باب ما جاء عن فاطمة عن النبي في النصوص علي الأئمة الاثني عشر
أخبرنا أبو المفضل رضي الله عنه قال حدثنا أبو بکر محمد بن مسعود النبلي قال حدثنا الحسين بن عقيل الأنصاري قال حدثني أبو إسماعيل إبراهيم بن أحمد قال حدثنا عبد الله بن موسي عن أبي خالد عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن عمته زينب بنت علي ع
[ صفحه 194]
عن فاطمة ع قالت کان دخل إلي رسول الله ص عند ولادتي الحسين ع فناولته إياه في خرقة صفراء فرمي بها و أخذ خرقة بيضاء و لفه فيها ثم قال خذيه يا فاطمة فإنه إمام ابن إمام أبو الأئمة التسعة من صلبه أئمة أبرار و التاسع قائمهم.
حدثني علي بن الحسن قال حدثني هارون بن موسي قال حدثني أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن شيبان القزويني قال حدثنا أبو عمر أحمد بن علي الفيدي قال حدثنا سعد بن مسروق قال حدثنا عبد الکريم بن هلال المکي عن أبي الطفيل عن أبي ذر رضي الله عنه قال سمعت فاطمة ع تقول سألت أبي ع عن قول الله تبارک و تعالي وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ کُلًّا بِسِيماهُمْ قال هم الأئمة بعدي علي و سبطاي و تسعة من
[ صفحه 195]
صلب الحسين هم رجال الأعراف لا يدخل الجنة إلا من يعرفهم و يعرفونه و لا يدخل النار إلا من أنکرهم و ينکرونه لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتهم.
حدثني الحسين بن علي قال حدثني هارون بن موسي قال حدثنا محمد بن إسماعيل الفراري قال حدثنا عبد الله بن صالح کاتب الليث قال حدثنا رشد بن سعد قال حدثنا أبو يوسف الحسين بن يوسف الأنصاري من بني الخزرج عن سهل بن سعد الأنصاري قال سألت فاطمة بنت رسول الله ص عن الأئمة فقالت کان رسول الله يقول لعلي ع يا علي أنت الإمام و الخليفة بعدي و أنت أولي بالمؤمنين من أنفسهم فإذا مضيت فابنک الحسن أولي بالمؤمنين من أنفسهم فإذا مضي الحسن فابنک الحسين أولي بالمؤمنين من أنفسهم فإذا مضي الحسين فابنک علي بن الحسين أولي بالمؤمنين من أنفسهم فإذا مضي علي فابنه محمد أولي بالمؤمنين من أنفسهم فإذا مضي محمد فابنه جعفر أولي بالمؤمنين من أنفسهم فإذا مضي جعفر فابنه موسي أولي
[ صفحه 196]
بالمؤمنين من أنفسهم فإذا مضي موسي فابنه علي أولي بالمؤمنين من أنفسهم فإذا مضي علي فابنه محمد أولي بالمؤمنين من أنفسهم فإذا مضي محمد فابنه علي أولي بالمؤمنين من أنفسهم فإذا مضي علي فابنه الحسن أولي بالمؤمنين من أنفسهم فإذا مضي الحسن فالقائم المهدي أولي بالمؤمنين من أنفسهم يفتح الله تعالي به مشارق الأرض و مغاربها فهم أئمة الحق و ألسنة الصدق منصور من نصرهم مخذول من خذلهم.
حدثنا علي بن الحسن قال حدثنا محمد بن الحسين الکوفي قال حدثنا ميسرة بن عبد الله قال حدثنا أبو بکر عبد الله بن محمد بن عبد الله القرشي قال حدثنا محمد بن سعد صاحب الوافدي قال حدثنا محمد بن عمر الوافدي قال حدثني أبو مروان عن أبي جعفر محمد بن علي ع عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال دخلت علي فاطمة ع و في يدها لوح من زمرد أخضر و ذکر.
و عنه عن محمد قال حدثني أبي قال حدثني علي بن قابوس
[ صفحه 197]
القمي بقم قال حدثني محمد بن الحسن عن يونس بن ظبيان عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين قال قالت لي أمي فاطمة لما ولدتک دخل إلي رسول الله ص فناولتک إياه في خرقة صفراء فرمي بها و أخذ خرقة بيضاء لفک فيها و أذن في أذنک الأيمن و أقام في أذنک الأيسر ثم قال يا فاطمة خذيه فإنه أبو الأئمة تسعة من ولده أئمة أبرار و التاسع مهديهم.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن المطلب قال حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين النصيبي قال حدثني أبو العيناء قال حدثني يعقوب بن محمد بن علي بن عبد المهيمن بن عباس بن سعد الساعدي عن أبيه قال سألت فاطمة ص عن الأئمة فقالت سمعت رسول الله ص يقول الأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل.
حدثنا علي بن الحسين قال حدثنا محمد بن الحسين الکوفي قال حدثنا محمد بن علي بن زکريا عن عبد الله بن
[ صفحه 198]
الضحاک عن هشام بن محمد عن عبد الرحمن عن عاصم بن عمر عن محمود بن لبيد قال لما قبض رسول الله ص کانت فاطمة تأتي قبور الشهداء و تأتي قبر حمزة و تبکي هناک فلما کان في بعض الأيام أتيت قبر حمزة رضي الله عنه فوجدتها ص تبکي هناک فأمهلتها حتي سکتت فأتيتها و سلمت عليها و قلت يا سيدة النسوان قد و الله قطعت أنياط قلبي من بکائک فقالت يا با عمر يحق لي البکاء و لقد أصبت بخير الآباء رسول الله ص وا شوقاه إلي رسول الله ثم أنشأت ع تقول:
إذا مات يوما ميت قل ذکره
و ذکر أبي مات و الله أکثر
قلت يا سيدتي إني سائلک عن مسألة تلجلج في صدري قالت سل قلت هل نص رسول الله ص
[ صفحه 199]
قبل وفاته علي علي بالإمامة قالت وا عجباه أ نسيتم يوم غدير خم قلت قد کان ذلک و لکن أخبريني بما أسر إليک قالت أشهد الله تعالي لقد سمعته يقول علي خير من أخلفه فيکم و هو الإمام و الخليفة بعدي و سبطي و تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار لئن اتبعتموهم وجدتموهم هادين مهديين و لئن خالفتموهم ليکون الاختلاف فيکم إلي يوم القيامة.
قلت يا سيدتي فما باله قعد عن حقه قالت يا با عمر لقد قال رسول الله ص مثل الإمام مثل الکعبة إذ تؤتي و لا تأتي أو قالت مثل علي ثم قالت أما و الله لو ترکوا الحق علي أهله و اتبعوا عترة نبيه لما اختلف في الله تعالي اثنان و لورثها سلف عن سلف و خلف بعد خلف حتي يقوم قائمنا التاسع من ولد الحسين و لکن قدموا من أخره و أخروا من قدمه الله حتي إذا ألحد المبعوث و أوذعوه الحدث المحدوث و اختاروا بشهوتهم و عملوا ب آرائهم تبا لهم أ و لم يسمعوا الله يقول وَ رَبُّکَ يَخْلُقُ
[ صفحه 200]
ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما کانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ بل سمعوا و لکنهم کما قال الله سبحانه فَإِنَّها لا تَعْمَي الْأَبْصارُ وَ لکِنْ تَعْمَي الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ هيهات بسطوا في الدنيا آمالهم و نسوا آجالهم فتعسا لهم و أضل أعمالهم أعوذ بک يا رب من الجور بعد الکور.
فهذه فاطمة روت عنها ابنتها زينب بنت علي و أبو ذر و سهل بن سعد الأنصاري و جابر بن عبد الله الأنصاري و الحسين بن علي بن أبي طالب و عباس بن سعد الساعدي.
فتأملوا رحمکم الله من هؤلاء الرواة من أجلاء أصحاب النبي ص و خيار العترة و التابعين الذين نقلوا عنهم هذه الأخبار في النصوص علي الأئمة الاثني عشر ص عن النبي ص هل يجوز علي أمثالهم افتعال الکذب و هم متباعدو الهمم و الأوطان مختلفو الآراء و الديانات مع اتفاقات المعاني و العبارات المختلفات و هم عدد کثير و جم غفير و قد استوفوا جميع شرائط التواتر ثم رأيناهم مجتمعين
[ صفحه 201]
علي تلقي الأخبار التي وردت بالنص علي الإمام فلان ثم فلان بالمقبول کلا و لا يجوز علي أمثالهم افتعال الکذب بهذه المقدمات و لو جاز علي أمثالهم افتعال الکذب لجاز لقائل من البراهمة أن يقول إذا کانت الإمامية و حالهم في دهرنا الحال التي نعرف و قد استوفوا جميع شرائط التواتر ثم کانت أخبارهم التي رووها عندکم لم تکن لها أصل و إنما افتعلوها محبة لأئمتهم فلم أنکرتم قولنا و تعجبتم منا لما زعمنا أن المسلمين يحيلون فيما يحکون من براهين نبيهم علي السراب و يريدون أن يطمسوا
[ صفحه 202]
نور الشمس و هذه أخبار افتعلوها لنبيهم فلا بد في هذا من أحد الأمرين إما الاعتراف بصحة أخبار الإمامية في النصوص علي الأئمة الاثني عشر فيصح بصحتها مذهبهم أو الانقياد للبراهمة ليس بين الحق و الباطل واسطة يمکن التعلق بها و إثبات الإمامة أحسن من نفي النبوة و الحمد لله.
فإن قال قائل فلم لم ينقلوا هذه الأخبار أسلافنا و لم يثبتوها في کتبهم و لم ينشروها في الآفاق حتي سمعناها کما سمعتم فرويناها کما رويتم أو يجوز علي العدد الکثير و علي من يتواتر به الخبر أن يکتموا خبرا يحتاج إليه الأمة أشد حاجة و هو في الأمر العظيم الخطير الشريف الرفيع و قد توعدوا علي کتمانه و وعدوا علي إذاعته للأسباب التي ذکرتم.
فإن قلتم نعم قلنا و إذا جاز عليهم الکتمان لخبر هذا سبيله لتلک الأسباب فلم لا يجوز عليهم تعمد الکذب فيما أحسوا و عاينوا و ما الفرق بين الکتمان و الکذب؟
قلنا لهم إنا لا نجيز وقوع الکتمان من العدد الکثير إلا بعد أن يتغير حالهم و يحتال عليهم محتال في إدخال شبهة عليهم يزيلهم بها
[ صفحه 203]
عن دينهم فإذا تغيرت الحال و عملت الشبهة و زال القوم عن الذي أمکن أن يعرضوا عما قد کانوا سمعوه و عاينوه فإذا أعرضوا أمکن وقوع الکتمان علي أن الأيام و تطاولها و بما يعرض فيها من غلبة سلطان جائر يقصد للذين يدينون دين الحق فيقتلهم و يشردهم و يخوفهم حتي تمسکت العلماء و يتخذ الناس رؤساء جهالا فيضلون و يضلون.
و الدليل علي صحة ذلک و ما ادعيناه أنا وجدنا قوم موسي ع لما تغيرت حالهم و تمکنت الشبهة قلوبهم أعرضوا عما کانوا سمعوه و وعوه من موسي علي نبينا و عليه السلام إن ربهم الذي لا مثل له و لم يلتفتوا إلي ما في عقولهم من أن الصانع لا يشبهه
[ صفحه 204]
صنعته و لا إلي ما کان يذکرهم به هارون حتي هموا بقتله و قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاکِفِينَ حَتّي يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسي و هذا عند ما قال هارون يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَ إِنَّ رَبَّکُمُ الرَّحْمنُ.
و بين وقوع الکتمان علي هذه الجهة و بين وقوع الکذب فصل واضح و هو أن الکتمان إذا وقع علي هذه الجهة وقع بشبهة يمکن معها أن يتوهم القوم أنهم علي صواب و الکذب لا يمکن وقوعه من هذه الجهة أ لا تري أنه تمکن المحتالون من الرؤساء أن يقولوا للقوم الذين سمعوا خبرا إن معني هذا الکلام و غرض المخاطب لکم به لم يکن ما سبق إلي قلوبکم و قد غلطتم و أخطأتم و نحن أعلم بمراده و مقصوده و إن أنتم لم تقبلوا منا أفسدتم الإسلام فعند ذلک يتمکن الشيطان و ينجو الذين سبقت لهم منا الحسني،
[ صفحه 205]
و ليس يمکن للرؤساء أن يقولوا تعالوا حتي نحرض خبر الصنعة و نذيعه لأنهم إذا قالوا ذلک کتفوا عما تحته صدورهم و ظهر أمرهم للعامة و يتبين نفاقهم.
فصح بما وصفناه أن الکتمان يجوز وقوعه علي وجه لا يجوز وقوع الکذب عليه و کان ما وصفناه واضحا.
فإن قال قائل أخبرونا عن عداوة الناصبة و اتباع بني أمية أشد في باب العداوة أو محبة الأمة لتأکيد أمر النبي ص و نفي المطاعن عن آياته في باب المحبة و أخبرونا عن خوف الإمامية من نشر خبر النص أشد أو خوف المطاعن عليه.
فإن قالوا بل محبة الأمة لتأکيد أمر الذي أشد و کذلک خوف
[ صفحه 206]
أعداء النبي ص قلنا فما الفرق بينکم و بين ما قال إن المشرکين من العرب قد عارضوا کثيرا من القرآن بکلام ادعوا أنه أفصح منه و أجزل و أجود نظاما و أظهروا ذلک علي رءوس الناس و المحافل و المواسم و وقع فيه التنازع و التجاذب إلا أن المشاهدين له و من بيننا و بينهم کتموا ذلک حتي نسي ذکره و أما أهل الملة فلمحبتهم لتأييد أمر النبي ص و کراهتهم إفساد حجته و أما الأعداء فللخوف من السيف و هلاک الأنفس و الأهل و الأولاد و إن أجزتم ذلک خرجتم من الإسلام و إن أنکرتم سئلتم الفرق و أني لکم بالجواب؟
فأقول إن أقرب ما يدل عليه في الفصل بين ما قلناه و بين ما عارضنا به خصمنا أن أعداء النبي من اليهود و النصاري و الملحدين
[ صفحه 207]
يظهرون منذ يوم بعث الله عز و جل النبي ع نبيا إلي هذا التکذيب به و الجحد لآياته و يجتهدون في التعلق عليه و الطلب مما يقدح في نبوته و ليس يجوز و هذه حالتهم أن يسمعوا ما يکون لهم حجة فيه عليه فيکتموا ذلک عن أهل نحلتهم و دينهم و لأن بعضهم لا يتبع بعضا و دواعي إذاعة ذلک فيهم و نشره بينهم وافرة و قد حقنوا دماءهم بالجزية فلو کان القرآن قد عورض بکلام لحفظوه و وعوه و نشروه بينهم و أدوه إلي أتباعهم لأن الکتمان لا يجوز وقوعه و دواعي الإذاعة و أسباب النشر وافرة و حالهم لم يتغير و لو کان ذلک بينهم لکنا علي تطاول الأيام و طول المناظرة
[ صفحه 208]
و المقايسة نسمع ذلک منهم لأنهم يظهرون لنا في حال المناظرة من الطعن في القرآن و الاستخفاف به ما يفي بإذاعته أنه لو عورض أيضا لنقلوه إلي بلدان المشرکين حتي يذيع هناک و يشهر و يظهر و يتعلق به الملحدون و احتجوا به عند المناظرة و المقايسة و کان عددهم العدد الکثير الذي يتواتر الخبر ببعضهم علمنا أنهم صادقون و کان وصفنا فصلا بيننا و بين خصمنا في معارضته إيانا و له المنة.
ثم نقول لهم أخبرنا عنک إذا سألک اليهود فقالت أخبرنا عن عداوة أسلافنا في باب العداوة أشد أو محبة أمتکم لتأکيد أمر نبيها فإن قلت إن أحدهما أرجح سألوک البراهين و إن قلت إنهما متکافئان قالوا لک فإن جاز علي أسلافنا علي کثرة عددهم و تباعد
[ صفحه 209]
ديارهم و أوطانهم و اشتمال شروط التواتر علي بعضهم فضلا عن جميعهم و تدينهم أن موسي نبي صادق أن يسمعوا منه کلاما هو بلغتهم بشارة نبيکم ثم توکيد الله عز و جل علي ذلک بأن يتلو به التوراة فيسمعونه و يعونه و يفهمونه ثم يذهبون کلهم عن ما يخطره نبيکم ببالهم حتي يقولوا بلسان واحد إن موسي لم يبشر بک و يجحدوا ذلک و ينکرونه هذا و کتابکم يشهد ب آيات نجدها مکتوبا في التوراة فلم لا يجوز أن يکون رجل قد جاء إلي نبيکم و أصحابه متوافرون فعارض القرآن بکلام ادعي أنه أفصح منه و أجزل و أفخم و أجود نظما و سمع ذلک منه أصحابه و فهموه ثم وثبوا به فقتلوه ثم هم و هذه حالهم يجدون هذا بينهم غير أنهم يذهبون عنه
[ صفحه 210]
عند ما يخطره الجاحدون لنبوته ببالهم حتي يقولوا بلسان واحد إن القرآن لم يعارض فکل شيء فصل کما خصمنا بينه و بين اليهود فهو بعينه ما هو أحسن منه فصلنا فيما عارض به حذو النعل بالنعل.
و مما يؤکد أمر هؤلاء الرواة موافقة أهل بيت الطهارة لهم فيما نقلوه و هم الذين ذکرهم الله تبارک و تعالي فضائلهم و منازلهم عند الله في کتابه و علي لسان نبيه ع مثل آية المباهلة و مثل آية التطهير و مثل ما ذکر في سورة هل أتي و غيرها من الآيات و مثل قول رسول الله ص النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأهل الأرض و قوله ع مثل أهل بيتي فيکم مثل سفينة نوح و کقوله إني مخلف فيکم الثقلين کتاب الله و عترتي أهل بيتي و نظائرها کثيرة.
و لا خلاف بين المسلمين أن أولهم علي بن أبي طالب و الحسن
[ صفحه 211]
و الحسين و أن علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و نظائرهم داخلون في جملتهم غير خارجين عنهم و قد سمع کل واحد منهم هذه الآيات في عصره و زمانه و لم ينکر علي نقل هذه الأخبار بل قبلها بأحسن القبول و أدي کل سلف منهم إلي خلفه حتي اشتهر أمر الجماعة في قبولها و أدائها إلي نظرائها مع خوف بني أمية و سلف ولد العباس و لم يخف علي مخالفيهم اعتقاداتهم في قبول هذه الأخبار و حثهم رعيتهم علي استعمالها و الدينونة بها و ليس يمکن أحدا من مخالفينا أن يصح مخالفة واحد منهم عليها و إنکارا علي من اعتقدها إلي يومنا هذا فکيف يجوز و يصح أن يحکم علي هذه الأخبار بهذه المقدمات بالکذب و الإفک هذا مما لا يصح في العقل و لا يجوز في التقدير لمن آمن بالله و اليوم الآخر.
و ما ذکر موافقة أهل بيت الطهارة في قبولها علي الترتيب
[ صفحه 212]
مبوبا و نص کل منهم علي صاحبه بروايات صحيحة يزول بمثلها الشک و الريب ليعلم المنصف المتدين أن الأمر علي غير ما ذکره الخصم و الله الموفق (و هو حسبي و نعم الوکيل).
[ صفحه 213]