بازگشت

ابوعمرو عثمان بن سعيد العمري الاسدي


الشيخ ابو عمرو عثمان بن سعيد العمري الاسدي، يکني بابي عمرو، ويلقب بالسمان والزيات لانه کان يتجر بالسمن وبالعسکري لانه کان يسکن العسکر(سامراء).

و يذکر ابن شهرآشوب (المتوفي سنة 588 ه) انه کان بابا لابي جعفر محمد بن علي التقي (ع). ومثل ذلک العلامة الحلي، فقد عده من اصحاب الامام الجواد (ع) قال: خدمه وله احدي عشرة سنة وله اليه عهد معروف. ولا يوجد في ما بين يدي من المصادر تاريخ معروف لولادة الشيخ العمري فلو تصورنا ان ولادته کانت سنة 200 ه، او في ما قبلها، او ما بعدها بقليل، لامکن تصورالتحاقه بخدمة الامام الجواد (ع) الذي بدات امامته سنة 203 ه حتي توفي سنة 220 ه او سنة 225 ه في رواية اخري للمفيد رحمه اللّه في بعض سني امامته بالسن التي ذکروها، فمن الثابت ان عهد نيابة الشيخ السمان رحمه اللّه للامام المهدي لم تمتد طويلا. لکن الشيخ الطوسي رحمه اللّه في رجاله ذکر انه کان من اصحاب الامام الهادي (ع)، وان التحاقه بهذه السن (احدي عشرة سنة) کان به ولخدمته، وان العهدالمعروف کان منه (ع) لا من الامام الجواد (ع) ثم ذکره في اصحاب ابنه العسکري ولما کان تاريخ ولادة الشيخ غير معروف، وکانت نسخة العهد الذي اشار اليه ابن شهرآشوب والعلامة الحلي ثم الشيخ الطوسي غير موجودة بصورة يمکن معها الرجوع اليها بوصفها وثيقة نعرف بها نسبة العهد، وما اذا کان قد صدر عن الامام الجواد(ع) او عن الامام الهادي (ع). يضاف الي ذلک: انا لا نجد في تاريخ الامام الجواد (ع) والروايات عنه والعلاقات المتصلة به شيئا يتصل بالشيخ العمري السمان عدا ما اشرنا اليه خلافا لما بعده فان ما ذکره الشيخ الطوسي رحمه اللّه بحکم ذلک يکون متعينا. وعلي کل حال فان امر وثاقته، ومکانته، وجلالة قدره لا يحتاج الي تحقيق امتداد خدمته الي الامام الجواد (ع) فبحسبنا في ذلک، ان يکون قريبا، ومؤتمنا من اي واحد من الائمة (ع) فکيف اذا کان کذلک وهذا ما لا اشکال فيه لدي ثلاثة منهم (ع): 1 روي الشيخ الطوسي رحمه اللّه بسنده عن احمد بن اسحاق بن سعد قال: دخلت علي ابي الحسن علي بن محمد صلوات اللّه عليه في يوم من الايام فقلت: يا سيدي انااغيب، واشهد ولا يتهيا لي الوصول اليک اذا شهدت في کل وقت. فقول من نقبل؟ وامر من نمتثل؟ فقال لي صلوات اللّه عليه: هذا ابو عمرو الثقة الامين ما قاله لکم فعني يقوله، وما اداه اليکم فعني يؤديه. وشهد الامام الحسن العسکري (ع) بانه رحمه اللّه کان ثقة الامام الهادي (ع) قال احمد بن اسحاق وهو يواصل الحديث السابق: فلما مضي ابو الحسن (ع)، وصلت الي ابي محمد ابنه الحسن العسکري (ع) ذات يوم فقلت له مثل قولي لابيه (ع) فقال لي: «هذا ابو عمرو الثقة الامين ثقة الماضي،وثقتي في المحيا والممات فما قاله لکم فعني يقوله، وما ادي اليکم فعني يؤديه ». وروي ايضا عن جعفر بن محمد بن مالک الفزاري البزار عن جماعة من الشيعة (ذکرناهم في الرواية السادسة عن الامام الحسن العسکري (ع)) ان الامام العسکري انذرهم بعد ان اراهم ولده المهدي (ع) بانهم لا يرونه بعد يومهم ذاک وقال: فاقبلوا من عثمان ما يقوله، وانتهوا الي امره، واقبلوا قوله فهو خليفة امامکم والامر اليه. وفي کتاب الامام ابي محمد الحسن العسکري (ع) الي اسحاق بن اسماعيل النيسابوري قال الامام (ع) في آخر الکتاب: «فلا تخرجن من البلد حتي تلقي العمري رضي اللّه عنه برضائي عنه فتسلم عليه، وتعرفه، ويعرفک فانه الطاهر الامين العفيف القريب منا والينا، فکل ما يحمله الينا من النواحي فاليه يصير آخر امره ليوصل ذلک الينا». وروي مسندا عن محمد بن اسماعيل وعلي بن عبداللّه الحسنيين قالا انهما دخلا علي ابي محمد الحسن (ع) بسر من راي وبين يديه جماعة من اوليائه وشيعته فدخل عليه بدر خادمه واخبره: ان بالباب قوما شعثا غبرا، فقال الامام (ع) لمن حضره: هؤلاء نفر من شيعتنا باليمن ثم امر الامام (ع) بدرا ان ياتيه بعثمان بن سعيد العمري، وحين جاء، قال له سيدنا ابو محمد (ع): امض يا عثمان، فانک الوکيل، والثقة المامون علي مال اللّه واقبض من هؤلاء النفر اليمنيين ما حملوه من المال... قال الحسنيان بعد ان ساقا الحديث: ثم قلنا باجمعنا: يا سيدنا واللّه ان عثمان لمن خيار شيعتک، ولقد زدتنا علما بموضعه من خدمتک، وانه وکيلک، وثقتک علي مال اللّهتعالي. قال: نعم واشهدوا علي ان عثمان بن سعيد العمري وکيلي، وان ابنه محمدا وکيل ابني مهديکم. وبالاسناد عن عبداللّه بن جعفر الحميري قال: اجتمعت انا والشيخ ابو عمرو عند احمد بن اسحاق بن سعد الاشعري فغمزني احمد ان اساله عن الخلف (ع) فقلت له: «يا ابا عمرو اني اريد ان اسالک وما انا بشک في ما اريد ان اسالک عنه فان اعتقادي، وديني: ان الارض لا تخلو من حجة الا اذا کان قبل يوم القيامة باربعين يوما. فاذاکان ذلک وقعت الحجة، واغلق باب التوبة فلم يکن ينفع نفسا ايمانها لم تکن آمنت من قبل او کسبت في ايمانها خيرا.. الي ان قال: ولکن احببت ان ازداد يقينا فان ابراهيم (ع) سال ربه ان يريه کيف يحيي الموتي فقال اولم تؤمن قال بلي ولکن ليطمئن قلبي ». وقد اخبرنا احمد بن اسحاق (ابو علي) عن ابي الحسن (ع) وذکر الرواية الاولي التي اوردناها عنه (ع) فيه. ثم قال الحميري وهو يکلم ابا عمرو: «واخبرني ابو علي انه سال ابا محمد الحسن بن علي (ع) عن مثل ذلک فقال له: العمري وابنه ثقتان فما اديا اليک فعني يؤديان،وما قالا لک فعني يقولان فاسمع لهما واطعهما فانهما الثقتان المامونان. فهذا قول امامين قد مضيا فيک. قال: فخر ابو عمرو ساجدا وبکي ثم قال: سل. فقلت له: انت رايت الخلف من ابي محمد (ع) فقال: اي واللّه ورقبته مثل ذا... واوما بيديه... قلت له: فبقيت واحدة فقال لي: هات. قلت: فالاسم. قال رحمه اللّه: محرم عليکم ان تسالوا عن ذلک، ولا اقول هذا من عندي، وليس لي ان احلل، واحرم ولکن عنه (ع) وفسر لهم حکمة ذلک قائلا: فان الامر عند السلطان: ان ابا محمد (ع) مضي، ولم يخلف ولدا وقسم ميراثه واخذه من لا حق له (يعني جعفرا الکذاب) وصبر علي ذلک. وهو ذا عياله يجولون وليس احد يجسر ان يتعرف اليهم، اوينيلهم شيئا، واذا وقع الاسم وقع. الطلب، فاتقوا اللّه، وامسکوا عن ذلک) ومن المؤشرات لمکانته الرفيعة وقربه من آل البيت (ع) توليه بامر الامام المهدي (ع) تجهيز الامام الحسن (ع) غسلا وتحنيطا وتکفينا ودفنا للظاهر من الحال التي لايمکن جحدها کما يقول الشيخ الطوسي رحمه اللّه وذلک شان لا يولاه الا اللصق بهم (ع). وتبدو هذه المنزلة السامية واضحة کذلک في التوقيع الذي تلقاه ابنه ابو جعفر محمد بن عثمان رضي اللّه عنه من الامام المهدي (ع) تعزية بابيه فقد جاء فيه: «انا للّه وانا اليه راجعون تسليما لامره، ورضا بقضائه عاش ابوک سعيدا، ومات حميدا فرحمه اللّه والحقه باوليائه، ومواليه (ع) فلم يزل مجتهدا في امرهم ساعيا في مايقربه الي اللّه عز وجل واليهم نضر اللّه وجهه، واقاله عثرته ». ومما جاء فيه: «اجزل اللّه لک الثواب، واحسن لک العزاء رزيت ورزينا واوحشک فراقه واوحشنا فسره اللّه في منقلبه.. کان من کمال سعادته ان رزقه اللّه ولدا مثلک يخلفه بعده، ويقوم مقامه ويترحم عليه، واقول: الحمد للّه فان الانفس طيبة بمکانک وما جعله اللّه فيک وعندک اعانک اللّه وقواک، وعضدک، ووفقک وکان لک ولياوحافظا وراعيا وکافيا». من توقيعات الامام المهدي (ع) بوساطته لم يحص احد ما صدر عن الامام المهدي (ع) علي يد نوابه الاربعة الخاصين من سنة 260 حتي سنة 329 ه لاسباب منها: اولا: وهو ما نراه الاهم نفس الظروف التي اوجبت الغيبة وتحريم الدلالة علي مکانه، وذکر اسمه (ع) وبصورة مشددة الا علي الخاصة کما قدمنا، ولذلک فلا مجال لرواية ذلک الا في حدود ضيقة جدا.. ومن الطبيعي بحکم ذلک ان يذهب اکثر ما صدر عنه (ع) بخاصة ما هو خاص من حيث الشخص او الموضوع. ثانيا: ربما اقتصروا في الرواية علي بعض ما يتصل بالقضايا العامة في ذلک الظرف، او في ما بعده، مما جاء الامر او الاذن به من الامام المهدي (ع) او من النواب(رض)عنهم وان کانوا لا يصدرون الا عنه بحکم الحاجة اليه او انتفاء ما يوجب التقية فيه... وقد اثبتوا مما ورد عن کل واحد من النواب امثلة کافية کالتي ذکرها الشيخ الصدوق رحمه اللّه (المتوفي سنة 381 ه) والشيخ الطوسي رحمه اللّه (المتوفي سنة 460 ه) والشيخ الطبرسي رحمه اللّه (المتوفي بداية (القرن 6 ه)) والشيخ المجلسي (المتوفي سنة 1111 ه) في کتبهم المشار اليها في الهامش. وسنذکر، لدي الحديث عن کل واحد من النواب الاربعة رضوان اللّه عليهم بدءا من الشيخ العمري الکبير موضوع حديثنا، امثلة مما صدر عن الامام (ع) مما نري ان لمضمونه مع غض النظر عن مورده صلة بالموضوع العام او الخاص لکتابنا من جهة او اخري، فمنها: ما رواه الشيخ العمري الکبير ابو عمرو عثمان بن سعيد (رضوان اللّه عليه) قال: تشاجر ابن ابي غانم القزويني وجماعة من الشيعة في (الخلف) فذکر ابن ابي غانم ان ابامحمد (ع) مضي، ولا خلف له. ثم انهم کتبوا في ذلک کتابا وانفذوه الي الناحية، واعلموه بما تشاجروا فيه، فورد جواب کتابهم بخطه صلي عليه وعلي آبائه.. «بسم اللّه الرحمن الرحيم » «عافانا اللّه واياکم من الفتن، ووهب لنا ولکم روح اليقين واجارنا واياکم من سوء المنقلب، انه انهي الي ارتياب جماعة منکم في الدين، وما دخلهم من الشک، والحيرة في ولاة امرهم فغمنا ذلک لکم لا لنا، وساءنا فيکم لا فينا، لان اللّه معنا فلا فاقة بنا الي احد غيره، والحق معنا فلن يوحشنا من قعد عنا (ونحن صنايع ربنا والخلق بعدصنايعنا). يا هؤلاء ما لکم في الريب تترددون، وفي الحيرة تنعکسون، او ما سمعتم اللّه يقول: (يا ايها الذين آمنوا اطيعوا اللّه واطيعوا الرسول واولي الامر منکم)[النساء: 59]. او ما علمتم ما جاءت به الاثار مما يکون، ويحدث في ائمتکم، علي الماضين والباقين منهم السلام، او ما رايتم کيف جعل اللّه لکم معاقل تاوون اليها، واعلاما تهتدون بهامن لدن آدم الي ان ظهر الماضي (ع) کلما غاب علم بدا علم، واذا افل نجم طلع نجم فلما قبضه اللّه اليه ظننتم ان اللّه ابطل دينه، وقطع السبب بينه، وبين خلقه، کلا ما کان ذلک ولا يکون حتي تقوم الساعة، ويظهر امر اللّه وهم کارهون. وان الماضي (ع) مضي سعيدا فقيدا علي منهاج آبائه (ع) حذو النعل بالنعل وفينا وصيته وعلمه ومنه خلفه ومن يسد مسده، ولا ينازعنا موضعه الا ظالم آثم،ولا يدعيه دوننا الا کافر جاحد، ولولا ان امر اللّه لا يغلب، وسره لا يظهر، ولا يعلن، لظهر لکم، من حقنا ما تهتز منه عقولکم، ويزيل شکوکم، ولکنه ما شاء اللّه کان، ولکل اجل کتاب. فاتقوا اللّه، وسلموا لنا، وردوا الامر الينا. فعلينا الاصدار کما کان منا الايراد، ولا تحاولوا کشف ما غط ي عنکم، ولا تميلوا عن اليمين، وتعدلوا الي اليسار واجعلوا قصدکم الينا بالمودة علي السنة الواضحة فقد نصحت لکم، واللّه شاهد علي وعليکم ولولا ما عندنا من محبة صاحبکم، والرحمة بکم، والاشفاق عليکم لکنا عن مخاطبتکم في شغل في ما قد امتحنا به من منازعة الظالم العتل الضال المتتابع في غيه المضاد لربه المدعي ما ليس له الجاحد حق من افترض اللّه طاعته الظالم الغاصب. وفي ابنة رسول اللّه لي اسوة حسنة وسيردي الجاهل رداءة عمله. وسيعلم الکافرون لمن عقبي الدار. عصمنا اللّه واياکم من المهالک والاسواء، والافات والعاهات کلها برحمته فانه ولي ذلک، والقادر علي ما يشاء. وکان لنا ولکم وليا وحافظا. والسلام علي جميع الاوصياء والاولياء، والمؤمنين ورحمة اللّه وبرکاته وصلي اللّه علي محمد وآله وسلم تسليما». ومنها وهو يتصل بموضوع الامامة بصورة عامة کما هو السابق وموقعه (ع) منها، ورد دعوي جعفر الکذاب الذي ضلل بعض الناس والقح الفتنة في وقته وغذي الشکوک بولادة الامام (ع) ووجوده. وقد روي هذا الکتاب الشيخ احمد بن اسحاق بن سعد الاشعري رحمه اللّه. قال: انه جاء بعض الشيعة يعلمه ان جعفر الکذاب بن علي الهادي (ع) کتب اليه کتابا يعرفه فيه نفسه، ويعلمه انه القيم بعد اخيه، وان عنده من علم الحلال والحرام مايحتاج اليه وغير ذلک من العلوم کلها. فلما قراته کتبت الي صاحب الزمان (ع)، وصيرت کتاب جعفر في درجه فخرج الجواب الي في ذلک: «بسم اللّه الرحمن الرحيم » «اتاني کتابک ابقاک اللّه، والکتاب الذي انفذته درجة واحاطت معرفتي بجميع ما تضمنه علي اختلاف الفاظه وتکرر الخطا فيه (يعني کتاب جعفر)، ولو تدبرته لوقفت علي بعض ما وقفت عليه منه. والحمد للّه رب العالمين حمدا لا شريک له علي احسانه الينا، وفضله علينا ابي اللّه عز وجل للحق الا اتماما، وللباطل الا زهوقا وهو شاهدعلي بما اذکره، ولي عليکم بما اقوله اذا اجتمعنا ليوم لا ريب فيه، ويسالنا عما نحن فيه مختلفون. انه لم يجعل لصاحب الکتاب علي المکتوب اليه ولا عليک، ولا علي احد من الخلق جميعا امامة مفترضة، ولا طاعة ولا ذمة، وسابين لکم جملة تکتفون بها ان شاء اللّه تعالي: يا هذا يرحمک اللّه. ان اللّه تعالي لم يخلق الخلق عبثا، ولا اهملهم سدي بل خلقهم بقدرته، وجعل لهم اسماعا، وابصارا، وقلوبا، والبابا، ثم بعث اليهم النبيين (ع) مبشرين ومنذرين يامرونهم بطاعته وينهونهم عن معصيته، ويعرفونهم ما جهلوه من امر خالقهم، ودينهم، وانزل عليهم کتابا، وبعث اليهم ملائکة وباين بينهم وبين من بعث اليهم بالفضل الذي جعله لهم عليهم، وما آتاهم من الدلائل الظاهرة والبراهين الباهرة، والايات الغالبة فمنهم من جعل عليه النار بردا وسلاما، واتخذه خليلا، ومنهم من کلمه تکليما، وجعل عصاه ثعبانا مبينا، ومنهم من الموتي باذن اللّه وابرا الاکمه والابرص باذن اللّه، ومنهم من علمه منطق الطير واوتي من کل شي ء. ثم بعث محمدا رحمة للعالمين، وتمم به نعمته، وختم به انبياءه، وارسله الي الناس کافة، واظهر من صدقه ما اظهر وبين من آياته، وعلاماته ما بين.. ثم قبضه (ص) حميدا فقيدا سعيدا، وجعل الامر بعده الي اخيه، وابن عمه، ووصيه ووارثه علي بن ابي طالب (ع) ثم الي الاوصياء من ولده واحدا واحدا احيا بهم دينه، واتم بهم نوره، وجعل بينهم وبين اخوانهم وبني عمهم الادنين فالادنين من ذوي ارحامهم فرقانا بينا يعرف به الحجة من المحجوج والامام من الماموم بان عصمهم من الذنوب، وبراهم من العيوب وطهرهم من الدنس ونزههم من اللبس، وجعلهم خزان علمه ومستودع حکمته، وموضع سره، وايدهم بالدلائل، ولولا ذلک لکان الناس علي سواء ولادعي امر اللّه عز وجل کل احد ولما عرف الحق من الباطل ولا العالم من الجاهل. وقد ادعي هذا المبطل المفتري علي اللّه الکذب بما ادعاه، فلا ادري باية حالة هي له رجا ان يتم دعواه؟ بفقه في دين اللّه؟ فواللّه ما يعرف حلالا من حرام، ولا يفرق بين خطاوصواب.. ام بعلم؟! فما يعلم حقا من باطل، ولا محکما من متشابه ولا يعرف حدا لصلاة ووقتها.. ام بورع؟! فاللّه شهيد علي ترکه الصلاة الفرض اربعين يوما، يزعم ذلک لطلب الشعوذة، ولعل خبره تادي اليکم. وهاتيک ظروف مسکره منصوبة، وآثار عصيانه للّه عز وجل مشهورة قائمة. ام بحجة؟! فليقمها. ام بدلالة؟! فليذکرها. قال اللّه عز وجل في کتابه: «بسم اللّه الرحمن الرحيم » حم. تنزيل الکتاب من اللّه العزيز الحکيم. ما خلقنا السموات والارض وما بينهما الا بالحق واجل مسمي، والذين کفروا عما انذروا معرضون. قل: ارايتم ما تدعون من دون اللّه اروني ماذاخلقوا من الارض ام لهم شرک في السموات ائتوني بکتاب من قبل هذا او اثرة من علم ان کنتم صادقين. ومن اضل ممن يدعو من دون اللّه من لايستجيب له الي يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون، واذا حشر الناس کانوا لهم اعداء وکانوا بعبادتهم کافرين) [الاحقاف: 1 6]. فالتمس، تولي اللّه توفيقک، من هذا الظالم ما ذکرت لک، وامتحنه، واساله عن آية من کتاب اللّه يفسرها، او صلاة يبين حدودها، وما يجب فيها لتعلم حاله ومقداره،ويظهر لک عوره ونقصانه، واللّه حسيبه. حفظ اللّه الحق علي اهله، واقره في مستقره، وابي اللّه عز وجل ان تکون الامامة في الاخوين الا في الحسن والحسين. واذا اذن اللّهلنا في القول ظهر الحق، واضمحل الباطل وانحسر عنکم والي اللّه ارغب في الکفاية وجميل الصنع والولاية، وحسبنا اللّه ونعم الوکيل، وصلي اللّه علي محمد وآل محمد».