تمهيد
الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر (ع) وبانه من اهل البيت (ع)، من ذرية علي وفاطمة (ع)، وسيخرج في آخر الزمان فيملا الارض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا،عقيدة اسلامية لا شيعية فقط کما قد يتصور بعضهم، وقد نص عدد کبير من علماء السنة علي ان ذلک من عقائد اهل السنة او نصوا علي تواتر الاحاديث الواردة فيه وذلک يعني ايضا حتمية الاعتقاد به لان التواتر يوجب العلم. بل لم يخالف في ذلک منهم الا من لا عبرة برايه في علم الحديث عندهم کابن خلدون المتوفي 808 ه، ومع ذلک فقد اعتبرها من المشهور بين الکافة من اهل الاسلام علي ممر الاعصار واعترف بصحة بعض ما ورد من الاحاديث فيه.
فقال في مقدمة تاريخه: «اعلم ان المشهور بين الکافة، من اهل الاسلام علي ممر الاعصار، انه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من اهل البيت يؤيد الدين، ويظهرالعدل ويتبعه المسلمون، ويستولي علي الممالک الاسلامية ويسمي المهدي، ويکون خروج الدجال وما بعده من اشراط الساعة الثابتة في الصحيح علي اثره، وان عيسي ينزل من بعده فيقتل الدجال وينزل معه فيساعده علي قتله وياتم بالمهدي في صلاته، ويحتجون باحاديث خرجها الائمة وتکلم فيها المفکرون، وربما عارضوها ببعض الاخبار. وللمتصوفة المتاخرين في امر هذا الفاطمي طريقة اخري ونوع من الاستدلال وربما يعتمدون علي الکشف الذي هو اصل طريقهم». وحاول ابن خلدون مناقشة سند بعض ما ورد من تلک الاحاديث واحتج بعدم رواية البخاري ومسلم لها. ولم يقدم من قلد ابن خلدون في ذلک ادلة مضافة. لذلک ستکون مناقشة ما استند اليه ابن خلدون في التشکيک مناقشة لهم کذلک.