بازگشت

لو أذن الله لنا


الشيخ علي اليزدي الحائري، إلزام الناصب ص304 ج1 ط النجف 1383 هجري: عن نسيم الخادم قال: لما خرج صاحب الزمان من بطن أمه سقط جاثياً علي رکبتيه رافعاً سبابتيه نحو السماء فعطس فقال:...

الحمد لله رب العالمين، وصلي الله علي محمد وآله. عبد الله أولاً وآخر [1] غير مستنکف ولا مستکبر [2] .

زعمت الظلمة: أن حجة الله داحضة، ولو أذن الله لنا لزال الشک [3] .


پاورقي

[1] يبدو أن عامة الناس لا يرون تفوقاً معجزياً في أولياء الله إلا ويجنحون إلي الغلو؟ ولذلک يوجد ترکيز مؤکد من جميع أولياء الله علي أنهم عبيد الله. فقد أُله عيسي ابن مريم، فرد الله عليه بالحوار التالي:

(وإذا قال الله يا عيسي ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانک ما يکون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن کنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسک إنک أنت علام الغيوب، ما قلت له إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربکم وکنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني کنت أنت الرقيب عليهم وأنت علي کل شيء شهيد...) سورة المائدة، آية116 - 117.

وجنح بعض آخر إلي الغلو في شأن النبي محمد (صلي الله عليه وآله) حتي ادعوا أنه لن يموت، فأثبت قرآناً يقول: (وما محمد إلا رسول خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم علي أعقابکم...) سورة آل عمران، آية 144.

وفرض علي المسلمين أن کرروا في جميع صلواتهم: (... وأشهد أن محمداً عبده ورسوله).

ومال آخرون إلي الغلو في بعض الأئمة فأکدوا - جميعاً - أنهم عباد مکرمون، لا أکثر ولا أقل.

وهذا القول من الإمام المهدي من جملة التأکيدات علي بشرية الأئمة، وعلي کونهم عباداً لله تعالي.

[2] الاستنکاف: الأنفة من الشيء، وأصله من کنف الدمعة إذا نحاها بإصبعه من خده لئلاّ يبقي أثرها عليه، کأنه يترفع عما يعبر عنه الدمع من الضعف أمام المصائب.

والاستکبار: الاستعظام، بأن يري نفسه أعظم مما يطرح عليه.

والإمام المهدي اقتبس الکلمتين من الآيتين التاليتين:

الأولي: (لن يستنکف المسح أن يکون عبداً لله ولا الملائکة المقربون...) سورة النساء، آية 172.

الثانية: (إن الذين عند ربک لا يستکبرون عن عباده ويسبحونه وله يسجدون) سورة الأعراف، آية 206.

[3] داحضة: زائلة.

ذلک أن أعداء الأئمة الطاهرين کانوا يتصورن أن الإمام الحسن العسکري (عليه السلام) لا عقب له، وکانوا يقولون: إن العسکري يموت وتنتهي سلسلة الأئمة المعصومين زاعمين أن بموته تنقطع حجة الله علي الأرض دون أن يعلموا أن له ولداً هو الإمام المهدي، ولکن الله لم يأذن له بالإعلان عن نفسه. حتي يعلم الجميع أن الإمامة مستمرة من خلاله، ولو أذن الله له بالإعلان عن نفسه لزال الشک في انقطاع سلسلة الأئمة (عليهم السلام).

ولعل المقصود بـ(حجة الله داحضة) أن الإمامة منقطعة، ولا ولد للإمام الحسن العسکري (عليه السلام) (ولو أذن الله لنا) بالظهور بين الناس.

أما مسألة تکلم الطفل الصغير فهي ليست غريبة.

أولاً: بقدرة الله تعالي التي أنطلق بقدرته الجمادات کالحصي في يد رسول الله (صلي الله عليه وآله).

ثانياً: بما ثبت من المعاجز بالمئات والمئات في مختلف أدوار تواريخ النبي وأهل بيته (عليه وعليهم الصلاة والسلام).

وثالثاً: بما ورد في القرآن الحکيم من تکلم نبي الله عيسي ابن مريم (عليهما السلام) حين ولادته (فأشارت إليه قالوا: کيف نکلم من کان في المهد صبياً قال إني عبد الله آتاني الکتاب وجعلني مبارکاً أينما کنت وأوصاني بالصلاة والزکاة ما دمت حياً وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً ذلک عيسي ابن مريم..) سورة مريم: الآيات29 - 34. ومن الثابت بالأدلة القاطعة العديدة أن الإمام المهدي (عليه السلام) أکرم علي الله تعالي من عيسي ابن مريم (عليهما السلام).