4- وربما يستخدم الأسلحة المتطورة الموجودة في حين ظهوره، ويحرک الجيوش المتثائبة في المعسکرات، ويکون تکتيکه سلاحه الفعّال، الذي يستولي به علي القواعد العسکرية، ويعتمد في تکتيکه علي عنصرين المفاجئة والسرعة - کما يظهر من بعض الأحاديث -.

فلا يشترط في الثائر الذي يخترق المغيب إلي کبد السماء، أن يکون قد حشد في مغيبة قويً أکثر من القوي المتصارعة علي الأرض، وإنما يشترط أن يملک الخطة التي بها يسيطر علي قوة ضارية من تلک القوي. وکل الثائرين الذين قفزوا من تحت الأرض إلي دفة الحکم لم تکن وسيلتهم سوي خطة ناجحة.

فإذا ظهر الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام) وتوافد إليه حواريوه الثلاثمائة والثلاثة عشر، والتف حوله من أنصاره الأشداء حتي زادوا علي ألف رجل انطلق من مکة يبسط سلطانه علي الحجاز، فأيّدته المعسکرات، وسار بها إلي الشام يحتاج سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، ثم انعطف نحو العراق فانفتح له، تتجمع لديه قوة عسکرية ضخمة، يستطيع أن يوجه فصائلها نحو الخليج وإيران والهند وأفغانستان شرقاً، وأن يوجه ما تبقي منها إلي أفريقيا غرباً، واستيلائه السريع علي الحجاز وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين والعراق خلال أيام وبدون مقاومة تذکر من جهة، وخططه الجديدة المنتصرة من جهة أخري ومفاجآته الخاطفة من جهة ثالثة، وانتصاراته المتتابعة التي لا تتعثر بهزيمة من جهة رابعة، ترفع أنصاره فوق السحاب معنوياً ومادياً وتخفض بأعدائه تحت الصفر معنوياً ومادياً وتجعل منه قائداً مظفراً رهيباً تنخلع لاسمه قلوب وتطمئن إليه قلوب.