بازگشت

الرسالة و الرسول


ب - و(الرسول) هو الذي يؤمر - من قبل الله - بتبليغ رسالة معينة، سواء أکانت تلک الرسالة موجهة إلي أناس معينين أو إلي الناس أجمعين، فبخصوص يونس بن متّي يقول الله تعالي: (... وأرسلناه إلي مائة ألف أو يزيدون) [1] بينما يقول للنبي الأکرم (صلّي الله عليه وآله): (... وما أرسلناک إلا کافة للناس) [2] وسواء أکان ذلک الرسول مأموراً من قبل الله مباشرة أو بواسطة رسول من الناس، فمثلاً قال الله تعالي لموسي بن عمران - عنه وعن أخيه هارون -: (... اذهبا إلي فرعون) [3] و(اذهب أنت وأخوک بآياتي ولا تنيا في ذکري) [4] فيما قال عن ثلاثة من رسول عيسي ابن مريم: (... إذ أرسلنا إليهم اثنين فکذبوهما فعززنا بثالث) [5] وفي بعض الحديث، أن هؤلاء الثلاثة لم يکونوا ممن يستقبلون الرسالة مباشرة من قبل الله، وإنما کانوا من المؤمنين برسالة عيسي ابن مريم.

و(الرسالة) شريعة، قد تکون شاملة تعطي فلسفة الکون والحياة والإنسان وتنظيم نشاطات الإنسان بجانبيها الروحي والمادي، وربما تکون محدودة تعطي فلسفة الکون والحياة والإنسان فقط، أو تنظم النشاطات الروحية فحسب. وربما تکون محصورة بتصحيح بعض الأخطاء الطارئة علي مسيرة قوم مؤمنين.

و(الرسالية) صلاحية يخولها الله تعالي لمن تتوفر فيه مواصفات تؤهله لحمل رسالة السماء إلي الناس، وهذه المواصفات يلزم أن تبلغ درجة (العصمة) في مستوي رفيع حتي تؤهل صاحبها لاستقبال الرسالة مباشرة من السماء، ويلزم أن تبلغ درجة (العصمة) في مستوي أقل من ذاک حتي تؤهل صاحبها لاستقبال الرسالة من رسول من الناس.

فالرسول إذا تلقي رسالته مباشرة من السماء أصبح رسولاً ونبياً، کما يقول الله بحق إسماعيل (عليه السلام): (وکان رسولاً نبياً) [6] ، وإذا تلقي رسالته من رسول من الناس، أصبح رسولاً غير نبيّ - في بعض المصطلحات.


پاورقي

[1] سورة الصافات: الآية 147.

[2] سورة سبأ: الآية 28.

[3] سورة طه: الآية 43.

[4] سورة طه: الآية 42.

[5] سورة يس: الآية 14.

[6] سورة مريم: الآية 54.