بازگشت

ملحق الأدعية


وهناک أدعية مذکورة في (بحار الأنوار) وغيره لم نجد نصاً خاصاً بدورها عن مولانا الحجة صلوات الله عليه إلا قد تتوفر إشارات ربما تدل علي صدورها منه (عليه السلام).

(منها) أن بعضها ورد ضمن زيارات رواه کبار العلماء من أمثال الشيخ المفيد والسيد ابن طاووس والشهيد الأول - قدست أسرارهم أن يکونوا هم اخترعوا هذه الأدعية دون أن ينصوا علي ذلک، مع ملاحظة ما ورد من نهي المعصومين (عليهم السلام) عن اختراع الأدعية.

(ومنها) أنها تشبه - في مضامينها وألفاظها - سائر الأدعية المروية عن المعصومين (عليهم السلام)، فيؤيد بذلک کونها صادرة عن المعصوم (عليه السلام).

(ومنها) عدم رواياتها عمن عاصروا واحداً من آباء صاحب الأمر (عليه السلام) مما ينفي لکونها لآبائه (عليه السلام).

(ومنها) غير ذلک مما قد يجده الباحث المنقب.

لذلک کله أوردنا هذه الأدعية أيضاً، منفصلة عن الأدعية المنصوص علي روايتها عن صاحب الأمر (عليه السلام).

وللإلفات إلي هذا الأمر سجلنا هذه الکلمات والله أعلم (وللمحقق) النوري (قدس سره) بالنسبة لأدعية والزيارات (مصباح الزائر) کلام طويل نقتطف منه ما يلي قال في المستدرک: ج3 - ص470:..

إن السيد (قدس سره) صرح في کتاب مصباح الزائر بأن کلما فيه مما رواه أو رآه قال بعد ذکر الزيارة المختصة بأبي عبد الله (عليه السلام) في أول رجب وزيارة الشهداء بأسمائهم بعدها ما لفظه قد تقدم عدد الشهداء في زيارة عاشوراء برواية تخالف ما سطرناه في هذا المکان وتختلف في أسمائهم أيضاً وفي الزيارة والنقصان وينبغي أن تعرف أيدک الله جل جلاله بتقواه أننا تبعنا في ذلک ما رأيناه أو رويناه ونقلنا في کل موضع کما وجدناه وقال في آخر الکتاب: هذا آخر ما وقع اختيارنا عليه وانصرفت الهمة إليه وقد وصل علي الوجه الذي استحسناه واعتمدنا فيه علي ما رويناه أو نظرنا انتهي.

فکيف ينسب إليه مع ذلک أنه أنشأ بنفسه تلک الدعوات الکثيرة، (وأيضاً) إن السيد ذکر في جملة من تلک المواضع والمواقف غير الدعاء آداباً مخصوصة ووظائف معينة ولولا أنها واردة مأثورة لکان ذکرها والأمر بالعمل بها غير مشروع فإنها بدعة محرمة وتشريع غير جائز ونسبته إلي مثل السيد الجليل قبيح في الغاية.

(مع) أن السيد ومن قبله ومن بعده وأن لم يصرحوا عند إيراد تلک الأعمال بکونها مأثورة مروية عن الحجج (عليهم السلام) ولذا لم يذکرها العلامة المجلسي في کتاب تحفة لبنائه فيه علي إيراد ما وقف علي کونه مروياً إلا أن هنا قرائن وشواهد تدل علي إنها مأثورة (منها) قول الشيخ الجليل محمد بن المشهدي في أول مزاره ما لفظه: فإني قد جمعت في کتابي هذا من فنون الزيارات والمشاهد وما ورد في الترغيب في المساجد المبارکات والأدعية المختارات وما يدعي به عقيب الصلوات وما يناجي به القديم تعالي من لذيذ الدعوات في الخلوات وما يلجأ إليه من الأدعية عند المهمات مما اتصلت به من ثقات الرواة إلي السادات (عليهم السلام) الخ.

(ومنها) في المزار القديم فإنه أورد أولاً أعمالاً مرتبة وأدعية طويلة للمواقف الشريفة من المسجد غبر الشائعة الدائرة وبعد الفراغ منها قال أعمال الکوفة برواية أخري ثم ساق الأعمال علي ما هو موجود في تلک الکتب فيظهر منه أن کليهما مرويان مأثوران، ومنها ما أشرنا إليه سابقاً أن هذه الأعمال بهذا الترتيب والآداب کيف يجوز نسبة جعلها علي مثل الشيخ المفيد في عصر زينه الله تعالي بوجوده أعلام الدين في بلد مملوء من الرواة والمحدثين ثم يتلقاها الأصحاب مثل الشهيد بالقبول ويوردونها في زبرهم کسائر المنقول وهذا واضح بحمد الله تعالي لمن عد من ذوي النهي والعقول.

وهنا أيضاً شواهد أخري تدل علي أنها مأثورة عن الحجج (عليهم السلام) بعضها يتعلق بجمعها وأخري ببعضها، (منها) أنه قال السيد في المصباح في شرح زيارة أبي عبد الله (عليه السلام) في أول يوم من رجب بعد ذکر ثوابه ما لفظه شرح زيارته في ذلک اليوم ويزور بها إليه نصف من شعبان أيضاً: إذا أردت ذلک فاغتسل ثم قال في فضل زيارته ليلة النصف من شعبان ما لفظه: وأما الزيارة في هذه الليلة فقد روي أنه يزار فيها بالزيارة التي قدمناها في أول رجب فتأخذ من هناک، (ومنها) قوله في زيارة النصف من رجب بعد ذکر فضلها: فأما کيفية زيارته (عليه السلام) في هذا الوقت فينبغي أن يزار بالزيارة الجامعة في أيام رجب أو بما تقدم من الزيارات المنقولة لسائر الشهور فإني لم أقف علي زيارة مختصة بهذا الوقت المذکور انتهي، وقال في الإقبال بعد ذکر فضل زيارته (عليه السلام) في النصف من رجب.

أقول: وأما ما يزار به الحسين صلوات الله عليه في هذا التأليف من رجب المشار إليه فإني لم أقف علي لفظ متعين له إلي الآن فيزار بالزيارة المختصة بشهر رجب والظاهر أنه لم يکن عنده مزار المفيد (قدس سره) کما ستعرف.

(ومنها) قوله (قدس سره) في زيارة لليلة القدر شرح الزيارة وهي مختصة بهذه الليلة ويزار بها في العيدين إذا أردت ذلک الخ.

وقال محمد بن المشهدي في مزاره زيارة الحسين بن علي (عليهما السلام) أيضاً مختصرة يزار بها في ليلة القدر وفي العيدين وبالإسناد عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) إذا أردت وساق الزيارة کما ساقها السيد والشيخ المفيد. وقال السيد في الإقبال ومنها زيارة الحسين (عليه السلام) في ليلة القدر عيد الفطر وقد ذکرنا في الجزء الثاني من کتاب مصباح الزائر وجناح المسافر بعض فضلها وما اخترناه من الرواية ألفاظ الزيارة المختصة فإن لم يکن کتابنا عنده موجوداً في مثل هذا الميقات فليزر الحسين عليه أفضل الصلوات بغير تلک الزيارة من الزيارات المرويات. وقال في ذکر أعمال يوم الأضحي وأما لفظ ما نذکره في هذا اليوم في زيارته (عليه السلام) فقد کنا ذکرنا في کتاب مصباح الزائر وجناح المسافر زيارتين تختص بهذا الميقات وليس هذا الکتب مما نقصد به ذکر الزيارات فإن وجد تلک الزيارتين وإلا فزر الحسين (عليه السلام) ليلة الأضحي ويوم الأضحي بما ذکرناه في هذا الکتاب من الزيارة ليوم عرفة. وقال في الإقبال أيضاً: فيما نذکره من لفظ الزيارة المختصة بالحسين (عليه السلام) يوم عرفة: اعلم أنه سيأتي في بعض ما نذکره من الدعوات يوم عرفة زيارة النبي والأئمة (عليهم أفضل الصلوات) وإنما نذکره في هذا الفصل زيارة تختص بهذا اليوم غير داخلة في دعواته، ذکر هذه الزيارة وساق ما ساقه في مصباحه وقبله الشيخ المفيد في مزاره والشيخ المشهدي في مزاره باختلاف يسير وقال فيه أيضاً فصل فيما اذکره من لفظ زيارة الحسين (عليه السلام) في نصف شعبان.

أقول: إن هذه الزيارة مما يزار بها الحسين (عليها السلام) في أول رجب أيضاً وإنما أخرنا ذکرها في هذه الليلة لأنها أعظم فذکرناها في الأشرف من المکان وساق ما ساقه في المصباح في زيارة أول رجب (ومنها) ما تقدم ذکره من عبارة خطبة مزار المشهدي من التصريح بأن کل ما فيه من الدعوات والزيارات مما رواها عن الثقات متصلة إلي الأئمة الهداة (عليهم السلام)، (ومنها) أن الشيخ الکفعمي (قدس سره) ذکر في کتابه البلد الأمين في أعمال شهر ربيع الأول بعض ما ورد في ثواب زيارة أبي عبد الله (عليه السلام) في کل شهر ثم قال قلت فلهذين الحديثين أوردنا في کتابنا هذا للحسين (عليه السلام) في أول کل شهر زيارة مفردة إلا أن يکون في الشهر زيارة موظفة فنکتفي بذکرها انتهي.

وذکر في الأيام المتقدمة الزيارات المعروفة المختصة بها التي صرح بأنها موظفة وکان عنده عدة مزارات من الأقدمين لم تصل إلينا ولعل المنصف إذا تأمل في هذا القرائن تطمئن نفسه بکونها مأثورة تستبعد أن يکون مثل الشيخ المفيد أو قبله يخترع زيارة بکيفية مخصوصة ويصرح باختصاصها بيوم مخصوص من دون ورود أثر ثم يتلقاها العلماء مصرحين باختصاصها به هذا مما لا يناسب نسبة إلي أصاغر أهل العلم فضلاً عن أعلامها.

ويدل علي ذلک کله أيضاً: أن السيد ألف المصباح في أول تکاليف قال (قدس سره) في کتاب الإجازات: فصل مما ألفته في بداية التکاليف من غير ذکر الأسرار والتکشيف کتاب مصباح الزائر وجناح المسافر ثلاث مجلدات انتهي.

وإنشاؤه في هذا السن هذه الأدعية يعد من خوارق العادة ومنه يظهر وجه عدم مشابهته کاللهوف لسائر مؤلفاته من ذکر الأسانيد وبيان الأسرار.