بازگشت

باب ما جاء عن عمار بن ياسر عن النبي في النصوص علي الأئمة الا


أخبرنا محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني قال حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي الکوفي قال حدثنا عباد بن يعقوب قال حدثنا علي بن هاشم عن محمد بن عبد الله عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار عن أبيه عن جده عمار قال کنت مع رسول الله ص في بعض غزواته و قتل علي ع أصحاب الألوية و فرق جمعهم و قتل عمرو بن عبد الله الجمحمي و قتل شيبة بن نافع أتيت رسول الله ص



[ صفحه 121]



فقلت له يا رسول الله صلي الله عليک إن عليا قد جاهد في الله حق جهاده فقال لأنه مني و أنا منه وارث علمي و قاضي ديني و منجز وعدي و الخليفة بعدي و لولاه لم يعرف المؤمن المحض حربه حربي و حربي حرب الله و سلمه سلمي و سلمي سلم الله إلا أنه أبو سبطي و الأئمة من صلبه يخرج الله تعالي الأئمة الراشدين و منهم مهدي هذه الأمة فقلت بأبي أنت و أمي يا رسول الله ما هذا المهدي قال يا عمار إن الله تبارک و تعالي عهد إلي أنه يخرج من صلب الحسين تسعة و التاسع من ولده يغيب عنهم و ذلک قوله عز و جل قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُکُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيکُمْ بِماء مَعِين يکون له غيبة طويلة يرجع عنها قوم و يثبت عليها آخرون فإذا کان في آخر الزمان يخرج فيملأ الدنيا قسطا و عدلا و يقاتل علي التأويل کما قاتلت علي التنزيل و هو سمي و أشبه الناس بي يا عمار ستکون بعدي فتنة



[ صفحه 122]



فإذا کان ذلک فاتبع عليا و حزبه فإنه مع الحق و الحق معه يا عمار إنک ستقاتل بعدي مع علي صنفين الناکثين و القاسطين ثم تقتلک الفئة الباغية.

قلت يا رسول الله أ ليس ذلک علي رضا الله و رضاک قال نعم علي رضا الله و رضاي و يکون آخر زادک من الدنيا شربة من لبن تشربه.

فلما کان يوم صفين خرج عمار بن ياسر إلي أمير المؤمنين ع فقال له يا أخا رسول الله أ تأذن لي في القتال قال مهلا رحمک الله فلما کان بعد ساعة أعاد عليه الکلام فأجابه بمثله فأعاد عليه ثالثا فبکي أمير المؤمنين [عليا] ع فنظر إليه عمار فقال يا أمير المؤمنين إنه اليوم الذي وصفه لي رسول الله ص فنزل أمير المؤمنين ع عن بغلته و عانق عمارا و ودعه ثم قال يا أبا اليقظان جزاک الله عن الله و عن نبيک خيرا فنعم الأخ کنت و نعم الصاحب کنت.

ثم بکي ع و بکي عمار ثم قال و الله يا أمير المؤمنين



[ صفحه 123]



ما تبعتک إلا ببصيرة فإني سمعت رسول الله ص يقول يوم خيبر يا عمار ستکون بعدي فتنة فإذا کان ذلک فاتبع عليا و حزبه فإنه مع الحق و الحق معه و ستقاتل الناکثين و القاسطين فجزاک الله يا أمير المؤمنين عن الإسلام أفضل الجزاء فلقد أديت و أبلغت و نصحت.

ثم رکب و رکب أمير المؤمنين ع ثم برز إلي القتال ثم دعا بشربة من ماء فقيل له ما معنا ماء فقام إليه رجل من الأنصار فأسقاه شربة من لبن فشربه ثم قال هکذا عهد إلي رسول الله ص أن يکون آخر زادي من الدنيا شربة من اللبن ثم حمل علي القوم فقتل ثمانية عشر نفسا فخرج إليه رجلان من أهل الشام فطعناه فقتل رحمه الله فلما کان في الليل طاف أمير المؤمنين ع في القتلي فوجد عمار ملقي بين القتلي فجعل رأسه علي فخذه ثم بکي ع و أنشأ يقول:



يا موت کم هذا التفرق عنوة

فلست تبقي للخليل خليل





[ صفحه 124]



أراک نصيرا بالذين أحبهم

کأنک تمضي نحوهم بدليل



حدثني علي بن الحسن بن محمد قال حدثنا هارون بن موسي قال حدثني محمد بن علي بن معمر قال حدثني عبد الله بن معبد قال حدثنا موسي بن إبراهيم الممتع قال حدثني عبد الکريم بن هلال عن أسلم عن أبي الطفيل عن عمار قال لما حضرت رسول الله ص الوفاة دعا بعلي ع فساره طويلا ثم قال يا علي أنت وصيي و وارثي قد أعطاک الله علمي و فهمي فإذا مت ظهرت لک ضغائن في صدور قوم و غصب علي حقد.

فبکت فاطمة ع و بکي الحسن و الحسين فقال لفاطمة يا سيدة النسوان مم بکاؤک قالت يا أبة أخشي الضيعة بعدک قال أبشري يا فاطمة فإنک أول من يحلقني من أهل بيتي و لا تبکي و لا تحزني فإنک سيدة نساء أهل الجنة و أباک سيد الأنبياء و ابن عمک خير الأوصياء و ابناک سيدا شباب أهل الجنة و من صلب الحسين يخرج الله الأئمة التسعة مطهرون معصومون و منا مهدي هذه الأمة.



[ صفحه 125]



ثم التفت إلي علي ع فقال يا علي لا يلي غسلي و تکفيني غيرک فقال علي ع يا رسول الله من يناولني الماء فإنک رجل ثقيل لا أستطيع أن أقلبک فقال إن جبرئيل معک و الفضل يناولک الماء و ليغط عينيه فإنه لا يري أحد عورتي إلا انفقأت عيناه.

قال فلما مات رسول الله ص کان الفضل يناوله الماء و جبرئيل يعاونه فلما أن غسله و کفنه أتاه العباس فقال يا علي إن الناس قد أجمعوا أن يدفنوا النبي ص بالبقيع و أن يؤمهم رجل واحد فخرج علي إلي الناس فقال أيها الناس إن رسول الله ص کان إمامنا حيا و ميتا و هل تعلمون أن رسول الله ص لعن من جعل القبور مصلي و لعن من جعل مع الله إلها آخر و لعن من کسر رباعيته و شق لثته قال فقالوا الأمر إليک فاصنع ما رأيت قال فإني



[ صفحه 126]



أدفن رسول الله ص في البقعة التي قبض فيها قال ثم قام علي الباب فصلي عليه و أمر الناس عشر عشرا يصلون عليه ثم يخرجون.

و هذا عمار بن ياسر رحمه الله روي عنه ابنه و أبو الطفيل.



[ صفحه 127]