بازگشت

من يختار الأنبياء و الأوصياء


(أ): الاحتجاج أبو منصور: أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي ج2 ص267 - 274.

(أ): الاحتجاج أبو منصور: أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي ج2 ص267 - 274.

(ب): کمال الدين وتمام النعمة - أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي الصدوق عن محمد بن علي بن محمد بن حاتم النوفلي الکرماني عن أبي عباس أحمد بن عيسي الوشاء البغدادي عن أحمد بن طاهر القمي عن محمد بن بحر بن سهيل الشيباني عن أحمد بن مسرور عن سعد بن عبد الله القمي.

(ج): إلزام الناصب - الشيخ علي اليزدي الحائري ج1 ص343 - 347. في رواية طويلة أن سعد بن عبد الله القمي الأشعري دخل في نقاش حاد مع بعض خصومه... قال: فرجعت عن هذا الخصم علي حال ينقطع کبدي.

فأخذت طوماراً وأثبت في نيفاً وأربعين مسألة من صعاب المسائل لم أجد لها مجيباً علي أن أسأل فيها خير أهل بلدي أحمد بن إسحاق صاحب مولانا أبي محمد (عليه السلام) فارتحلت خلفه وقد کان خرج قاصداً نحو مولانا بسر من رأي فلحقته في المناهل فلما تصافحنا قال: بخير لحاقک بي؟ قلت: الشوق ثم العادة في الأسئلة.

قال: قد تکافينا هذه اللحظة الواحدة فقد برح بي العزم إلي لقاء مولانا أبي محمد وأريد أن أسأله عن معاضل في التأويل ومشاکل في التنزيل، فدونکها الصحبة المبارکة فإنها تقف بک علي ضفة بحر لا تنقضي عجائبه ولا تفني غرائبه، وهو إمامنا، فوردنا سر من رأي فانتهينا منها إلي باب سيدنا فاستأذنا فخرج الإذن بالدخول عليه وکان علي عاتق أحمد بن إسحاق جراب قد غطاه بکساء طبري فيه ستون ومائة صرة من الدنانير والدراهم علي کل صرة منها ختم صاحبها.

قال سعد: فما شبهت مولانا أبا محمد حين غشينا نور وجهه إلا بدراً قد استوفي من لياليه أربعاً بعد عشر، وعلي فخذه الأيمن غلام يناسب المشتري في الخلقة والمنظر، وعلي رأسه ذؤابتان.

فأخرج أحمد بن إسحاق [1] جرابه من طي کسائه، فوضعه بين يديه فنظر العسکري [2] إلي الغلام وقال له:

يا بني فض الخاتم عن هدايا شيعتک [3] .

فقال (عجل الله فرجه): يا مولاي أيجوز أن أمد يداً طاهرة إلي هدايا بخسة وأموال رجسة؟

فقال مولاي (عليه السلام): يا بن إسحاق استخرج ما في الجراب ليميز بين الحلال والحرام منها.

فأول صرة بدأ أحمد بإخراجها.

قال الغلام (عجل الله فرجه): هذه لفلان بن فلان من محلة (کذا) بقم تشتمل علي اثنين وسبعين ديناراً فيها من ثمن حجرة باعها صاحبها، وکانت إرثاً له من أخيه خمسة وأربعون ديناراً، ومن عثمان تسعة أثواب أربعة عشر ديناراً، وفيها من أجرة حوانيت ثلاثة عشر ديناراً.

فقال مولانا (عليه السلام): صدقت يا بني دل الرجل علي الحرام منها.

فقال (عجل الله فرجه): فتش علي دينار رازي السکة تاريخه سنة (کذا) قد انطمس من نصف إحدي صفحتيه نقشه، وقراضه [4] آملية وزنها ربع دينار، والعلة في تحريمها أن صاحب هذه الجملة وزن في شهر (کذا) من سنة (کذا) علي حائک من جيرانه من الغزل مناً [5] وربع مَنّ فاتت علي ذلک مدة فسرق الغزل سارق فأخبر به الحائک صاحبه فکذبه واسترد منه بدل ذلک منّاً ونصف من غزل أدق مما کان دفعه إليه واتخذ من ذلک ثوباً کان هذا الدينار مع القراضة ثمنه [6] .

فلما فتح أحمد رأس الصرة صادفته رقعة في وسط الدنانير باسم من أخبر عنه وبمقداره علي حسب ما قال (عجل الله فرجه) واستخرج الدينار والقراضة بتلک العلامة ثم أخرج صرة أخري.

فقال الغلام (عجل الله فرجه): هذه لفلان بن فلان من محلة (کذا) بقم، تشتمل علي خمسين ديناراً لا يحل لنا مسها.

قال: وکيف ذلک؟

قال (عجل الله فرجه): لأنها ثمن حنطة خان صاحبها علي أکّاره [7] في المقاسمة [8] وذلک أنه قبض حصته منها بکيل واف وکال ما خص الأکّار بکيل بخس.

فقال مولانا (عليه السلام): صدقت يا بني.

ثم قال (عجل الله فرجه): يا ابن إسحاق احملها بأجمعها لتردها أو توصي بردها علي أربابها [9] فلا حاجة لنا في شيء منها، وأتنا بثوب العجوز.

قال أحمد: وکان ذلک الثوب في حقيبة لي نسيتها، فلما انصرف أحمد بن إسحاق ليأتيه بالثوب نظر إلي مولاي أبو محمد (عليه السلام) فقال:

ما جاء بک يا سعد؟

فقلت: شوقني أحمد بن إسحاق إلي لقاء مولانا.

قال (عليه السلام): فالمسائل التي أردت أن تسـأل عنها؟

قلت: علي حالها يا مولاي.

قال (عليه السلام): فسل قرة عيني- وأومأ إلي الغلام- عما بدا لک منها.

قلت فأخبرني عن الفاحشة المبينة [10] التي إذا أتت المرأة بها في أيام عدتها حل للزوج أن يخرجها من بيته [11] .

قال (عجل الله فرجه): الفاحشة المبينة هي السحق [12] وليست بالزنا، فإن المرأة إذا زنت وأقيم عليها الحد ليس لمن أرادها أن يمتنع بعد ذلک من التزويج بها لأجل الحد، وإذا سحقت وجب عليها الرجم، والرجم خزي، ومن قد أمر الله عز وجل برجمه فقد أخزاه، ومن أخزاه فقد أبعده، فليس لأحد أن يقربه.

قلت: فأخبرني يا بن رسول الله عن أمر الله تبارک وتعالي لنبيه موسي: (فاخلع نعيلک إنک بالوادي المقدس طوي) [13] فإن فقهاء الفريقين يزعمون: إنها کانت من إيهاب الميتة.

فقال (عجل الله فرجه): من قال ذلک فقد افتري علي موسي واستجهله في نبوته، لأنه ما خلا لأمر فيها من خطيئتين، إما أن تکون صلاة موسي فيهما جائزة أو غير جائزة، فإن کانت صلاته جائزة جاز له لبسهما في تلک البقعة، وإن کانت مقدسة مطهرة، فليست بأقدس وأطهر من الصلاة وإن کانت صلاته غير جائزة فيهما فقد أوجب علي موسي أنه لم يعرف الحلال من الحرام، ولم يعلم ما تجوز به الصلاة وما لم تجز، وهذا کفر [14] .

قلت: فأخبرني يا مولاي عن التأويل فيها.

قال (عجل الله فرجه): إن موسي ناجي ربه بالوادي المقدس فقال: (يا رب إني قد أخلعت لک المحبة مني وغسلت قلبي عمن سواک) وکان شديد الحب لأهله، فقال الله تعالي: (اخلع نعليک) أي انزع حب أهلک عن قلبک إن کانت محنتک لي خالصة وقلبک من الميل من سواي مغسولاً [15] .

قلت: فأخبرني يا بن رسول الله عن تأويل (کهيعص).

قال (عجل الله فرجه): هذه الحروف من أنباء الغيب، أطلع الله عليها عبده زکريا ثم قصها علي محمد (صلي الله عليه وآله) وذلک أن زکريا سأل ربه أن يعلمه الأسماء الخمسة فأهبط عليه جبرائيل، فعلمه إياها، فکان زکريا إذا ذکر اسم محمد وعلي وفاطمة والحسن سري عنه همه وانجلي کربه، وإذا ذکر اسم الحسين (عليه السلام) خنقته العبرة ووقعت عليه البهرة، فقال ذات يوم: (إلهي، ما بالي إذا ذکرت أربعاً منهم تسليت بأسمائهم من همومي وإذا ذکرت الحسين (عليه السلام) تدمع عيني وتثور زفرتي)؟ فأنبأه الله تعالي عن قصته وقال: (کهيعص) فالکاف اسم کربلاء والهاء هلاک العترة، والياء وهو يزيد ظالم الحسين (عليه السلام) والعين عطشه، والصاد صبره. فلما سمع ذلک زکريا لم يفارق مسجده ثلاثة أيام، ومنع فيها الناس من الدخول عليه، وأقبل علي البکاء والنحيب وکانت ندبته (إلهي أتفجع خير خلقک بولده؟ إلهي أتنزل بلوي هذه الرزية بفنائه؟ إلهي أتلبس علياً وفاطمة ثياب هذه المصيبة؟ إلهي أتحل کربة هذه الفجيعة بساحتهما). ثم کان يقول: (إلهي ارزقني ولداً تقر به عيني علي الکبر واجعله لي وارثاً ووصياً واجعل محله مني محل الحسين فإذا رزقتنيه فافتني بحبه ثم فجّعني به کما تفجع محمد (صلي الله عليه وآله) حبيبک بولده) فرزقه الله بيحيي وفجعه به وکان حمل يحيي ستة أشهر وحمل الحسين کذلک.

قلت: فأخبرني يا مولاي عن العلة التي تمنع القوم من اختيار إمام لأنفسهم:

قال (عجل الله فرجه): مصلح أو مفسد.

قلت: مصلح.

قال (عجل الله فرجه): فهل يجوز أن تقع خيرتهم علي المفسد بعد أن لا يعلم أحد بما يخطر ببال غيره من صلاح أو فساد.

قلت: بلي.

قال: فهي العلة، أوردتها لک ببرهان يثق به عقلک.

قلت: نعم.

قال: أخبرني عن الرسل الذين اصطفاهم الله وأنزل الکتب عليهم وأيدهم بالوحي والعصمة وهم أعلي الأمم وأهدي إلي الاختيار منهم مثل موسي وعيسي هل يجوز مع وفور عقلهما وکمال عملهما إذا همّا بالاختيار أن تقع خيرتهما علي المنافق وهما يظنان أنه مؤمن.

قلت: لا.

قال: فهذا موسي کليم الله مع وفور عقله وکمال عمله ونزول الوحي عليه اختار من أعيان قومه ووجوه عسکره لميقات ربه سبعين رجلاً ممن لا يشک في إيمانهم وإخلاصهم فوقعت خيرته علي المنافقين، قال الله عز وجل: (واختار موسي قومه سبعين رجلاً لميقاتنا) [16] إلي قوله: (لن نؤمن لک حتي نري الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم) [17] فلما وجدنا اختيار من قد اصطفاه الله للنبوة واقعاً علي الأفسد دون الأصلح وهو يضن أنه الأصلح دون الأفسد علمنا أن لا اختيار إلا لمن يعلم ما تخفي الصدور وتکن الضمائر ويتصرف عليه السرائر وأن لا خطر لاختيار المهاجرين والأنصار بعد وقوع خيرة الأنبياء علي ذوي الفساد لما أرادوا أهل الصلاح [18] .


پاورقي

[1] قال العلامة الحلي في القسم الأول من کتاب (خلاصة الرجال ص14:) أحمد بن إسحاق الرازي، من أصحاب أبي الحسن الثالث: علي بن محمد الهادي (عليه السلام). أورد الکشي ما يدل علي اختصاصه بالجهة المقدسة، وقد ذکرته في الکتاب الکبير).

وأما سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري القمي فهو من أجلاء العلماء.

قال الشيخ الطوسي في کتاب (الغيبة) ص431 في باب أصحاب العسکري: (عاصره (عليه السلام)، ولم أعلم أنه روي عنه).

وقال العلامة الحلي في کتاب (خلاصة الرجال) ص78: (يکني أبا القاسم، جليل القدر، واسع الأخبار، کثير التصانيف، ثقة، شيخ هذه الطائفة وفقيهها ووجيهها، لقي مولانا أبا محمد العسکري (عليه السلام)).

توفي رحمة الله يوم الأربعاء لسبعة وعشرين من شوال، سنة ثلاثمائة في ولاية رستم.

[2] المراد من العسکري هو مولانا أبو محمد الحسن العسکري (عليه السلام) والمراد من الغلام نجله الإمام المهدي (عليه السلام).

[3] غلام يجلس علي فخذ أبيه کيف يمکن إرجاع علماء الشيعة إليه في مختلف شؤونهم ثم يتحملها، ويؤديها بالشکل الرسالي المطلوب؟ والشيعة هم الشيعة الذين تطاول صغارهم علي العمالقة والجبابرة، فکيف تصاغر عمالقتهم أمام هذا الغلام بتقديس؟

ثم سجلوا للأبد وفي جملة التراث الديني المقدس کلما استطاعوا أن يلتقطوا من کلماته وحرکاته وتوجهاته ومواصفات هندامه حتي أوصاف الأترجة التي کان يتابعها.

والجواب من جانب الشيعة ومن جانب الغلام:

أما من جانب الشيعة فإن کل التضحيات التي أرخصوها مدي تاريخهم بلا هوادة کانت لسبب واحد وهو رفض الباطل مهما استعلي واستبد، والنزوع إلي الحق ولو عبر ظلمات الحياة، فيتهافتون عليه أينما وجدوه في صغير أو کبير، وفي رجل أو امرأة، وفي الحياة أو في الممات، وفوق بساط الريح أو تحت سنابک الخيول. فالمهم لديهم أن يعرفوا أين تتجسد إرادة الله حتي لا يبالوا في سبيله شيء.

وأما من جانب الغلام (عليه السلام):

1: دينياً، قضية العمر محلولة - في رسالات السماء - فالله الذي جعل عيسي في المهد نبياً، وآتي يحيي الحکم صبياً، هو الذي جعل هذا الغلام في الصغر إماماً.

2: عملياً، قضية التجربة التي أجابت علي کل التساؤلات فالإمام المهدي (عجل الله فرجه) منذ صباه أثبت أنه الإمام من خلال لقاءاته لقادة الشيعة، بينما فشلت محاولات عمه جعفر التواب في تبؤ مرکز الإمام رغم قربه من السلطة.

3: واقعياً، قضية التکامل الإنساني قضية الروح وليست قضية الجسد، وقضايا الجسد من تفاعلات الحياة علي هذه الأرض، فتبدأ دورة الکمال الجسماني وتنتهي بالموت، وقضايا الروح من تفاعلات الحية عبر مختلف العوامل التي تشکل مسيرة الإنسان، وقد بدأت دورة الکمال الإنساني منذ خلق الله الأرواح وتنتهي حيث يشاء الله تعالي.

والأرواح تختلف في طي مراحل التکامل، کما أن الأجساد تختلف في طي مراحل التکامل، فبعض الأرواح لم تتعرض للخطأ والتردد أو تعرضت لهما فتصل إلي مرحلة عالية من الکمال تتناسب مع محيط الجنة کما قال سبحانه: (وجزاهم بما صبروا جنة وحريراً) سورة الإنسان، آية 12. وبعض الرواح تعرضت للخطأ والتردد حتي استنزفت قابلياتها التطويرية والتکميلية، فانحدرت درکاً يتناسب مع جهنم، کما قال تعالي: (ويوم يعرض الذين کفروا علي النار أذهبتم طيباتکم في الحياة الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما کنتم تستکبرون في الأرض بغير حق وبما کنتم تفسقون) سورة الأحقاف، آية 20. تماماً کما أن بعض الأجساد قد لا تتعرض للأمراض والآفات وتجد تغذية صحية تساعدها علي النمو والشدة فتصل إلي مرحلة عالية من الکمال تؤهلها للفوز في الحلبات، وبعض الأجساد تتعرض للأمراض والآفات حتي لا يبقي منها إلا لحم موبوء وعظام نخرة لا تصلح إلا للقبور.

مضافاً إلي اختلاف المواد التي خلقت منها الأرواح، فمنها مواد نورانية لا شوائب فيها، فتفتح طريقها إلي الأعلي بسرعة النور، ومنها مواد ظلمانية لا تجد طريقاًَ إلا إلي الأسفل فتتجه نحو مرکزها الحقيقي.

ولذلک نجد فصيلة من الأرواح کانت متناسبة مع التراب - قبل وصولها إلي عالم الدنيا - فخلقها الله بشراً من التراب، وفصيلة أخري من الأرواح کانت متناسبة مع النار - قبل وصولها إلي عالم الدنيا - فخلقها الله جاناً من النار، کما قال عز وجل: (خلق الإنسان من صلصال کالفخار، وخلق الجان من مارج من نار) سورة الرحمن، آية14 - 15.

کما نجد بعض الأرواح قد ارتفعت إلي مرحلة العصمة قبل وصولها إلي عالم الدنيا، بينما انحدرت بعض الأرواح إلي مرحلة الکفر قبل وصولها إلي عالم الدنيا، فقال النبي (صلّي الله عليه وآله) عن نفسه: (کنت نبياً وآدم بين الماء والطين) وقال عن نفسه وأهل بيته: (سبحنا فسبحت الملائکة، هللنا فهللت الملائکة...) في الوقت الذي لعن أناساً بأسمائهم وهم لما يزالوا في أصحاب آبائهم.

وقد أشار القرآن الکريم إلي هاتين الحقيقتين من خلال رفع لافتة الشجرة الطيبة ولافتة الشجرة الملعونة، فقال: (ألم تر کيف ضرب الله مثلاً کلمة طيبة کشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أکلها کل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذکرون) سورة إبراهيم، آيه24 - 25. (وإذا قلنا لک أن ربک أحاط بالناس ما جعلنا الرؤية التي أريناک إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً کبيراً) سورة الإسراء، آية60.

وعلي هذا الأساس لا يبرر للاستغراب من وصول الإمام المهدي (عجل الله فرجه) إلي مقام الإمامة في عمر مبکر.

[4] القراضة: ما يقرض من الثوب والورق، وقراضة الذهب شيء يسير منه.

[5] المن جمعه أمنان: کيل أو ميزان أو رطلان يختلف في البلاد والأزمان. فالمن عند العرب غيره عند الفرس هکذا.

[6] وسبب حرمة ذلک أن الحائک أمين، وإذا حافظ الأمين علي ما أتمن عليه بالطرق المألوفة ثم فقد منه فهو غير ضامن، وطالما سرق من الحائک فأخذ مثله منه حرام واقعي، وإن کان ظاهراً محکوماً بالحيلة لصاحبه إذا لم يقم الحائک الحجة شرعاً علي أنه سرق منه.

[7] الأکار، جمعه: أکره وأکارون: الحراث.

[8] المقاسمة: أن يتفق صاحب أرض أن يقدم أرضه ووسائل الزراعة، وأن يکون علي الحراث الزراعة علي أن يکون لکل منهما نصيب معين من الريع.

[9] في قوله (عجل الله فرجه): (توصي بردها علي أربابها) إشعار بأنه يموت في طريق العودة کما حدث بالفعل.

[10] (الفاحشة المبينة) ورد في ثلاث آيات من القرآن:

الأولي: (يا أيها الذين آمنوا لا يحل لکم أن ترثوا النساء کرهاً ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن، إلا أن يأتين بفاحشة بينة وعاشروهن بالمعروف، فإن کرهتموهن فعسي أن تکرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً کثيراً) سورة النساء آية19.

الثانية: (يا نساء النبي من يأتي منکن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وکان ذلک علي الله يسيراً) سورة الأحزاب آية33.

الثالثة: (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربکم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلک حدود الله..) سورة الطلاق، آية1.

والسؤال عن الفاحشة المبينة التي وردت في الآية الثالثة، وأما التي وردت في الآية الأولي والآية الثانية فالکلام عنها طويل فليراجع المصادر المختصة في التفسير والفقه.

[11] فالمطلقة سکناها وسائر نفقاتها علي زوجها، ويستحب لها أن تتزين له حتي يعود إليها قبل انقضاء عدتها، فإذا انقضت ولم يرجع إليها خرجت عن بيته، وکان لها أن تتزوج غيره.

فإذا أتت بفاحشة مبينة - وهي في العدة - حل له إخراجها من بيته.

[12] السحق: اکتفاء المرأة بالمرأة، وحده - علي المشهور بين الفقهاء قديماً وحديثاً - الجلد کالزنا مطلقاً سواء کانتا أو إحداهما محصنة أم غير محصنة، وعن الشيخ في النهاية وتبعه القاضي وابن حمزة التفصيل بلا حصان فالرجم وبغيره بالجلد - کالزنا - وفي المسألة روايات في الوسائل والمستدرک وهي مختلفة بإطلاق الجلد، وإطلاق الرجم، والتفصيل بين المحصن وغيره، ويطلب التفصيل في مجالات الاختصاص، إلا أن القول المشهور إن لم يکن أقوي فلا ريب أنه أحوط، لتقدم الاحتياط في جانبه علي الاحتياط في أجراء الحدود کما حققناه في بعض مباحثنا.

[13] سورة طه، آية12.

[14] نبحث بمناسبة هذا النص عن عدة أمور:

1: إن الصلاة کانت في جميع الرسالات کما هي في الإسلام، وموقعها في سائر الديانات ذات موقعها في الديانة الإسلامية، أي کانت أهم العبادات ومن الواضح أن دور العبادات يأتي بعد دور العقائد - لأن الصلاة تعني التکرس أمام اللهو ولا يمکن أن يخلو توجه السماء من التوجيه إلي السماء.

فالصلاة کانت في الديانة اليهودية، کما کانت في الديانات التي هبطت قبلها أو بعدها، وأن تدرجت صيغتها نحو الکمال مع درج البشرية والديانات، حتي استوفت کمالها مع کمال الديانة في الإسلام.

2: وإذا صح أن جوهر الصلاة هو التکرس أمام الله، في مطلق الصيغ التي شرعه الله - فمناجاة موسي (عليه السلام) علي جبل الطور من أفضل صلواته، فلا صلاة أفضل من توجه يعطف توجه السماء، کما أن معراج النبي الأکرم (صلي الله عليه وآله) أفضل صلواته.

3: النجاسات المادية - کالمعنوية - تشد إلي الأرض، وتمنع الخلوص إلي الأعلي فدخول موسي (عليه السلام) في المناجاة علي جبل الطور بنعلين نجستين لا يعني إلا أحد المعنيين اللذين ذکرهما الإمام المهدي (عجل الله فرجه).

4: أما التعبير بالکفر عن اعتقاد عدم معرفة موسي (عليه السلام) الحلال من الحرام، فلأن تجهيل النبي بشريعته يساوي إنکار نبوته، وإنکار نبوة أيٍّ من الأنبياء من إمارات الکفر إن لم يکن من أنواعه.

[15] هذا لا يعني أن الإنسان لا يکون مخلصاً لله إذا أحب سواه، وإنما يعني أن الإنسان لا يکون مخلصاًًًًً لله إذا کان حبه لغيره مستقلاً عن حبه لله، وأما إذا کان حبه لغير الله متشعباً من حبه لله فلا ينافي الإخلاص، فما من نبي إلا يحب جميع أولياء الله، ويتعاطف مع أقربائه والمتعايشين معه، حتي إذ اصطدموا بشيء من أحکام الله ارتفع مقياس حبه لله ليزيحهم عن الطريق.

[16] سورة الأعراف، آية 155.

[17] سورة البقرة، آية55.

[18] الحديث طويل وقد اخترنا منه هذه البنود حسب مناسبة المقام. وفي المصادر بعض الاختلاف اللفظي، وقد أثبتنا منها ما هو الأقوي والأجزل.