرد الله هذه المعادلة الخاطئة بإعادة کل قيمة إلي نصابها: (يمنون عليک إن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامکم بل الله يمن عليکم أن هداکم للإيمان إن کنتم صادقين) سورة الحجرات، آية 17. فالمنطق الصحيح أن يقول المؤمن مع أصحاب الجنة: (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما کنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق...) سورة الأعراف، آية 43.

[4] المعصية - في جميع الحالات - فسوق وخروج علي النظام الصحيح. وکل معصية - في حد ذاتها - حجم معين، غير أن هذا الحجم قابل للتضاؤل والتضخم حسب الدوافع التي تکمن ورائها وهذه الدوافع تتراوح بين درکات نذکر منها ما يلي:

الأولي: معصية المکره، کالتي يزني بها بالرغم منها، وهذه لا تصنف معصية، لا تصدق إلا بشيء من الممارسة الإرادية، وإنما تصنف مصيبة قد يبتلي بها الفرد لبعض الأسباب التي تؤدي إلي إصابة الإنسان بالمصائب.

الثانية: معصية المجبور، کمن يشرب الخمر تحت التهديد بالسلاح. فهو يصاب بأسرها الوضعي (أي بفعلها الکوني في مجال الروح) تماماً کما يصاب بفعلها الکيماوي في مجال الجسد. فشکره، لأن الآثار الکونية - سواء منها الروحية والجسدية - تتبع المؤثرات، ولا تتبع المبررات. أقصي ما هنالک أن الله لا يعاقبه عليها، لقول النبي (صلّي الله عليه وآله): (رفع عن أمتي تسع... وما أجبروا عليه).

وهذه تصنف معصية، لأن فيها قدر من الممارسة الإرادية يکفي لإسباغ صفة المعصية عليها، وإن کانت أخف درجات المعصية إذا کانت المعادلة ترجح إلي جانب الخطر، مثلاً لا يجوز تحمل القتل مقابل الامتناع عن شرب الخمر، ويجب تحمل الضرب مقابل الامتناع عن القتل. ففي الحالة الأولي لو شرب الخمر قد لا يعاقب في الآخرة ويعاقب في الدنيا من خلال آثاره الروحية والجسدية. فتکون محنة ابتلاه الله بها نتيجة لسيئة اقترفها - في ماضي حياته - بمحض اختياره، قد لا يذکرها شعورياً وإنما انطبع بها لا شعورياً، ولکنها صدرت منه قطعاً فأدت إلي هذه النتيجة، إذ لا يصدر فعل في الکون إلا وليد دوافعه، کما لا يکون شيء في الکون إلا نتيجة أسبابه. فکما لا ينفجر نبع إلا إذا اختزنت قطرات المطر في طبقة أعلي منها، کذلک لا يتحقق عمل إلا إذا طفحت النفوس ببواعثها (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسکم إلا في کتاب من قبل نبرأها) سورة الحديد، آية 22.

الثالثة: معصية المحتاج، کمن يسرق لسد رمقه. وهذه معصية فوق مستوي معصية المجبور، لأن فيها قدراً أکبر من الممارسة الإرادية. ولا يعاقب عليها في الآخرة ولا يقتص منه في الدنيا، ولکن المعصية تأخذ أبعادها وتترک آثارها لا في شخص العاصي فقط، وإنما في المجتمع فتترک الحقد في المقصود منه، وتفتح أمام الآخرين باب السرقة، ولو کعلاج أخير.

الرابعة: معصية المغرور الذي جرفته المغريات وغرته مهلة الله، کمن يفعل المحرمات التذاذاً بها. وهذه فوق مستوي السابقتين، لأنه أقدم عليها بمحض إرادته، فيعاقب عليها في الدنيا والآخرة. وهي معصية أکثر أهل المعاصي الذين يعصون عن سابق تصميم وإصرار.

الخامسة: معصية المستهتر، الذي يقترف تکبراً واستعلاء، کمن يعصي ليعلن أنه صاحب شخصية لا يحدها الدين ولا تخضع للموجهين. وهذه فوق مستوي الثلاث السابقات، ويکون عقابه في الدنيا والآخرة أشد، لأنه أضاف إلي عنصر المعصية عنصراً آخر هو عنصر الاستهتار.

السادسة: معصية المعاندين، کمن يأتي الفاحشة لمجرد أن الله نهي عنها وهذه في حد الکفر بالله، وعقابه الخلود في النار، لأنه أضاف إلي عنصر المعصية عنصر العناد، والعناد يخلد في النار کما في دعاء کميل: (... وقضيت به من إخلاد معانديک...).

والإمام المهدي يلقن الداعين أن يعتذروا إلي الله بأن معاصيهم معاصي المغرورين، حتي لا يفکروا في معاصي المستهترين أو المعاندين.

[5] لأن الله هو القدرة المطلقة التي لا تجد أمامها شيئاً يحد منها، وکل شيء يجد نفسه ضئيلاً أمامها، فيترقب المفاجئات والتحويلات، فيخاف الخروج علي الله لأنه لا يقاوم، ويحذر التورط في مخالفته لأنه لا يجد مهرباً منه، فلا يطمئن شيء إلا إلي الانقياد له والانسياق في إرادته.

[6] وطالما القدرة المطلقة مختصة بالله، فإذ ضمن شخصاً حماه من غيره، أو أعطاه من القدرة ما يدفع عنه کل شر وسوء، فرفع نسبة المغناطيس فيه ليتضاءل أمامه الآخرون.