بازگشت

ان نجعل من أنفسنا شخصيات إسلامية واعية...


1- أن نجعل من أنفسنا شخصيات إسلامية واعية، علي مستوي مواجهة التحديات المناوئة، وذلک بتعميق الوعي العقائدي، والالتزام بالسلوک الإسلامي الصحيح.

وإذا ما عرفنا قوة التحديات الفکرية المادية المعاصرة وحدة المغريات والمرغبات المتوفرة، أدرکنا مدي مسؤولية الإنسان المؤمن وقيمة تمسکه والتزامه.

لذلک تعتبر الروايات الواردة عن الأئمة القادة (عليهم السلام) التزام المؤمن بإيمانه ومواجهته للتحديات المناوئة في عصر الغيبة. تعتبر ذلک جهاداً ونضالاً لا يقل عن جهاد صحابة الرسول الأعظم صلي اللَّه عليه وآله، فعن الإمام علي بن الحسين عليه السلام: «من ثبت علي موالاتنا في غيبة قائمنا، أعطاه اللَّه عزّ وجلّ أجر ألف شهيد من شهداء بدر وأحد».

وعن الإمام الصادق عليه السلام: «طوبي لمن تمسک بأمرنا في غيبة قائمنا فلم يزغ قلبه بعد الهداية» [1] .

وقد أکّد الإمام القائد المهدي عليه السلام في رسالة وجهها لأوليائه المؤمنين، عبر الشيخ المفيد (رحمه اللَّه)، أهمية الالتزام بالسلوک الصحيح، وعدم الانسياق خلف المغريات والشهوات المنحرفة. قال: «فليعمل کل امرئ منکم بما يقربه من محبتنا، ويتجنب ما يدنيه من کل کراهتنا وسخطنا» [2] .

وحينما يرفع الإنسان المؤمن وعيه إلي مستوي المواجهة، ويجعل سلوکه في مستوي المسؤولية في هذه الظروف الحرجة. فإنه بذلک يتفوق في فضله ومکانته علي جميع الأجيال المؤمنة السابقة. کما ينص علي ذلک الإمام زين العابدين عليه السلام بقوله: «إن أهل زمان غيبته القائلين بإمامته، والمنتظرين لظهوره، أفضل من أهل کل زمان، لأن اللَّه تبارک وتعالي أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة، ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة العيان، وجعلهم في ذلک الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول اللَّه بالسيف، أولئک المخلصون حقاً والدعاة إلي دين اللَّه سرًّا وجهراً» [3] .


پاورقي

[1] المصدر السابق، ص514.

[2] الغيبة الکبري، ص427.

[3] المصدر السابق، ص448.