بازگشت

باب ما جاء عن جعفر بن محمد مما يوافق هذه الأخبار و نصه علي ا


حدثنا علي بن الحسين قال حدثنا أبو محمد هارون بن موسي قال حدثني محمد بن همام قال حدثني عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثني عمر بن علي العبدي الرقي عن داود بن کثير عن يونس بن ظبيان قال دخلت علي الصادق ع فقلت يا ابن رسول الله إني دخلت علي مالک و أصحابه فسمعت بعضهم يقول إن الله له وجها کالوجوه و بعضهم يقول له يدان



[ صفحه 256]



و احتجوا بذلک قول الله تعالي بِيَدَيَّ أَسْتَکْبَرْتَ و بعضهم يقول هو کالشاب من أبناء ثلاثين سنة فما عندک في هذا يا ابن رسول الله قال فکان متکئا فاستوي جالسا و قال اللهم عفوک عفوک ثم قال يا يونس من زعم أن لله وجها کالوجوه فقد أشرک و من زعم أن لله جوارحا کجوارح المخلوقين فهو کافر بالله فلا تقبلوا شهادته و لا تأکلوا ذبيحته تعالي الله عما يصفه المشبهون بصفة المخلوقين فوجه الله أنبياؤه و قوله خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَکْبَرْتَ فاليد القدرة کقوله وَ أَيَّدَکُمْ بِنَصْرِهِ فمن زعم أن الله في شيء أو علي شيء أو تحول من شيء إلي شيء أو يخلو منه شيء أو يشغل به شيء فقد وصفه بصفة المخلوقين و الله خالق کل شيء لا يقاس بالقياس و لا يشبه بالناس لا يخلو منه مکان و لا يشغل به مکان قريب في بعده بعيد في قربه ذلک الله ربنا لا إله غيره فمن أراد الله و أحبه بهذه الصفة فهو من الموحدين و من أحبه بغير هذه الصفة فالله منه بريء و نحن منه برآء.



[ صفحه 257]



ثم قال ع إن أولي الألباب الذين عملوا بالفکرة حتي ورثوا منه حب الله فإن حب الله إذا ورثه القلب استضاء به و أسرع إليه اللطف فإذا نزل منزلا صار من أهل الفوائد فإذا صار من أهل الفوائد تکلم بالحکمة فإذا تکلم بالحکمة صار صاحب فطنة فإذا نزل منزلة الفطنة عمل في القدرة فإذا عمل به ما في القدرة عرف الأطباق السبعة فإذا بلغ هذه المنزلة جعل شهوته و محبته في خالقه فإذا فعل ذلک نزل منزلة الکبري فعاين ربه في قلبه و ورث الحکمة بغير ما ورثه الحکماء ورثوا الحکمة بالصمت و إن العلماء ورثوا العلم بالطلب و إن الصديقين ورثوا الصدق



[ صفحه 258]



بالخشوع و طول العبادة فمن أخذه بهذه السيرة إما أن يسفل و إما أن يرفع و أکثرهم الذي يسفل و لا يرفع إذا لم يرع حق الله و لم يعمل بما أمر به فهذه صفة من لم يعرف الله حق معرفته فلم يحبه حق محبته فلا يغرنک صلاتهم و صيامهم و رواياتهم و علومهم فإنهم حمر مستنفرة.

ثم قال يا يونس إذا أردت العلم الصحيح فعندنا أهل البيت فإنا ورثنا و أوتينا شرع الحکمة و فصل الخطاب فقلت يا ابن رسول الله و کل من کان من أهل البيت ورث کما ورثتم من کان من ولد علي و فاطمة ع فقال ما ورثه إلا الأئمة الاثنا عشر قلت سمهم لي يا ابن رسول الله فقال أولهم علي بن أبي طالب و بعده الحسن و الحسين و بعده علي بن الحسين و محمد بن علي ثم أنا و بعدي موسي ولدي و بعد موسي علي ابنه و بعد علي محمد و بعد محمد علي و بعد علي الحسن و بعد الحسن



[ صفحه 259]



الحجة اصطفانا الله و طهرنا و أوتينا ما لم يؤت أحدا من العالمين ثم قلت يا ابن رسول الله إن عبد الله بن سعد دخل عليک بالأمس فسألک عما سألک فأجبته بخلاف هذا فقال يا يونس کل امرئ و ما يحتمله و لکل وقت حديثه و إنک لأهل لما سألت فاکتمه إلا عن أهله و السلام.

قال أبو محمد و حدثني أبو العباس بن عقدة قال حدثني الحميري قال حدثنا محمد بن أحمد بن يحيي عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن أحمد عن الحسين عن ابن أخت شعيب العقرقوفي عن خاله شعيب قال کنت عند الصادق ع إذ دخل إليه يونس فسأله و ذکر الحديث إلا أنه يقول



[ صفحه 260]



في حديث شعيب عند قوله ليونس إذا أردت العلم الصحيح فعندنا فنحن أهل الذکر الذين قال الله عز و جل فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّکْرِ إِنْ کُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ.

حدثنا الحسين بن علي قال حدثنا هارون بن موسي قال محمد بن الحسن قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن هشام قال کنت عند الصادق جعفر بن محمد ع إذ دخل عليه معاوية بن وهب و عبد الملک بن أعين فقال له معاوية بن وهب يا ابن رسول الله ما تقول في الخبر الذي روي أن رسول الله ص رأي ربه علي أي صورة رآه و عن الحديث الذي رووه أن المؤمنين يرون ربهم في الجنة علي أي صورة يرونه فتبسم ع ثم قال يا فلان ما أقبح بالرجل يأتي عليه سبعون سنة أو ثمانون سنة يعيش في ملک الله و يأکل من نعمه لا يعرف الله حق



[ صفحه 261]



معرفته ثم قال ع يا معاوية إن محمدا ص لم ير ربه تبارک و تعالي بمشاهدة العيان و إن الرؤية علي وجهين رؤية القلب و رؤية البصر فمن عني برؤية القلب فهو مصيب و من عني برؤية البصر فقد کفر بالله و ب آياته لقول رسول الله ص من شبه الله بخلقه فقد کفر.

و لقد حدثني أبي عن أبيه عن الحسين بن علي ع قال سئل أمير المؤمنين ع فقيل له يا أخا رسول الله هل رأيت ربک فقال و کيف أعبد من لم أره لم يره العيون بمشاهدة العيان و لکن رأته القلوب بحقائق الإيمان و إذا کان المؤمن يري ربه بمشاهدة البصر فإن کان من حاز عليه البصر و الرؤية فهو مخلوق و لا بد للمخلوق من الخالق فقد جعلته إذا محدثا مخلوقا و من شبهه بخلقه فقد اتخذ مع الله شريکا ويلهم أ و لم يسمعوا يقول الله تعالي لا تُدْرِکُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِکُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ و قوله لَنْ تَرانِي وَ لکِنِ انْظُرْ إِلَي الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَکانَهُ



[ صفحه 262]



فَسَوْفَ تَرانِي فَلَمّا تَجَلّي رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَکًّا و إنما طلع من نوره علي الجبل کضوء يخرج من سم الخياط فدکدکت الأرض و صعقت الجبال فخر موسي صعقا أي ميتا فلما أفاق و رد عليه روحه قال سبحانک تبت إليک من قول من زعم أنک تري و رجعت إلي معرفتي بک إن الأبصار لا يدرکک و أنا أول المؤمنين و أول المقرين بأنک تري و لا تري و أنت بالمنظر الأعلي.

ثم قال ع إن أفضل الفرائض و أوجبها علي الإنسان معرفة الرب و الإقرار له بالعبودية و حد المعرفة أنه لا إله غيره و لا شبيه له و لا نظير له و أنه يعرف أنه قديم مثبت بوجود غير فقيد موصوف من غير شبيه و لا مبطل ليس کمثله شيء و هو السميع البصير و بعده معرفة الرسول و الشهادة له بالنبوة و أدني معرفة الرسول الإقرار به بنبوته و أن ما أتي به من کتاب أو أمر أو نهي



[ صفحه 263]



فذلک عن الله عز و جل و بعده معرفة الإمام الذي به يأتم بنعته و صفته و اسمه في حال العسر و اليسر و أدني معرفة الإمام أنه عدل النبي إلا درجة النبوة و وارثه و أن طاعته طاعة الله و طاعة رسول الله و التسليم له في کل أمر و الرد إليه و الأخذ بقوله و يعلم أن الإمام بعد رسول الله ص علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم أنا ثم من بعدي موسي ابني ثم من بعده ولده علي و بعد علي محمد ابنه و بعد محمد علي ابنه و بعد علي الحسن ابنه و الحجة من ولد الحسن.

ثم قال يا معاوية جعلت لک في هذا أصلا فاعمل عليه فلو کنت تموت علي ما کنت عليه لکان حالک أسوأ الأحوال فلا يغرنک قول من زعم أن الله تعالي يري بالبصر قال و قد قالوا أعجب



[ صفحه 264]



من هذا أ و لم ينسبوا آدم ع إلي المکروه أ و لم ينسبوا إبراهيم ع إلي ما نسبوه أ و لم ينسبوا داود ع إلي ما نسبوه من القتل من حديث الطير أ و لم ينسبوا يوسف الصديق إلي ما نسبوه من حديث زليخا أ و لم ينسبوا موسي ع إلي ما نسبوه أ و لم ينسبوا رسول الله ص إلي ما نسبوه من حديث زيد أ و لم ينسبوا علي بن أبي طالب ع إلي ما نسبوه من حديث القطيفة إنهم أرادوا بذلک توبيخ الإسلام ليرجعوا علي أعقابهم أعمي الله أبصارهم کما أعمي قلوبهم تعالي الله عن ذلک علوا کبيرا.

حدثنا أحمد بن إسماعيل قال حدثنا محمد بن همام عن عبد الله بن جعفر الحميري عن موسي بن مسلم عن مسعدة قال کنت عند الصادق ع إذ أتاه شيخ کبير قد انحني متکئا علي عصاه فسلم فرد أبو عبد الله ع الجواب ثم قال يا ابن رسول الله ناولني يدک أقبلها فأعطاه يده فقبلها ثم بکي فقال



[ صفحه 265]



أبو عبد الله ع ما يبکيک يا شيخ قال جعلت فداک أقمت علي قائمکم منذ مائة سنة أقول هذا الشهر و هذه السنة و قد کبرت سني و دق عظمي و اقترب أجلي و لا أري ما أحب أراکم معتلين مشردين و أري عدوکم يطيرون بالأجنحة فکيف لا أبکي فدمعت عينا أبي عبد الله ع ثم قال يا شيخ إن أبقاک الله حتي تر قائمنا کنت معنا في السنام الأعلي و إن حلت بک المنية جئت يوم القيامة مع ثقل محمد ص و نحن ثقله فقال ع إني مخلف فيکم الثقلين فتمسکوا بهما لن تضلوا کتاب الله و عترتي أهل بيتي.

فقال الشيخ لا أبالي بعد ما سمعت هذا الخبر.

قال يا شيخ إن قائمنا يخرج من صلب الحسن و الحسن يخرج من صلب علي و علي يخرج من صلب محمد و محمد يخرج



[ صفحه 266]



من صلب علي و علي يخرج من صلب ابني هذا و أشار إلي موسي ع و هذا خرج من صلبي نحن اثنا عشر کلنا معصومون مطهرون.

فقال الشيخ يا سيدي بعضکم أفضل من بعض قال لا نحن في الفضل سواء و لکن بعضنا أعلم من بعض ثم قال يا شيخ و الله لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلک اليوم حتي يخرج قائمنا أهل البيت ألا و إن شيعتنا يقعون في فتنة و حيرة في غيبته هناک يثبت علي هداه المخلصين اللهم أعنهم علي ذلک.

أخبرنا محمد بن عبد الله الشيباني قال حدثنا محمد بن يعقوب الکليني قال حدثني محمد بن يحيي العطار عن سلمة بن الخطاب عن محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة و صالح بن عقبة جميعا عن علقمة بن محمد الحضرمي عن الصادق ع قال الأئمة اثنا عشر قلت يا ابن رسول الله فسمهم لي قال من الماضين علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي ثم أنا قلت فمن بعدک يا ابن رسول الله قال إني قد أوصيت إلي ولدي موسي و هو الإمام بعدي.



[ صفحه 267]



قلت فمن بعد موسي قال علي ابنه يدعي بالرضا يدفن في أرض الغربة من خراسان ثم بعد علي ابنه محمد و بعد محمد ابنه علي و بعد علي الحسن ابنه و المهدي من ولد الحسن ثم قال ع حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي ع قال قال رسول الله ص يا علي إن قائمنا إذا خرج يجتمع إليه ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا عدد رجال بدر فإذا کان وقت خروجه يکون له سيف مغمود ناداه السيف قم يا ولي الله فاقتل أعداء الله.



[ صفحه 268]