بازگشت

الغيبة و القيادة المرجعية


الاحتجاج: أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي: ج2ص 281 - 284: عن محمد بن يعقوب الکليني عن إسحاق بن يعقوب قال: سألت محمد بن عثمان العمري رحمه الله أن يوصل لي کتاباً قد سألت فيه عن مسائل أشکلت علي فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان (عجل الله فرجه):

... [1] أما ما سألت عنه أرشدک الله وثبتک، ووقاک من أمر المنکرين لي من أهل بيتنا وبني عمنا. فاعلم: أنه ليس بين الله عز وجل وبين أحد قرابة، ومن أنکرني فليس مني، وسبيله سبيل ابن نوح.

وأما سبيل عمي جعفر وولده [2] فسبيل أخوة يوسف (عليه السلام).

وأما الفقاع [3] فشربه حرام ولا بأس بالشلحاب [شلماب].

وأما أموالکم فلا نقبلها إلا لتطهروا. فمن شاء فليصل ومن شاء فليقطع، وما آتانا الله خير مما آتاکم [4] .

وأما ظهور الفرج فإنه إلي الله وکذب الوقّاتون [5] .

وأما قول من زعم أن الحسين لم يقتل، فکفر وتکذيب وضلال [6] .

وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلي رواة حديثنا فإنهم حجتي عليکم وأنا حجة الله [7] .

وأما محمد بن عثمان العمري [8] فرضي الله عنه وعن أبيه من قبل، فإنه ثقتي وکتابه کتابي.

وأما محمد بن علي بن مهزيار الأهوازي، فسيصلح الله قلبه، ويزيل عنه شکّه.

وأما ما وصلتنا به، فلا قبول عندنا إلاّ لما طاب وطهر، وثمن المغنّية حرام.

وأما محمد بن شاذان بن نعيم، فإنه رجل من شيعتنا أهل البيت.

وأما أبو الخطاب محمد بن أبي زينب الأجدع [9] فإنه ملعون وأصحابه ملعونون، فلا تجالس أهل مقالتهم، فاني منهم بريء، وآبائي (عليهم السلام) منهم براء.

وأما المتلبسون بأموالنا، فمن استحلّ منها شيئاً فأکله فإنما يأکل النيران [10] .

وأما الخمس فقط أبيح لشيعتنا وجعلوا منه في حلّ إلي وقت ظهور أمرنا، لتطيب ولادتهم ولا تخبث [11] .

وأما علة ما وقع من الغيبة فإن الله عز وجل قال:

(يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لکم تسؤکم) [12] .

إنه لم يکن أحد من آبائي إلا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه.

وإني أخرج - حين أخرج - ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي [13] .

وأما وجه الانتفاع في غيبتي، فکالانتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب [14] وإني لأمان لأهل الأرض کما أن النجوم أمان لأهل السماء [15] فأغلقوا أبواب السؤال عما لا يعنيکم، ولا تتکلفوا علم قد کفيتم [16] وأکثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإن ذلک فرجکم [17] والسلام عليک يا إسحاق بن يعقوب [18] وعلي من اتبع الهدي.


پاورقي

[1] ربما کانت هذه الرسالة الجوابية مفتتحة بمقدمة حذفت في النقل، فعادة الأئمة (عليه السلام) افتتاح رسائلهم ببسم الله والحمد وربما الصلاة علي النبي وآله.

[2] جعفر هو شقيق الإمام الحسن العسکري (عليه السلام) وقد ادعي الإمامة بعد أخيه العسکري، فخرج التوقيع بتکذيبه فلقب بالکذاب، ثم تاب فخرج بحقه هذا النص في هذا التوقيع فلقب بالتواب، وأما ولد جعفر فکانوا مع أبيهم في دعوته وتوبته، فکانوا معه في زلته وعودته. والجدير بالذکر أنه کان لجعفر من صلبه مائة وعشرون ولداً ما عدا الإناث.

[3] الفقاع: شراب يتخذ من الشعير أو من الأثمار، سمي به لما يعلوه من الزبد ويسمي (بيرة). وهو محرم أسکر أو لم يسکر. والشلحاب أو الشلماب هو ماء الشلجم کما قيل يطبخ ويعصر وهو ليس بمسکر وليس بحرام.

[4] غريزة التملک من الغرائز التي ورثها الإنسان من الأرض.

وهذه الغريزة تدفعه إلي أن يحوز أکبر قدر ممکن من الأرض وما فيها وما عليها وتشعره بأن کل ما حازه فهو ملک له.

وجاءت الإشعارات المتتابعة في القرآن الکريم والسنة تقول له: أيها الإنسان! أنت لست سيداً قائماً بذاته وإنما أنت عبد من عباد الله لا تملک لنفسک نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً. وکل ما تمثله من أعضاء وخلايا وطاقات ومشاعر فهي ليست لک ولا استحصلت عليها بکد يمينک، وإنما هي من ممتلکات الله، وقد وظفک بإدارتها وفق برنامج معين. والأرض وما تمثل ليست کتلة ضائعة انفلتت من محيط ما لکها حتي تحاول استملاکها بالحيازة:

(قل لمن الأرض ومن فيها إن کنتم تعلمون سيقولون لله أفلا تذکرون) سورة المؤمنون، آية 84.

(قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله کتب علي نفسه الرحمة ليجمعنکم إلي يوم القيامة لا ريب فيه الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون) سورة الأنعام، آية 12.

وبقي الإنسان يظن أنه سيد مستقل، وأن ما استولي عليه فهو ملک له. وإذا تنازل عن شيء من اعتباراته أو مما استولي عليه فقد أعطي ما هو حر التصرف فيه، فله المنّ والفضل بما أعطي.

فلما هاجر الرسول الأکرم (صلّي الله عليه وآله) واستولي علي السلطة في المدينة المنورة وجعل الناس يدخلون في دين الله قناعة أو طمعاً، بدأت غريزة التملک تتفاعل فيهم، وأخذوا يمنون علي رسول الله تخليهم عن عبادة الأصنام، رغم أن إيمان بعضهم کان إيماناً مصلحياً - ولعل المصلحين هم الذين کانوا يمنون علي رسول الله إسلامهم - فأنزل الله فيهم: (يمنون عليک أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامکم بل الله يمن عليکم أن هداکم للإيمان إن کنتم صادقين) سورة الحجرات، آية 17.

وغريزة التملک تحرکت بشکل صارخ مع فرض الضرائب في الإسلام، فبدأ بعض الذين أظهروا الإسلام يتکلمون وکأن الإسلام لم ينزل من السماء إلا لنهب أموالهم، رغم تأکيد القرآن علي أن الزکاة لأصناف منهم لا للرسول وآله، وأن الخمس لله قبل أن يکون لغيره. ثم شن الرسول والأئمة (عليهم السلام) حملة توعية واسعة النطاق لإقناع المسلمين بأن الضرائب في الإسلام من جملة الفرائض السماوية التي لابد من الالتزام بها کدين، ولکنها لم تستوعب الذهنية العامة، فبقي الکثيرون ولا زالوا يتهربون أو يتأففون من دفعها.

والإمام المهدي يواصل - من خلال هذا التوقيع - حملة التوعية تلک، ويرکز علي ثلاث حقائق:

الأولي: أن الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) لم يکونوا بحاجة شخصية إلي الأخماس والزکوات، لأنهم - علي خلاف القادة الزمنيين والروحيين - کانوا يعملون ويسترزقون من ريع أعمالهم، حتي أن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) کان يعمل منذ العاشرة من عمره الشريف حتي استشهد في محراب العبادة، ولم تقطعه مهام الخلافة الإسلامية عن العمل اليدوي. وهکذا کان أکثر الأئمة الطاهرين الذين ربوا الجيل الإسلامي المثالي علي الأعمال اليدوية، وعدم الاسترزاق من بيت مال المسلمين. مضافاً إلي التقشف المتناهي الذي کان يعتصر کل نفقاتهم من جميع الجهات.

والإمام المهدي لم تکن له نفقات شخصية تذکر وخاصة بعد غيبته في بطون الأودية وقمم الجبال. فهم - وهو بصورة خاصة - في غني عن الضرائب الإسلامية، وقد لمح الإمام المهدي إلي هذه الحقيقة بقوله: (وما أتانا الله خير مما آتاکم).

الثانية: أن الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) لم يمارسوا الضغوط لجباية الضرائب - خاصة بعد ابتعادهم عن السلطة - کل ما في الأمر أنهم أمروا بدفعها تبليغاً لأحکام الشريعة.

علي أن الإمام المهدي - بصورة أخص - لم يکن في أي يوم من أيام حياته في وضع يساعد علي جباية الأموال.

مضافاً إلي أن انقطاعه عن ممارسة المهام السياسية والاجتماعية بالغيبة الکبري، ساعد علي انصرافه حتي عن التشجيع علي دفع الضرائب المالية.

وقد صرح بهذه الحقيقة قائلاً: (فمن شاء فليصل، ومن شاء فليقطع).

الثالثة: مترتبة علي الحقيقتين السابقتين وهي أن الأئمة طالما لا يحتاجون إلي الضرائب المالية، وطالما لا يمارسون الضغوط لاستيفائها، فلا يبقي دافع إلي قبولها إلا لتطهير الناس مما عليهم من أموال إن لم يقبلوها دخلت في النطف فخبثتها، وفي المعاملات والعبادات فأفسدتها.

وقد أعلن الإمام المهدي هذه الحقيقة بقوة ووضوح في قوله: (وأما أموالکم فلا نقبلها إلا لتطهروا).

وبما أن أکثر الناس حتي اليوم لا يدفعون الضرائب الإسلامية، أو يدفعون بعضاً منها تحت طائلة الوعيد بعذاب الله، أو بتأثيرات شخصية، ربما أصبح من المناسب أن ننوه إلي بعض فوائدها بصورة مقتضبة، رغم أنها ليست وثيقة الصلة بموضوع التوقيع، ونلخصها کما يلي:

1: الفوائد العبادية.

أ: تنمية علاقة الفرد بالله، ومنع حيلولة المال بين الفرد وربه، لأن دفع الضرائب الإسلامية - في حد ذاته - عمل عبادي. والزکاة - التي تشمل سائر الفرائض المالية إذا لم تقابل بالخمس أو بغيره کما هو الحال في أکثر الآيات والروايات التي شفعت الصلاة بالزکاة - من أهم العبادات.

فليس من باب الصدقة اقتران الصلاة بالزکاة في ست وعشرين آية من القرآن.

وليس من باب الصدقة حشر الزکاة في جملة من العقائد والفرائض الأساسية - کشرط للهداية وعمارة المساجد - في قوله تعالي: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتي الزکاة ولم يخش إلا الله فعسي أولئک أن يکونوا من المهتدين) سورة التوبة، آية 18.

ب: توظيف المال في سبيل تسرية المعني العبادي إلي مختلف نشاطات الفرد، لأن المال طاقة من الطاقات التي وضعها الله تحت تصرف الإنسان لامتحانه بها، فإذا تصرف فيه وفق إرادة الله کان کسبه عبادة واستثماره عبادة واستهلاکه عبادة، وإذا تصرف فيه خلاف إرادة الله کان کسبه حراماً واستثماره حراماُ واستهلاکه حراماً. والالتزام بتحريک المال وفق إرادة الله يطلق المفهوم العبادي من رحاب المسجد إلي الحقل والسوق والمعمل. ومتي تعوّد الفرد علي العبادة في نشاطه الاقتصادي سهل عليه التسربل بالعبادة في سائر نشاطاته.

ج: تصعيد الشعور بدور الدنيا من الفکرة إلي الممارسة، لأن الدنيا حلقة في سلسلة العوالم التمهيدية التي يمر بها الإنسان لاستکمال دورته التکاملية، أو کما في الحديث: (الدنيا مزرعة الآخرة) ولا يمکن توجيه الدنيا إلي هدفها إلا باستخدامها في سبيل الآخرة، لا في سبيل تورط أکثر في الدنيا ذاتها، ولا يقبل الإنسان علي الاستزادة من شيء إلا ويزداد جشعاً إليه، فإذا أقبل علي المعني زاده جشعاً وإذا أقبل علي المادة زادته جشعاً، أوَ ليس في الحديث: (منهومان لا يشبعان: طالب علم وطالب مال)؟

والمال مظهر للدنيا، فإذا استعلي علي المعني استبدت بالإنسان وإذا تذلل للمعني خضعت للإنسان، وأخذت حجمها في خدمة الآخرة.

د: تجنيب الحرام، لأن الکلمات المستخدمة في النصوص القرآنية والروائية تدل علي أن الخمس والزکاة يتعلقان بالأعيان، فمقدارهما خارج عن ملک الفرد، فإذا بقي في أموال الناس دخل في النطف فخبثها وفي العبادات والمعاملات فأفسدها، إن لم يکن في ظاهر الشريعة ففي واقع الأمر.

2- الفوائد النفسية:

أ: تنقية الأجواء من عبادة المال، لأن الناس بمقتضي ترکيبتهم الخاصة يحتاجون إلي أشياء معينة، فإذا توفرت انصرفت اهتماماتهم عنها، وإذا ندرت تمحورت اهتماماتهم حولها. کالماء، لا يلفت انتباه أحد مادام ينساب في کل مکان، ولا يشح إلا ويتقاتل الناس عليه. کالهواء، لا يتشاحن عليه الناس مادام مشاعاً، فإذا تم احتکاره - کما يحدث في الزنزانات التي لها نافذة واحدة ضيقة - انقلب أعز ما يتشاحن الناس عليه. هکذا المال لا يستقطب ما دامت السيولة، فإذا عز التداول قل من يعبد سواه، فيتعبد الفقراء حاجة إليه، والأغنياء استغراقاً فيه.

والضرائب الإسلامية تفرض علي المال - في جميع الحالات - نوعاً من السيولة تنزله عن مقام الربوبية.

ب: تسييد القيم علي المال وإخضاعها لإرادته، لأن الحياة مرکبة من قوي معنوية ومظاهر مادية، فهو عنصر صالح يساعد علي عملية الحياة مادام ملتزماً بإرادة القوي المعنوية، وإذا تمرد عليها أصبح عنصراً نشازاً يفسد ويدمر.

والمال لا يخضع للقوي المعنوية إلا من خلال التزام صاحبه بتوظيفه في تنشيط حرکة الحياة کسباً واستثماراً واستهلاکاً - فإذا تمرد صاحبه علي فرائضه أصبح - هو الآخر - عنصراً نشازاً يفسد ويدمر.

ج: تعميق الشعور بدور المال، لأن المال من جملة المواد التي يستخدمها الإنسان في مصالحه، تماماً کالطعام والشراب والهواء... فهي ضرورات لاستمرار عافيته، مادام يستفيد منها بمقدار حاجته، فإذا استزاد منها انقلبت مضرات تسلب منه عافيته. هکذا المال ضرورة حياتية مادام بمقدار تأمين حاجات الفرد، فإذا زاد أرهق صاحبه، وسلب منه نشاطه في بقية حالات الحياة.

د: توسيع نفسية الفرد الغني، لأن نفس الإنسان قابلة للامتداد بلا حدود - بخلاف جسمه الذي لا يتحمل الامتداد إلا ضمن حدود ضيقة جداً - ويتم تقليص أو توسيع نفسية الفرد باهتماماته وممارساته، فمن کانت اهتماماته أو ممارساته منکفئة علي ذاته تتقوقع نفسيته في حدود شخصه، ومن تنطلق اهتماماته وممارساته في آفاق المجتمع تتسع نفسيته بمقدار من يحتضن من أفراد، ولذلک يوجد فرد يمثل نفسه إلي جانب فرد يمثل مليون شخص أو ملايين الأشخاص.

والضرائب الإسلامية - الواجبة منها والمستحبة - تحاول إخراج الفرد الغني من قوقعته الشخصية، إلي الدائرة الاجتماعية.

3: الفوائد الاجتماعية:

أ: تحليل عقد الحقد والکراهية المتجاوبة بين الطبقة الفقيرة والطبقة الغنية، فالأولي تري أن الثانية تمتص ثروات المجتمع - بوسائلها المختلفة - بينما هي تعاني من أجل اليسير منها. والثانية تري أنها بالکد والجهد استطاعت أن تجمع ما لديها، وأن الأولي تريد الاستئثار بما لم تجهد في سبيله، فتتبادل الحقد والکراهية.

وتأتي الضرائب الإسلامية، لتشرک الطبقة الفقيرة مع الطبقة الغنية - ولو بقسط معين ولکنه يکفي لإنقاذ الأولي من المعاناة - بدون أي جهد، ولتشعر الثانية بأن الله الذي وهب لها ما لديها هو الذي يطالبها بهذا الحق وسيعوضها بخير منه في الآخرة، وربما في الدنيا - أيضاً -.

ب: تعميم فکرة وحدة المجتمع، لأن کل فرد يري نفسه وحدة متکاملة، وينطلق من هذا الموقع لتقييم کل شيء وکل فرد، فکل ماله فهو فضيل وکل ما عليه فهو سيئ، ويزداد تمسک الفرد باستقلالية نتيجة الصدمات التي يتلقاها في سبيل فرض استقلاليته علي الآخرين.

والضرائب الإسلامية، تفرض علي الغني الشعور بالمسؤولية الاجتماعية، کما تفرض علي الفقير الشعور بالأخوة الاجتماعية، وتجمع الجانبين تحت شعور مشترک بأن استقلالية الفرد لا تنافي وحدة المجتمع، التي تجعل کل فرد مسؤولاً عن المجتمع بمقدار مسؤوليته عن نفسه، فلابد له من الاهتمام بالغير کالاهتمام بالنفس.

4: الفوائد السياسية:

أ: تخفيف حدة التوتر بين الطبقات التي تتراوح بين طبقة مدقعة، وطبقة لا تحصي أموالها إلا بالعقول الآلية. هذا التوتر المخيف الذي أدي في کل مراحل التاريخ إلي صراع مرير، وقسم العالم أخيراً إلي کتلتين متنافستين علي تقرير مصير العالم.

فالضرائب الإسلامية تؤمن الحاجات الضرورية للطبقة الفقيرة، وتحد من تصاعد ثروة الطبقة الغنية بأرقام فلکية، فتحاول التقريب بينهما مع الاحتفاظ بالوازع الداخلي لتأمين الحد الأقصي من الإنتاج.

ب: تأمين المصالح العامة، لأن الأفراد يتکلفون بالمصالح الخاصة وليس باستطاعتهم القيام بالمصالح العامة، لأن الأفراد يتکلفون بالمصالح الخاصة وليس باستطاعتهم القيام بالمصالح العامة، لأن تقديرها يحتاج إلي سلطة ذات سيادة، وتنفيذها تحتاج إلي ثروات لا ينالها الفرد مهما بلغ، فلابد أن تکفل بها الدولة. ولا تؤمن ميزانية الدول - في الغالب - إلا من الموارد العامة - کالمعدن العدو هو الذي لا ينضب - ومن الضرائب. وطالما أن الموارد العامة تختلف من أرض إلي أرض، فالوارد الثابت الذي يمکن أن يکون سنة تستند إليه حکومات العالم هو الضرائب.

وجميع حکومات الدنيا تجبي الضرائب، ولکنها تتراوح بين إفراط وتفريط، فيما الضرائب الإسلامية تأخذ بالحد المعقول بين المصالح العامة وجهود التجار.

ج: تأمين الحد الأدني من العدالة في توزيع الثروة. لأن المال لا يلمس حرکة السوق إلا ويتوتر في مجمعات متبعثرة کقزع الخريف، فطبيعته کالرمال السائبة تمتصها الزوابع من مناطق النفوذ لتوزعها شحنة هنا وأکمة هناک، فتنحر عن جانب حتي المحل وتتکدس في جانب کالثلوج في القطبين.

والضرائب الإسلامية تعالج الفقر والتضخم فيوقت واحد، لکي لا تبقي حاجات معطلة حتي الموت ولا بنوک متخمة حتي الانفجار. ويؤدي إلي إيجاد - ما يسمي - بمجتمع البورجوازية الصغيرة.

[5] إن موعد ظهور الإمام المهدي من القضايا التي أراد الله إخفاءها عن الرأي العام کموعد القيامة، وکموعد وفاة کل فرد، وإن کان أولياء الله المعصومون يعرفونها إلا أنهم أخفوها عن الرأي العام. عسي أن يتهيأ لها الناس في کل وقت وحال، ولا يتناساها من هو بعيد عنها.

فکل من يحدد موعد ظهور الإمام المهدي فهو کذاب وإن صادف الواقع، لأنه لا يصدر عن مصدر الوحي، وما عداه معرض للخطأ، أو للبداء - في أفضل الحالات - مضافاً إلي أنه حديث فيما لم يأذن الله به.

[6] کفر، لأن الکفر هو الستر، وإنکار قتل الحسين (عليه السلام) ستر لحقيقة ثابتة. وتکذيب لکل الصادقين الذين أخبروا بشهادته قبلها أو بعدها، وضلال يساوي التصدي للوقائع المحسوسة، وهو المدخل الطبيعي إلي السفسطة التي تخبط المحسوسات والمعقولات کافة.

ويلاحظ التشديد في لهجة الإمام المهدي وهو يشجب إنکار قتل الإمام الحسين (عليه السلام) أکثر مما يتوقع منه لرفض فکرة ظاهرة البطلان. ولکننا لو تتبعنا اتجاهات القرنين الثاني والثالث بعد الهجرة نجد مثل هذا التشديد في محله.

ففي تلک الفترة - التي کانت تودع العهد الأموي وتستقبل العهد العباسي - انتشرت فکرة تقول: بأن الأئمة ملائکة. وقد غذت هذه الفکرة أربعة تيارات:

الأول: تيار المتطرفين الشيعة، الذين غالوا في أهل البيت کرد فعل طبيعي علي تطرف السلطتين الأموية والعباسية ضد أهل البيت وشيعتهم.

الثاني: تيار فلاسفة السلاطين الذين وجدوا في مقاتل أهل البيت علي أيدي الأمويين والعباسيين إدانة تهيج بهم من الأعماق.

الثالث: تيار الدخلاء الذين رأوا تعاظم المد الإسلامي، فحاولوا رکوب الموج والدس فيه من منطلقاته الأساسية، تشويهاً لوهج الإسلام وطمسه في المتاهات.

الرابع: تيار أصحاب العقول السطحية الذين لا يستوعبون البشر إلا من خلال نماذجه العادية المتکررة. فبينما هم مأخوذون بعظمة أهل البيت فاجأتهم مآسيهم - بتلک الفظاعة التي هزت أعداءهم وأنصارهم علي حد سواء - فحاولوا الهروب من وطأة الفزع ولو عن طريق إنکار أصل المأساة.

ورغم اختلاف الدواعي إلي ظهور هذه الفکرة وبراءة بعضها، بقيت الفکرة ذات خطورة قصوي تتبلور في سلبيات عديدة لعل من أهمها:

الأولي: مصادرة أغني ثروات الإسلام، وهي الثروة العاطفية التي تفتح الطريق إلي القلوب قبل أن يتمکن الفکر من العقول.

الثانية: تعطيل دور أهل البيت کـ(أسوة) وإعفاء الناس من الاقتداء بهم، باعتبارهم ملائکة يتحملون ما لا يتحمله البشر.

الثالثة: تجريح أنسابهم، وإثارة الضباب حول المنتمين إليهم، ومن ثم خطف الأدوار منهم باعتبارهم الامتداد الطبيعي لأهل البيت وعليهم أن يتعمقوا بأهل البيت في کل اتجاه.

الرابعة: تحويل أهل البيت الذين هم من أقوي قادة الفکر في الحياة إلي أشباح ضبابية يسهل التشکيک في کل شيء من سيرهم وأصحابهم ورواة أحاديثهم.

من هنا کان تشديد الأئمة - الذين عاصروا انتشار هذه الفکرة - علي شجبها وتأنيب المتعاملين بهذه، دفاعاً عن الحق، وصيانة للکفر الإسلامي من التذبذب، کما لاحظنا في لهجة الإمام المهدي من خلال هذه الکلمات: (کفر وتکذيب وضلال).

[7] إن مفهوم القيادة لدي کل فئة منتزع من عقيدتها الفلسفية، وهذا المفهوم - في الإسلام - منتزع من عقيدة التوحيد، التي تؤمن بأن الله وحده هو مصدر الکون والإنسان. ومصدر السلطة الحقيقي هو القائد الحقيقي، وبما أن الله هو المصدر الحقيقي لکل السلطات الکونية والشرعية فمن الطبيعي أن تتجه إليه المفاهيم القيادية عفوياً، فهو القائد الذي لا يمکن أن يطال. ومن ثم تکون القيادة للرسول - کل رسول في زمانه - بتخويل من الله. ومن بعد خاتم النبيين (صلي الله عليه وآله) انتقلت القيادة العامة إلي أوصيائه الذين نص عليهم بأسمائهم ومواصفاتهم.

وکانت القيادة مرکزية في عهود جميع الرسل، فکل رسول - في زمانه - هو القائد الوحيد الذي لا ينازع، وبقيت القيادة مرکزية في عهود الأئمة الاثني عشر، وکان الإمام المهدي هو القائد الوحيد قبل أن يغيب فلما حانت غيبته الکبري أصدر هذا التوقيع المذکور أعلاه، فأرجع فيه الناس إلي الفقهاء المراجع، وکان إعلاناً منه عن (لا مرکزية القيادة) انسجاماً مع متغيرات مرحلة الغيبة الکبري التي تتاح فيها للقوي المختلفة أن تتصارع فيها بلا حجة ظاهرة، تماماً کمرحلة الجاهلية.

فکل فقيه توفرت فيه شرائط معينة يجوز اتباعه (تقليده) في أمور الدين، باعتباره (نائباً عاماً) عن الإمام المهدي، ويعتمد فتواه، باعتباره (حکم الله في حقه وحق مقلديه).

[8] محمد بن عثمان العمري، هو الثاني من (النواب الأربعة) الذي اعتمدهم الإمام المهدي في غيبته الصغري.

[9] أبو الخطاب الأجدع، من الذين ادعوا النيابة عن الإمام المهدي في الغيبة کذباً، فخرج (التوقيع) لتعريتهم.

[10] قد يفسر (المتلبسون بأموالنا) بالمانعين من الخمس. ولکن قد يفهم من فصل موضوع الخمس بـ(أما): إن المقصود من (أموالنا) هي الأموال الخاصة التي ترکها الإمام الحسن العسکري (عليه السلام) حين وفاته، ولم يأخذها الإمام المهدي معه إلي مغيبه أو الأعم منها ومن النذورات والوقوف والهدايا التي کثرت في تلک الفترة، فيکون (المتلبسون) بها هم الذين استولوا عليها من أعوان الخليفة العباسي أو جعفر التواب وأنصاره.

[11] حمل الفقهاء هذا النص علي المناکح من الغنائم کما حملوا الأحاديث الدالة علي إباحة الخمس علي المناکح والمساکن والمتاجر. ولکن يمکن أن يقال: مبدئياً الخمس للإمام عونه علي دينه، يرمم به الثغرات ويلملم به الفرط من ذرية رسول الله (صلّي الله عليه وآله). ويکون الخمس للإمام باعتباره المسؤول الأعلي عن الشؤون الدينية وولي ذرية رسول الله (صلّي الله عليه وآله) فلو لم يدفع أو تصرف فيه غيره دخل في النطف فخبثها، وفي المعاملات فأفسدها.

وفي غيبة الإمام المهدي حيث عجز الناس عن إيصال الخمس إليه أباحه لشيعته ولو ضمن مقاييس، منها التصرف فيه بتوجيه الفقهاء المراجع باعتبارهم متخصصين في مصالح الشيعة.

تماماً کما لو أباح غني ثروته لأقربائه بوضعها تحت تصرف کبارهم لصرفها في مصالح صغارهم، حتي لا يعرض للضياع، فيکون من قبيل إباحة الحق لا إباحة العين.

[12] سورة المائدة، آية 101.

[13] لابد من الاعتراف بأننا لا نعرف السبب الحقيقي للغيبة، ربما لأن العقل البشري في هذه المرحلة - غير مؤهل لاستيعابه، وإعلانه يؤدي إلي مضاعفات سلبية، کما أنه غير مؤهل لهضم أکثر الوقائع اليومية، ولذلک يحوص السياسيون في العالم کله علي کتمان أکثر التطورات الحساسة عن الشعوب، إلا بعد أن تفقد وطئتها فتذکر کقصص قديمة في المذکرات.

ولقد مرت بالبشر - فيما نعرف - فترتان احتجبت فيهما عنه مصادر الوحي، الأولي فترة الجاهلية بين عيسي ابن مريم والنبي الأکرم (عليهما السلام)، والثانية فترة الغيبة الکبري. وفي الفترة الأولي کان عدد من أنبياء الله موجودين کالخضر وإلياس وبعض أوصياء عيسي ابن مريم، ولکن عمدة ولايتهم انحصرت في الجانب التکويني، وفي فترة الغيبة الکبري، يوجد الإمام المهدي إلي جانب الخضر وإلياس، ولکن معظم ولايته - أيضاً - منحصرة في الجانب التکويني.

ربما لأن العناصر البشرية التي ترسل إلي الحياة الدنيا في هاتين الفترتين دون الحد الأدني لمعاشرة المعصومين.

وربما لأن الزمان فاسد. والزمان شيء کالمکان بفارق أن فاعلية الزمان أکثر، وإن کان أکثر الناس لا يفهمون الزمان.

وربما لأن الله أراد لوليه المدخر لتطهير الأرض أن يبقي خارجاً علي أنظمة الطواغيت. وهذا ما صرح به الإمام المهدي، ولعله من جملة الأسباب للغيبة الکبري، ولکنه ليس السبب الأساس فالغيبة أهم من ذلک، بل هي أهم من (فترة الرسل) التي سبقت الإسلام، لأنها أطول وأعمق، ولعلها أشمل إذ ربما کان - في تلک الفترة - في بعض قارات الدنيا أنبياء محليون. بينما لا يوجد في فترة الغيبة نبي ولا وصي غير الإمام المهدي وهو غائب لا يظهر حتي يأذن الله له.

[14] هذا النص يرمز إلي الولاية الکونية، وإذا أردنا التوسع في هذا المجال نستطيع القول: أن الأنبياء والأوصياء مصنفون إلي ثلاثة أصناف:

الأول: أصحاب الولاية الشرعية، ولعله کان منهم يونس وشعيب ولوط وذا الکفل واليسع وأمثالهم من النبيين الذين خولهم الله صلاحية الوساطة الشرعية بين الله وعباده. فقد کانوا مرسلين إلي أقوامهم يبشرون بشرائع الله، شأن الفقهاء في الإسلام الذين تقتصر مهمتهم علي بيان الأحکام الشرعية والأمر بالمعروف والنهي عن المنکر. بفارق أن الأنبياء يتلقون معارفهم من الله وحياً أو من وراء حجاب أو بواسطة ملک من الملائکة، والفقهاء يتلقون معارفهم من الله بواسطة النبي وأوصيائه.

الثاني: أصحاب الولاية الکونية، کالخضر وإلياس ويوشع بن نون وآصف بن برخيا، ونظرائهم الذين خولهم الله صلاحية الوساطة الکونية بين الله وخلقه ولعله اقتصرت مهمتهم علي تنظيم الروابط الکونية تلقياً من الله وتفريغاً علي الخلق.

ولقد کان إبراهيم الخليل رسولاً يتمتع بالولاية الشرعية قبل أن يمتحنه الله في نفسه وماله وأهله، فلما نجح في الامتحانات الثلاثة خوله الولاية الکونية، وسجله قرآنا للأجيال التي تليه: (وإذ ابتلي إبراهيم ربه بکلمات فأتمهن قال إني جاعلک للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) سورة البقرة، آية 124.

وکان موسي صاحب الخضر رسولاً يمتاز بالشريعة - باعتباره من الرسل - ولکنه لم يؤهل للولاية الکونية فلما وجد الخضر وقد آتاه الله الولاية الکونية أراد أن يتتلمذ عليه حتي يؤهله لها، غير أن الخضر لم يجد في صاحبه موسي قابلية الولايتين في أذهان الأجيال، وربما نري ملامح هذه القصة متکاملة في سورة الکهف ابتداءً من قوله تعالي: (وإذ قال موسي لفتاه لا أبرح حتي أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقباً) آية 60 حتي نهاية آية 82.

الثالث: أصحاب الولايتين الشرعية والکونية کإبراهيم الخليل والنبي الأکرم (صلّي الله عليه وآله) وربما کان في الرسل من يتمتع بالولايتين ولکن لا أذکر دليلاً علي ذلک.

وأما الأئمة الاثني عشر فإنهم من أصحاب الولاية الکونية إلي جانب الولاية الشرعية التي انتقلت إليهم من الرسول الأعظم (صلّي الله عليه وآله) - وصاية لا تأسيساً - والأدلة العقلية والنقلية علي ذلک کثيرة يمکن تتبعها في مظانها.

والولي الکوني هو الذي ترمز إليه الأحاديث الواردة بمضامين تتفرغ في معني واحد: (لو خليت قلبت)، (لو انقطعت الحجة لساخت الأرض بأهلها)، (أول من خلق الله الحجة وآخر من يموت الحجة) مشيرة أن الواسطة الکونية لم تنقطع ولن تنقطع مادامت الحياة علي الأرض.

ويلاحظ أن أصحاب الولاية الشرعية کانوا مضطرين إلي معايشة الناس لأداء رسالاتهم، وأما أصحاب الولاية الکونية فقط فيفضلون العکوف عليها عن المجتمعات، کالخضر وإلياس ويوشع وآصف.

وعلي الإمام المهدي - باعتباره صاحب الولاية الکونية - أن ينهض بکل شؤونها، ولا تفترض عليه معايشة المجتمع وإن کان صاحب الولاية الشرعية، ولکن بما أنها استمرارية وليست تأسيسية خولها الفقهاء المراجع، واکتفي بالإشراف علي سير الشريعة ولو من وراء الغيبة فيرشد ويحذر بأساليبه المعروفة في أوساط الفقهاء والمحدثين.

وقد عبر الإمام المهدي عن ولايته الکونية من خلال هذا النص - رغم اقتضابه - فهو يمارس ولايته الکونية وإن لم يعرفه الناس باسمه وشخصه، کما أن الشمس تدأب في تربية منظومتها حتي وإن حجتها قطع السحاب عن مناطق من الأرض أو من سائر کرات المنظومة.

[15] هذا النص: (النجوم أمان لأهل السماء) ورد - بمناسبات عديدة - في مجموعة من الأحاديث، وکأنه من المسلمات الکونية لدي مصادر الوحي. ولکن العلم الحديث لم يبلغ - بعد - مستوي هذا النوع من الحقائق الکونية.

ونحن لا ننتظر العلم إذا أعلن الوحي حقيقة کونية، لأن ثقتنا بالأنبياء أعمق منها بالعلماء ومتي سبق العلم الوحي أو جاراه؟

نستطيع أن نستخلص من مجموع ما يحضرنا من الأدلة ما يلي:

إن الخامات الأولية للکون عبارة عن موجات ضوئية متناهية القصر والسرعة، وهي تدأب في سيرها ملايين السنين الضوئية ثم تفقد تدريجاً فاعليتها فتتوتر وتنخثر، ومن ثم تتطور إلي ذرات متناهية الصغر وحادة الفاعلية يمکن تسميتها بـ(الذرات الکونية) وهذه الذرات المختلفة - باختلاف الموجات التي تطورات إليها - تفرز إلي ساخنة وباردة فالساخنة تلتقي مثيلاتها لتشکل النجوم، والباردة تلتقي مثيلاتها لتشکل الکواکب وفاعليات النجوم عديدة وما يرتبط بهذا الموضوع اثنتان:

الأولي: مغناطيستها، فالنجوم باعتبارها کتلاً ضخمة تمتاز بجاذبية هائلة تعادل دافعية الکواکب، فيمسک کل نجم بمجموعة من الکواکب في أبعاد متناسبة مع أحجامها، وهذه المغناطيسية تساهم في تنظيم المجرات ومن ثم في تثبيت النسبية العامة.

الثانية: حراريتها، فالنجوم باعتبارها کتلاً ملتهبة، تبعث إلي الکواکب طاقات حرارية تصونها من الانجماد وتؤهلها للحياة.

وهکذا تکون النجوم أماناً للخلائق التي تعيش علي الکواکب من الانقراض.

وبما أن أصحاب الولاية الکونية، يؤدون دور الوساطة الکونية صح تشبههم بالنجوم في أنهم يقومون بدورهم للإبقاء علي حياة الخلائق.

[16] فمعرفة علة الغيبة ليست من الفرائض التي أمر الله بها، حتي يعاقب من لم يتکلف معرفتها. فمن کان في المستوي المناسب فليعرفها، ومن لم يکن في المستوي المناسب لا يفترض عليه تکلفها.

[17] هذه الجملة تحتمل تفسيرين:

الأول: إن في مجرد الدعاء بتعجيل الفرج، فرجاً للداعين.

الثاني: إن في فرج الإمام المهدي فرجاً لأوليائه.

[18] من وجوه الشيعة، ومن المختصين بالناحية المقدسة.