اسئلة و اجوبتها
1- إن الإمام المهدي (عليه السلام) عندما يظهر لا يغيّر طبائع الناس ولا يصفّي نوازع الشر في النفوس، وإلا لبطلت تجربة الحياة، کما أن الأنبياء والأوصياء قبله لم يفعلوا ذلک. والدليل علي ذلک أن يهودية تقتل الإمام المهدي (عليه السلام) وتظهر عينات الشر بعده بکثرة، ثم يکون إجماع العرب والعجم علي قتل الحسين في الرجعة وظاهر تلک اليهودية واستمرار الصراع بين الخير والشر من خلال عينات عديدة تکشف بقاء الترکيبة النفسية للبشر کما هي الآن.
س: إذن کيف يطهّر الأرض من الذنوب.
ج: قال بعض: ليس في الأحاديث أن الإمام المهدي (عليه السلام) يطهّر الأرض من الذنوب، کل ما هنالک أنه (يملأها عدلاً وقسطاً کما ملئت ظلماً وجوراً) فهو يقضي علي التجاوزات لا علي الانحرافات العقيدية والمسلکية، التي تدور بين الفرد وربه. فلا يبقي ظالم ومظلوم. ولکن قد يبقي الکافر والعاصي في نطاق الأفراد أي لا تبقي راية غير راية الإسلام. أما الفرد الکافر أو الفرد العاصي فلا يلغي من الأرض.
س: إذا کان البشر هذا البشر فکيف يقضي علي التجاوزات؟
ج: 1- إنه يطهّر النظام وإذا طهّر النظام أصبح الجوّ صالحاً يربي الصالحين ويقضي علي المتجاوزين، وخاصة عندما يسود العالم نظام واحد لا يداهن النظام خوفاً من الأنظمة المجاورة، ويشعر الناس بأنه لا ملجأ لهم غيره فتنتهي التجاوزات والانحرافات العقيدية المعلنة، وتبقي الانحرافات الفردية أي يبقي أفراد غير مؤمنين أو غير ملتزمين.
2- إن الإمام المهدي بمقتضي إحاطته الشخصية بالناس کلهم وبمقتضي حکمه بالواقع لا بالظاهر يطارد المتجاوزين - إلي جانب نظام حکمه - ومع تکرر التجارب وتکاثر الواقع يشعر کل فرد بأنه لا يتجاوز إلا ويلاحقه الإمام نفسه، وأن أي فرد مهما أوتي من ذکاء وقدرةٍ علي تحرير تجاوزاته علي النظام المؤلف من الناس العاديين، فإنه لا يستطيع تحرير أدني تجاوز علي الإمام الذي هو مصدر السلطات، فکيفّ الناس عن التجاوز، وإذا کانت طينة أحدهم لا تساعد إلا علي التجاوز، فسرعان ما يستأصل ليکون عبرة لغيره.
س: کيف يهيمن الإمام شخصياً علي من في المغرب والمشرق من مقره بالکوفة وهو لا يعدو کونه وصياً، من أوصياء خاتم النبيين لا نبياً ولا ملکاً. وحتي الأنبياء لم يهيمنوا مثله، فکيف به وهو وصي نبي لا أکثر؟
ج: لابد من الاعتراف بحکومة الطاقة علي المادة أي المادة اللطيفة مسيطرة علي المادة الکثيفة، فالنسبية العامة تسود المجرات وتحفظ الأبعاد المتناسبة بين الأجرام الفضائية. والجاذبية تشد الأرض وتستعيد شواردها، والروح تحکم في الجسد وتحرک أجهزته وخلاياه. والإدارة تهيمن علي الوحدة البشرية: (الفرد) فتنام وتستيقظ وتمشي وتأکل وتصارع، وتحرک يدک وتغمز بعينک بفاعلية الإرادة.
وتبقي الوحدة البشرية مملکة لسلطان الإرادة وتتصرف في الأشياء عن طريق استخدام هذه الوحدة ما دامت هذه الإرادة نواة ضعيفة، فإذا تمت تنميتها وتربيتها تکون قادرة علي التصرف في الموجودات مباشرة بدون استخدام تلک الوحدة البشرية.
وتتنافس علي تربية الإرادة مدرستان مدرسة سماوية هي مدرسة الرسالات ومدرسة أرضية هي مدرسة الشياطين وتسمي المدرسة الأولي بمدرسة التقوي بينما تسمي المدرسة الثانية بمدرسة السحر. والمتخرجون من المدرسة الأولي تسمي تصرفاتهم الخارجية باسم (المعجزات) إذا صدرت الأنبياء وباسم (الکرامات) إذا صدرت عن الأنبياء، والمتخرجون من المدرسة الثانية تسمي تصرفاتهم الخارجية باسم (الأعمال السحرية).
ويمتاز تلامذة المدرسة الأولي بأن لإرادتهم نوعاً من الخالقية فيوجدون أشياء بمجرد الإرادة کما يفعل أهل الجنة حيث يوجدون ما يشاءون، وکما عبّر القرآن عن المسيح (إني أخلق لکم من الطين کهيئة الطير) وکما ورد في الحديث القدسي: (عبدي أطعني أجعلک مثلي أو مثلي أقول للشيء کن فيکون. وتقول للشيء کن فيکون).
وإذا کان الإمام المهدي يستخدم مثل هذه الصلاحية يکون من الهيّن بسط سلطانه الشخصي علي الأرض، کما فعل سليمان بن داوود حيث سخر المخلوقات وأتي بعرش بلقيس من سبأ بلمح البصر، واختار حرسه من الوحوش والسباع.