بازگشت

النبي و النبوة


أ - (النبي) هو الذي ينبئه الله ويخبره مباشرة بما يشاء، والنبوة رتبة ينالها کل من علم الله تعالي فيه کمالاً روحياً يؤهله للاطلاع علي ما وراء المحسوسات بالحواس الخمس، فيمنحه الله سبحانه قدرة علي رؤية ما وراء الحجب والمسافات ورؤية الروحانيات کالملائکة والجن والشيطان وقد سجل الله تعالي هذين الأمرين لإبراهيم الخليل (عليه السلام) في القرآن حيث قال: (... وکذلک نري إبراهيم ملکوت السماوات) [سورة الأنعام: الآية 75]. کما أن الله يمنحه کرامة عظمي، فلا يتصل به بواسطة رسول من الناس، وإنما يتصل به وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل إليه رسولاً من الملائکة، فيکون متصلاً بالسماء مباشرة، وإن کان قد يأمره الله بالتنسيق مع نبي معاصر له، أو باتباع رسول سبقه، مع بقائه نبيّاً ينبئه الله بصورة مستقلة ومباشرة.

فيشبه - في العرف الدوبلماسي - السفير الذي تأتيه الحقيبة الدوبلماسية مباشرة، ولا يکون کالقنصل الذي يستقبل الأوامر الصادرة إليه من حکومته بواسطة سفير، وقد نصت بعض الأحاديث الشريفة علي أن الرسل سفراء الله.

والنبي قد يؤمر برسالة معينة إلي الناس فيکون نبيّاً رسولاً وقد لا يؤمر برسالة إلي الناس، وإنما بمهمات خاصة خارجة عن لطاق الشرائع، فيکون نبياً غير رسول.