الکلمة التي اصبحت کتابا
وطلب الي من احب واقدر، من اهل العلم والفضل وبعض الاساتذة من المؤمنين، استنساخ الکلمة للافادة منها ضمن الظرف.. فطلبت امهالي الي ما بعد رمضان لافيد من لياليه في تلافي جوانب النقص فيها. فما يکتب للالقاء غير ما يکتب للقراءة، فساذکر في هذه بعض ما لم يتيسر لي ذکره من جوانب ذات اهمية، واتوسع في ما اوجزت فيه مما يستحق ذلک، واشير الي المصادر والمراجع للافادة منها لتکون الکلمة اکثر نفعا.
ورغم شواغل علمية طارئة اخذت مني جهدا ووقتا فقد اصبحت الکلمة عندنهاية، شهر رمضان، کتيبا اسميته الامام المهدي (ع) وادعياء البابية والمهدوية بين النظرية والواقع، وقسمته، کما ينبغي في مثله، الي فصلين: الاول في الامام المهدي(ع) والثاني في ادعياء البابية، والمهدوية. وقدرت وانا اسلم الفصل الاول منه ريثما اتم واستنسخ الفصل الثاني استعجالا للتنضيد في العشرة الاولي من شوال سنة 1417: انه سيکون بحدود صفحة. لکن اللّه سبحانه شاء ان يکون الامر غير ذلک، فلدي قراءتي المصادر والمراجع في الموضوع رايت ان هناک جوانب هامة بحاجة لوقفة اطول مما فعلت، وذلک ليؤدي الکتاب شيئا من الرسالة في موضوعه، ورايت ان امرين هامين جدا لدي هما: الاول: ان کتابتي عن المهدي المنتظر (ع) يجب ان لا تکون مدخلا وتمهيدا للحديث عن ادعياء البابية والمهدوية کما هو المقرر في البداية، بل اساسا هاما تعتمد عليه المناقشة والرد عليهم ضمن النقاط: من اولا الي خامسا في الکلمة بحکم اتصالها بتحديد هوية الامام المهدي المنتظر (ع) التي نستطيع بها نفي سواه. الثاني: ان هناک بعض المفردات التاريخية والغيبية تثير الشکوک، والتساؤل لدي بعض الباحثين کخفاء ولادته، وغيبتيه الصغري والکبري، وامتداد بقائه، وامکان مشاهدته، وکيفية انتصاره في مثل عصرنا مع ما نعلم من تقنيات السلاح لدي الدول الکبري غير الاسلامية. ثم لا بد بعد ذلک وفي موضوع ادعياء المهدوية والبابية من تناول تاريخها، وما اعتمدته من اسس فلسفية، ودينية والوقوف عند الفرق التي نجمت منها. وما هي مبادئها؟ ووسائلها؟ وما الذي قالته وفعلته؟ وما هو اثرها التاريخي؟ وهکذا امتد الکتاب من فصلين الي عشرة فصول، وقد يکون اکثر، ومن 150 صفحة الي ما يقدر ب 800، صفحة وقد يکون اکثر فبعض فصول الجزء الثاني لم تکتب بعد.. ذکرت ذلک لابين اني لم ارسم لهذا الکتاب خطة سابقة، بحکم ما اشرت اليه، وانما هو الذي رسم خطة نفسه اثناء کتابتي له. وکنت اعط ي المکتب الذي احتملني صاحبه باخاء وصبر جزاهاللّه خيرا ما ينجز لدي من صفحات استعجالا.. فالکتاب قد قصدت به بدءا هدفا رساليا لا عملا علميا. وذلک ما ارجو ان يکون عذري عما قد يکون ادي اليه فقدان الخطة العلمية ابتداء من عدم توازن الفصول وبحوثها کميا، وربما کيفيا، وما ادي اليه الاستعجال، وتنضيده بالصورة التي ذکرتها من تکرار بعض الافکار اوالهوامش، وامثال ذلک، ثم ما احدثته تجزئته الي جزئين في مرحلة متاخرة من ملاحظات مضافة.. وقد جعلت الجزء الاول خاصا بموضوع الامام المهدي المنتظر (ع) بينما يتناول الجزء الثاني: ادعياء البابية والمهدوية.