بازگشت

انا القائم


الشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي (قدس سره) في کتابه (إکمال الدين وإتمام النعمة): ج2 ص129.

قال: سمعنا شيخاً من أصحاب الحديث يقال له أحمد بن فارس الأديب يقول: سمعت بهمذان حکاية حکيتها کما سمعتها لبعض إخواني فسألني أن أثبتها له بخطي فلم أجد إلي مخالفته سبيلاً، وقد کتبتها وعهدتها إلي من حکاها وذلک: أن بهمذان ناساً يعرفون ببني راشد وهم کلهم يتشيعون، ومذهبهم مذهب أهل الإمامة، فسألة عن سبب تشيعهم من بني أهل همذان؟

فقال لي شيخاً منهم رأيت فيها صلاحاً وسمتاً: أن سبب ذلک أن جدنا الذي ننسب إليه خرج حاجاً فقال: إنه لما صدر من الحج وساروا منازل في البادية قال: فشطت في النزول والمشي فمشيت طويلاً حتي أعييت وتعبت، وقلت في نفسي: أنام نومة تريحني فإذا جاء أواخر القافلة قمت: قال: فما انتبهت إلا بحر الشمس ولم أر أحداً، فتوحشت ولم أر طريقاً ولا أثراً، فتوکلت علي الله عز وجل وقلت أسير حيث وجهني ومشيت غير طويل فوقعت في أرض خضراء نضرة کأنها قريبة عهد بغيث، وإذا تربتها أطيب تربة، ونظرت في سواء تلک الأرض إلي قصر يلوح کأنه سيف فقلت: يا ليت شعري ما هذا القصر الذي لم أعهده ولم أسمع به؟ فقصدت، فلما بلغت الباب رأيت خادمين أبيضين، فسلمت عليهما فردا علي رداً جميلاً، وقالا: اجلس فقد أراد الله بک خيراً.

وقام أحدهما فدخل واحتبس غير بعيد ثم خرج فقال: قم فادخل، فدخلت قصراً لم أر بناءً أحسن من بنائه، ولا أضوأ منه، وتقدم الخادم إلي ستر علي بيت فرفعه ثم قال لي: ادخل، فدخلت فإذا فتي جالس في وسط البيت، وقد علق علي رأسه من السقف سيفه طويل تکاد ظبته تمس رأسه، والفتي بدر يلوح في ظلام، فسلمت، فرد السلام بألطف الکلام وأحسنه.

ثم قال لي: أتدري من أنا؟ فقلت: لا والله، فقال:...

أنا القائم من آل محمد (صلَي الله عليه وآله) أنا الذي أخرج في آخر الزمان بهذا السيف -وأشار إليه - فأملأ الأرض عدلاً وقسطاً کما ملئت جوراً وظلماً (قال) فسقطت علي وجهي وتعفرت (فقال) لا تفعل أرفع رأسک، أنت فلان من مدينة بالجبل يقال لها همذان (قلت) صدقت يا سيدي ومولاي.

(قال) فتحب أن تؤوب إلي أهلک؟ (قلت) نعم يا سيدي وأبشرهم بما أتاح الله عز وجل لي [1] .


پاورقي

[1] ثم جاء النص کما يلي:

فأومأ إلي الخادم فأخذ بيدي، وناولني صرة وخرج ومشي معي خطوات، فنظرت إلي ظلال وأشجار ومنارة مسجد فقال: أتعرف هذا البلد؟ قلت: إن بقرب بلدنا بلدة تعرف بـ(استاباد) وهي تشبهها قال: فقال: هذه استاباد امض راشداً، فالتفت فلم أره، ودخلت استاباد، وإذا في الصرة أربعون أو خمسون ديناراً، فوردت همذان، وجمعت أهلي وبشرتهم بما أتاح الله لي ويسره عز وجل، ولم نزل بخير ما بقي معنا من تلک الدنانير.

قال العلامة المجلسي (قدس سره) بعد إيراد هذا النص:

بيان: قوله (في سواء تلک الأرض) أي: وسطها.

وظبة السيف: بالضم مخففاً: طرفه.

ولعل (استاباد) هي التي تعرف اليوم بـ(اسداباد).

ثم قال المجلسي: أقول: روي الراوندي مثل تلک القصة عن جماعة سمعوها منه.