بازگشت

اهل البيت - معارضة صادمة


وأهل البيت عليهم السلام وهم الذرية الطاهرة للرسول محمد صلي اللَّه عليه وآله والذين أعدهم اللَّه لقيادة الأمة وتحمل مسؤولية الرسالة وصيانة نقائها وطهارتها عن التلويث والتشويه والتحريف لابد وأن يشکلوا أهم جبهة معارضة بمجرّد وجودهم وممارستهم لدور التوجيه والتوعية وحماية الرسالة، فهم الشبح المرعب للحکام الطغاة من الأمويين والعباسيين الذين تسلطوا علي الأمة بدون حق ولا جدارة، وهم العقبة الکأداء في طريق تضليل الناس وتحذيرهم بأعلام الاستبداد والتسلط المزيّف.

فلابد إذاً من أن يکون لهم النصيب الأوفر من تنکيل السلطات واضطهادها.

وتحمل أهل البيت والصفوة من أتباعهم کل وسائل التنکيل وأساليب الاضطهاد التي کانت تمارسها السلطات ضدهم.

واستطاعوا بصمودهم وسياستهم المرنة الحکيمة وخططهم الرسالية الصائبة أن يتجاوزوا برسالتهم تلک الفترات الحالکة وأن يتغلبوا علي تلک الظروف القاسية وأن يخترقوا کل الحجب والحواجز التي اصطنعتها السلطة للفصل بين جماهير الأمة وبين جوهر دينها العظيم وقادتها الحقيقيين الصادقين.

فبعد أکثر من قرنين من الصراع العنيف الذي استخدمت فيه السلطة کل إمکاناتها وجهودها ضد فکرة الحق وأئمة الهدي. بعد ذلک ورغم کل ذلک فقد امتدت جبهة الحق واتسعت رقعة المعارضة في صفوف جماهير الأمة وشعوبها الإسلامية، وازدادت ثقة الناس وقوي التفاهم حول القادة الرساليين من أهل البيت عليهم السلام.

ففي منتصف القرن الثالث کان أتباع أهل البيت منتشرين في جميع أنحاء البلاد الإسلامية وأرجائها فلهم دولة عظيمة في المغرب استطاعت أن تقتطع جزءاً مهماً من الدولة الإسلامية، من سلطة العباسيين الطغاة. وهناک في طبرستان لهم ثورة قوية حققت النصر علي جحافل السلطة وأعلنت انفصال المنطقة عن الحکم العباسي وقيام دولة علوية معادية للعباسيين.

وهناک في الکوفة إرهاصات ثورة، وفي الحجاز محاولات تمرّد، وفي اليمن فلول معارضة، کل ذلک من تأثير الفکر الرسالي الثوري الذي يبثه أهل البيت في صفوف الأمة الإسلامي.