بازگشت

الحقيقة و المفوضة


أ- الشيخ علي اليزدي الحائري، إلزام الناصب، ص341 ج1 ط النجف 1383هـ: نقلاً عن کشف الغمة عن أبي نعيم محمد بن أحمد الأنصاري.

ب - الغيبة - أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي عن جعفر بن محمد بن مالک عن محمد بن جعفر بن عبد الله عن أبي نعيم محمد بن أحمد الأنصاري.

ج - دلائل الإمامة - أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري بسنده عن أبي نعيم.

د - الخرايج - قطب الدين أبي الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي.

هـ - ينابيع المودة - سليمان بن إبراهيم البلخي القندوزي ص461 عن کامل بن إبراهيم المدني قال:....

وجّه قوم من المفوّضة کامل بن إبراهيم المدني، إلي أبي محمد [1] قال: فقلت في نفسي: لئن دخلت عليه أسأله عن الحديث المرويّ عنه: (لا يدخل الجنة إلا من عرف معرفتي وقال بمقالتي) وکنت جلست إلي باب عليه ستر مسبل، فجاءت الريح فکشفت طرفه، وإذا أنا بفتي کأنه فلقة قمر، من أبناء أربع سنين، أو مثلها فقال لي: يا کامل بن إبراهيم: فاقشعررت من ذلک، فقلت: لبيک يا سيدي.

قال: جئت إلي ولي الله تسأله: لا يدخل الجنة إلا من عرف بمعرفتک وقال بمقالتک؟

قلت: إي والله؟

قال: إذن - والله - يقلّ داخلها [2] والله إنه ليدخلنها قوم يقال لهم: (الحقّية).

قلت: ومن هم؟

قال: هم قوم من حبهم لعلي يحلفون بحقه، ولا يدرون ما حقه وفضله.

إنهم قوم يعرفون ما تجب عليهم معرفته جملةً لا تفصيلاً، من معرفة الله ورسوله والأئمة ونحوها.

ثم قال: وجئت تسأل عن مقالة المفوضة [3] کذبوا، بل قلوبنا أوعية لمشيئة الله، فإذا شاء الله شئنا [4] والله يقول: (وما تشاءون إلا أن يشاء الله) [5] .

ثم رجع الستر إلي حالته فلم أستطع کشفه. فنظر إليّ أبو محمد (عليه السلام) مبتسماً فقال: يا کامل ما جلوسک وقد آساک بحاجتک الحجة من بعدي.


پاورقي

[1] أبو محمد هو الإمام الحسن العسکري والد الإمام المهدي (عليه السلام).

[2] مما يعتمد دعاة التفرقة المتزمتون في جميع الطوائف والفرق الدينية تکفير وتضليل جميع الناس من عداهم، والتأکيد علي أن جميع الناس حصب جهنم سواهم. وهذه النظرة الضيقة تعبر عن انغلاق حاقد، وتنافي الشمولية المطلقة، والرحمة التي وسعت کل شيء. فشرائط الرحمة لا تتجاوز قول الله تعالي: (... قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت کل شيء فسأکتبها للذين يتقون ويؤتون الزکاة والذين هم بآياتنا يؤمنون) سورة الأعراف، آية 156.

فيکفي في الاستعداد تحمل رحمة الله أن يکون الغرر علي درجة من الواقعية تهيئة للإيمان بآيات الله، ولإنفاق بعض ماله في ما أمر الله وللتجنب عما حرم الله، ثم إذا أخطأ المسير فالله أولي به وبالتوبة عليه أو إعادة تجربته يوم القيامة، کما قال سبحانه: (وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم والله عليم حکيم) سورة التوبة آية 106.

[3] المفوضة، فرقة من المسلمين قالوا: إن الله خلق الخلق، ثم ترک للأئمة إدارته، فهم يتصرفون کما يشاءون. وهؤلاء سمعوا بالولاية الکونية ولم يعرفوا أن الله لا يولي أحداً من أوليائه ولاية إلا بقدر قدرته علي تنفيذ إرادته تعالي. فأعظم أصحاب الولاية الکونية هو النبي محمد (صلّي الله عليه وآله) الذي قال الله عنه: (ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منکم من أحد عنه حاجزين) سورة الحاقة، آية 44 - 47.

[4] ذلک أن أولياء الله المعصومين حيث عرفوا مقاييس الکون، واستوعبوا حکمتها، وترفعوا عن العاطفة والأنانية، جسدوا إرادة الله، فلا يحبون إلا ما يحبه الله ولا يکرهون إلا ما يکرهه الله، ولذلک أحال الله أمر العباد عليهم، فقال في شأن الرسول الأکرم (صلّي الله عليه وآله) - قولاً يسري في شأن کل من نصبه الله حجة علي خلقه -: (وما آتاکم الرسول فخذوه وما نهاکم عنه فانتهوا) سورة الحشر، آية 7.

[5] هذا النص: (وما تشاءون إلا أن يشاء الله) ورد في موضعين من القرآن، في سورة الإنسان، آية 30. وفي سورة التکوير، آية 29.