ظواهر جديدة اخر
وبالنسبة إلي الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام) تضاف إلي هاتين الظاهرتين اللتين کانتا تطبعان کل المؤمنين في الفترة بين الرسل، تضاف إليهما ظواهر جديدة.
الثالثة: ظاهرة التشکيک في حياته حتي الآن، فقد مرّ علي ميلاده الميمون صلوات الله عليه حتي کتابة هذه الأسطر ألف ومائة وإحدي وأربعون سنة هجرية. ونحن في دورة من عمر البشرية لا تأذن بأن يبلغ أي فرد مائتين من السنين مهما کانت ظروفه الصحية والمناخية ملائمة.
الرابعة: ظاهرة التشکيک في فائدة الإمام الغائب. فشأن الإمام شأن الرسول في أن الله يخوله قيادة المجتمع، فإن لم يستطع قيادته عملياً لأسباب يتحمل مسؤوليتها المجتمع ذاته، فلا أقل من قيادته الفکرية للمجتمع، فإن لم يستطع هذه أيضاً، فبماذا يعود علي المجتمع؟... وماذا يهدف الله تعالي من إبقائه حياً، طالما لا يأذن له بالاتصال بأحد من خلقه؟...
الخامسة: ظاهرة التشکيک في إيجابية فکرة الإمام المهدي لسببين:
الأول: تکريس اليأس عن جدوي أي عمل إيجابي قبل ظهوره مادام الله سبحانه وتعالي قدّر أن تملأ الأرض ظلماً وجوراً قبل ظهوره.
الثاني: تکريس اليأس عن جدوي أيّ عمل إيجابي بعد ظهوره مادام الله عز وجل قدّر أن يملأ الأرض - به - عدلاً وقسطاً، بغض النظر عن قلة أنصاره وکثرة أعدائه.
وهذان القدران يعلنان تعطيل أدوار الآخرين، وبالتالي يوحيان بتجميد کل الطاقات المؤمنة به. لأن أي عمل إيجابي لا يعني غير تحدي القدر الذي يضحک من کل المتحدين. أو مجاراة القدر الذي لا تنشطه المجاراة.
السادسة: ظاهرة التساؤل عن موعد ظهوره. وهل يظهر في وقت قريب؟ أو أنه يظهر إلا بعد فترة طويلة من الآن؟ ثم ما هي علائم ظهوره؟ وهل العلائم الواردة في الأحاديث المبشرة به صحيحة أم لا؟ وإذا کانت صحيحة فلماذا لم يظهر مع أن تلک العلائم قد ظهرت - حسب رأي العلامة المجلسي (رحمه الله) قبل ثلاثمائة عام؟...
السابعة: ظاهرة التساؤل عن الأدلة التي تثبت أصل فکرة الإمام المهدي المنتظر من الکتاب والسنة؟..
الثامنة: ظاهرة التساؤل عن أن فکرة الأمام المهدي المنتظر (عليه السلام) هل هي من عناصر الفکر الشيعي فقط؟ أو أن المسلمين - جميعاً - يعترفون بها؟...
الثامنة: ظاهرة تسائل تقول: حتي لو ثبتت فکرة الإمام المنتظر شيعياً أو عند کل طوائف المسلمين، فهل يسوقنا التمرد عليها أو إهمالها، إلي منعطفات دينية أو اجتماعية أو فردية؟...