بازگشت

امل الشعوب


للّه آلام هذا الإنسان، کم عاني عبر التاريخ من الحروب والاضطهاد والمشاکل والمصاعب؟؟

هذا الإنسان الذي خلقه اللَّه ليکون خليفته في أرضه:

«وَإِذْ قَالَ رَبُّکَ لِلْمَلاَئِکَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ» [1] ، «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَکُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ» [2] .

الإنسان الذي منحه اللَّه السيادة علي هذا الکون، وسخر کل أنظمة الکون لمصلحته وسعادته:

«اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّکُمْ وَسَخَّرَ لَکُمُ الْفُلْکَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَکُمُ الأَنْهَارَ (32) وَسَخَّر لَکُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَکُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) وَآتَاکُم مِّن کُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا» [3] .

الإنسان الذي رفعه اللَّه إلي أعلي درجات الکرامة والإجلال:

«وَلَقَدْ کَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَي کَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً» [4] .

هذا الإنسان الکريم علي اللَّه... کم عاني من الآلام والمحن في تاريخه الطويل؟!

کما عاني من الاستعباد والاستغلال والتفرقة والعنصرية والتعصب الطائفي والنزاعات القومية والظلم والطغيان؟!

حتي أننا لو تصفحنا تاريخ هذا الإنسان من يوم وطأت قدماه الأرض إلي يومنا هذا لما وجدنا في ذلک التاريخ الطويل صفحة واحدة تدعونا إلي الاطمئنان بأن هذا الإنسان مر عليه يوم سعادة وهناء. فصفحات تاريخ البشرية کلها مصبوغة بلون الألم مکتوبة بحروف الشقاء التي أملاها بقلم الظلم والاضطهاد والانحراف.. اللهم إلا بعض السطور القصيرة التي تتميز حروفها بالراحة والسعادة التي وفرتها الرسالات السماوية في فترات ضئيلة متباعدة لا تکاد تشکل شيئاً في سجل التاريخ الأليم.


پاورقي

[1] سورة البقرة، الآية 30.

[2] سورة الأنعام، الآية 65.

[3] سورة إبراهيم، الآية 32 - 34.

[4] سورة الإسراء، الآية 70.