تباشير الفجر
وجاءت سنة 255 هجرية لتعطي الإجابة الحاسمة علي کل هذه التساؤلات...
فالإمام العسکري تزوج من جارية شريفة تنحدر من أسرة قيصر ملک الروم وتنتمي إلي وصي المسيح شمعون...
وشاء اللَّه أن تکون هذه الجارية (التي أطنبت الروايات في وصف عفتها ومعرفتها وإيمانها) أُمًّا لخاتم أوصيائه ومنقذ عباده ومظهر دينه الإمام الحجة الثاني عشر.
وحملت بالإمام المنتظر في عهد المعتز ا لعباسي والذي کان شديد القسوة علي الإمام العسکري ومهتماً جداً بالقضاء علي الإمام قبل أن يجب القائد المنتظر.. ولکن أني له ذلک ما دام اللَّه يأبي إلا أن يتم نوره ولو کره الکافرون، فکان الحمل مستوراً لا يظهر له أي أثر في بطن أمه التي کانت مراقبة من السلطة کسائر نساء الإمام العسکري.
وقبيل الولادة تلبدت سماء سياسة الدولة بالغيوم الموسمية التي تغشي أجواء السلطة کلما ثارت شهوة الحکم والسيادة عند أحد أفراد الأسرة العباسية الحاکمة... فيتآمر مع قادة الجيش للإطاحة بالخليفة الحاکم حتي يتسنم مقامه..
وهذا ما حصل بالفعل في 27 رجب سنة 255 هجرية حيث تآمر محمد المهتدي العباسي علي ابن عمه المعتز بن المتوکل العباسي وبتشجيع من قادة الجيش الأتراک، وخلع ابن عمه المعتز وبويع للمهتدي بالخلافة، وکان من الطبيعي أن يترک هذا الحادث ذيولاً سياسية تجعل الخليفة الجديد مشغولاً بمعالجتها فترة من الوقت مما يؤمن فترة من الهدوء النسبي لبيت الإمام العسکري عليه السلام ريثما تتم ولادة الإمام المنتظر، وفعلاً تمت الولادة وبشکل هادئ جداً في ليلة النصف من شعبان، وبعد ثمانية عشر ليلة من استيلاء المهتدي علي السلطة.