بازگشت

باب ما جاء عن أميرالمؤمنين ما يوافق هذه الأخبار و نصه علي اب


حدثني علي بن الحسين بن مندة قال حدثنا محمد بن الحسن الکوفي المعروف بأبي الحکم قال حدثنا إسماعيل بن موسي بن إبراهيم قال حدثني سليمان بن حبيب قال حدثني شريک عن حکيم بن جبير عن إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس قال خطبنا أمير المؤمنين ع علي منبر الکوفة



[ صفحه 214]



خطبته اللؤلؤة فقال فيما قال في آخرها ألا و إني ظاعن عن قريب و منطلق إلي المغيب فارتقبوا الفتنة الأموية و المملکة الکسروية و إماتة ما أحياه الله و إحياء ما أماته الله و اتخذوا صوامعکم في بيوتکم و عضوا علي مثل جمر الغضا و اذکروا الله ذکرا کثيرا فذکره أکبر لو کنتم تعلمون.

ثم قال و تبني مدينة يقال لها زورا بين دجلة و دجيل و الفرات فلو رأيتموها مشيدة بالجص و الآجر مزخرفة بالذهب و الفضة و اللازورد المستسقي و المرموم و الرخام و أبواب العاج و الأبنوس و الخيم و القباب و الشارات و قد عليت بالساج و العرعر



[ صفحه 215]



و السنوبر و المشث و شدت بالقصور و توالت ملک بني الشيبصان أربعة و عشرون ملکا علي عدد سني الملک فيهم السفاح و المقلاص و الجموح و الخدوع و المظفر و المؤنث و النطار و الکبش و الکيسر و المهتور و العيار و المصطلم و المستصعب



[ صفحه 216]



و الغلام و الرهباني و الخليع و اليسار و المترف و الکديد و الأکثر و المسرف و الأکلب و الوشيم و الصلام و الغيوق و تعمل القبة الغبراء ذات الغلاة الحمراء و في عقبها قائم الحق يسفر عن وجهه بين أجنحة الأقاليم بالقمر المضيء بين الکواکب الدرية.

ألا و إن لخروجه علامات عشرة أولها طلوع الکوکب ذي الذنب و يقارب من الجاري و يقع فيه هرج و شغب و تلک علامات الخصب و من العلامة إلي العلامة عجب فإذا انقضت العلامات



[ صفحه 217]



العشرة إذ ذاک يظهر بنا القهر الأزهر و تمت کلمة الإخلاص لله علي التوحيد.

فقام إليه رجل يقال له عامر بن کثير فقال يا أمير المؤمنين لقد أخبرتنا عن أئمة الکفر و خلفاء الباطل فأخبرنا عن أئمة الحق و ألسنة الصدق بعدک قال نعم إنه بعهد عهده إلي رسول الله ص أن هذا الأمر يملکها اثنا عشر إماما تسعة من صلب الحسين و لقد قال النبي ص لما عرج بي إلي السماء نظرت إلي ساق العرش فإذا فيه مکتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي و نصرته بعلي و رأيت اثني عشر نورا فقلت يا رب أنوار من هذه فنوديت يا محمد هذه أنوار الأئمة من ذريتک قلت يا رسول الله أ فلا تسميهم لي قال نعم أنت الإمام و الخليفة بعدي تقضي ديني و تنجز عداتي و بعدک ابناک الحسن و الحسين بعد الحسين ابنه علي زين العابدين و بعده ابنه محمد يدعي بالباقر و بعد محمد ابنه جعفر يدعي بالصادق و بعد جعفر ابنه



[ صفحه 218]



موسي يدعي بالکاظم و بعد موسي ابنه علي يدعي بالرضا و بعد علي ابنه محمد يدعي بالزکي و بعد محمد ابنه علي يدعي بالنقي و بعد علي ابنه الحسن يدعي بالأمين و القائم من ولد الحسن سميي و أشبه الناس بي يملأها قسطا و عدلا کما ملئت جورا و ظلما.

قال الرجل يا أمير المؤمنين فما بال قوم وعوا ذلک من رسول الله ص ثم دفعوکم عن هذا الأمر و أنتم الأعلون نسبا نوطا بالنبي و فهما بالکتاب و السنة فقال ع أراد قلع أوتاد الحرم و هتک ستور الأشهر الحرم من بطون البطون و نور نواظر العيون بالظنون الکاذبة و الأعمال البائرة بالأعوان الجائرة في البلدان المظلمة بالبهتان المهلکة بالقلوب الخربة فراموا هتک الستور الزکية و کسر آنية الله التقية و مشکاة يعرفها الجمع



[ صفحه 219]



و غير الزجاجة و مشکاة المصباح و سبيل الرشاد و خيرة الواحد القهار حملة بطور القرآن فالويل لهم طمطام النار و من رب کبير متعال بئس القوم من خفضني و حاولوا الأدهان في دين الله فإن ترفع عنا محن البلوي حملناهم من الحق علي محضه و إن يکن الأخري فلا تأس علي القوم الفاسقين.

حدثني محمد بن علي رحمه الله قال حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار و سعد بن عبد الله عن عبد الله بن محمد الطيالسي عن زيد بن محمد بن قابوس عن النظر بن التبري عن أبي داود سليمان بن سفيان المسرق عن ثعلبة بن ميمون عن مالک الجهني عن



[ صفحه 220]



الحارث بن المغيرة البصري عن الأصبغ بن نباتة قال أتيت أمير المؤمنين ع فوجدته متفکرا ينکث في الأرض فقلت يا أمير المؤمنين ما لي أراک متفکرا تنکث في الأرض أ رغبة منک فيها فقال و الله ما رغبت فيها و لا ما في الدنيا يوما قط و لکني فکرت في مولد يکون من ظهري الحادي عشر من ولدي هو المهدي يملأها عدلا کما ملئت جورا و ظلما و يکون له حيرة و غيبة يضل فيها أقوام و يهتدي فيها آخرون و الحديث بتمامه.

حدثنا محمد بن علي رحمه الله قال حدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا محمد بن يحيي العطار عن سهل عن زياد الآدمي و أحمد



[ صفحه 221]



بن محمد بن عيسي قال حدثنا الحسن بن العباس بن الحريش عن أبي جعفر بن علي عن آبائه ع أن أمير المؤمنين ص قال لعبد الله بن العباس إن ليلة القدر في کل سنة و إنه ينزل في تلک الليلة أمر السنة و لذلک الأمر ولاة بعد رسول الله ص فقال ابن عباس من هم قال أنا و أحد عشر من صلبي أئمة محدثون.

أخبرنا محمد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن الحسين بن جعفر الخثعمي الأشناني قال حدثنا أبو هاشم محمد بن يزيد القاضي قال حدثنا يحيي بن آدم قال حدثنا جعفر بن زياد الأحمر عن أبي الصيرفي عن صفوان بن قبيصة عن طارق بن شهاب قال قال أمير المؤمنين ع للحسن و الحسين أنتما إمامان بعدي



[ صفحه 222]



سيدا شباب أهل الجنة و المعصومان حفظکما الله و لعنة الله علي من عاداکما. قال و توفي أمير المؤمنين ع ليلة إحدي و عشرين من شهر رمضان لأربعين سنة مضت من الهجرة و دفن بالغري.



[ صفحه 223]