بازگشت

منهج البحث


وقد کان منهج، هذا الجزء، کما املتها الظروف التي ذکرتها، في خمسة فصول يضم کل فصل منها ثلاثة بحوث، بالصورة التالية:

في البحث الاول من الفصل الاول: الفصل الاول، ويتضمن ثلاثة بحوث: البحث الاول، وقد عرضنا فيه، اولا: بيان ان الاعتقاد بظهور الامام المهدي (ع) عقيدة اسلامية لا شيعية فقط، ووقفنا عند المشککين به وراسهم ابن خلدون وذکرنا ما اورده من حيثيات هذا التشکيک ثم ما تصدي له به کبار العلماء من اهل السنة من مناقشات تبطل کل ما استند اليه من هذه الحيثيات بصورة مفصلة وتقدم الادلة علي صحة الاعتقاد بالامام المهدي (ع) وظهوره، واوردنا عددا کبيرا من الکتب الحديثية التي خرجت الاحاديث فيه عن 25 صحابيا وما نصواعليه من صحة الکثير منها. وعدت تحت عنوان: الامام المهدي (ع) من عقائد اهل السنة، لاقدم عددا من کبار العلماء نصوا علي کون الايمان به من عقائد اهل السنة، او نصوا علي تواتر الاحاديث فيه مما ينهي حتما الي ذلک. وتحت عنوان من هو المهدي؟ ومتي ولد؟ بينت اختلاف المسلمين وراء القدر المشترک بينهم فيه... فذکرت اختلافهم في جده الاعلي، وما اذا کان الحسن السبط، او الحسين (ع)؟ وذکرت ادلة الطائفة الاولي التي رات انه من ذرية الحسن (ع) وقد اعتمدت علي ثلاث روايات نوقشت، اولا، بانها ضعيفة سندا، وبان احداها مقطوعة، وثانيا، بانهامعارضة بروايات اخري اکثر واصح بعضها عن راوي احدي الروايات السابقة نفسه، ولانهم نصوا علي ما اصيب به هذا الراوي من نسيان وخلط فقد احتملنا ان الامر في روايته الاولي کان نتيجة لذلک...، واتهمنا دعاة محمد بن عبداللّه الحسني المعروف بالنفس الزکية بهذا التحريف کالذي حصل من دعاة المهدي العباسي الذين وضعوا مايجعله من نسل العباس فاسقطها المحدثون ونصوا علي وضعها من قبلهم. اما الاختلاف في اسم ابيه، وما اذا کان اسمه عبداللّه، او غيره... فقد ذکرنا ان اساس القول في ان اباه عبداللّه ما جاء في الحديث الوارد عنه (ص) من قوله: «اسمه اسمي واسم ابيه اسم ابي »، والفقرة الاخيرة مضافة للحديث کما يثبت البحث. فقد اخرج المحدثون کاحمد بن حنبل في المسند والترمذي وابو داود، والطبراني، والبيهقي احاديث نص المحدثون علي صحتها خالية من هذه الفقرة.. وقد احصي الحافظ ابو نعيم الاصفهاني: طرق الحديث عن الجم الغفير کلها عن عاصم بن ابي النجود عن عبداللّه بن مسعود عن النبي (ص) فوجد ان طريقا منهاالاکثر الغالب يروي عن طرق شتي. ثم بعد ذلک طريق آخر رواه غير عاصم عن زر بن حبيش وهو عمر بن مرة... کل هذه الطرق روت الحديث خاليا من هذه الزيادة الا ما کان من عبداللّه بن موسي عن زائدة عن عاصم، ولذلک فان المقارنة بين 34 طريقا خالية من هذه الزيادة بطريق واحد مضافا الي معارضته باحاديث اخري متواترة تثبت بالنص او الاستنباط بان اباه الحسن(ع) تجعلنا نقطع بسقوطه عن الاعتبار واتهام دعاة محمد ذي النفس الزکية، او دعاة محمد بن عبداللّه المهدي العباسي بوضعه، ثم اوردنا ثلاث طوائف من الاحاديث التي رواها حفاظ اهل السنة ومحدثوهم تنص الاولي منها علي ان الامام المهدي المنتظر (ع) من ذرية الحسين (ع) وتنص الطائفة الثانية بانه التاسع من ائمة اهل البيت (ع)والطائفة الثالثة هو بانه الثاني عشر من ائمة اهل البيت (ع)، وبذلک تثبتان ان اباه بحکم الواقع التاريخي الامام الحسن (ع) لا عبداللّه. في البحث الثاني من الفصل الاول: وتحت عنوان: موقع الامام المهدي المنتظر (ع) من الرسالة، ومن احاديث الائمة من اهل البيت (ع) الذي اردنا ان نبين فيه اتساق ما ورد عنهم (ع) في کتاب الشيعة مع ماانتهي اليه البحث الاول، مع اضافة تتصل بموقع المهدي المنتظر (ع)، وببعض مفردات تاريخه، التي تبدو لبعض الباحثين علي شي ء من الغموض.. راينا انه لا بد لکي تاخذ الاحاديث المروية عن الائمة من اهل البيت (ع) موقعها في الاستدلال من حديث موجز عن نظرية الامامة، وادلتها، فبذلک تاخذ الاحاديث الواردة عنهم (ع): القيمة نفسها المعطاة لاحاديث الرسول (ص) بصفتهم اوصياءه، وامتداده في العصمة العلمية والعملية، وخلصنا بالربط بين الحديث الصحيح الذي ينص علي ان الائمة من بعدالرسول (ص) اثنا عشر وبين ادلة الامامة الاخري الي ان اهمية الايمان بالامام المهدي المنتظر (ع) لا تاتي من کونه موضوعا ثابتا بالتواتر عن الرسول (ص) فقط، بل لانه وهذا هو الاهم يتصل باصل من اصول العقيدة، وهو الامامة التي تقتضي ادلتها الايمان بالائمة الاثني عشر (ع) علي نحو العموم المجموعي. وبذلک فسرنا الاهتمام الخاص والاستثنائي الذي اعطاه الرسول (ص) واوصياؤه (ع) للحديث عن موضوعه (ع)، بحيث لم يغفل احد منهم (ع) التبشير به، والحديث عن کل مفردة من تاريخه، ولولا ذلک لکان من الصعب ان يستوعب المؤمنون ما يحيط بتاريخه من ملابسات وغموض. وقد اشرنا الي ان في الاحاديث الواردة عن کل واحدمنهم (ع) عدا تواترها، واتساقها في الدلالة في ما تحدثت عنه من شانه وجه دلالة اخري مضاف، وهو انها او بعض کثير منها، کما يقول الشيخ الصدوق رحمه اللّه،رويت، وحفظت في الصحف ودونت في الکتب قبل ان تقع الغيبة بمئتي سنة او اکثر... وقد قدمنا عددا من الکتب المؤلفة لايراد الاحاديث الواردة في موضوعه (ع)ابتداءمن عصر الغيبة الصغري. ثم اخترنا امثلة مما روي عن الرسول (ص) وکل واحد من اوصيائه (ع) باضافة الزهراء فاطمة (ع) تتناول ما اشرنا اليه من موضوعه، وکل مفردات تاريخه، وذکرت في مااوردته عن الامام الحسن العسکري (ع) ما نص به (ع) علي امامته، وغيبته بعد ان اراه لعدد کبير من اصحابه ضم مجلس واحد من اعيانهم اکثر من اربعة واربعين شخصاعدا مناسبات فردية اخري کالذي کان من ذلک مع احمد بن اسحاق الاشعري وعمرو الاهوازي وحکيمة بنت الامام الجواد، وعثمان بن سعيد واسماعيل بن علي النوبختي، وکامل بن ابراهيم المدني، وابي الاديان. اما ما ورد عن الامام المهدي المنتظر (ع) نفسه من اشارته الي نفسه، وتاريخه بالصورة التي تحدث عنها آباؤه (ع) فقد ذکرته في البحث الاول من الفصل الثاني الذي تناول اخفاء ولادته، واضطلاعه بالامامة طفلا وغيبته الصغري، لندلل علي ان الخفاء والغيبة کانا نسبيين. وخلصنا، في ضوء هذا البحث، متسقا مع البحث الاول، الي الخلاصة التالية: 1- ان المهدي المنتظر (ع) هو الامام محمد بن الحسن العسکري (ع) الثاني عشر من اهل البيت (ع) اوصياء الرسول (ص) المولود في النصف من شعبان سنة 255 ه 2- انه لا يوجد فصل نسبي ولا زماني بين الامام المهدي المنتظر (ع) وبين اوصياء الرسول (ص) وشهود رسالته من آبائه (ع) وانه (ع) داخل دون انقطاع في الائمة الاثني عشر الذين نص عليهم الحديث المتفق علي صحته وما تعطيه ادلة الامامة الاخري من خصوصية العصمة العلمية والعملية والتاييد بالملائکة، والمرتبة التي تجعل المسيح (ع) يصلي خلفه ومن الصعب اثبات هذه الخصوصيات الثابتة له مع الانقطاع الزمني والنسبي الذي تفترضه النظرية الاخري. 3- ان الاحاديث المروية بصورة متواترة فيه تشخصه بکل مفردات تاريخه، وتفسر الجوانب الغامضة منها وتنظر لها بما يوجد في تاريخ الرسل والانبياء. فهو معروف بها اسما ونسبا وموقعا عدديا من سلسلة الائمة من اهل البيت (ع) ووالدا ووالدة، وخفاء ولادة، وصفة، وغيبة صغري وکبري، وظهورا، وما يسبق ذلک من علامات عامة وخاصة، وما يرافقه ويتاخر عنه من آيات وخصوصيات زمنه وعالمه وغير ذلک مما لا يترک مجالا لادعاء موقعه من غيره مطلقا.. وهي نتائج حاسمة وهامة من دون شک.. في البحث الثالث من الفصل الاول: تحدثت عن راي اهل الکشف ممن هم من اهل السنة اصلا، وموافقتهم لما يراه الامامية من کون الامام المهدي المنتظر (ع) هو الامام الثاني عشر محمد بن الحسن العسکري. ولم اجعله دعامة اساسية ودليلا بل مؤيدا...، لذلک قدمت خلاصة البحث قبله وذکرت في بداية ذلک الاشکال علي استدلالي بالکشف مع عدم ايماني بحجيته اذا استقل واجبت عنه... ثم ذکرت ما وقع به ابن خلدون من خطا في نسبة هذا الراي للمتاخرين من الصوفية واشارته اليه مجملا، واستشهدت علي سبيل الاجمال بما اورده ابو بکر البيهقي المتوفي سنة 458 ه والذي سبق ابن خلدون ب 340 عاما من نصه علي موافقة اهل الکشف الامامية في تحديدهم لشخص الامام ونسبه وولادته، وغيبته، وظهوره ثم استشهدت مفصلا بايراد ما قاله سبعة من اعلامهم في ذلک. في البحث الاول من الفصل الثاني: تحدثنا عن خفاء ولادته وغيبته الصغري وما اثاره ذلک من شکوک. وقد ناقشنا ما يتصل بامر خفاء ولادته: اولا: بما انذر بها مقدما من الروايات المتواترة عن المعصومين (ع) وبيان انها مما تفرضه الظروف الموضوعية المتصلة بالسلطة الحاکمة من جهة وبعمه جعفر الکذاب من جهة اخري، وقد اشرنا هنا الي بعض ما قدمناه منها. ثانيا: ان خفاء ولادته کان نسبيا، واشرنا الي ما مر من ان اباه الحسن (ع) اراه کما قدمنا في الروايات الواردة عنه من الثالثة حتي الثامنة الي عدد کبير من شيعته، ونص(ع) امامهم علي امامته، واوردنا ايضا من ذلک منها ما لم نورده هناک، وذکرنا عددا آخر ممن شهد بولادته، ورؤيته، وراي دلائل الامامة منه. تحدثنا عن غيبته (ع)، وانقطاعه عن الصلة بالناس في الغيبة الصغري، فقد ربطناها کما هو الواقع بنفس الظروف الموضوعية التي اوجبت اخفاء ولادته (ع) وذکرنا في الاجابة علي التساؤلات: اولا: انذار المعصومين (ع) بها، والتنظير لها بما ورد في تاريخ الانبياء (ع). واشرنا الي بعض ما اوردناه من ذلک في البحث الثاني من الفصل الاول. ثانيا: انها کانت نسبية، وقد اشرنا الي اهم مظاهر حضوره وهم النواب الاربعة ثم ذکرنا عددا آخر ممن شهده وراي البرهان علي امامته فيها، وقد ذکرنا انهم احصوا ممن رآه ثلاثمئة واربعة اشخاص. في البحث الثاني من الفصل الثاني: تحدثنا عن اضطلاعه بالامامة طفلا وما يثيره من اشکال، وتشکيک بعض الباحثين. وقد سقت من الاجابة: اولا لذوي العقليات العلمية التي تطلب حتي في المسائل التي تتصل بالمشيئة الالهية کالنبوة والامامة شواهد من الواقع عددا من الامثلة التي سجلها العلماء لاطفال جاوزوا المستويات المعروفة في الذکاء والمواهب الروحية والعقلية، والقدرة علي الاستيعاب بالصورة التي تصبح فيها اشارة للمواهب الاعجازية الاسمي في الرسل (ع) واوصيائهم (ع). ثم ذکرت ثانيا ما تحدث به القرآن في شان عيسي ويحيي (ع). ثالثا: بان عمره (ع) قريب من عمر اثنين من آبائه هما الامام محمد الجواد (ع) والامام علي الهادي (ع) وقد اضطلعا بالامامة واقعيا وباعلي اشتراطاتها. وتعرضا لمحاولة السلطة في اختبارهما، فکانا آية مدهشة. رابعا: عدم منطقية الاشکال حول کيفية امامته مع قيامها واقعا، وخضوع کبار العلماء والمتکلمين لها. في البحث الثالث من الفصل الثاني: تحدثنا عن نوابه وبعض توقيعاته بوصفها دليلا هاما يضاف الي ما قدمناه علي کون غيبته (ع) نسبية، وانه (ع) حاضر مع الامة في کل شان يتصل بها وان لم تتح رؤيته آبصورة مفتوحة للجميع.. وقد وقفنا عند هذا الموضوع خاصة لبيان دلالته بحکم الفترة الطويلة التي تمتد الي ما يجاوز (68) عاما کان فيها النواب القناة الرئيسية العامة من الامة اليه (ع) ومنه اليها، واشرنا الي ان هؤلاء النواب ممن لا يدور حولهم شک لدي الامة من اية جهة لامور منها: 1- انهم معروفون لدي الامة تقي، وورعا، وامانة، وعلما، وقربا من ائمة اهل البيت (ع) وکان العلماء من الامة يدرکون تميزهم بخصال اوجبت اختيارهم من دون سواهم. 2- کانوا موثقين من الائمة (ع) ومنصوص عليهم مباشرة او بالوساطة، وبصورة تجعلهم بمنزلة اللسان واليد او ممثلين خاصين مطلقين کما جاء في النصوص التي ذکرناها عن النائب الاول عثمان بن سعيد العمري ثم ابنه محمد بن عثمان رضوان اللّه عليهما ثم الثالث بوساطة الثاني والرابع بوساطة الثالث. 3- کانت اجوبة الامام المهدي (ع) تصدر علي يد کل واحد من هؤلاء النواب الاربعة بالخط نفسه المعروف للامام (ع) لدي بعض ثقاة الامة من دون تغيير، وبالدرجة نفسها من حيث الاسلوب والمضمون مما يشير الي وحدة الجهة التي يصدر عنها النواب. 4- اظهر اللّه بوساطة الامام (ع) علي يد کل واحد منهم من الکرامات المعجزة ما اعط ي دليلا قائما مضافا علي حقيقة صلتهم به. وذکرنا نصا للشيخ النعماني الذي کان معاصرا لهم يشير الي ذلک، ثم تحدثنا عن کل واحد منهم واشرنا الي مکانته، وما صدر عنه من کرامات وعلم بما نراه کافيا لتجلية الدلالة من هذه النواحي الاربع علي کل واحد منهم رضوان اللّه عليهم. ثم ذکرنا ما صدر علي يد کل واحد منهم من توقيعات بخاصة تلک التي تتصل بموضوع کتابنا من جهة اخري اي ما يصلح ان تکون اساسا لنفي او اثبات في موضوعه الخاص بالامام المهدي (ع) من جهة، وبقواعد الغلاة، وادعياء البابية، ومفاهيمهم من جهة اخري وختمناها بتوقيعه (ع) الصادر الي نائبه الرابع بوقوع الغيبة الکبري، وتکذيب مدعي المشاهدة قبل الصيحة والسفياني. في الفصل الثالث، وعنوانه: الغيبة الکبري کيف؟ ولماذا؟ تناولنا: في البحث الاول الذي يجيب علي السؤال: «لماذا لا يکون المهدي (ع) رجلا آخر؟» وهو سؤال تثيره بعض الاشکالات التي اشرنا اليها: واجبنا بان ذلک يفرضه ما ثبت من کونه الامام الثاني عشر (ع) بوصفه آخر الاوصياء (ع) واذا کان العقل والنقل يقضيان بعدم خلو الارض من حجة وکان اللّه قد ختم النبوة بمحمد (ص)، وهو المفروض بحکم رتبته فان المتعين، ورسالته خاتمة الرسالات واوصياؤه لا اکثر من هؤلاءالاثني عشر (ع) ان يکون وصيه وامتداده الثاني عشر (ع) هو صاحب الزمان من عهده الاول حتي قيام الساعة. علي ان صفات المهدي المنتظر (ع) وموقعه والايات التي تحفه، کما هو ثابت في الاحاديث المتواترة، لا يمکن تصورها لمن هو دون مستوي الخلافة للرسول (ص) بالمستوي الاخص، وليس هناک سوي الامام الثاني عشر محمدبن الحسن (ع) وهو ما اثبتته الروايات المتواترة. والغيبة الکبري لا تعني الا غلق الصلة به من جهة الناس لا من جهته لو اراد القيام بالتسديد وازالة الشبهات تحقيقا لدوره حجة باقية للّه، وبما اعطاه اللّه من وسائل لاتتحدد بالصورة المباشرة والمادية. ثم ذکرنا ان هذه الغيبة، بما ينشا عنها من حيرة واشکالات، کالاولي انذر بها الرسول (ص) والائمة (ع) قبل ان يولد المهدي (ع) باکثر من قرنين. واستمر الانذار بها حتي آخر امام سبقه ثم منه (ع) واشرنا الي بعض ما قدمناه منها في البحث الثاني من الفصل الاول. وذکرنا، تحت عنوان: طول العمر بصورة غير معروفة، ان طول العمر لا يثير اشکالا الا اذا نظر اليه ضمن القياسات العادية لا في اطار المشيئة الالهية التي لا تحکمهاالقوانين التي تقوم بها اصلا. وبقاء الامام (ع) بما ذکرناه من الادلة ونظرنا لها بمعجزات الانبياء (ع) الخارقة لهذه القوانين قبلناه علي هذا الاساس لا علي اساس منطق العلم والتجربة.. واشرنا الي ان هذا هو السر في اختيار الائمة (ع) في التنظير: امثلة من تاريخ الانبياء (ع) ادراکا منهم لعدم وجود ما يمکن القياس عليه في المجري العادي والطبيعي في الحياة ولنوضع في الاطار نفسه. وذکرنا ان بعض العلماء ساق ليثبت امکان طول العمر ووقوعه امثلة مما ذکر من المعمرين، وهو کما قال الشيخ المجلسي غير مجد بعد ما ذکرناه، ولعدم امکان التحقق من صحة غير ما ذکره القرآن من اخبار الاحاد، ويکفي التنظير بالمسيح (ع) ونزوله للاجماع عليه ولوجود ما يدل عليه في القرآن الکريم کما اشار اليه الکنجي. وسقنا بالمناسبة ما اثاره بعض الباحثين، وفيهم اعلام، من غيبته وبقائه في السرداب، وبينا انه لا اساس له، وانه خلط بما هو جار من زيارة المؤمنين للسرداب والدعاءبتعجيل الفرج له وللمؤمنين. وفي البحث الثاني تحدثنا تحت عنوان: ما الحکمة؟ بافتراض ان السؤال، هنا، يقصد به الحکمة من وجود مهدي منتظر اصلا بوجهين ينطقان بحاجة البشرية لذلک: الاول: عدم تجاوز البشرية لمشاکلها الحادة رغم تقدمها العلمي وعدم وجود ما يشير لذلک مستقبلا. الثاني: قلة ونسبية ما تستطيع ان تعرفه من اسرار الکون الهائل السعة والعمق حتي في المستقبل. وهو ما يفرض المعلم الالهي دائما. واشرنا بافتراض ان السؤال قصد به الحکمة من ان يکون هذا المهدي الامام الثاني عشر الي ما اجبنا به في السؤال الاول: لماذا لا يکون المهدي شخصا آخر؟ اما اذا قصد به الحکمة من الغيبة الطويلة، فاجبنا بانها انتظار الظرف المهيا لقبول الرسالة الالهية، وان ذلک لا يکون الا في آخر ما تبلغه البشرية من شوط في النضج والمعرفة. ودللنا علي ذلک بعدم استيعاب الناس ما طرحه الرسول (ص) والاوصياء من بعده في عصر تاسيس قواعد الرسالة واطرها کما ينبغي، وعدم تجاوبهم معهم نظرياوعمليامما يحتم الغيبة، بانتظار ان ينتج من تفاعلهم مع الواقع التاريخي من جهة، ومع مفاهيم الرسالة من جهة اخري، الظرف الملائم لاستيعابها بصورة افضل، وبالتالي التهيؤ لاستقبال الامام (ع) امتداد الرسول (ص) وخليفته بالمعني الاخص. وبذلک نفينا ان تکون التقية هي السبب للغيبة الکبري، وراينا ان طرح بعضهم لها تسامح يقصدبه التقية علي الرسالة في ظرف لا يقبلها لا التقية الشخصية من قبل الامام (ع) وقد يکون بعضهم قد نقل ما طرحه الائمة (ع) لتفسير الغيبة الصغري اشتباها وخلطا..وذکرنا ان الغيبة لا تنافي بقاءه حجة للّه علي اهل الارض، بما ان الغياب لا يمنعه من قيامه بوظيفته في التسديد، والتعليم، والاعانة بما اعطاه اللّه من وسائل لاداء وظيفته..ولذلک ورد انه (ع) کالشمس من وراء السحاب. وفي البحث الثالث تحت عنوان: هل يعني ذلک امکان المشاهدة؟ اجبنا بعدم وجود اشکال في الامکان عقليا وکونيا الا من جهة ما ورد عنه (ع) من تکذيب مدعي المشاهدة في الغيبة الکبري، وذکرنا محاولة بعض العلماء تضعيف هذاالتوقيع، مع کونه خبرا واحدا وبذلک لا يصلح کما راي لمقابلة القصص المتواترة برؤية الامام (ع) وايراد العلماء لهذه القصص کما قال يعني عدم اعتبارهم لهذاالتوقيع. وناقشنا ذلک بنفي ادعاء کون الحديث ضعيفا وانه من الصحيح وفي اعلي درجات الصحة بل ذهب بعض العلماء الي القطع بصدوره لقيام القرينة علي ذلک. ونفيناايضاان يکون مؤداه في ما عدا اطلاقه واحدا بالمعني اللغوي والعددي الذي قصده لا الاصولي لورود احاديث اخري بالمضمون نفسه لکنها تستثني مولاه الذي يلي خدمته، او خاصة مواليه الذين هم اخص من خاصة شيعته.. فيکونون خارجين تخصصا کما راي بعضهم، لان حجب من هو خاصة غير وارد، وتخصيصا بحکم هذه النصوص وبها يقيد اطلاق التوقيع السابق. ثم ناقشنا دعوي تواتر مشاهدته بانا قرانا اکثر من اربعين قصة منها فلم نجد فيها ما يدل علي المشاهدة المباشرة للامام (ع) الا تصور اهلها استنادا لظهور شخص،وصدور کرامة او معجزة، ومع عدم تشخيص اي منهم للامام (ع) من حيث الصورة فان من الممکن ان يکون ذلک عنه، ولامره لا هو (ع) فلا تکون دليلا، بخاصة وان اکثرهذه القصص تدل علي تمثل جسم غير مادي اصلا فجاة، وغيابه فجاة، وتحوله نورا احيانا، والاستجابة في کل الامکنة، وتحت کل ظرف، مما ينفي کونه جسما بشريامادياوتلک هي المشاهدة المنفية، ولذلک فمن المحتمل ان تکون الرؤية کشفا وبالجسم المثالي البرزخي فتکون غير داخلة في النفي الا ان التحقق من صحتها مع احتمالات الخلط والهلوسة لا يجعلها تقبل الا ممن لا يدور حولهم الشک عقلا وعلما وتقي. وذکرنا عمل العلماء بالتوقيع، وما طرحوه من الجمع بينه وبين ما لا مجال لنفيه من القصص. وخلصنا الي ان مدعي المشاهدة يکذب في الحالات التالية: 1- اذا ادعي السفارة والتبليغ. 2- اذا ادعي معرفة الامام حال لقائه به. 3- اذا کانت دعوي رؤياه بالصورة البشرية المادية. 4- اذا لم يکن المدعي من خاصة الموالي. وفي الفصل الرابع تناولنا تحت عنوان: ولکن متي؟ لا توقيت ولکن ثمة علامات. ما ورد عن الائمة من اهل البيت (ع) من النهي عن التوقيت وربطنا ذلک بما ذکرناه من ان ظهوره (ع) منوط بحصول الظرف الذي يتاهل فيه العالم لقبول الرسالة الاسلامية بکل ابعادها.. والتسليم بمعرفة وقناعة للّهدي الالهي بقيادة آخر الاوصياء (ع). وتقدير الظرف ليس جبريا بحکم «اللاجبر واللاتفويض » وانما بالاسباب والقوانين المتصلة بها في هذا العالم کما شاء اللّه لدي خلقه العالم ابتداء ليصح التکليف والمسؤولية. واذا کان في الاسباب ما هو ثابت فان فيها ما هو متغير، والخيار الانساني داخل ضمنها من دون شک. ولذلک فاذا کان بعض هذه الاسباب في موقع المقتضي والشرط فان بعضها قد يکون بالنسبة اليه في منزلة المانع. وطبقا لهذه العلاقة بين المقتضيات والشروط والموانع، بما فيها الخيار الانساني والفاعلية الانسانية، قديتقدم هذا الظرف وقد يتاخر.. وهو معني «البداء» کما فسره اهل البيت (ع). لذلک لا مجال للاخبارات القاطعة في غير ما هو محتوم، ولهذا السبب نهي الائمة (ع) عن التوقيت، او لان ظهور الامام بين يدي الساعة کنذير بعد ختم النبوة کما هوواضح من الايات التي تظهر في زمنه والساعة ترتبط بتقدير کونها تشمل المجموعة الشمسية او الحجرة لذلک لا مجال للاخبار بها وذکروا للظهور وعصره علامات عامة وخاصة. ذکرنا بعد ان بينا الفرق بينهما: في البحث الاول: العلامات العامة. وفي البحث الثاني: العلامات الخاصة. ويمکن معرفة ما سقناه في کل منهما في فهرست الموضوعات. وفي البحث الثالث تحت عنوان: انتظار الفرج والدعاء بتعجيله. ذکرنا ما وجه به الائمة من اهل البيت (ع) شيعتهم من المسلمين لدي اشتداد المحن وتتابع الفتن في ظروف العلامات العامة والخاصة قبل ظهور الامام (ع)، من انتظارالفرج، والدعاء بتعجيله.. وقلنا: ان الانتظار تمليه العقيدة، لدي المؤمن ببقاء الامام (ع) وغيبته، وظهوره بطبيعتها وهو بهذا اللحاظ وما يصحبه من مصابرة، وتحمل للظروف الموضوعية القاسية، وانعکاساتها النفسية والمادية: عبادة وجهاد. وهو ما اراد الائمة (ع) تاکيده، وبيان قيمته عند اللّه حين قالوا عن المنتظر لامرهم: انه کالمتشحط بدمه في سبيل اللّه او کالميت في فسطاط المهدي (ع) وعسکره، وهو ايضا کما ارادوا ان يکون حين وجهوا اليه: نفي للقنوط والياس اطمئنانا بوعد اللّهسبحانه. اما الدعاء بتعجيل الفرج الذي هو کما قالوا: فرجنا، فلانه من الاسباب الکونية المؤثرة في تقدير الظرف المؤهل لظهور الامام (ع) کاي سبب کوني آخر بنص القرآن (وقدشرحنا معني السببية لايضاح دخول الدعاء فيها في الهامش) وناقشنا تحت عنوان، الانتظار لا يعني ترک العمل ما يتصوره بعضهم من ان الدعوة للانتظار دعوة سلبية،وتخديرية بان الانتظار حالة نفسية طبيعية من الترقب لدي المؤمن بمجي ء موعود، يلزمها تلقائيا الاستعداد بما هو المفروض المناسب لاستقباله ولذلک فهو حافزالعمل لا مخدر. الفصل الخامس: في البحث الاول: اجبنا علي سؤال بعضهم: کيف يمکن ان ينتصر الامام (ع) مع تقنيات الاسلحة المتطورة لدي الدول الکبري وهو من غاب تقية في عصر العباسين؟ وناقشنا هذا السؤال ببيان خطا النظر الي الامام (ع) وحرکته، وامکانياته بالحسابات التي ينظر فيها للناس الاخرين وقياس وظيفته وتعامله في الظهور علي ما کان في مرحلة امامته (ع)في عهد التاسيس، وقلنا: ان الاجابة تقتضي ان نعود لنتذکر ما قلناه في بيان الحکمة من هذه الغيبة، فقد قلنا هناک انه انتظار للظرف الملائم. ونعني به اولا ان يتهيا العالم بصورة عامة في غاية مساره العلمي والعقلي لتقبل الرسالة الاسلامية حين تطرح بابعادها کما انزلها اللّه علي رسوله (ص) خالية مما الحقته بها الاجتهادات المختلفة والتطبيقات التاريخية البعيدة وهناک اکثر من اشارة واقعية للقاء حقيقي بين ما انتهي اليه العلم والفکر وبين اهم الرکائز التي يقوم عليها الدين والدين الاسلامي خاصة(اشرنا في الهامش الي شي ء من ذلک). وذکرنا ان تقدم العلم تصحبه موضوعية وسعة افق من شانهما ايثار الحق والاستجابة له، وسقنا سبعة عوامل تتصل بامکانيات الرسالة نفسها من جهة وما يعطيه اللّه للامام(ع) في عصر الظهور من مدي وقدرات لا يبلغها التصور من جهة ثانية (وذکرنا ما اشارت اليه الروايات منها) ثم ما لعصر الظهور من خصوصيات ايجابية وسلبية (تحدثناعنها) من شانها ان تساعد علي هذا النصر من جهة ثالثة. وقلنا ان هذه العوامل التي تحدثنا عنها بتفصيل، بل بعضها، کافية للاجابة عن هذا السؤال. في البحث الثاني تحدثنا: تحت عنوان: ماذا سيفعل؟ عما اعطاه ادعياء المهدوية لحديث: ياتي بامر جديد من معني محرف ينسجم مع ما يحاولونه من هدم الاسلام، ونشر البدع. وقد ناقشنا ذلک بتفصيل مبينين مناقضته للثابت من خلود الرسالة وموقع الامام (ع) بوصفه وصيا للرسول (ص) وخليفة له، واشرنا الي توقف العلماء في ما ظاهره النسخ وتفسيرهم له.واعطينا المعني الصحيح للحديث في ضوء الواقع من جهة، وما جاءت به الاحاديث عما يفعله الامام (ع) من جهة ثانية، وخلصنا الي ان رسالة الامام (ع) هي رسالة الاسلام نفسها کما انزلت علي الرسول (ص) عارية عن الاجتهادات النظرية المختلفة، والتطبيقات التاريخية البعيدة متصلة بما اعط ي اللّه الامام (ع) من امکانات استثنائية خاصة في صورة التطبيق ومداه. وفي البحث الثالث: تحت عنوان: الامام المهدي المنتظر (ع) وعقيدة الرجعة: ذکرنا ارتباط هذه العقيدة بالامام (ع) امرا وشخصا وزمانا، وذکرنا الاراء الثلاثة المطروحة فيها. والاول يري انها تعني رجوع امر اهل البيت (ع) لا رجوع بعض الاموات وذکرنا ما حملهم علي هذا الراي وابطلناه. واوردنا ما قاله العلماء من ان ما ورد في الرجعة نصوص لا تقبل التاويل. والراي الثاني يري انها تعني رجوع الامام (ع) نفسه کعيسي (ع) الذي لا خلاف بين المسلمين في رجوعه مع انه قد توفاه اللّه، وسقنا ما ذکر من عدم منافاة هذا الراي لحياة الامام (ع) طبقا للمفهوم الحقيقي للحياة الذي لا ينافيه الموت بمعناه الذي يعني الانتقال لا بالمعني العامي الشائع من الانقطاع. وان ذلک لا ينافي ايضا استمرار مهمته في الامامة التي تعني التوجيه والتسديد والتعليم، للصلة المفتوحة بين اهل السماء والارض وکما هو جبرائيل بالنسبة للرسل(ع). وناقشنا ذلک بمنافاته لبقاء التکليف ولصريح بعض الروايات. وذکرنا رايا آخر فحواه ان هذا الموت ليس طبيعيا وانما هو ارادي، وهو معروف في تاريخ الانبياء والائمة (ع) باسم العروج، ومعروف لدي الحکماء ايضا وفي الدراسات البارسايکوجية الحديثة باسم الخروج الواعي او الارادي من الجسد. ونزع البدن اراديا والعودة اليه لا ينافي بقاء الامام (ع) في الارض، وحياته بالصورة المادية فيها. وهو ما يفسر لنا استجابته لمن شاء اللّه في اي ظرف واي مکان وتمثله فجاة، وغيابه فجاة.. ولکن ذلک لا يجعل للرجعة معني يتصل بشخصه، لانه لا يختلف عن الراي المشهور. اما الراي الثالث، وهو الذي يدخل ضمن: ما الذي سيفعل؟ ويعني رجوع بعض المؤمنين وبعض الکافرين في زمنه (ع) ک آية عظيمة بين يدي الساعة. ومصداق لمعني کونه النذر الاکبر وقد ذکرنا ان انکارها، والتشنيع علي من يعتقد بها، لا يقوم علي اعتقاد عدم وقوعها تحت القدرة والا کان کفرا باللّه، وبالمعاد الذي هو اصل اساس لدي کل المسلمين، ولا علي عدم وقوع الرجعة في التاريخ السابق لورود آيات عديدة تنص علي هذا الوقوع سقنا عددا منها، وانما علي عدم الانتباه الي ادلة وقوعها في المستقبل وفي زمن الامام (ع). ثم ذکرنا عددا من الايات التي لا مجال لفهمها بغير الرجعة بصورتها الجزئية مستقبلا... ثم ما ورد متواترا عن اهل البيت (ع) في ذلک. ومع مثل هذه الادلة التي يکفي بعضها لجعل مسالة الرجعة قائمة بوصفها مسالة من ضمن ما جاء به الدين شان کثير من المسائل الاخري التي يدين بها المسلمون مما لاتملک احيانا جزءا مما تملکه الرجعة من ادلة الاثبات، يکون التشهير بها، واسقاط عدالة معتقدها کما فعل بعضهم موقف تعصب وانسياق تقليدي مع اقوال قديمة افرزها الصراع المذهبي لا يرجعان الي اساس من دين وموضوعية وعدل. النجف الاشرف عدنان علي البکاء الموسوي