الي الحسين بن الفضل اليماني
الميرزا حسين النوري - نور الله مضجعه - في مستدرک الوسائل: ج3 ص791 عن الشيخ الصدوق (قدس سره) في کمال الدين، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن علان، عن الحسن بن الفضل اليماني، ورواه أيضاً عن الکليني (قدس سره) في الکافي قال: قصدت سر من رأي فخرج إلي (يعني: من طرف صاحب الأمر (عليه السلام)) صرة فيها دنانير وثوبان، فرددتها، فقلت في نفسي: أنا عندهم بهذه المنزلة، فأخذتني العزة ثم ندمت بعد ذلک، وکتبت رقعة اعتذر واستغفر، ودخلت الخلا وأنا أحدث نفسي وأقول: والله لأن ردت الصرة لم أحلها ولم أنفقها حتي أحملها إلي والدي فهو أعلم مني:
هنا ملاحظات:
(الأولي) الحسن بن الفضل هذا، وأبوه الفضل بن يزيد قد عدوهما فيمن رأي صاحب الأمر (عليه السلام) ووقف علي بعض معجزاته.
(الثانية) (فأخذتني العزة) قد يستنبط من هذه الجملة أن الحسن بن الفضل کان غنياً، فلعله تصور أنه (عليه السلام) اعتبره فقيراً فأرسل إليه الصرة والثوبين، ولذلک ردهما.
(الثالثة) (ودخلت الخلا) أي: مکان خلوة فيها إلا أنا حتي أتأمل الأمر وما فعلته من القبيح من رد هدايا صاحب الأمر (عليه السلام) (أحملها إلي والدي) لکي يفرح بهذه الهدية ولأني لست محتاجاً حتي أتصرف أنا فيها.
فخرج إلي الرسول: أخطأت إذ لم تعلمه أنا وبما فعلنا ذلک بموالينا وربما سألونا ذلک يتبرکون به.
وخرج إلي: أخطأت بردک بدنا، وإذ استغفرت الله فالله يغفر لک، وإذا کان عزيمتک وعقد نيتک أن لا تحدث فيها حدثاً، ولا تنفقها في طريقک فقد صرفناها عنک [1] .
وأما الثوبان [2] فلا بد منهما لتحرم فيهما [3] .
پاورقي
[1] هذه معجزة أخري، لأنها جاءت علي أثر ما قاله الحسن في نفسه في الخلوة أنه لا يتصرف فيها، وکان الإمام صاحب الأمر عليه الصلاة والسلام يريد أن يقول: ليست الهدية لأبيک بواسطتک، وإنما هي لک، فإن کنت عزمت أن لا تتصرف فيها فلا نبعثها إليک.
[2] ويظهر من ذلک أنه کان في طريقه إلي الحج، وأن الإمام صاحب الأمر (عليه السلام) بعث إليه الثوبين لإحرامه ليکون من خالص الحلال، لما ورد عن آبائه عليهم الصلاة والسلام من أن مهور نسائهم وحج صرورتهم وکفارة موتاهم من طهور أموالهم (عليهم السلام) (سفينة البحار: ج2 ص486).
[3] ثم قال الحسن بن الفضل: وسألت طيباً فيعث (عليه السلام) إلي بطيب في خرقة بيضاء فکانت معي في المحمل، فنفرت ناقتي بعسفان، وسقط محملي وتبدد ما کان معي، فجمعت المتاع وافتقدت الصرة واجتهدت في طلبها حتي قال بعض من معنا ما تطلب؟ فقلت: صرة کانت معي قال: وما کان فيها قلت: نفقتي، قال: رأيت من حملها، فلم أزل أسأل عنها حتي أيست منها، فلما وافيت مکة حللت عيبتي وفتحتها فإذا أول ما بدا علي منها الصرة وإنما کانت خارجاً في المحمل فسقطت حين تبدد المتاع... الحديث.