الي ابن أبي روح
بحار الأنوار للعلامة المجلسي (قدس سره): ج51 ص295- 296، عن کتاب الخرائج قال: روي عن أحمد بن أبي روح قال: وجهت إلي امرأة من أهل دينور، فأتيتها فقالت: يا بني أبي روح أنت أوثق من في ناحيتنا ديناً وورعاً، وأني أريد أن أودعک أمانة أجعلها في رقبتک تؤديها وتقوم بها: فقلت: أفعل إن شاء الله تعالي فقالت: هذه دراهم في هذا الکيس المختوم لا تحله، ولا تنظر فيه حتي تؤديه إلي من يخبرک بما فيه [تقصد إمام الزمان صاحب الأمر عليه السلام] وهذا قرطي يساوي عشرة دنانير، وفيه ثلاث جعات تساوي عشرة دنانير، ولي إلي صاحب الزمان (عليه السلام) حاجة أريد أن يخبرني بها قبل أن أسأله عنها.
فقلت: وما الحاجة؟ قالت: عشرة دنانير استقرضتها أمي في عرس لا أدري ممن استقرضتها، ولا أدري إلي من أدفعها، فإن أخبرک بها فادفعها إلي من يأمرک بها.
قال: فقلت في نفسي: وکيف أقول لجعفر بن علي؟ فقلت هذه المحنة بيني وبين جعفر بن علي، فحملت المال وخرجت حتي دخلت بغداد، فأتيت حاجز بن يزيد الوشاء، فسلمت عليه وجلست.
قال: ألک حاجة؟ قلت: هذا مال دفع إلي لا أدفعه إليک حتي تخبرني کم هو؟ ومن دفعه إلي، فإن أخبرتني دفعته إليک.
قال: يا أحمد بن أبي روح توجه به إلي سر من رأي، فقلت: لا إله إلا الله لهذا أجل شيء أردته، فخرجي ووافيت سر من رأي فقلت: ابدأ بجعفر، ثم تنکرت فقلت ابدأ بهم، فإن کانت المحنة من عندهم وإلا مضيت إلي جعفر.
فدنوت من دار أبي محمد (عليه السلام)، فخرج إلي خادم فقال: أنت أحمد بن أبي روح؟ قلت: نعم، قال: هذه الرقعة أقرأها، فإذا فيها مکتوب:..
بسم الله الرحمن الرحيم يا بن أبي روح أودعتک عاتکة بنت الديراني کيساً فيه ألف درهم بزعمک، وهو خلاف ما تظن، وقد أتيت فيه الأمانة ولم تفتح الکيس، ولم تدري ما فيه وفيه ألف درهم وخمسون ديناراً، ومعک قرط زعمت المرأة أنه يساوي عشرة دنانير. صدقت مع الفصين الذين فيه، وفيه ثلاث حبات لؤلؤ شراؤها عشرة دنانير، وتساوي أکثر فادفع ذلک إلي خادمتنا فلانة، فإنا قد وهبناه لها.
وصر إلي بغداد، وادفع المال إلي الحاجز وخذ منه ما يعطيک لنفقتک إلي منزلک.
وأما عشرة الدنانير التي زعمت أن أمها استقرضتها في عرسها وهي لا تدري من صاحبها بل هي تعلم لمن هي؟ لکلثوم بنت أحمد، وهي ناصبية، فتحرجت أن تعطيها، وأحبت أن تقسمها في أخواتها فاستأذنتنا في ذلک. فلتفرقها في ضعفاء أخواتها.
ولا تعودن يا بن أبي روح إلي القول بجعفر، والمحنة له.
وارجع إلي منزلک فإن عمک قد مات، وقد رزقک الله أهله وماله [1] .
پاورقي
[1] ثم جاء النص بعد ذلک کما يلي:
(قال) فرجعت إلي بغداد، وناولت الکيس حاجزاً، فوزنه فإذا فيه ألف درهم وخمسون دينار فناولني ثلاثين ديناراً، وقال أمرت بدفعها إليک لنفقتک، فأخذتها وانصرفت إلي الموضع الذي نزلت فيه، وقد جاءني من يخبرني أن عمي قد مات، وأهلي يأمروني بالانصراف إليهم فرجعت فإذا هو قد مات، وورثت منه ثلاثة آلاف دينار ومائة ألف درهم.