بازگشت

بعد ثلاثين سنة


الشيخ علي بن عيسي الأربلي في کتابه (کشف الغمة في معرفة الأئمة) ج3 ص411 عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال: ولما وصلت بغداد في سنة سبعة وثلاثين للحجة وهي السنة التي رد القرامطة فيها الحجر إلي مکانه من البيت، کان أکبر همي من ينصب الحجر، لأنه مضي في أثناء الکتب قصة أخذه وأنه إنما ينصبه في مکانه الحجر في الزمان - کما في زمن الحجاج وضعه زين العابدين (عليه السلام) في مکانه واستقر - فاعتللت علة صعبة خفت منها علي نفسي ولم يتهيأ لي ما قصدته فاستنبت المعروف بـ(ابن هاشم) وأعطيته رقعة مختومة أسأل فيها عن مدة عمري، وهل تکون الموتة في هذه العلة أم لا؟ وقلت همي إيصال هذه الرقعة إلي واضع الحجر في مکانه وأخذ جوابه، إنما أندبک لهذا.

قال: فقال المعروف بابن هاشم: لما حصلت بمکة وعزم علي إعادة الحجر بذلت لسدنة البيت جملة تمکنت معها من الکون بحيث أري واضع الحجر في مکانه فأقمت معي منهم من يمنع عني ازدحام الناس.، فکلما عمد إنسان لوضعه اضطرب ولم يستقم.

فأقبل غلام أسمر اللون حسن الوجه فتناوله ووضعه في مکانه فاستقام کأنه لم يزل عنه وعلت لذلک الأصوات فأنصرف خارجاً من الباب فنهضت من مکاني أتبعه وأدفع الناس عني يميناً وشمالاَ حتي ظن بي الاختلال في العقل والناس يفرجون لي وعيني لا تفارقه حتي انقطع عن الناس فکنت أسرع الشد خلفه وهو يمشي علي تؤدة السير ولا أدرکه، فلما حصل بحيث لا أحد يراه غيري وقف والتفت إلي فقال:...

هات ما معک.

فناولته الرقعة، فقال من غير أن ينظر إليها: قل له لا خوف عليک في هذه العلة ويکون ما لابد منه بعد ثلاثين سنة.

قال: فوقع علي الدمع حتي لم أطق حراکاً وترکني وانصرف [1] .


پاورقي

[1] ثم جاء النص بعد ذلک کما يلي: قال أبو القاسم: فأعلمني بهذه الجملة فلما کان سنة سبع وستين (أي: بعد ثلاثين سنة کما قال الإمام المهدي (عليه السلام) (والمقصود سنة سبعة وستين بعد الثلاثمائة کما هو واضح لکون ابن قولويه وفاته في تلک السنة) اعتل أبو القاسم، وأخذ يأخذ في أمره وتحصيل جهازه إلي قبره، فکتب وصيته، واستعمل الجد في ذلک، فقيل له: ما هذا الخوف؟ وترجو أن يتفضل الله بالسلامة، فما عليک بمخوفة فقال: هذه السنة التي خوفت فيها، فمات في علته.