بازگشت

کذب الوقاتون


قال علي بن عاصم الکوفي:

خرج في توقيعات صاحب الزمان (عليه السلام):

(ملعون ملعون من سماني في محفل من الناس) [1] .

وقال الشيخ محمد بن عثمان العمري - نائب الناحية المقدسة - قدس الله روحه: خرج توقيع بخطه (عليه السلام) أعرفه:

(من سماني في مجمع من الناس باسمي فعليه لعنة الله).

وکتبت أسأله عن ظهور الفرج؟ فخرج في التوقيع:

(کذب الوقاتون) [2] .

وعن أبي عبد الله الصالحي قال: سألني أصحابنا بعد مضي أبي محمد (عليه السلام) أن أسأل عن الاسم والمکان فخرج الجواب: (إن دللتم علي الاسم أذاعوه، وإن عرفوا المکان دلوا عليه) [3] .


پاورقي

[1] بحار الأنوار: ج53 - ص184 عن إکمال الدين.

[2] بحار الأنوار: ج53 - ص184 عن إکمال الدين.

[3] بحار الأنوار: ج51 - ص33 عن الکافي.

مسألة النهي عن تسمية الإمام المهدي (عليه السلام) باسمه الخاص صلوات الله عليه وعلي آبائه قد ورد في أحاديث عديدة عن أئمة أهل البيت بدءاً بأمير المؤمنين وانتهاءً بالإمام الحسن العسکري والإمام المهدي نفسه عليهم الصلاة والسلام.

وقد جمع منها العلامة المجلسي (قدس سره) في بحار الأنوار بضعة عشرة حديثاً (ج51 ص31 - 34).

وقد اختلفت کلمات الفقهاء (رضوان الله عليهم) في تفسير هذا النهي.

فقد قال الشيخ الصدوق (رضوان الله عليه): (الذي أذهب إليه النهي عن تسميته) يقصد بذلک التحريم، وقال بعضهم بالکراهة، وفصل بعضهم بين أوائل الغيبة الصغري فالتحريم وبين الأزمنة المتأخرة فالکراهة.

قال المحقق القمي (قدس سره) في جامع الشتات ما ترجمته:

(أخبار المنع عن تسمية جنابه (عليه السلام) کثيرة، حتي أن الکليني (قدس سره) روي بسند صحيح عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: صاحب هذا الأمر لا يسميه باسمه إلا کافر، وهکذا في أحاديث أخري ورد التصريح بحرمة ذکر اسمه الشريف.

ولکن ما يستفاد من سائر الأخبار هو: أن ذلک من باب التقية والاتقاء في حقه ومن الأزمنة الأولي من ولادته (عليه السلام) والأزمنة المتقاربة من أيام غيبته (عليه السلام)، وذلک لأن الفراعنة في زمان آل محمد (صلي الله عليه وآله) کانوا دائماً يحاولون إطفاء النور الإلهي.

وحيث أنهم کانوا قد سمعوا أن صاحب الأمر (عليه السلام) سيملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، وقد کان علماء السنة أيضاً رووا هذا الحديث، وکان قد ورد في أخبارهم أيضاً أن اسمه موافق لاسم جده رسول الله (صلي الله عليه آله)... إلي أن قال:...

لهذه الأسباب کان فرعون ذاک الزمان يسعي حثيثاً في طلبه (عليه السلام)، ولأجل ذلک جعلوه (عليه السلام) مختفياً، ونهوا شيعتهم عن ذکر اسمه الشريف وعن مکانه، وقد ورد في بعض الأخبار التصريح بأن علة ترک ذکر الاسم الشريف هو: أنه حيث تحقق عند السلطان أن أبا محمد يعني الإمام الحسن العسکري (عليه السلام) مات ولم يخلف ولداً فإذا ذکر اسمه (عليه السلام) صار في طلبه فاتقوا الله، واحفظوا ألسنتکم عن ذکر اسمه (والحاصل) أن وجه المنع ظاهراً هو هذا، وأما في أمثال زماننا فلا أري مانعاً عنه ظاهراً (ولو) لم يصرح باسمه واکتفي بالفظ (الحجة) کان أحوط) جامع الشتات: ج2 ص748.

لکن العلامة المجلسي (قدس سره) بعد نقله حديث موسي بن جعفر (عليه السلام) الذي جاء فيه: (ولا يحل لهم تسميته حتي يظهره الله عز وجل فيملأ به الأرض قسطاً وعدلاً کما ملئت جوراً وظلماً) قال في بحار الأنوار:

(هذه التحديدات مصرحة في نفي قول من خص ذلک بزمان الغيبة الصغري تعويلاً علي بعض العلل المستنبطة والاستبعادات الوهمية) البحار: ج51 ص32.