زيارة الناحية
روي العلامة المجلسي- قدس الله تربته- في بحار الأنوار (ج101 ص317- 328) هذه الزيارة عن جماعة فقهائنا الفطاحل:
أ- علم الهدي السيد الشريف المرتضي (قدس سره).
ب- الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان (قدس سره) في مزاره.
ث- الشيخ محمد بن المشهدي صاحب (المزار الکبير) الذي ذکره في سفينة البحار (ج1 ص724) کما يلي:
(ابن المشهدي هو الشيخ الجليل السعيد المتبحر أبو عبد الله محمد بن جعفر بن علي بن جعفر المشهدي الحائري المعروف بـ(محمد بن المشهدي) و(ابن المشهدي) مؤلف المزار المشهور الذي اعتمد عليه أصحابنا الأبرار الملقب بـ(المزار الکبير) في بحار الأنوار- إلي أن قال-: يروي عن جماعة من الأعلام منهم ابن البطريق، والسيد ابن زهرة، وشاذان بن جبرئيل القمي، والشيخ هبة الله بن نما، وأبو عبد الله الحسين بن جمال الدين هبة الله ابن الحسين بن رطبة السوراوي الفقيه الجليل الموصوف في الإجازات بکل الجميل، والأمير ورام ابن أبي فراس، وسديد الدين محمود الحمصي الرازي، ووالده، وغيرهم رضوان الله عليهم أجمعين).
ثم نقل المجلسي (قدس سره) بعد نقل الزيارة، قال مؤلف المزار الکبير:
زيارة أخري في يوم عاشوراء مما خرج من الناحية إلي أحد الأبواب قال: تقف عليه- أي: قبر الإمام الحسين (عليه السلام)- وتقول:...
ثم قال المجلسي (قدس سره): فظهر أن هذه الزيارة منقولة مروية، ويحتمل أن لا تکون مختصة بيوم عاشوراء کما فعله السيد المرتضي (قدس سره).
السلام علي آدم صفوة الله من خليقته. السلام علي شيت [1] ولي الله وخيرته والسلام علي إدريس القائم لله بحجته السلام علي نوح المجاب في دعوته السلام علي هود الممدود من الله بمعونته السلام علي صالح الذي توجه لله بکرامته السلام علي إبراهيم الذي حباه الله بخلته [2] السلام علي إسماعيل الذي فداه الله بذبح عظيم من جنته السلام علي إسحاق الذي جعل الله النبوة في ذريته السلام علي يعقوب الذي رد الله عليه بصره السلام علي موسي الذي فلق الله له البحر بقدرته السلام علي هارون الذي خصه الله بنبوته السلام علي شعيب الذي نصره الله علي أمته السلام علي داوود الذي تاب الله عليه من خطيئته [3] السلام علي سليمان الذي ذلت له الجن بعزته السلام علي أيوب الذي شفاه الله من علته السلام علي يونس الذي أنجز الله مضمون عدته السلام علي عزير الذي أحياه الله بعد ميتته السلام علي زکريا الصابر في محنته السلام علي يحيي الذي أزلفه الله بشهادته السلام علي عيسي روح الله وکلمته السلام علي محمد حبيب الله وصفوته السلام علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المخصوص بأخوته [4] السلام علي فاطمة الزهراء ابنته السلام علي أبي محمد الحسن وصي أبيه وخليفته السلام علي الحسين الذي سمحت نفسه بمهجته السلام علي من أطاع الله في سره وعلانيته السلام علي من جعل الله الشفاء في تربته السلام علي من الإجابة تحت قبته السلام علي من الأئمة من ذريته السلام علي ابن خاتم الأنبياء السلام علي ابن سيد الأوصياء السلام علي ابن فاطمة الزهراء السلام علي ابن خديجة الکبري السلام علي ابن سدرة المنتهي السلام علي ابن جنة المأوي السلام علي ابن زمزم والصفا السلام علي المرمل بالدماء السلام علي المهتوک الخباء السلام علي خامس أصحاب الکساء السلام علي غريب الغرباء السلام علي شهيد الشهداء السلام علي قتيل الأدعياء السلام علي ساکن کربلاء السلام علي من بکته ملائکة السماء السلام علي من ذريته الأذکياء السلام علي يعسوب الدين السلام علي منازل البراهين السلام علي الأئمة السادات السلام علي الجيوب المضرجات [5] السلام علي الشفاه الذابلات السلام علي النفوس المصطلمات [6] .
السلام علي الأرواح المختلسات السلام علي الأجساد العاريات السلام علي الجسوم الشاحبات السلام علي الدماء السائلات السلام علي الأعضاء المقطعات السلام علي الرؤوس المشالات السلام علي النسوة البارزات السلام علي حجة رب العالمين السلام عليک وعلي آبائک الطاهرين السلام عليک وعلي أبنائک المستشهدين السلام عليک وعلي ذريتک الناصرين السلام عليک وعلي الملائکة المضاجعين [7] السلام علي القتيل المظلوم السلام علي أخيه المسموم [8] السلام علي علي الکبير السلام علي الرضيع الصغير السلام علي الأبدان السليبة السلام علي العترة القريبة السلام علي المجدلين في [9] الفلوات السلام علي النازحين عن الأوطان السلام علي المدفونين بلا أکفان السلام علي الرؤوس المفرقة عن الأبدان السلام علي المحتسب الصابر السلام علي المظلوم بلا ناصر السلام علي ساکن التربة الزاکية السلام علي صاحب القبة السامية السلام علي من طهره الجليل السلام علي من افتخر به جبرئيل السلام علي من ناغاه في المهد ميکائيل السلام علي من نکثت ذمته السلام علي من هتکت حرمته السلام علي من أريق بالظلم دمه السلام علي المغسل بدم الجراح السلام علي المجرع بکاسات الرماح السلام علي المضام [10] المستباح السلام علي المنحور في الوري السلام علي من دفنه أهل القري السلام علي المقطوع الوتين السلام علي المحامي بلا معين السلام علي الشيب الخضيب السلام علي الخد التريب السلام علي البدن السليب السلام علي الثغر [11] المقروع بالقضيب السلام علي الرأس المرفوع السلام علي الأجسام العارية في الفلوات تنهشها الذئاب [12] العاديات وتختلف إليها السباع الضاريات السلام عليک يا مولاي وعلي الملائکة المرفرفين [13] حول قبتک الحافين بتربتک الطائفين بعرصتک الواردين لزيارتک.
السلام عليک فإني قصدت إليک ورجوت الفوز لديک السلام عليک سلام العارف بحرمتک المخلص في ولايتک المتقرب إلي الله بمحبتک البرائي من أعدائک سلام من قلبه بمصابک مقروح ودمه عند ذکرک مسفوح [14] سلام المفجوع المحزون الواله المستکين سلام من لو کان معک في الطفوف لوقاک بنفسه حد السيوف وبذل حشاشته دونک للحتوف وجاهد بين يديک وناصرک علي من بغي عليک وفداک بروحه وجسده وماله وولده وروحه لروحک فداءٌ وأهله لأهلک وقاءٌ فلئن أخرتني الدهور وعاقني عن نصرک المقدور ولم أکن لمن حاربک محارباً ولمن نصب لک العداوة مناصباً فلأندبنک صباحاً ومساءً ولأبکين لک بدل الدموع دماً [15] حسرةً عليک وتأسفاً علي ما دهاک وتلهفاً حتي أموت بلوعة المصاب وغصة الاکتئاب أشهد أنک قد أقمت الصلاة وآتيت الزکاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنکر والعدوان وأطعت الله وما عصيته وتمسکت به وبحبله فأرضيته وخشيته وراقبته واستحييته وسننت السنن وأطفأت الفتن ودعوت إلي الرشاد وأوضحت سبل السداد وجاهدت في الله حق الجهاد وکنت لله طائعاً ولجدک محمد صلي الله عليه وآله تابعاً ولقول أبيک سامعاً وإلي وصية أخيک مسارعاً ولعماد الدين رافعاً وللطغيان قامعاً وللطغاة مقارعاً وللأمة ناصحاً وفي غمرات الموت ناصراً وعند البلاء صابراً وللدين کالئاً [16] وعن حوزته مرامياً تحوط الهدي وتنصره وتبسط العدل وتنشره وتنصر الدين وتظهره وتکف العابث وتزجره وتأخذ للدني من الشريف وتساوي في الحکم بين القوي والضعيف کنت ربيع الأيتام وعصمة الأنام وعز الإسلام ومعدن الأحکام وحليف الإنعام سالکاً طرائق جدک وأبيک مشبهاً في الوصية لأخيک وفي الذمم رضي الشيم ظاهر الکرم متهجداً في الظلم قويم الطرائق کريم الخلائق عظيم السوابق شريف النسب منيف [17] الحسب رفيع الرتب کثير المناقب محمود الضرائب جزيل المواهب حليم ٌرشيدٌ منيبٌ جوادٌ عليمٌ شديدٌ إمامٌ شهيدٌ أواهٌ منيبٌ حبيبٌ مهيبٌ کنت للرسول صلي الله عليه وآله ولداً وللقرآن سنداً وللأمة عضداً وفي الطاعة مجتهداً حافظاً للعهد والميثاق ناکباً عن سبل الفساق باذلاً للمجهود طويل الرکوع والسجود زاهداً في الدنيا زهد الراحل عنها ناظراً إليها بعين المستوحشين منها آمالک عنها مکفوفة وهمتک عن زينتها مصروفة وألحاظک عن بهجته مطروفة ورغبتک في الآخرة معروفة حتي إذا الجور مد باعه وأسفر الظلم قناعه ودعا الغني أتباعه وأنت في حرم جدک قاطن وللظالمين مباين جليس البيت والمحراب معتزل عن اللذات والشهوات تنکر المنکر بقلبک ولسانک علي حسب طاقتک وإمکانک ثم اقتضاک العلم للإنکار ولزمک أن تجاهد الفجار فسرت في أولادک وأهاليک وشيعتک ومواليک وصدعت بالحق والبينة ودعوت إلي الله بالحکمة والموعظة الحسنة وأمرت بإقامة الحدود والطاعة للمعبود ونهيت عن الخبائث والطغيان وواجهوک بالظلم والعدوان فجاهدتهم بعد الإيعاذ إليهم وتأکيد الحجة عليهم فنکثوا ذمامک وبيعتک وأسخطوا ربک وجدک وبدءوک بالحرب فثبت للطعن والضرب وطحنت جنود الفجار واقتحمت قسطل [18] الغبار مجالداً بذي الفقار کأنک علي المختار فلما رأوک ثابت الجأش غير خائفٍ ولا خاشٍ نصبوا لک غوائل مکرهم وقاتلوک بکيدهم وشرهم وأمر اللعين [19] جنوده فمنعوک الماء ووروده وناجزوک القتال وعاجلوک النزال ورشقوک بالسهام والنبال وبسطوا إليک أکف الاصطلام [20] ولم يرعوا لک ذماماً ولا راقبوا فيک آثاماً في قتلهم أوليائک ونهبهم رحالک وأنت مقدم في الهبوات ومحتمل للأذيات قد عجبت من صبرک ملائکة السماوات فأحدقوا بک في کل الجهات وأثخنوک بالجراح وحالوا بينک وبين الرواح ولم يبق لک ناصراٌ وأنت محتسبٌ صابرٌ تذب عن نسوتک وأولادک حتي نکسوک عن جوادک فهويت إلي الأرض جريحاً تطؤک الخيول بحوافرها وتعلوک الطغاة ببواترها قد رشح للموت جبينک واختلفت بالانقباض والانبساط شمالک ويمينک تدير طرفاً خفياً إلي رحلک وبيتک وقد شغلت بنفسک عن ولدک وأهاليک وأسرع فرسک شارداً إلي خيامک قاصداً محمحماً [21] باکياً فلما رأين النساء جوادک مخزياً [22] ونضرن سرجک عليه ملوياً برزن من الخدور ناشرات الشعور علي الخدود لاطمات الوجوه سافرات وبالعويل داعيات وبعد العز مذللات وإلي مصرعک مبادرات والشمر جالس علي صدرک مولع سيفه علي نحرک قابض علي شيبتک بيده ذابح لک بمهنده قد سکنت حواسک وخفيت أنفاسک ورفع علي القنا رأسک وسبي أهلک کالعبيد وصفدوا في الحديد فوق أقتاب [23] المطيات تلفح وجوههم حر الهاجرات يساقون في البراري والفلوات أيديهم مغلولة إلي الأعناق يطاف بهم في الأسواق فالويل للعصاة الفساق لقد قتلوا بقتلک الإسلام وعطلوا الصلاة والصيام ونقضوا السنن والأحکام وهدموا قواعد الإيمان وحرفوا آيات القرآن وهمجوا [24] في البغي والعدوان لقد أصبح رسول الله صلي الله عليه وآله من أجلک موتوراً وعاد کتاب الله عز وجل مهجوراً وغودر الحق إذ قهرت مقهوراً وفقد بفقدک التکبير والتهليل والتحريم والتحليل والتنزيل والتأويل وظهر بعدک التغيير والتبديل والإلحاد والتعطيل والأهواء والأضاليل والفتن والأباطيل فقام ناعيک عند قبر جدک الرسول صلي الله عليه وآله فنعاک إليه بالدمع الهطول قائلاً يا رسول الله قتل سبطک وفتاک واستبيح أهلک وحماک وسبيت بعدک ذراريک ووقع المحذور بعترتک وذويک فانزعج الرسول وبکي قلبه المهول [25] وعزاه بک الملائکة والأنبياء وفجعت بک أمک الزهراء واختلفت جنود الملائکة المقربين تعزي أباک أمير المؤمنين وأقيمت لک المآتم في أعلي عليين ولطمت عليک الحور العين وبکت السماء وسکانها والجنان وخزانها والهضاب وأقطارها والبحار وحيتانها ومکة وبنيانها والجنان وولدانها والبيت والمقام والمشعر الحرام والحل والإحرام.
اللهم فبحرمة هذا المکان المنيف صلي علي محمد وآل محمد واحشرني في زمرتهم وادخلني الجنة بشفاعتهم اللهم إني أتوسل إليک يا أسرع الحاسبين ويا أکرم الأکرمين ويا أحکم الحاکمين بمحمد خاتم النبيين رسولک إلي العالمين أجمعين وبأخيه وابن عمه الأنزع البطين [26] العالم المکين علي أمير المؤمنين وبفاطمة سيدة نساء العالمين وبالحسن الزکي عصمة المتقين وبأبي عبد الله الحسين أکرم المستشهدين وبأولاده المقتولين وبعترته المظلومين وبعلي بن الحسين زين العابدين وبمحمد بن علي قبلة الأولين وجعفر بن محمد أصدق الصادقين وموسي بن جعفر مظهر البراهين وعلي بن موسي ناصر الدين ومحمد بن علي قدوة المهتدين وعلي بن مجمد أزهد الزاهدين والحسن بن علي وارث المستخلفين والحجة علي الخلق أجمعين أن تصلي علي محمد وآل محمد الصادقين الأبرين آل طه ويس فإن تجعلني في القيامة من الآمنين المطئنين الفائزين الفرحين المستبشرين.
اللهم اکتبني في المسلمين وألحقني بالصالحين واجعل لي لسان صدق في الآخرين وانصرني علي الباغين واکفني کيد الحاسدين واصرف عني مکر الماکرين واقبض عني أيدي الظالمين واجمع بيني وبين السادة الميامين في أعلا عليين مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين برحمتک يا أرحم الراحمين.
اللهم إني أقسم عليک بنبيک المعصوم وبحکمک المحتوم ونهيک المکتوم وبهذا القبر الملموم [27] الموسد في کفنه الإمام المعصوم المقتول المظلوم أن تکتشف ما بي من الغموم وتصرف عني شر القدر المحتوم وتجيرني من النار ذات السموم.
اللهم جللني بنعمتک ورضني بقسمک وتغمدني بجودک وکرمک وباعدني من مکرک ونقمک اللهم اعصمني من الزلل وسددني في القول والعمل وافسح لي في مدة الأجل وأعفني من الأوجاع والعلل وبلغني بموالي وبفضلک أفضل الأمل اللهم صل علي محمد وآل محمد واقبل توبتي وارحم عبرتي وأقلني عثرتي ونفس کربتي واغفر لي خطيئتي وأصلح لي في ذريتي اللهم لا تدع لي في هذا المشهد المعظم والمحل المکرم ذنباً إلا غفرته ولا عيباً إلا سترته ولا غماً إلا کشفته ولا رزقاً إلا بسطته ولا جاهاً إلا عمرته ولا فساداً إلا أصلحته ولا أملاً إلا بلغته ولا دعاءً إلا أجبته ولا مضيقاً إلا فرجته ولا شملاً إلا جمعته ولا أمراً إلا أتممته ولا مالاً إلا کثرته ولا خلقاً إلا حسنته ولا إنفاقاً إلا أخلفته ولا حالاً إلا عمرته ولا حسوداً إلا قمعته ولا عدواً إلا أرديته ولا شراً إلا کفيته ولا مرضاً إلا شفيته ولا بعيداً إلا أدنيته ولا شعثاً [28] إلا لممته ولا سؤالاً إلا أعطيته.
اللهم إني أسألک خير العاجلة وثواب الآجلة اللهم أغنني بحلالک عن الحرام وبفضلک عن جميع الأنام اللهم إني أسألک علماً نافعاً وقلباً خاشعاً ويقيناً صادقاً وعملاً زاکياً وصبراً جميلاً وأجراً جزيلاً اللهم ارزقني شکر نعمتک علي وزد في إحسانک وکرمک إلي واجعل قولي في الناس مسموعاً وعملي عندک مرفوعاً وأثري في الخيرات متبوعاً وعدوي مقموعاً اللهم صل علي محمد وآل محمد الأخيار في آناء الليل وأطراف النهار واکفني شر الأشرار وطهرني من الذنوب والأوزار وأجرني من النار وأدخلني دار القرار واغفر لي ولجميع إخواني فيک وإخواتي المؤمنين والمؤمنات برحمتک يا أرحم الراحمين.
ثم توجه إلي القبلة وصل رکعتين وأقرأ في الأولي سورة الأنبياء وفي الثانية الحشر [29] واقنت وقل:
لا إله إلا الله الکريم لا إله إلا الله العلي العظيم لا إله إلا الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع وما فيهن وما بينهن خلافاً لأعدائه وتکذيباً لمن عدل به وإقراراً لربوبيته وخضوعاً لعزته الأول بغير أول والآخر إلي غير آخر الظاهر علي کل شيء بقدرته الباطن دون کل شيء بعلمه ولطفه لا تقف العقول علي کل کنه عظمته ولا تدرک الأوهام حقيقة ماهيته ولا تتصور الأنفس معاني کيفيته مطلعاً علي الضمائر عارفاً بالسرائر يعلم خائنه الأعين وما تخفي الصدور اللهم إني أشهدک علي تصديقي رسولک صلي الله عليه وآله وإيماني وعلمي بمنزلته وأني أشهد أنه النبي الذي نطقت الحکمة بفضله وبشرت الأنبياء به ودعت إلي الإقرار بما جاء به وحثت علي تصديقه بقوله تعالي: (الذي يجدونه مکتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنکر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي کانت عليهم) [30] .
فصل علي محمد رسولک إلي الثقلين وسيد الأنبياء المصطفي وعلي أخيه وابن عمه الذين لم يشرکا بک طرفة عين أبداً وعلي فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين وعلي سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين صلاة خالدة الدوام عدد قطر الرهام [31] وزنة الجبال والآکام ما أورق السلام واختلف الضياء والظلام علي آله الطاهرين الأئمة المهتدين الذائدين عن الدين علي ومحمد وجعفر وموسي وعلي ومحمد وجعفر وموسي وعلي ومحمد وعلي والحسن والحجة القوام بالقسط وسلالة السبط.
اللهم إني أسألک بحق هذا الإمام فرجاً قريباً وصبراً جميلاً ونصراً عزيزاً وغني عن الخلق وثباتاً في الهدي والتوفيق لما تحب وترضي ورزقاً واسعاً حلالاً طيبا مريئاً داراً سائغاً فاضلاً مفضلاً صباً صباً من غير کد ولا نکد ولا منة من أحد وعافية من کل بلاء وسقم ومرض والشکر علي العافية والنعماء وإذا جاء الموت فاقبضنا علي أحسن ما يکون لک طاعة علي ما أمرتنا محافظين حتي تؤدينا إلي جنات النعيم برحمتک يا أرحم الراحمين اللهم صل علي محمد وآل محمد وأوحشني من الدنيا وآنسني بالآخرة وأنه لا يوحش من الدنيا إلا خوفک ولا يونس بالآخرة إلا محمد وآله وأعني علي نفسي الظالمة العاصية وشهوتي الغالية واختم لي بالعافية. اللهم إن استغفاري إياک وأنا مصرٌ علي ما نهيت قلة حيائي وترکي الاستغفار مع علمي بسعة حلمک تضييع لحق الرجاء اللهم إن ذنوبي تؤيسي أن أرجوک وإن علمي بسعة رحمتک يمنعني أن أخشاک فصل علي محمد وآل محمد وصدق رجائي لک وکذب خوفي منک وکن لي عند أحسن ظني بک يا أکرم الأکرمين.
اللهم صل علي محمد وآل محمد وأيدني بالعصمة وانطق لساني بالحکمة واجعلني ممن يندم علي ما ضيعه في أمسه ولا يغبن حظه في يومه ولا يهتم لرزق غده اللهم إن الغني من استغني بک وافتقر إليک والفقير من استغني بخلقک عنک فصل علي محمد وآل محمد وأغنني عن خلقک بک واجعلني ممن لا يبسط کفاً إلا إليک اللهم إن الشقي من قنط وأمامه التوبة وورائه الرحمة وإن کنت ضعيف العمل فإني في رحمتک قوي الأمل فهب لي ضعف عملي لقوة أملي اللهم إن کنت تعلم ما في عبادک من هو أقسي قلباً مني وأعظم مني ذنباً فإني أعلم أنه لا مولي أعظم منک طولاً وأوسع رحمة وعفواً فيا من هو أوحد في رحمته اغفر لمن ليس بأوحد في خطيئته اللهم إنک أمرتنا فعصينا ونهيت فما انتهينا وذکرت فتناسينا وبصرت فتعامينا وحذرت فتعدينا وما کان ذلک جزاء إحسانک إلينا وأنت أعلم بما أعلنا وأخفينا وأخبر بما نأتي وما أتينا فصل علي محمد وآل محمد ولا تؤاخذنا بما أخطأنا ونسينا وهب لنا حقوقک لدينا وأتم إحسانک إلينا وأسبل رحمتک علينا اللهم إنا نتوسل إليک بهذا الصديق الإمام ونسألک بالحق الذي جعلته له ولجده رسولک ولأبويه علي وفاطمة أهل بيت الرحمة أدرار الرزق الذي به قوام حياتنا وصلاح أحوال عيالنا فأنت الکريم الذي تعطي من سعة وتمنع من قدرة ونحن نسألک من الرزق ما يکون صلاحاً للدنيا وبلاغاً للآخرة اللهم صل علي محمد وآل محمد واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا برحمتک عذاب النار [32] .
پاورقي
[1] شيت ابن آدم (عليه السلام) قال الطريحي (قدس سره) في مجمع البحرين (شيت وصي آدم وهو هبة الله ابن آدم ولد بعد هابيل بخمس سنين، ولم يعقب ولد أبيه غيره، وإليه تنتهي أنسباء الناس، عاش سبعمائة واثني عشر سنة، وقيل ألف سنة وأربعين، وروي: أن شيت أول ولد ولد لآدم (عليه السلام) ويافث ولد بعده، أنزل الله لهما حوريتين من الجنة إحداهما نزلة، والأخري منزلة، فزوج نزلة شيت، ومنزلة يافث، فولد لشيت غلام، وليافث جارية، فتزاوجا فصار النسل منهما).
[2] أي: جعله الله تعالي خليلاً لنفسه، إذ قال في القرآن الکريم: (واتخذ الله إبراهيم خليلاً) سورة النساء آية125.
[3] إشارة إلي قوله تعالي: (... وظن داوود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راکعاً وأناب، فغفرنا له ذلک وإن له عندنا لزلفي وحسن مآب) سورة ص آية 24- 25.
[4] قال في البحار: وفي رواية المفيد والمزار الکبير بعد قوله- المخصوص بأخوته- قوله: السلام علي صاحب القبة السامية.
[5] قال في أقرباء الموارد، الجيب: القلب والصدر، يقال: هو ناصح الجيب أي القلب والصدر، يعني: أمينهما (والمضرجات) أي: الملطخات بالدماء.
[6] في أقرب الموارد: اصطلمه: استأصله، واختلسه: وأخذه في نهزة ومخاتلة (والشاحبات) والمهزولات وذلک من الزهد، أو الجوع والعطش.
[7] أي: المجاورين لتلک الأجسام الطاهرة عند قبورهم.
[8] الظاهر: إن المراد بذلک الإمام الحسن الذکي (عليه السلام) الذي قتل بالسم الذي دسه معاوية (لعنه الله) إليه.
[9] المطروحين علي الأرض.
[10] المضام: المظلوم.
[11] الثغر: الفم، أو الأسنان مادامت في منابتها، وهذا کناية عن ضرب يزيد- الملعون- فم الإمام الحسين (عليه السلام) بعصاه.
[12] الذئاب، والسباع کناية عن قتلته الظالمين لعنهم الله.
[13] أي: الباسطين أجنحتهم يحرکونها، ولعله کناية عن صعودهم ونزولهم هناک، واستقبالهم للزوار.
[14] أي: سائل جاري، والحشاشة کقلامة بقية الروح في المريض والجريح، والحتوف جمع الحتف، بمعني الموت.
[15] قالوا: هذه کناية عن استمرار البکاء، وسيلان الدموع، إذ الدمع ليس سوي الدم الذي ينقلب دمعاً في الغدد الثانية داخل العيون، فإذا کثر البکاء، واستمر جريان الدموع يصيب تلک الغدد عطل عن عملها، فلا تستطيع قلب الدم إلي دمع، فيخرج الدم من العين عند البکاء. صلوات الله عليک من باک.
[16] کالئاً: حافظاً، ومرامياً: مدافعاً.
[17] أي: عالي الحسب والضرائب جمع الضريبة: الطبيعة والسجية.
[18] غبار الحرب، والجأش: رواع القلب إذا اضطرب عند الفزع، ونفس الإنسان الجأش- أقرب الموارد-.
[19] هو عبيد الله بن زياد الذي کتب إلي عمر بن سعد أن حل بين الماء وبين الحسين.
[20] الاصطلام: الاستئصال والقتل، والهبوات جمع الهبوة بمعني: الغبرة.
[21] حمحم الفرس: ردد صوته في صدره.
[22] أي: ذليلاً، وملوياً: مقلوباً.
[23] الخشبات التي تشد فوق سنام الإبل.
[24] الهملجة: سرعة مشي البرذون، وهي کناية عن تعجيل بني أمية وأتباعهم في ظلم أهل البيت عليهم الصلاة والسلام.
(والموتور) هو الذي قتل منه قتيل فلم يثأر لدمه.
[25] المهول: مفعول منصوب، أي: بکي قلب الرسول للأمر المهول وهو قتلک.
[26] الأنزع هو الذي ظهرت نزعتاه بانحسار الشعر عنهما، والبطين: عظيم البطن، قال بعض المحققين أن من سمات الشجعان أن تمتد بطونهم للرائي طولاً من تحت الثديين إلي تحت السرة، ولعل المراد به ذلک.
[27] أي: المجتمع الذي يلم ويجتمع عنده الزوار.
[28] شعث کفرس: الفرقة.
[29] السورتان تقرآن بعد فاتحة الکتاب، فإنه (لا صلاة إلا بفاتحة الکتاب).
[30] سورة الأعراف آية 157.
[31] الرهام جمع رهمة- بکسر الراء فيهما- المطر الضعيف الدائم (الآکام) جمع الأُکُم بضمتين، وهو جمع الإکام ککتاب، وهو جمع أکم کفرس، وهو جمع الأکم کطلبة بمعني التل.
[32] ثم جاء النص کما يلي:
ثم ترکع وتسجد وتتشهد وتسلم، فإذا سبحت فعفر خديک وقل: (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أکبر) أربعين مرة.
واسأل الله العصمة والنجاة والمغفرة والتوفيق بحسن العمل والقبول لما تتقرب اليه وتبتغي به وجهه.
وقف عند الرأس ثم صل رکعتين علي ما تقدم.
ثم انکب علي القبر وقبله وقل: (زاد الله في شرفکم والسلام عليکم ورحمة الله وبرکاته).
وادع لنفسک ولوالديک ولمن أردت.