بازگشت

شدة محنة الناس بين ظروف العلامات العامة والخاصة


من المتوقع ان تشتد بين العلامات العامة والخاصة محنة الناس، وتضطرب نفوسهم، وافکارهم، وقد يفقد البعض الميزان وبالتالي الاستقامة والهدي، وهو ما انذرت به کثير من الاخبار عن الائمة من اهل البيت (ع) ومن تلک: ما روي عن محمد بن منصور الصيقل عن ابيه قال: دخلت علي ابي جعفر (الباقر) (ع) وعنده جماعة فبينما نحن نتحدث وهو (ع) مقبل علي بعض اصحابه (ويبدو ان حديثهم کان عن القائم المنتظر (ع)) اذ التفت الينا وقال: في اي شي ء انتم؟. «هيهات هيهات لا يکون الذي تمدون اليه اعناقکم حتي تمحصوا، ولا يکون الذي تمدون اليه اعناقکم حتي تميزوا، ولا يکون الذي تمدون اليه اعناقکم حتي تغربلوا،ولا يکون الذي تمدون اليه اعناقکم الا بعد اياس، ولا يکون الذي تمدون اليه اعناقکم حتي يشقي من شقي ويسعد من سعد».

وروي الطوسي رحمه اللّه عن جابر الجعفي قال: قلت لابي جعفر (ع) متي يکون فرجکم؟ فقال (ع): «هيهات هيهات لا يکون فرجنا حتي تغربلوا، ثم تغربلوا ثم تغربلوا آيقولها ثلاثا حتي يذهب اللّه الکدر ويبقي الصفو». وروي عن ابي جعفر (الباقر) (ع) قال: لتمحصن يا شيعة آل محمد تمحيص الکحل في العين، لان صاحب الکحل يدري متي يقع الکحل في العين، ولا يعلم متي يخرج منهاوکذلک يصبح الرجل علي شريعة من امرنا، ويمسي وقد خرج منها ويمسي علي شريعة من امرنا، ويصبح وقد خرج منها. وعن ابي بصير رحمه اللّه عن ابي جعفر (الباقر) (ع) قال: لا يقوم القائم (ع) الا علي خوف شديد من الناس وزلازل، وفتنته، وبلاء يصيب الناس وطاعون قبل ذلک وسيف قاطع بين العرب، واختلاف شديد في الناس، وتشتيت في دينهم، وتغير من حالهم، حتي يتمني المتمني الموت صباحا ومساءا من عظم ما يري من کلب الناس، واکل بعضهم بعضا، فخروجه (ع) اذا خرج يکون عند الياس والقنوط... الرواية. وروي مسلم في صحيحه عن ابي هريرة ان رسول اللّه (ص) قال: «لا تقوم الساعة حتي يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني کنت مکانه ». وروي ايضا عنه قال: قال رسول اللّه (ع): «والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتي ياتي علي الناس يوم لا يدري القاتل فيم قتل، ولا المقتول فيم قتل!!! فقيل: کيف يکون ذلک؟ قال (ص): الهرج القاتل والمقتول في النار. وعن الربيع بن محمد قال: قال لي ابو عبداللّه (الصادق) (ع): واللّه لتکسرن کسر الزجاج، وان الزجاج يعاد فيعود کما کان، واللّه لتکسرن کسر الفخار، وان الفخار لا يعود واللّه لتميزن، واللّه لتمحصن واللّه لتغربلن کما يغربل الزوان من القمح. وعن عميرة بنت نفيل قالت: سمعت بنت الحسن بن علي (ع) يقول: لا يکون هذا الامر الذي تنتظرون حتي يبرا بعضکم من بعض، ويلعن بعضکم بعضا ويتفل بعضکم في وجه بعض، وحتي يشهد بعضکم بالکفر علي بعض: قلت: ما في ذلک خير قال: الخير کله في ذلک.. عند ذلک يقوم قائمنا فيرفع ذلک کله. وصورة الحالة کما اشارت اليها هذه الروايات اجمالا فضيعة تثير الخوف، ولکن الواقع التاريخي يشهد انها قد وقعت بالفعل او کثير منها علي امتداد التاريخ الاسلامي بدءا من العصر الاموي وحتي الان، فاذا ما تفاوتت ففي الشدة والضعف فقط، وهو امر لا بد ان يکون بحکم واقع المجتمع الاسلامي سياسيا واقتصاديا ومذهبيا وثقافيا.ولذلک ورد ان الفرج بمعناه الکامل لا يکون الا في زمن المهدي (ع)، فان غيابه نفسه تاشير لواقع متخلف غير مؤهل لقبول الحق.. وقد وجه الائمة من اهل البيت (ع) اولياء هم الي: