الاحاديث المتصلة بشخص الامام واخفاء ولادته وغيبته
رغم انا اوردنا في الفصل الاول عن الرسول (ص)، مما نقل في مصادر غير الامامية، ما يدل علي تشخيص الامام المهدي (ع) وانه التاسع من ولد الحسين والثاني عشرمن ائمة اهل البيت (ع)، فان اهمية هذه المسالة بحکم الخلاف القائم فيها بين المسلمين تدعونا للتاکيد عليها بايراد المزيد من الاحاديث المنقولة في مصادر الامامية وبطرقهم، وانا لنجد مثل هذا الاهتمام في الحديث عنها ولا بد من ان يکون للسبب نفسه لدي الرسول (ص) والائمة من اهل البيت (ع) الي الحد الذي لم يغفل الحديث عنها مکررا احد منهم، ولم يقتصروا (ع) في حديثهم علي تشخيص الامام المهدي (ع) بل تحدثوا مسبقا عن کل ما يتصل به مما هو مثار تساؤل وتشکيک کاخفاءولادته الا عن الخاصة، وغيبته الصغري والکبري، وحاولوا التنظير بما حدث في تاريخ بعض الانبياء، وقد کان لاحاديثهم في ذلک ابلغ الاثر في تثبيت المؤمنين امس واليوم بخاصة وان الاکثر منها تسبق تاريخ ولادة المهدي (ع) بعشرات السنين.
قال الشيخ الصدوق، المتوفي 383 ه، وهو يبين وجه الدلالة في هذه الاحاديث: «ان الائمة قد اخبروا بغيبته، ووصفوا کونها لشيعتهم في ما نقل عنهم واستحفظ في الصحف ودون في الکتب المؤلفة من قبل ان تقع الغيبة بمئتي سنة، او اقل او اکثر، فليس احد من اتباع الائمة (ع) الا وقد ذکر ذلک في کثير من کتبه، ورواياته، ودونه في مصنفاته، وهي الکتب التي تعرف بالاصول مدونة مستحفظة عند شيعة آل محمد (ص) من قبل الغيبة بما ذکرنا من السنين وقد اخرجت ما حضرني من الاخبار المسندة في الغيبة في هذا الکتاب، يعني مصدرنا المشار اليه في الهامش، في مواضعها». قال: «فلا يخلو حال هؤلاء الاتباع المؤلفين للکتب ان يکونوا علموا الغيب، بما وقع الان من الغيبة فالفوا ذلک في کتبهم ودونوه في مصنفاتهم من قبل کونها، وهذا محال عند اهل اللب والتحصيل، او ان يکونوا قد اسسوا في کتبهم الکذب فاتفق الامر لهم کما ذکروا، وتحقق ما وصفوا من کذبهم علي بعد ديارهم، واختلاف آرائهم، وتباين اقطارهم ومحالهم، وهذا ايضا محال کسبيل الوجه الاول. فلم يبق في ذلک الا انهم حفظوا عن ائمتهم المستحفظين للوصية (ع)». وسننقل، في ما ياتي، بعض ما ورد في ذلک عن کل واحد من المعصومين (ع) بدءا من الرسول (ص). (1) بعض ما روي عن الرسول (ص): 1- روي مسندا عن جابر بن عبداللّه الانصاري قال: قال رسول اللّه (ص): «المهدي من ولدي، اسمه اسمي، وکنيته کنيتي، اشبه الناس بي خلقا وخلقا، تکون له غيبة وحيرة تضل فيها الامم، ثم يقبل کالشهاب الثاقب يملاها عدلا وقسطا کما ملئت جورا وظلما». ورواه بسند آخر عن ابي بصير عن الصادق (ع) عن آبائه عن الرسول(ص). 2- وروي مسندا عن عمار قال: کنت مع رسول اللّه (ص) في بعض غزواته. فقتل علي (ع) اصحاب الالوية وفرق جمعهم، وقتل عمر بن عبداللّه الجمحي، وقتل شيبة بن نافع، فاتيت رسول اللّه (ص) فقلت له: يا رسول اللّه، ان عليا قد جاهد في اللّه حق جهاده، فقال: لانه مني وانا منه وارث علمي، وقاضي ديني ومنجز وعدي والخليفة بعدي،ولولاه لم يعرف المؤمن المحض بعدي، حربه حربي وسلمه سلمي، وسلمي سلم اللّه، الا انه ابو سبط ي والائمة بعدي، من صلبه يخرج اللّه تعالي الائمة الراشدين، ومنهم مهدي هذه الامة. فقلت: بابي انت وامي يا رسول اللّه، ما هذا المهدي؟ قال: يا عمار، اعلم ان اللّه تبارک وتعالي عهد الي انه يخرج من صلب الحسين (ع) ائمة تسعة والتاسع من ولده يغيب عنهم وذلک قول اللّه عز وجل: (قل ارايتم ان اصبح م اؤکم غورا فمنياتيکم بماء معين) [الملک: 30]. تکون له غيبة طويلة يرجع عنها قوم ويثبت عليها آخرون، فاذا کان في آخر الزمان يخرج فيملا الدنيا قسطا وعدلا ويقاتل علي التاويل کما قاتلت علي التنزيل، وهوسميي واشبه الناس بي. (2) بعض ما روي عن الامام علي (ع): 1- روي الصدوق في حديث مسند عن الحسين بن علي (ع) قال: ان امير المؤمنين (ع) قال: التاسع من ولدک يا حسين هو القائم بالحق والمظهر للدين والباسط للعدل.قال الحسين (ع): قلت له: يا امير المؤمنين وان ذلک لکائن؟ فقال (ع): اي والذي بعث محمدا بالنبوة، واصطفاه علي جميع البرية، ولکن بعد غيبة وحيرة فلا يثبت علي دينه الا المخلصون المباشرون لروح اليقين الذين اخذ اللّه عز وجل ميثاقهم بولايتنا، وکتب في قلوبهم الايمان، وايدهم بروح منه. 2- وروي الصدوق بسنده عن الاصبغ بن نباتة قال: اتيت امير المؤمنين (ع) فوجدته متفکرا ينکت الارض، فقلت: يا امير المؤمنين مالي اراک متفکرا، ارغبت فيها؟(يعني الخلافة). فقال: لا واللّه ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوما قط. ولکن فکرت في مولود يکون في ظهر الحادي عشر من ولدي هو المهدي يملاها عدلا کما ملئت جورا وظلما تکون له حيرة وغيبة تضل فيها اقوام. (3) بعض ما روي عن الصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام): 1- وروي الصدوق بسنده عن جابر الجعفي عن ابي جعفر محمد بن علي الباقر عن جابر بن عبداللّه الانصاري قال: دخلت علي مولاتي فاطمة (عليها السلام) وقدامها لوح يکاد ضوؤه يغشي الابصار فيه اثنا عشر اسما ثلاثة في ظاهره وثلاثة في باطنه وثلاثة اسماء في آخره وثلاثة اسماء في طرفه، فعددتها فاذا هي اثنا عشر. فقلت: اسماء من هؤلاء؟ قالت: هذه اسماء الاوصياء اولهم ابن عمي، واحد عشر من ولدي آخرهم القائم (ع). قال جابر: «فرايت فيها: محمد محمد محمد في ثلاث مواضع وعلي وعلي وعلي وعلي في اربعة مواضع ». (4) بعض ما روي عن الامام الحسن (ع): 1- وروي الصدوق بسنده عن ابي سعيد عقيصا قال: لما صالح الامام الحسن معاوية وسمع لوم الناس له کان مما قاله: الا تعلمون انني امامکم مفترض الطاعة عليکم واحد سيدي شباب اهل الجنة بنص رسول اللّه (ص). قالوا: بلي. قال: اما علمتم ان الخضر لما خرق السفينة واقام الجدار وقتل الغلام کان ذلک سقطا لموسي بن عمران اذ خفي عليه وجه الحکمة في ذلک، وکان ذلک عند اللّه تعالي ذکره حکمة وصوابا، اما علمتم انه ما منا احد الا وتقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه الا القائم (ع) الذي يصلي روح اللّه خلفه، فان اللّه عز وجل يخفي ولادته، ويغيب شخصه، لئلاتکون في عنقه بيعة اذا خرج. ذلک التاسع من ولد اخي الحسين (ع) ابن سيدة النساء (سيدة الاماء هکذا ورد في کثير من الروايات) ثم يظهره اللّه في صورة شاب دون اربعين سنة بقدرته، وذلک ليعلم ان اللّه علي کل شي ء قدير. (5) بعض ما روي عن الامام الحسين (ع): 1- وروي الصدوق بسنده عن عبداللّه بن شريک عن رجل من همدان (سماه بعضهم) قال: سمعت الحسين بن علي بن ابي طالب (ع) يقول: قائم هذه الامة التاسع من ولدي وهو صاحب الغيبة، وهو الذي يقسم ميراثه وهو حي. 2- وروي ايضا عن عبد الرحمن بن سليط قال: قال الحسين بن علي (ع): منا اثنا عشر مهديا اولهم امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع)، وآخرهم التاسع من ولدي وهوالامام القائم بالحق يحيي اللّه به الارض بعد موتها، ويظهر به دين الحق علي الدين کله ولو کره المشرکون، له غيبة يرتد فيها اقوام، ويثبت علي الدين فيها آخرون فيؤذون ويقال لهم: (متي هذا الوعد ان کنتم صادقين). اما ان الصابر في غيبته علي الاذي والتکذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول اللّه (ص). (6) بعض ما روي عن الامام علي بن الحسين زين العابدين (ع): 1- وروي الصدوق ايضا بسنده عن ابي خالد الکابلي انه حين سال الامام علي بن الحسين زين العابدين (ع) عن الائمة الذين افترض اللّه طاعتهم واوجب الاقتداء بهم بعد رسول اللّه (ص) ذکر له عليا، والحسن، والحسين، وذکر ان الامر انتهي اليه وانه سيکون من بعده لابنه محمد الباقر (ع)، ثم ابنه جعفر الصادق (ع). وحين ساله ابو خالدعن سر تسميته بالصادق وکلهم صادقون بين له (ع) ان الرسول (ص) قال: اذا ولد ابني جعفر فسموه الصادق فان الخامس الذي من ولده اسمه (جعفر) يدعي الامامة جراة علي اللّه وکذبا عليه. ثم تحدث الامام زين العابدين (ع) فقال: کاني بجعفر الکذاب قد حمل طاغية زمانه علي تفتيش امر ولي اللّه والمغيب في حفظ اللّه، والموکل بحرم ابيه، جهلا منه بولادته وحرصا منه علي قتله ان ظفر به، وطمعا في ميراث اخيه حتي ياخذه بغير حقه. واجاب الامام (ع) حين قال له ابو خالد: وان ذلک لکائن يابن رسول اللّه (ص) قائلا: اي وربي، ان ذلک مکتوب في الصحيفة التي فيها ذکر المحن التي تجري علينا بعدرسول اللّه (ص). قال ابو خالد: فقلت يابن رسول اللّه (ص) ثم ماذا يکون؟ قال: ثم تمتد الغيبة بولي اللّه عز وجل الثاني عشر من اوصياء رسول اللّه (ص). وقال: ان اهل زمان غيبته القائلين بامامته والمنتظرين لظهوره افضل من اهل کل زمان. 2- وروي الصدوق بسنده عن سعيد بن جبير قال: سمعت سيد العابدين علي بن الحسين بن ابي طالب (ع) يقول: في القائم سنة من سبعة انبياء: سنة من ابينا آدم، وسنة من نوح، وسنة من ابراهيم، وسنة من موسي، وسنة من عيسي، وسنة من ايوب، وسنة من محمد صلوات اللّه عليهم. فاما من آدم ونوح فطول العمر، واما من ابراهيم فخفاء الولادة واعتزال الناس، واما من موسي فالخوف والغيبة، واما من عيسي فاختلاف الناس فيه، واما من ايوب فالفرج بعد البلوي، واما من محمد فالخروج بالسيف. (7) بعض ما روي عن الامام محمد الباقر (ع): 1- وروي الصدوق بسنده عن ابي حمزة عن ابي جعفر (ع) قال: ان اللّه تبارک وتعالي ارسل محمدا الي الجن والانس، وجعل من بعده اثني عشر وصيا منهم من مضي،ومنهم من بقي، وکل وصي جرت فيه سنة من الاوصياء الذين قبل محمد (ص) علي سنة اوصياء عيسي (ع) وکانوا اثني عشر وصيا، وکان امير المؤمنين علي علي سنة المسيح. 2- وروي عن ابي ايوب المخزومي قال: ذکر ابو جعفر (ع) سيرة الخلفاء الراشدين فلما بلغ آخرهم قال: الثاني عشر الذي يصلي عيسي بن مريم خلفه عليک بسنته والقرآن الکريم. 3- وروي بسنده عن محمد بن مسلم الثقفي، قال: دخلت علي ابي جعفر محمد بن علي الباقر (ع) وانا اريد ان اساله عن القائم من آل محمد، فقال لي مبتدئا: يا محمد بن مسلم، ان في القائم من اهل بيت محمد (ص) سنة من خمسة رسل: من يونس بن متي، ويوسف بن يعقوب، وموسي، وعيسي، ومحمد صلوات اللّه عليهم. فاما سنة من يونس بن متي فرجوعه من غيبته وهو شاب بعد کبر السن، واما سنة من يوسف بن يعقوب فالغيبة من خاصته وعامته، واختفاؤه من اخوته واشکال امره علي ابيه يعقوب النبي مع قرب المسافة بينه وبين ابيه، واهله وشيعته. واما سنة من موسي فدوام خوفه، وطول غيبته، وخفاء ولادته، وتعب شيعته من بعده مما لقوا من الاذي والهوان الي ان ياذن اللّه عز وجل في ظهوره ونصره، وتاييده علي عدوه. واما سنة من عيسي فاختلاف من اختلف فيه حتي قالت طائفة: ما ولد، وطائفة منهم قالت: مات. وطائفة قالت: قتل وصلب. واما سنة من جده المصطفي محمد (ص) فتجريده السيف، وقتله اعداء اللّه تعالي، واعداء رسوله، والجبارين والطواغيت، وانه ينصر بالسيف والرعب، وانه لا ترد له راية. وان من علامات خروجه(ع) خروج السفياني من الشام، وخروج اليماني، وصيحة من السماء في شهر رمضان ومناد ينادي من السماء باسمه واسم ابيه. 4- وبسنده عن محمد بن مسلم ايضا قال: سمعت ابا جعفر محمد بن علي (ع) يقول: القائم منا منصور بالرعب، مؤيد بالنصر، تطوي له الارض وتظهر له الکنوز يبلغ سلطانه المشرق والمغرب ويظهر به اللّه عز وجل دينه علي الدين کله ولو کره المشرکون، فلا يبقي في الارض خراب الا وعمر وينزل روح اللّه عيسي بن مريم (ع) فيصلي خلفه (والرواية طويلة). (8) بعض ما روي عن الامام جعفر بن محمد الصادق (ع): 1- روي الشيخ الصدوق، رحمه اللّه، بسنده عن صفوان بن مهران عن الصادق جعفر بن محمد (ع)، انه قال: من اقر بجميع الائمة وجحد المهدي (ع) کان کمن اقر بجميع الانبياء وجحد محمدا نبوته، فقيل له: يابن رسول اللّه، فمن المهدي من ولدک؟ قال: الخامس من ولد السابع. يغيب عنکم شخصه، ولا يحل لکم تسميته، ورواه بسند آخر عن عبداللّه بن ابي يعفور. 2- وروي بسنده عن السيدين محمد الحميري في حديث طويل يقول فيه للصادق جعفر بن محمد (ع): يابن رسول اللّه قد رويت لنا اخبارا عن آبائک (ع) في الغيبة،وصحة کونها فاخبرني بمن تقع؟ فقال: ان الغيبة ستقع بالسادس من ولدي، وهو الثاني عشر من الائمة الهداة من بعد رسول اللّه (ص): اولهم امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) وآخرهم القائم بالحق بقية اللّه في الارض وصاحب الزمان. واللّه لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتي يظهر فيملا الارض قسطا وعدلا کما ملئت جورا وظلما. 3- وروي بسنده عن زرارة بن اعين قال: سمعت ابا عبداللّه (الصادق) (ع) يقول: ان للقائم غيبة قبل ان يقوم قلت له: ولم؟ قال: يخاف (واوما الي بطنه) (ع) لعله يعني (انها تبقر اغتيالا) ثم قال: يا زرارة وهو المنتظر، وهو الذي يشک الناس في ولادته، منهم يقول هو حمل ومنهم يقول هو غائب و منهم يقول: ما ولد، ومنهم من يقول: ولد قبل وفاة ابيه بسنتين، غير ان اللّه تبارک وتعالي يحب ان يمتحن الشيعة فعند ذلک يرتاب المبطلون. 4- وروي الکليني والصدوق بسندهما عن سدير قال: سمعت ابا عبداللّه الصادق (ع) يقول: في القائم شبه من يوسف، قلت: کانک تذکر جفره او غيبته؟ فقال الامام ماتنکر من ذلک هذه الامة اشباه... ان اخوة يوسف کانوا اسباطا اولاد انبياء تاجروا بيوسف، وباعوه وهم اخوته، وهو اخوهم، فلم يعرفوه حتي قال لهم: انا يوسف... فما تنکر هذه الامة ان يکون اللّه عز وجل في وقت من الاوقات يريد ان يبين حجته لقد کان يوسف اليه ملک مصر، وکان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما فلو اراداللّه عز وجل ان يعرفه مکانه لقدر علي ذلک. واللّه لقد سار يعقوب وولده عند البشارة مسيرة تسعة ايام من بدوهم الي مصر. فما تنکر هذه الامة ان يکون اللّه عز وجل يفعل بحجته ما فعل بيوسف؟ ان يکون يسير في اسواقهم، ويطا بسطهم، وهم لا يعرفونه حتي ياذن اللّه عز وجل ان يعرفهم بنفسه، کما اذن ليوسف حتي قال: هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه اذ انتم جاهلون. قالوا: انک لانت يوسف. قال: انا يوسف وهذا اخي. 5- وروي بسنده عن ابي بصير قال: سمعت ابا عبداللّه (الصادق) (ع) يقول: «ان سنن الانبياء (ع)، بما وقع بهم من الغيبات حادثة في القائم منا اهل البيت (ع) حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ». قال ابو بصير فقلت: يابن رسول اللّه، ومن القائم منکم اهل البيت؟ فقال: يا ابا بصير هو الخامس من ولد ابني موسي، ذلک ابن سيدة الاماء يغيب غيبة يرتاب فيها المبطلون، ثم يظهره اللّه عز وجل، ويفتح علي يده مشارق الارض ومغاربها، وينزل روح اللّه عيسي بن مريم فيصلي خلفه، فتشرق الارض بنور ربها، ولا تبقي في الارض قطعة عبد فيها غير اللّه عز وجل الا عبد اللّه عز وجل فيها، ويکون الدين کله للّه ولو کره المشرکون ».6- وروي بسنده عن سدير الصيرفي قال انه دخل هو والمفضل بن عمر وابو بصير وابان بن تغلب علي الامام الصادق (ع)، وذکر حديثا طويلا منه انه قال (ع): «ان اللّهتبارک وتعالي ادار للقائم منا ثلاثة ادارها لثلاثة من الرسل (ع): قدر مولده تقدير مولد موسي (ع)، وقدر غيبته تقدير غيبة عيسي (ع)، وقدر ابطاءه بتقدير ابطاء نوح (ع).وجعل له من بعد ذلک عمر العبد الصالح اعني الخضر (ع) دليلا علي عمره. فقلنا: اکشف لنا يابن رسول اللّه عن وجوه هذه المعاني. قال (ع): اما مولد موسي (ع) فان فرعون لما وقف علي ان زوال ملکه علي يده امر باحضار الکهنة فدلوه علي نسبه، وانه يکون من بني اسرائيل، ولم يزل يامر اصحابه بشق بطون الحوامل من نساء بني اسرائيل حتي قتل في طلبه نيفا وعشرين الف مولود، وتعذر عليه الوصول الي قتل موسي (ع) بحفظ اللّه تبارک وتعالي اياه، کذلک بنوامية وبنو العباس لما وقفوا علي ان زوال ملک الامراء والجبابرة منهم علي يد القائم منا ناصبونا العداوة، ووضعوا سيوفهم في قتل آل الرسول (ص) ويابي اللّه عز وجل ان يکشف امره لواحد من الظلمة الا ان يتم نوره ولو کره المشرکون. واما غيبة عيسي (ع): فان اليهود والنصاري اتفقت علي انه قتل فکذبهم اللّه جل ذکره بقوله عز وجل: (وما قتلوه وما صلبوه ولکن شبه لهم). کذلک غيبة القائم فان الامة ستنکرها لطولها فمن قائل يهذي، بانه لم يولد، وقائل يقول: انه ولد ومات، وقائل يکفر بقوله: ان حادي عشرنا کان عقيما، وقائل يمرق بقوله:انه يتعدي الي ثالث عشر وما عدا، وقائل يعصي اللّه عز وجل بقوله: ان روح القائم ينطق في هيکل غيره. واما ابطاء نوح فانه لما استنزلت العقوبة علي قومه من السماء بعث اللّه تبارک وتعالي جبرائيل الروح الامين ومعه سبع نوايات فقال: يا نبي اللّه، ان اللّه تبارک وتعالي يقول لک: ان هؤلاء خلائقي وعبادي لست ابيدهم بصاعقة من صواعقي الا بعد تاکيد الدعوة والزام الحجة فعاود اجتهادک في الدعوة لقومک فاني مثيبک عليه واغرس هذا النوي فان لک في نباتها وبلوغها وادراکها اذا اثمرت الفرج والخلاص. وذکر الامام (ع) انه اثمرت الاشجار التي جاءت من ذلک النوي، فامر بان يغرس نواها، ويعاود الصبر والاجتهاد، ويؤکد الحجة علي قومه. قال الامام: ثم ان اللّه تبارک وتعالي لم يزل يامره عند کل مرة بان يغرسها مرة بعد اخري الي ان غرسها سبع مرات وما زالت تلک الطوائف من المؤمنين ترتد منه طائفة بعد طائفة الي ان عاد الي نيف وسبعين رجلا فاوحي اللّه تبارک وتعالي عند ذلک اليه: يا نوح الان اسفر الصبح عن الليل. حين صرح الحق عن محضه وصفا الکدر بارتدادکل من کانت طينته خبيثة، فلو اني اهلکت الکفار وابقيت من ارتد من الطوائف التي کانت آمنت بک لما کنت صدقت وعدي السابق للمؤمنين الذين اخلصوا التوحيد من قومک، واعتصموا بحبل نبوتک باني استخلفهم في الارض وامکن لهم دينهم وابدل خوفهم بالامن لکي تخلص العبادة لي بذهاب الشرک من قلوبهم (الحديث)، وکيف يکون الامن والتمکين والتبديل بالامن مني لهم مع ما کنت اعلم من ضعف يقين الذين ارتدوا، وخبيث طينتهم وسوء سرائرهم. ويذکر الحديث ما معناه ان حال هؤلاءستحملهم علي اثارة الفتن وطلب الامرة ونشر الکفر من جديد. الي ان يقول (ع): «وکذلک القائم (ع) فانه تمتد ايام غيبته فيصرح الحق عن محضه ويصفو الايمان من الکدر بارتداد کل من کانت طينته خبيثة » (الحديث). ثم قال (ع): واما العبد الصالح اعني الخضر (ع) فان اللّه تبارک وتعالي ما طول عمره لنبوة قدرها له، ولا لکتاب نزله عليه، ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من کان قبله من الانبياء، ولا لامامة يلزم عباده الاقتداء بها ولا لطاعة يفرضها له. بل ان اللّه تبارک وتعالي، لما کان في سابق علمه ان يقدر عمر القائم (ع) ما يقدر من عمر الخضر، وما قدر في ايام غيبته ما قدر وعلم ما يکون من انکار عباده بمقدار ذلک من العمر في الطول، طول عمر العبد الصالح في غير سبب يوجب ذلک الا لعلة الاستدلال به علي عمر القائم (ع)، وليقطع بذلک حجة المعاندين لئلا يکون للناس علي اللّهحجة. وقد اورد الصدوق رحمه اللّه في هذا الباب (الثالث والثلاثين) فقط مما ورد عن الامام الصادق (ع) في الامام المهدي (59) حديثا مسندا. (9) بعض ما روي عن الامام موسي بن جعفر الکاظم (ع): 1- روي الصدوق بسنده عن علي بن جعفر عن اخيه موسي بن جعفر (ع) انه قال: «اذا فقد الخامس من ولد السابع فاللّه اللّه في اديانکم لا يردکم احد عنها. يا بني، انه لا بد لصاحب هذا الامر من غيبة حتي يرجع من هذا الامر من يقول به، انما هي محنة من اللّه عز وجل امتحن بها خلقه، ولو علم آباؤکم واجدادکم دينا اصح من هذا لاتبعوه. فقلت: يا سيدي. وما الخامس من ولد السابع؟ فقال: يا بني عقولکم تضعف عن ذلک واخلاقکم تضيق عن حمله، ولکن ان تعيشوا فسوف تدرکوه ». 2- وروي بسنده عن يونس بن عبد الرحمن: قال: دخلت علي موسي بن جعفر (ع) فقلت له: يابن رسول اللّه، انت القائم بالحق؟ فقال (ع): انا القائم بالحق، ولکن القائم الذي يطهر الارض من اعداء اللّه عز وجل، ويملاها عدلا کما ملئت جورا وظلما هو الخامس من ولدي له غيبة يطول امدها خوفاعلي نفسه يرتد فيها اقوام، ويثبت فيها آخرون. 3- وروي بسنده عن محمد بن زياد الازدي قال: سالت سيدي موسي بن جعفر (ع) عن قول اللّه عز وجل: (واسبغ عليکم نعمه ظاهرة وباطنة). فقال (ع): النعمة الظاهرة الامام الظاهر والباطنة الامام الغائب. فقلت له: ويکون في الائمة من يغيب؟ قال: نعم يغيب عن ابصار الناس شخصه، ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذکره، وهو الثاني عشر منا يسهل اللّه له کل عسير، ويذلل له کل صعب، ويظهر له کنوز الارض، ويقرب له کل بعيد، ويبيد به کل جبار عنيد، ويهلک علي يده کل شيطان مريد. ذاک ابن سيدة الاماء الذي تخفي علي الناس ولادته،ولا يحل لهم تسميته، حتي يظهره (اللّه) عز وجل فيملا به الارض قسطا وعدلا کما ملئت جورا وظلما. (10) بعض ما روي عن الامام علي بن موسي الرضا (ع): 1- روي الصدوق بسنده عن الحسن بن محبوب عن ابي الحسن علي بن موسي الرضا (ع) قال: قال لي: لا بد من فتنة صماء صيلم تسقط فيها کل بطانة ووليجة، وذلک عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي (يعني الامام الحسن العسکري) يبکي عليه اهل السماء، واهل الارض، وکل حري وحران وکل حزين ولهفان. ثم قال (ع): بابي وامي سمي جدي شبيهي وشبيه موسي بن عمران (ع): عليه جيوب النور، يتوقد شعاع ضياء القدس، کم من حري مؤمنة وکم من مؤمن متاسف حيران حزين عند فقدان الماء المعين. کاني بهم آيس ما کانوا نودوا نداء يسمع من بعد کما يسمع من قرب، يکون رحمة علي المؤمنين وعذابا علي الکافرين. 2- وروي بسنده عن الهروي قال: سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول: انشدت مولاي علي بن موسي الرضا (ع) قصيدتي التي اولها:
مدارس آيات خلت من تلاوة
ومنزل وحي مقفر العرصات
لما انتهيت الي قولي:
خروج امام لا محالة خارج
يقوم علي اسم اللّه والبرکات
يميز فينا کل حق وباطل
ويجزي علي النعماء والنقمات
بکي الرضا (ع) بکاء شديدا، ثم رفع راسه الي فقال لي: يا خزاعي، نطق روح القدس علي لسانک بهذين البيتين، فهل تدري من هذا الامام؟ ومتي يقوم؟ فقلت: لا يا مولاي الا اني سمعت بخروج امام منکم يطهر الارض من الفساد ويملاها عدلا کما ملئت جورا. فقال (ع): يا دعبل: الامام بعدي محمد ابني وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم، المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول اللّه ذلک اليوم حتي يخرج، فيملاها عدلا کما ملئت جورا واما متي؟ فاخبار عن الوقت. ولقد حدثني ابي عن ابيه عن آبائه عن علي (ع): ان النبي (ص) قيل له: يا رسول اللّه متي يخرج القائم من ذريتک؟ فقال (ص): مثله مثل الساعة (لا يجليها لوقتها الا هو ثقلت في السماوات والارض) لا ياتيکم الا بغتة. 3- وروي بسنده عن ايوب بن نوح قال: قلت للرضا (ع) انا لنرجو ان تکون صاحب هذا الامر، وان يسديه اللّه عز وجل اليک من غير سيف، فقد بويع لک وضربت الدراهم باسمک. فقال (ع): ما منا احد اختلفت اليه الکتب وسئل عن المسائل، واشارت اليه الاصابع وحملت اليه الاموال الا اغتيل، او مات علي فراشه حتي يبعث اللّه عز وجل لهذا الامررجلا خفي المولد والمنشا غير خفي في نسبه. (11) بعض ما روي عن الامام محمد الجواد (ع): 1- روي الصدوق، رحمه اللّه، بسنده عن الصقر بن دلف قال: سمعت ابا جعفر محمد بن علي الرضا (ع) يقول: ان الامام بعدي ابني علي امره امري وقوله قولي وطاعته طاعتي والامام بعده ابنه الحسن امره امر ابيه وقوله قول ابيه وطاعته طاعة ابيه. ثم سکت (ع) فقلت له: يابن رسول اللّه، فمن الامام بعد الحسن؟ فبکي بکاء شديدا ثم قال (ع): ان من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر. فقلت له: يابن رسول اللّه، ولم سمي القائم؟ قال: لانه يقوم بعد موت ذکره، وارتداد اکثر القائلين بامامته. فقلت له: ولم سمي المنتظر؟ قال: لان له غيبة تکثر آياتها، ويطول امرها فينتظر خروجه المخلصون، وينکره المرتابون ويستهزي بذکره الجاحدون، ويکذب فيه الوقاتون، ويهلک فيه المستعجلون،وينجو فيه المسلمون. 2- وروي بسنده عن عبد العظيم بن عبداللّه بن علي بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب قال: «دخلت علي سيدي محمد بن علي (الجواد)، وانا اريد ان اساله عن القائم ما هو؟ المهدي او غيره؟ فابتداني فقال لي: ابا القاسم، ان القائم منا هو المهدي الذي يجب ان ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره وهو الثالث من ولدي. والذي بعث محمدا بالنبوة وخصنا بالامامة. انه لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول اللّه ذلک اليوم حتي يخرج فيه فيملا الارض قسطا وعدلا کما ملئت جورا وظلما، وان اللّهتبارک وتعالي ليصلح له امره في ليلة کما اصلح امر کليمه موسي اذ ذهب يقتبس نارا فرجع وهو رسول نبي، ثم قال: افضل اعمال شيعتنا انتظار الفرج ». 3- وروي بسنده عن عبد العظيم بن عبداللّه الحسني السابق. قال: «قلت لمحمد بن علي بن موسي (الجواد) (ع). اني لارجو ان تکون القائم من اهل بيت (محمد) الذي يملا الارض قسطا وعدلا کما ملئت جورا وظلما. فقال (ع): يا ابا القاسم، ما منا الا وهو قائم بامر اللّه عز وجل وهاد الي دين اللّه ولکن القائم الذي يطهر اللّه عز وجل به الارض من اهل الکفر والجحود، ويملاها عدلا وقسطا،وهو الذي تخفي علي الناس ولادته ويغيب عنهم شخصه ويحرم عليهم تسميته. وهو سمي رسول اللّه وکنيه، وهو الذي تطوي له الارض، ويذل له کل صعب ويجتمع اليه اصحابه عدتهم عدة اهل بدر ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلا من اقاصي الارض، وذلک قول اللّه اينما تکونوا يات بکم اللّه جميعا، ان اللّه علي کل شي ء قدير. فاذا اجتمعت له هذه العدة من اهل الاخلاص اظهر اللّه امره، فاذا کمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج باذن اللّه عز وجل فلا يزال يقتل اعداء اللّه حتي يرضي اللّه تعالي. قال عبد العظيم، فقلت له: يا سيدي وکيف يعلم ان اللّه عز وجل قد رضي؟ قال: يلقي في قلبه الرحمة ». (12) بعض ما روي عن الامام علي الهادي (ع): ا روي الصدوق بسنده عن الصقر بن دلف قال: سمعت الامام (الهادي) علي بن محمد بن علي الرضا (ع). يقول: «ان الامام بعدي الحسن ابني، وبعد الحسن ابنه القائم الذي يملا الارض قسطا وعدلا کما ملئت جورا وظلما». 2- وروي بسنده عن ابي هاشم داود بن القاسم الجعفري قال: «سمعت ابا الحسن صاحب العسکر (يعني الامام علي الهادي (ع)) يقول: الخلف من بعدي ابني الحسن فکيف لکم بالخلف من بعد الخلف. قلت: ولم، جعلني اللّه فداک؟ فقال: لانکم لا ترون شخصه، ولا يحل لکم ذکره باسمه. فقلت: فکيف نذکره؟ قال: قولوا: الحجة من آل محمد». 3- وبسنده عن عبد العظيم بن عبداللّه الحسني، قال: «دخلت علي سيدي علي بن محمد (الهادي) (ع) فلما ابصرني قال لي: مرحبا يا ابا القاسم انت ولينا حقا. قال: فقلت له: يابن رسول اللّه، اني اريد ان اعرض عليک ديني فان کان مرضيا ثبت عليه حتي القي اللّه عز وجل. فقال: هات يا ابا القاسم. فقلت: اني اقول: ان اللّه تبارک وتعالي واحد ليس کمثله شي ء خارج عن الحدين حد الابطال وحد التشبيه، وانه ليس بجسم، ولا صورة، ولا عرض، ولا جوهر، بل هو مجسم الاجسام، ومصور الصور، وخالق الاعراض، والجواهر، ورب کل شي ء، ومالکه، ومحدثه، وان محمدا (ص) عبده ورسوله، خاتم النبيين، ولا نبي بعده الي يوم القيامة و ان شريعته خاتمة الشرائع فلا شريعة بعدها الي يوم القيامة. واقول: ان الامام والخليفة وولي الامر بعده امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) ثم الحسن (ع) ثم الحسين (ع) ثم علي بن الحسين (ع) ثم محمد بن علي (ع) ثم جعفر بن محمد (ع) ثم موسي بن جعفر (ع) ثم علي بن موسي (ع) ثم محمد بن علي (ع) ثم انت يا مولاي. فقال (ع): ومن بعدي الحسن ابني، فکيف للناس بالخلف من بعده؟ قال: فقلت: وکيف ذلک يا مولاي؟ فقال (ع): لانه لا يري شخصه، ولا يحل ذکره باسمه حتي يخرج فيملا الارض قسطا وعدلا کما ملئت جورا ظلما. قال: فقلت: اقررت، واقول ان وليهم ولي اللّه، وعدوهم عدو اللّه، وطاعتهم طاعة اللّه. واقول: ان المعراج حق والمساءلة في القبر حق وان الجنة حق، والنار حق، والصراط حق، والميزان حق، وان الساعة آتية لا ريب فيها، وان اللّه يبعث من في القبور. واقول: ان الفرائض الواجبة بعد الولاية الصلاة والزکاة والصوم والحج والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنکر. فقال علي بن محمد (الهادي) (ع): يا ابا القاسم: هذا واللّه دين اللّه الذي ارتضاه لعباده فاثبت عليه ثبتک اللّه بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ». (13) بعض ما روي عن الامام الحسن بن علي العسکري (ع): 1- روي المجلسي بسنده عن محمد بن عثمان العمري قدس اللّه روحه قال: «سمعت ابي يقول: سئل ابو محمد الحسن بن علي (ع)، وانا عنده، عن الخبر الذي روي عن آبائه (ع): ان الارض لا تخلو من حجة للّه علي خلقه الي يوم القيامة، وان من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية. فقال (ع): ان هذا حق کما ان النهار حق. فقيل له: يابن رسول اللّه، فمن الحجة والامام بعدک؟ فقال: ابني محمد، وهو الامام والحجة بعدي من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية، اما ان له غيبة يحار فيها الجاهلون، ويهلک فيها الوقاتون، ثم يخرج فکاني انظر الي الاعلام البيض تخفق فوق راسه بنجف الکوفة ». 2- روي بسنده عن موسي بن جعفر البغدادي قال: «سمعت ابا محمد الحسن بن علي (ع) يقول: کاني بکم وقد اختلفتم بعدي في الخلف مني، اما ان المقر بالائمة بعدرسول اللّه المنکر لولدي کمن اقر بجميع انبياء اللّه ورسله ثم انکر نبوة محمد رسول اللّه (ص) والمنکر لرسول اللّه (ص) کمن انکر جميع الانبياء، لان طاعة آخرنا کطاعة اولنا، والمنکر لاخرنا کالمنکر لاولنا. اما ان لولدي غيبة يرتاب فيها الناس الا من عصمه اللّه عز وجل ». 3- وروي الصدوق بسنده عن احمد بن اسحاق الاشعري قال: «دخلت علي ابي محمد الحسن بن علي (ع) وانا اريد ان اساله عن الخلف من بعده فقال لي (ع) مبتدئا: يااحمد بن اسحاق، ان اللّه تبارک وتعالي لم يخل الارض منذ خلق آدم، ولا يخليها الي ان تقوم الساعة من حجة للّه علي خلقه، به يدفع البلاء عن اهل الارض، وبه ينزل الغيث، ويخرج برکات الارض. قال: فقلت له: يابن رسول اللّه، فمن الامام والخليفة بعدک؟ فنهض (ع) مسرعا فدخل البيت، ثم خرج وعلي عاتقه غلام کان وجهه القمر ليلة البدر من ابناء الثلاث سنين فقال: يا احمد بن اسحاق، لولا کرامتک علي اللّه عزوجل وعلي حججه ما عرضت عليک ابني هذا، انه سمي رسول اللّه (ص) وکنيه الذي يملا الارض قسطا وعدلا کما ملئت جورا وظلما. يا احمد بن اسحاق، مثله في هذه الامة مثل الخضر ومثله مثل ذي القرنين، واللّه ليغيبن غيبة لا ينجو فيها الا من ثبته اللّه عز وجل علي القول بامامته، ووفقه بها للدعاء بتعجيل فرجه ». 4- وروي محمد بن يعقوب الکليني رحمه اللّه «ان الامام الحسن (ع) قال حين ولد الحجة (ع): زعم الظلمة انهم يقتلونني ليقطعوا هذا النسل فکيف راوا قدرة اللّه، وسماه المؤمل ». 5- وروي بسنده عن احمد بن محمد قال: «خرج عن ابي محمد (الامام الحسن (ع)» حين قتل الزبيري: هذا جزاء من افتري علي اللّه وعلي اوليائه زعم انه يقتلني وليس لي عقب. فکيف راي قدرة اللّه؟ وولد له ولد سماه محمدا سنة ست وخمسين ومائتين ». 6- وروي الطوسي رحمه اللّه عن جعفر بن محمد بن مالک الفزاري البزاز عن جماعة من الشيعة منهم علي بن بلال واحمد بن هلال ومحمد بن معاوية بن حکيم والحسن بن ايوب بن نوح قالوا جميعا: «اجتمعنا الي ابي محمد الحسن بن علي (ع) نساله عن الحجة من بعده، وفي مجلسه (ع) اربعون رجلا، فقام اليه عثمان بن سعيد بن عمرو العمري. فقال له: يابن رسول اللّه: اريد ان اسالک عن امر انت اعلم به مني. فقال (ع) له: اجلس يا عثمان... فقام (ع) مغضبا ليخرج فقال: لا يخرجن احد، فلم يخرج منا احد الي ان کان بعد ساعة. فصاح (ع) بعثمان فقام علي قدميه. فقال (ع): اخبرکم بما جئتم. فقالوا: نعم يابن رسول اللّه. قال: جئتم تسالونني عن الحجة من بعدي. قالوا: نعم. فاذا غلام کانه قطعة قمر اشبه الناس بابي محمد، فقال: هذا امامکم من بعدي، وخليفتي عليکم اطيعوه، ولا تتفرقوا من بعدي، فتهلکوا في اديانکم الا انکم لا ترونه من بعديومکم هذا» (الرواية). 7- وروي الکليني بسنده عن جعفر بن محمد المکفوف عن عمرو الاهوازي قال، اراني ابو محمد ابنه وقال: «هذا صاحبکم من بعدي ». 8- وروي الطوسي عدة روايات بسنده عن ابي عبداللّه المطهري وعن موسي بن محمد بن جعفر وعن محمد بن ابراهيم وعن محمد بن علي بن بلال وعن احمد بن علي الرازي عن جماعة من الشيوخ عن حکيمة بنت الامام محمد الجواد (ع) انه لدي ولادة الامام (ع) ليلة النصف من شعبان سنة 255 ه، قبيل الفجر، حملته اليه بطلب منه وذکرت حديثا سنعود اليه لاحقا، ولدي اعاته اليها لتحمله الي امه قال الامام الحسن (ع): يا بني استودعک الذي استودعته ام موسي، کن في دعة اللّه وستره وکنفه،وجواره. وقال (ع): رديه الي امه يا عمة، واکتمي خبر هذا المولود علينا، ولا تخبري به احدا حتي يبلغ الکتاب اجله. قالت: فاتيت به امه وودعتهم. وذکرت رضي اللّه عنها: انها انصرفت الي منزلها، ثم عادت بعد ثلاثة ايام اشتياقا لولي اللّه (ع) فلم تر اثرا، ولا سمعت ذکرا، وکرهت ان تسال. ولما دخلت علي الامام الحسن (ع) کرهت ان تبداه بالسؤال ادبا وحياء فبداها قائلا: هو يا عمة في کنف (اللّه) وحرزه، وستره، وغيبه حتي ياذن اللّه، فاذا غيب اللّه شخصي،وتوفاني، ورايت شيعتي قد اختلفوا فاخبري الثقات منهم، وليکن عندک وعندهم مکتوما فان ولي اللّه يغيبه اللّه عن خلقه، ويحجبه عن عباده فلا يراه احد». والخلاصة التي افدناها في هذا البحث من احاديث المعصومين الثلاثة عشر بدءا من الرسول (ص) وانتهاء الي الامام الحسن العسکري (ع) باضافة فاطمة الزهراء خامسة المطهرين من اهل الکساء تتمثل بايجاز بما يلي: اولا: ان المهدي المنتظر (ع) هو الامام محمد بن الحسن العسکري (ع) الثاني عشر من ائمة اهل البيت (ع)، وهو ما قدمنا الدليل عليه ايضا في البحث الاول من خلال حديث الرسول (ص) المتفق علي صحته الذي ينص علي ان «الائمة من بعده اثنا عشر» بتحليله نظريا واتساقه مع احاديث اخري وبتطابقه مع الواقع. وبذلک يتضح لنا انه لا يوجد بين الامام المهدي (ع) وبين آبائه الاحد عشر من اوصياء الرسول (ص) وشهود رسالته انقطاع کما تفترضه النظرية الاخري، لان ذلک يعني ان يوجد بعدئذ من له خصائص الامامة من العصمة العلمية والعملية والتاييد بالملائکة، والرتبة التي تجعل المسيح يصلي خلفه، کما ورد في روايات البحث الاول والثاني، وذلک ما هو غير معقول بحکم تحديد الائمة باثني عشر اماما کما مر، وبحکم ان الثقلين لن يفترقا حتي يردا عليه الحوض، ولا شک ان الانقطاع افتراق واقعي وخلو من الامام المعصوم الممثل لثاني الثقلين. ثانيا: تحدث المعصومون الثلاثة عشر (ع)، في الاحاديث المتواترة عنهم والتي اوردنا امثلة منها في هذا البحث عن الامام المهدي (ع)، اسما وابا واما وصفة ونبهوا الي ماستفرضه ظروف التقية بالنسبة للامامين الحسن وابنه المهدي (ع) من السلطة العباسية ومن جعفر الکذاب من اخفاء ولادة الامام وغيبته الا عن الخاصة. واشاروا الي ان ذلک انما هو خشية من اغتياله، ولذلک حرموا ذکر اسمه وانهم اذا ما ارادوا ان يذکروه فعليهم ان يقولوا: الحجة من آل محمد (عج). ولذلک يبدو لي ان هذا التحريم لايتناول ما وراء الغيبة الصغري. واشاروا الي بعض نوابه ووثقوهم کما بالنسبة لعثمان بن سعيد وولده ابي جعفر محمد کما سياتي. ثالثا: نبهوا الي ان له غيبة طويلة کبري يمتحن فيها المؤمنون، ويزلزلوا زلزالا حتي يرتد عن الاعتقاد به بعض منهم، وذلک بسبب خروج هذه الغيبة عن المعتادطبيعيافي العمر الانساني، ولعدم ربطها بالمشيئة الالهية التي لا تخضع لقانون هو من وضعها اصلا وعدم استيعاب الحکمة منها. وحاولوا التنظير في الامور الثلاثة، اعني اخفاء ولادته وغيبته الصغري، والکبري بما حدث في تاريخ الانبياء (ع) کموسي وابراهيم ويوسف ونوح وبالخضر (ع) وتحدثواعن زمن الامام لدي قرب الظهور وعلاماته العامة والخاصة ومکان ظهوره وعاصمته وسياسته، کما سياتي. رابعا: ان في هذه الاحاديث شاهد مضاف علي صحة صدورها هو انها قد رويت في کتب اصحاب الائمة قبل ولادة الامام المهدي (ع) باکثر من مئتي سنة، وقد قرب الشيخ الصدوق دلالتها من هذه الناحية. وقد سبقه في ذلک الشيخ النعماني الذي ادرک عهد النواب فقال: «واذا جاءت الروايات متصلة متواترة بمثل هذه الاشياء قبل کونها، وبهذه الحوادث قبل حدوثها، ثم حققها العيان والوجود فوجب ان تزول الشکوک عمن فتح اللّه قلبه ونوره وهداه واضاء له بصره ». وبذلک لا يکون خلافنا مع بعض اخواننا المسلمين من اهل السنة في تشخيص الامام المهدي بالامام الثاني عشر (ع) عن هوي وتعصب لا يقوم علي دليل کما يري بعضهم بل هو مفروض بالادلة الثابتة لدينا ولديهم، کما مر في البحث.