زيارة الإمام المنتظر
الاحتجاج: أبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي: ج2 ص315- 317: عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري أنه قال: خرج التوقيع من الناحية المقدسة- حرسها الله- بعد المسائل:....
بسم الله الرحمن الرحيم لا لأمره تعقلون [ولا من أوليائه تقبلون] [1] حکمة بالغة فما تغني النذر عن قوم لا يؤمنون.
السلام علينا وعلي عباد الله الصالحين.
إذا أردتم التوجه بنا إلي الله وإلينا، فقولوا [2] کما قال الله تعالي:
(سلام علي إل ياسين) [3] .
السلام عليک يا داعي الله ورباني آياته.
السلام عليک يا باب الله وديان دينه.
السلام عليک يا خليفة الله وناصر خلقه.
السلام عليک يا حجة الله ودليل إرادته.
السلام عليک يا تالي کتاب الله وترجمانه.
السلام عليک يا بقية الله في أرضه [4] .
السلام عليک يا ميثاق الله الذي أخذه ووکده.
السلام عليک يا وعد الله الذي ضمنه.
السلام عليک أيها العلم المنصوب، والعلم المصبوب، والغوث والرحمة الواسعة وعداً غير مکذوب.
السلام عليک حين تقعد السلام عليک حين تقوم.
السلام عليک حين تقرأ وتبين.
السلام عليک حين تصلي وتقنت.
السلام عليک حين ترکع وتسجد.
السلام عليک حين تکبر وتهلل.
السلام عليک حين تحمد وتستغفر.
السلام عليک حين تمسي وتصبح.
السلام عليک في الليل إذ يغشي والنهار إذا تجلي.
السلام عليک أيها الإمام المأمون.
السلام عليک أيها المقدم المأمول.
السلام عليک بجوامع السلام.
أشهدک يا مولاي أني لأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريک له. وأن محمد عبده ورسوله لا حبيب إلا هو وأهله، وأشهد أن أمير المؤمنين حجته، والحسن حجته، والحسين حجته، وعلي بن الحسين حجته، ومحمد بن علي حجته، وجعفر بن محمد حجته، وموسي بن جعفر حجته، وعلي بن موسي حجته، ومحمد بن علي حجته، وعلي بن محمد حجته، والحسن بن علي حجته، وأشهد أنک حجة الله.
أنتم الأول والآخر، وأن رجعتکم [5] حق لا شک فيها يوم لا ينفع نفساً إيمانها لم تکن آمنت من قبل أو کسبت من إيمانها خيراً، وأن الموت حق، وأن ناکراً ونکيراً حق، وأشهد أن النشر والبعث حق، وأن الصراط والمرصاد حق، والميزان والحساب حق، والجنة والنار حق، والوعد والوعيد بهما حق.
يا مولاي شقي من خالفکم وسعد من أطاعتکم.
فاشهد علي ما أشهدتک عليه، وأنا ولي لک بريء من عدوک، فالحق ما رضيتموه، والباطل ما سخطتموه، والمعروف ما أمرتم به، والمنکر ما نهيتم عنه، فنفسي مؤمنة بالله وحده لا شريک له، وبرسوله وبأمير المؤمنين، وبأئمة المؤمنون وبکم يا مولاي، أولکم وآخرکم، ونصرتي معدة لکم، ومودتي خالصة لکم آمين آمين.
پاورقي
[1] هذه الجملة وردة في نسخة من کتاب الاحتجاج التي نقل الشيخ عباس القمي منها هذا الحديث، ولا توجد في هذه النسخة الموجودة لدينا.
[2] إن توقيفية الأدعية والزيارات کتوقيفية الأوراد والأذکار، من المسلمات الأولية لدي أهلها، تماماً کتوقيفية النصوص السماوية وأسماء الله سبحانه وتعالي مع فارق الاختلاف في الدرجات وفي الأحکام الشرعية من الوجوب والتحريم وغيرها.
وإذا حاولنا بيان السبب لا بد من تمهيد مقدمة، وهي:
أن (علم الجفر) من أهم العلوم، وقد تخصص به علماء فطاحل وألفوا فيه مئات الکتب، وتوصلوا عن طريقه إلي معارف جمة.
وهذا العلم يستند إلي أن کل حرف من الحروف عنصر کوني عامل، فالحروف قوي فاعلة کالعناصر الستة والتسعين، التي هي المواد الأساسية لجميع الماديات، وکما أن العناصر الستة والتسعين تتفاعل فيما بينها، وتحدث- من ترکيب کل مجموعة منها- وحدة مادية لها خواصها وآثارها وتفاعلاتها الثانوية مع بقية الوحدات المادية کحبة قمح، أو إنسان، أو لؤلؤة، أو بقرة، أو نجمة. کذلک الحروف تتفاعل فيما بينها، وتحدث- من ترکيب کل مجموعة منها- وحدة حرفية اسمها (کلمة) وکل کلمة لها خواصها وآثارها وتفاعلاتها الثانوية مع بقية الکلمات.
وهکذا الأرقام، فکل رقم عنصر کوني عامل، والأرقام قوي فاعلة، وهي تتفاعل فيما بينها، وتحدث- من ترکيب کل مجموعة منها- وحدة رقمية لها خواصها وآثارها وتفاعلاتها الثانوية.
وهذا الذبذبات الصوتية، فکل ذبذبة عنصر کوني عامل، والذبذبات قوي فاعلة، وهي تتفاعل فيما بينها، وتحدث- من ترکيب کل مجموعة منها- وحدة ذبذبية لها خواصها وآثارها وتفاعلاتها الثانوية.
فإذا ترکبت الکلمات مع الأرقام، أو ترکبت مع الذبذبات، أو ترکبت الأرقام مع الذبذبات، تحدث تفاعلات ثالثية.
وإذا ترکبت الکلمات مع الأرقام مع الذبذبات، تحدث تفاعلات رابعية.
وهکذا کلما تعددت نوعية العناصر المرکبة کانت تفاعلاتها أکثر تعقيداً.
مثلاً: لو کتبت جملة معينة مرة واحدة کان لها أثر معين، هو أثر تلک الأحرف، وإذا کتبت برقم معين يتفاعل معها کان لها أثر آخر، هو أثر تلک الأحرف مضافاً إلي تفاعلها مع ذلک الرقم. وإذا قرأت تلک الجملة بذلک الرقم، کان لها أثر ثالث، هو أثر تلک الأحرف، مضافاً إلي تفاعلها مع ذلک الرقم، مضافاً إلي تفاعل المجموع مع تلک الذبذبات الصوتية، فإذا أضيف إلي هذه الأنواع الثلاثة عنصر من العناصر نوع رابع من العناصر کعنصر الزمان أو اشترکت معها العناصر الروحية مثلاً بواسطة النية التي هي مساهمة روحية، أدي إلي تفاعل أکثر تعقيداً وفعالية.
وهذه الأنواع کلها من (عالم الأمر) کالروح والعقل والجاذبية وسائر الطاقات وتسمي بـ(الماورائيات) وقد أشار القرآن إلي هذا العالم في العديد من آياته: (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له کن فيکون). سورة يس، آية82. (وکذلک أوحينا إليک روحاً من أمرنا) سورة الشوري، آية52.
وهذا العالم متداخل ومتفاعل مع عالم المادة الذي يسمي بـ(عالم الخلق) قد أشار القرآن إلي هذا العالم في آيات عديدة: (الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور) سورة الأنعام، آية 1.
وأشار إلي عالم الأمر وعالم الخلق معاً: (ألا له الخلق والأمر وتبارک الله رب العالمين) سورة الأعراف، آية54.
والذين يجهلون عالم الأمر ونظامه يتعاملون مع موجوداته من موقع الجهل فقد يرشدهم العقل الباطن إلي التعامل الصحيح فيسلمون، وربما يسيئون التعامل معها فيصابون روحياً. کما أن الإنسان البدائي الذي يجهل عالم الخلق ونظامه يتعامل مع موجوداته من موقع الجهل، فقد ترشده غرائزه إلي التعامل الصحيح معها، فيسلم، وربما يسيء التعامل معها فيصاب جسدياً.
وکما أن الذي يجهل نظام عالم الخلق عليه أن لا يتعامل مع موجوداته إلا من خلال إرشاد الخبراء به، کالطبيب أو المهندس، کذلک الذي يجهل نظام عالم الأمر عليه أن لا يتعامل مع موجوداته إلا من خلال إرشاد الخبراء به وهم الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام).
وقد کان الإمام المهدي (عليه السلام) واضحاً جداً عندما قال: (لا لأمره تعقلون، ولا من أوليائه تقبلون) أي لستم خبراء بنظام عالم الأمر، ولا تلتزمون بإرشاد الخبراء به، فترتجلون کلمات للتعامل مع الماورائيات دون أن تعرفوا أنها تنفع أو تضر.
ومن هنا اشتهرت التوقيفية في التعامل مع الماورائيات.
[3] سورة الصافات: آية 130 لکن الآية بکسر الهمزة علي القراءة المشهورة.
[4] قد يستغرب البعض من کلمة (بقية الله) من جهة أن الله سبحانه لا أجزاء له، حتي يکون آخر جزء منه يدعي (بقية)، ولکن الذي يظهر أن المعني غير ذلک، بل المعني بقية من الله- علي سبيل الإضافة المقدرة بـ(من) الجارة، وبمعني بقية من قبل الله تعالي، فإن الله عز وجل بعث النبي (صلّي الله عليه وآله) وعين خلفاءه بأسمائهم واحداً واحداً، والآخر من الخلفاء إطلاق (بقية) عليه في محلة....
ويرتفع الاستغراب بملاحظة استعمال کلمة الله تعالي في القرآن الحکيم هذه اللفظة وهذا اللقب لنبيه شعيب (عليه السلام) حيث يقول: (بقيت الله خير لکم إن کنتم تعلمون) سورة هود آية 83، وقد ورد في کتب التفسير لمختلف مذاهب المسلمين تأويل هذه الآية الکريمة بالإمام المهدي (عليه السلام).
[5] النقاش حول الرجعة غير وارد بالنسبة إلي من يؤمن بالإمام المهدي (عليه السلام)، لأن ظهوره أول الرجعة. وقد بحثنا أصل الرجعة في کتابنا في التفسير عن تفسير قوله تعالي: (قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلي خروج من سبيل) سورة غافر، آية11.