کيف الخلاص؟
مع ملاحظة لها أهمية بالغة وهي: أن الأمل لا يمکن أن يوجد في فراغ من التصوير والتفکير.. والتفاؤل ما لم تدعمه مبررات واحتمالات تجعله شيئاً وارداً ومقبولاً في فکر الإنسان.
فهل هناک تصور متکامل لتحقيق حلم الإنسانية السعيد ببناء حياة الأمن والاستقرار والسلام؟
هل توجد فکرة شاملة يمکن للإنسان أن يؤمن بأن تطبيقها سيوفر له ما حرمته منه سنون التاريخ وعصوره من السعادة والکرامة والارتياح؟
وبعبارة أخري: ما هي الخطة المستقبلية المحتملة التي يمکن للإنسان أن يعلق عليها آمال الخلاص والإنقاذ؟؟
لفترة خلت کانت أنظار الإنسانية متجهة صوب المؤسسات الدولية التي تبنت الدفاع عن قضايا الإنسانية ورفعت شعارات حقوق الإنسان وأمن الإنسان واستقلاليته: کالأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي أو کتلة عدم الانحياز أو منظمة العفو الدولية التي استقطبت أنظار الناس المعذبين المضطهدين فترة طويلة من الوقت.. ولکن هل استطاعت هذه المؤسسات أن تکنس الألم والحروب والاستعمار والمشاکل من حياة الإنسان؟ وهل بقي للإنسان فيها شيء من الأمل أمر أصبح أمام طريق مسدود من اليأس؟
يکفي أن نقول: إن الإنسان قد تأکد وتوفرت لديه القناعة الکافية بأن هذه المؤسسات لم تفلح في توفير السعادة والأمن والاستقرار لشعوب العالم.. وقد انقطع ظنه منها وخاب أمله فيها!!
إذن فما هي الخطة المحتملة لإصلاح العالم وإنقاذ الإنسانية؟ وإلا فهل کتب علي الإنسان أن يعيش حياة الفناء والألم من أول يوم وطأ فيه أرض هذا الکوکب وإلي أن يرحل منه عند قيام الساعة؟
أسوف لا يسعد الإنسان بلحظات سعادة وهناء علي سطح الکرة الأرضية؟
الإسلام رسالة أمل؟
إننا نتحدي أي إنسان معاصر يعلن تفاؤله وأمله في مستقبل الإنسانية أن يقنعنا بخطة ممکنة وفکرة محتملة للإصلاح العالمي والتغيير الشامل.
والمنبع الوحيد لروافد الأمل والتفاؤل هو الإسلام فقد والذي يؤکد في نصوصه وتعاليمه ضرورة انبثاق فجر السعادة في تاريخ الإنسانية، ويصر علي حتمية انتصار واقع العدالة والأمن والاستقرار علي جحافل الظلم والشقاء والألم الذي يؤطر حياة الإنسان عبر التاريخ.
الإسلام، والإسلام وجده يحمل للإنسان رسالة أمل وفکرة تفاؤل تنقذ الإنسان من قلق اليأس القاتل تدعمها خطة إصلاحية شاملة وتصور تغييري متکامل.
مستقبل الإنسانية في القرآن:
مجموعة کبيرة من آيات القرآن الحکيم تؤکد هذه الحقيقة، وتبشر بعهد سعيد، لابد وأن يسود العالم وتنعم البشرية بالأمن والرخاء والعدالة والحرية وجميع مستلزمات الحياة الکريمة