باب ما جاء عن أبي محمد الحسن بن علي ما يوافق هذه الأخبار و ن
حدثنا أبو جعفر محمد بن علي قال حدثنا علي بن عبد الله الدقاق قال حدثنا سعد بن عبد الله قال موسي بن جعفر بن وهب البغدادي إنه خرج من عند أبو محمد ع توقيع زعموا أنهم يريدون قتلي ليقطعوا هذا النسل و قد کذب الله تعالي قولهم و الحمد لله.
أخبرنا محمد بن عبد الله الشيباني قال حدثنا محمد بن يعقوب
[ صفحه 294]
الکليني قال حدثني علان الرازي قال أخبرني بعض أصحابنا أنه لما حملت جارية أبي محمد ع قال ستحملين ذکرا و اسمه محمد و هو القائم من بعدي.
حدثنا علي بن محمد الدقاق قال حدثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطار قال حدثنا أبي عن جعفر بن محمد بن مالک الفراري قال حدثني أحمد بن محمد المدائني عن أبي غانم قال سمعت أبا محمد الحسن بن علي ع يقول في سنة مائتي و ستين يفترق شيعتي.
ففيها قبض أبو محمد ع و تفرقت شيعته و أنصاره فمنهم من انتمي إلي جعفر و منهم من تاه و شک و منهم من وقعت علي الحيرة و منهم من ثبت علي دينه بتوفيق الله عز و جل.
حدثنا محمد بن علي قال حدثنا المظفر بن جعفر العلوي
[ صفحه 295]
السمرقندي قال حدثنا جعفر بن مسعود العياشي عن أبيه عن أحمد بن علي بن کلثوم عن أحمد بن علي الرازي عن أحمد ابن إسحاق بن سعد قال سمعت أبا محمد الحسن بن علي العسکري ع يقول الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتي أراني الخلف من بعدي ما أشبه الناس برسول الله ص خلقا و خلقا يحفظه الله تبارک و تعالي في غيبته و يظهره فيملأ الأرض قسطا و عدلا کما ملئت جورا و ظلما.
حدثنا الحسن بن علي قال حدثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطار قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثني موسي بن جعفر بن وهب البغدادي قال سمعت أبا محمد الحسن بن علي العسکري ع يقول کأني بکم و قد اختلفتم بعدي في الخلف مني ألا إن المقر بالأئمة بعد رسول الله المنکر لولدي کمن أقر بجميع الأنبياء و رسله ثم أنکر نبوة رسول الله ص
[ صفحه 296]
لأن طاعة آخرنا کطاعة أولنا و المنکر لآخرنا کالمنکر لأولنا أما إن لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلا من عصمه الله.
أخبرنا أبو المفضل رحمه الله قال حدثني أبو همام قال سمعت محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه يقول سمعت أبي يقول سئل أبو محمد الحسن بن علي ع و أنا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه ع إن الأرض لا تخلو من حجة لله علي خلقه إلي يوم القيامة و إن من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية فقال إن هذا حق کما أن النهار حق فقيل له يا ابن رسول الله فمن الحجة و الإمام بعدک قال ابني محمد هو الإمام و الحجة بعدي من مات و لم يعرفه مات ميتة جاهلية أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون و يهلک فيها المبطلون و يکذب فيها الوقاتون ثم يخرج و کأني أنظر إلي الأعلام البيض تحقق فوق رأسه بنجف الکوفة.
[ صفحه 297]
فهذه أسعدک الله أحاديث الرواة تنقلها عن الأئمة المعصومين ص و نص بعضهم علي بعض علي موافقة أحاديث الصحابة في النصوص علي الأئمة ص فکيف يجوز و يصح في العقل بتواطؤ جماعة مختلفي الآراء و الهمم متباعدي الديار و الأوطان و فيهم جماعة من أهل بيت الرسول و هم عند جميع الأمة بررة أتقياء و عند بعضها معصومون من الخطايا و الزلل علي وضع أحاديث افتعلوها لکي يغالطوا الناس و يشککوهم في أمر هؤلاء هذا مما لا يجوز في العقل و لا
[ صفحه 298]
يصح في التقدير لأن الله تعالي لا يمدح المذمومين و قد مدحهم في مواضع کثيرة باتفاق الأمة.
فتأملوا الأخبار الصادقة تعرفوا بها فضل ما بين خبر الصدق و الکذب إذا کان مثل هذا الحديث لا يجوز أن يکون موضوعا مفتعلا کما قدمنا ذکره و لو لا أن قصدي في إيراد هذه الأخبار إثبات الحجة لا غير لأوردت أضعافها و لکن کرهت التطويل إذ الحجة ثابتة و قد روي عن أبي الحسين زيد بن علي ع أخبار من جنسها فأحببت إيرادها لشهرتها و شهرة أمثالها عند أهل الحق ليعلم المنصف المتدين أنها حق و التکليف بها لازم:
حدثنا علي بن الحسن بن محمد قال حدثنا هارون بن موسي ببغداد في صفر سنة إحدي و ثمانين و ثلاثمائة قال حدثنا أحمد بن محمد المقري مولي بني هاشم في سنة أربع و عشرين و ثلاثمائة قال أبو محمد و حدثنا أبو حفص عمر بن الفضل الطبري قال حدثنا محمد بن الحسن الفرغاني قال حدثنا عبد الله بن محمد ابن عمرو البلوي قال أبو محمد و حدثنا عبد الله بن الفضل بن
[ صفحه 299]
هلال الطائي بمصر قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عمر بن محفوظ البلوي قال حدثني إبراهيم بن عبد الله بن العلاء قال حدثني محمد بن بکير قال دخلت علي زيد بن علي ع و عنده صالح ابن بشر فسلمت عليه و هو يريد الخروج إلي العراق فقلت له يا ابن رسول الله حدثني بشيء سمعته من أبيک ع فقال نعم حدثني أبي عن جده قال قال رسول الله ص من أنعم الله عليه بنعمة فليحمد الله عز و جل و من استبطأ الرزق فليستغفر الله و من حزنه أمر فليقل لا حول و لا قوة إلا بالله.
فقلت زدني يا ابن رسول الله قال نعم حدثني أبي عن جده قال قال رسول الله ص أربعة أنا شفيع لهم يوم القيامة المکرم لذريتي و القاضي لهم حوائجهم و الساعي لهم في أمورهم عند اضطرارهم إليه و المحب لهم بقلبه و لسانه.
قال: فقلت زدني يا ابن رسول الله من فضل ما أنعم الله عز و جل
[ صفحه 300]
عليکم قال نعم حدثني أبي عن جده قال قال رسول الله ص من أحبنا أهل البيت في الله حشر معنا و أدخلناه معنا الجنة يا ابن بکير من تمسک بنا فهو معنا في الدرجات العلي يا ابن بکير إن الله تبارک و تعالي اصطفي محمدا ص و اختارنا له ذرية فلولانا لم يخلق الله تعالي الدنيا و الآخرة يا ابن بکير بنا عرف الله و بنا عبد الله و نحن السبيل إلي الله و منا المصطفي و المرتضي و منا يکون المهدي قائم هذه الأمة.
قلت يا ابن رسول الله هل عهد إليکم رسول الله ص متي يقوم قائمکم قال يا ابن بکير إنک لن تلحقه و إن هذا الأمر يليه ستة من الأوصياء بعد هذا ثم يجعل خروج قائمنا فيملأها قسطا و عدلا کما ملئت جورا و ظلما فقلت يا ابن رسول الله أ لست صاحب هذا الأمر فقال أنا من العترة فعدت فعاد إلي فقلت هذا الذي تقوله عنک أو عن رسول الله فقال لَوْ کُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَکْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ لا و لکن عهد عهده إلينا رسول الله ص ثم أنشأ يقول:
نحن سادات قريش
و قوام الحق فينا
[ صفحه 301]
نحن أنوار التي من
قبل کون الخلق کنا
نحن منا المصطفي
المختار و المهدي منا
فينا قد عرف
الله و بالحق قمنا
سوف نصلي سعيرا
من تولي اليوم عنا
قال علي بن الحسين و حدثنا محمد بن الحسين البزوفري بهذا الحديث في مشهد مولانا الحسين بن علي ع قال حدثنا محمد بن يعقوب الکليني قال حدثنا محمد بن يحيي العطار و عن سلمة بن الخطاب عن محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة و صالح بن عقبة جميعا عن علقمة بن محمد الحضرمي عن صالح قال کنت عند زيد بن علي ع فدخل عليه محمد بن بکير و ذکر الحديث.
حدثنا أبو المفضل رحمه الله قال حدثني محمد بن علي بن شاذان بن حباب الأزدي الخلال بالکوفة قال حدثني الحسن
[ صفحه 302]
بن محمد بن عبد الواحد قال حدثنا الحسن ثم الحسين العربي الصوفي قال حدثني يحيي بن يعلي الأسلمي عن عمرو بن موسي الوجيهي عن زيد بن علي ع قال کنت عند أبي علي بن الحسين ع إذ دخل عليه جابر بن عبد الله الأنصاري فبينما هو يحدثه إذ خرج أخي محمد من بعض الحجر فأشخص جابر ببصره نحوه ثم قام إليه فقال يا غلام أقبل فأقبل ثم قال أدبر فأدبر فقال شمائل کشمائل رسول الله ص ما اسمک يا غلام قال محمد قال ابن من قال ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال أنت إذا الباقر قال فأبکي عليه و قبل رأسه و يديه ثم قال يا محمد إن رسول الله ص يقرئک السلام قال علي رسول الله أفضل السلام و عليک يا جابر بما أبلغت السلام.
ثم عاد إلي مصلاه فأقبل يحدث أبي و يقول إن رسول الله ص قال لي يوما يا جابر إذا أدرکت ولدي الباقر فاقرأه مني السلام فإنه سميي و أشبه الناس بي علمه علمي و حکمه
[ صفحه 303]
حکمي سبعة من ولده أمناء معصومون أئمة أبرار و السابع مهديهم الذي يملأ الدنيا قسطا و عدلا کما ملئت جورا و ظلما ثم تلا رسول الله ص وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ أَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَ إِقامَ الصَّلاةِ وَ إِيتاءَ الزَّکاةِ وَ کانُوا لَنا عابِدِينَ.
حدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد بن علي الخزاعي قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد بالکوفة قال حدثني جعفر بن علي بن سحلح الکندي قال حدثني إبراهيم بن محمد بن ميمون قال حدثني المسعودي أبو عبد الرحمن عن محمد بن علي الفراري عن أبي خالد الواسطي عن زيد بن علي ع قال حدثني أبي علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي قال قال رسول الله ص يا حسين
[ صفحه 304]
أنت الإمام و أخي الإمام و ابن الإمام تسعة من ولدک أمناء معصومون و التاسع مهديهم فطوبي لمن أحبهم و الويل لمن أبغضهم.
حدثنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد التميمي المعروف بابن النجار النحوي الکوفي عن محمد بن القاسم بن زکريا المحاربي قال حدثني هشام بن يونس قال حدثني القاسم بن خليفة عن يحيي بن زيد قال سألت أبي ع عن الأئمة فقال الأئمة اثنا عشر أربعة من الماضين و ثمانية من الباقين قلت فسمهم يا أبه فقال أما الماضين فعلي بن أبي طالب و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و من الباقين أخي الباقر و جعفر الصادق ابنه و بعده موسي ابنه و بعده علي ابنه و بعده محمد ابنه و بعده علي ابنه و بعده الحسن ابنه و بعده المهدي فقلت يا أبه أ لست منهم قال لا و لکني من العترة قلت فمن أين عرفت أساميهم قال عهد معهود عهده إلينا رسول الله ص.
فإن قال قائل فزيد بن علي إذا سمع هذه الأخبار و هذه الأحاديث
[ صفحه 305]
من الثقات المعصومين و آمن بها و أعتقدها فلما خرج بالسيف و ادعي الإمامة لنفسه و أظهر الخلاف علي جعفر بن محمد و هو بالمحل الشريف الجليل معروف بالستر و الصلاح مشهور عند الخاص و العام بالعلم و الزهد و هذا ما لا معاند أو جاحد و حاشا زيد أن يکون بهذا المحل؟
فأقول في ذلک و بالله التوفيق إن زيد بن علي ع خرج علي سبيل الأمر بالمعروف و النهي عن المنکر لا علي سبيل المخالفة لابن أخيه جعفر بن محمد ع و إنما وقع الخلاف من جهة الناس و ذلک أن زيد بن علي ع لما خرج و لم يخرج جعفر بن محمد ع توهم من الشيعة أن امتناع جعفر کان للمخالفة و إنما کان لضرب من التدبير فلما رأي الذي صاروا للزيدية سلفا قالوا ليس الإمام من جلس في بيته و أغلق بابه و أرخي ستره و إنما الإمام من خرج بسيفه يأمر بالمعروف و ينهي عن المنکر فهذا کان سبب وقوع الخلاف بين الشيعة و أما جعفر و زيد ع فما کان بينهما خلاف.
[ صفحه 306]
و الدليل علي صحة قولنا قول زيد بن علي ع من أراد الجهاد فإلي و من أراد العلم فإلي ابن أخي جعفر و لو ادعي الإمامة لنفسه کمال العلم عن نفسه إذ کان الإمام يکون أعلم من الرعية و من مشهور قول جعفر ع رحم الله عمي زيدا لو ظفر لوفي إنما ادعي إلي الرضا من آل محمد و أنا الرضا.
و تصديق ذلک ما حدثنا به علي بن الحسن قال حدثنا عامر بن عيسي بن عامر السيرفي بمکة في ذي الحجة سنة إحدي و ثمانين و ثلاثمائة قال حدثني أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيي بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع قال حدثنا محمد بن مطهر قال
[ صفحه 307]
حدثني أبي قال حدثنا عمر بن المتوکل بن هارون البجلي عن أبيه المتوکل بن هارون قال لقيت يحيي بن زيد بعد قتل أبيه و هو متوجه إلي خراسان فما رأيت رجلا في عقله و فضله فسألته عن أبيه ع فقال إنه قتل و صلب بالکناسة ثم بکي و بکيت حتي غشي عليه فلما سکن قلت له يا ابن رسول الله و ما الذي أخرجه إلي قتال هذا الطاغي و قد علم من أهل الکوفة ما علم فقال نعم لقد سألته عن ذلک فقال سألت أبي ع يحدث عن أبيه الحسين بن علي ع قال وضع رسول الله ص
[ صفحه 308]
يده علي صلبي فقال يا حسين يخرج من صلبک رجل يقال له زيد يقتل شهيدا إذا کان يوم القيامة يتخطي هو و أصحابه رقاب الناس و يدخل الجنة فأحببت أن أکون کما وصفني رسول الله ص.
ثم قال رحم الله أبي زيدا کان و الله أحد المتعبدين قائم ليله صائم نهاره يجاهد في سبيل الله عز و جل حق جهاده فقلت يا ابن رسول الله هکذا يکون الإمام بهذه الصفة فقال يا با عبد الله إن أبي لم يکن بإمام و لکن کان من سادات الکرام و زهادهم و کان من المجاهدين في سبيل الله و قد جاء عن رسول الله ص فيمن ادعي الإمامة کاذبا فقال مه يا با عبد الله إن أبي ع کان أعقل من أن يدعي ما ليس له بحق و إنما قال أدعوکم إلي الرضا من آل محمد عني بذلک عمي جعفر قلت فهو اليوم صاحب هذا الأمر قال نعم هو أفقه بني هاشم.
ثم قال يا با عبد الله إني أخبرک عن أبي ع و زهده
[ صفحه 309]
و عبادته إنه کان يصلي في نهاره ما شاء الله فإذا جن ع نام نومه خفيفة ثم يقوم فيصلي في جوف الليل ما شاء الله ثم يقوم قائما علي قدميه يدعو الله تبارک و تعالي و يتضرع له و يبکي بدموع جارية حتي يطلع الفجر فإذا طلع الفجر سجد سجدة ثم يقوم يصلي الغداة إذا وضح الفجر فإذا فرغ من صلاته قعد في التعقيب إلي أن يتعالي النهار ثم يقوم في حاجته ساعة فإذا قرب الزوال قعد في مصلاه فسبح الله تعالي و مجده إلي وقت الصلاة فإذا حان وقت الصلاة قام فصلي الأولي و جلس هنيئة و صلي العصر و قعد تعقيبه ساعة ثم سجد سجدة فإذا غابت الشمس صلي العشاء و العتمة قلت کان يصوم دهره قال لا و لکنه کان يصوم في السنة ثلاثة أشهر و يصوم في الشهر ثلاثة أيام قلت فکان يفتي الناس في معالم دينهم قال ما أذکر ذلک عنه ثم أخرج إلي صحيفة کاملة فيها أدعية علي بن الحسين ع.
حدثنا أبو علي أحمد بن سليمان قال حدثني أبو علي بن همام قال حدثنا الحسن بن محمد بن جمهور عن أبيه محمد
[ صفحه 310]
بن جمهور عن حماد بن عيسي عن محمد بن مسلم قال دخلت علي زيد بن علي ع فقلت إن قوما يزعمون أنک صاحب هذا الأمر قال و لکني من العترة قلت فمن يلي هذا الأمر بعدکم قال ستة من الخلفاء و المهدي منهم قال ابن مسلم ثم دخلت علي الباقر ع فأخبرته بذلک فقال صدق أخي زيد سيلي هذا الأمر بعدي سبعة من الأوصياء و المهدي منهم ثم بکي ع و قال کأني به و قد صلب في الکناسة.
يا ابن مسلم حدثني أبي عن أبيه الحسين ع قال وضع رسول الله ص يده علي کتفي و قال يا بني يخرج من صلبک رجل يقال له زيد يقتل مظلوما إذا کان يوم القيامة حشر إلي الجنة.
حدثنا الحسين بن علي قال حدثنا أبو محمد هارون بن موسي قال حدثني أبو العباس أحمد بن علي بن إبراهيم العلوي المعروف
[ صفحه 311]
بالجواني قال حدثني أبي علي بن إبراهيم قال حدثنا عبد الله محمد المديني قال حدثنا عمارة بن زيد الأنصاري قال حدثني عبد العلاء قال قلت لزيد بن علي ع ما تقول في الشيخين قال... قلت فأنت صاحب الأمر قال لا و لکني من العترة قلت فإلي من تأمرنا قال عليک بصاحب الشعر و أشار إلي الصادق ع.
و لو لا کراهية التطويل لأوردت أکثر من هذا و هذا القدر مقنع للمنصف المتدين.
فإن قال قائل إن کان خبر أسلافکم دوننا حجة علينا فيما يروونه عن زيد بن علي ع بأنه رعية لجعفر فما تنکرون بأن خبر أسلافکم منا دونکم فيما يروونه عن جعفر بن محمد بأنه رعية لزيد بن علي ع حجة عليکم و إذا اختلفا في الروايات
[ صفحه 312]
لم يکن خبرکم أولي بالصحة من خبرنا و إذا کان الأمر هکذا فالواجب علينا و عليکم إطراح الخبرين و الاعتماد علي ما قاله ص بأن الإمام من عترته أهل بيته.
فنقول الفرق بين خبرنا و خبرکم أنا نحکي ما يدعيه عن أکثر من خمسمائة شيخ معروفين مشهورين فمن لقي جعفر بن محمد ع يحکي عنه ما يحکي و لو شئنا أن نذکرهم بأسمائهم و أنسابهم ما تعذر علينا و لو شئنا أن نحصر کتب الفقه التي رويت عنهم لسهل علينا و أنتم فإنما تحکمون و تروون عن الواحد و الاثنين کما حکت العامة عن أمير المؤمنين ع أنه قال من سمعته يقدمني علي أبي بکر و عمر جلدته حد المفتري و خير الناس بعد نبيها أبو بکر و عمر و کيف يقول القائل في ذلک و هو
[ صفحه 313]
الذي احتججنا به من کثرة عدد مشايخنا يمکن فيه المعارضة باللسان لکن الروايات و أخبار کتب السلف و مسألة الإمامية علي کثرة عددهم مجتمعين و متفرقين علي الکتب المشهورة المعروفة بکتب الأصول فيکشف حق ما ادعيناه من باطلة و الکلام في الأخبار خاصة يجب أن يقع بين أهله التصادق.
و قد وفينا بما وعدنا في صدر کتابنا من الاحتجاج في إثبات أخبار النصوص علي الأئمة ع من الصحابة و العترة الطهارة علي حد الإيجاز و الاقتصار إذ کان غرضنا إثبات الحجة و وضوح البيان لمن أنصف من نفسه و تدين و عرف الحق من الباطل و الصدق من الکذب.
و الله الموفق للصواب و إليه المرجع و الم آب و الحمد لله الکريم الوهاب و الصلاة و السلام علي نبينا محمد و آله إلي يوم الحشر و الحساب.