الرجعة تنافي ظاهر بعض الآيات
الظاهر من قوله تعالي: (حَتَّي إذَا جَآءَ أحَدَهُمُ المَوتُ قَالَ رَبِّ ارجِعُونِ، لَعَلِّي أعمَلُ صَالِحاً فِيما تَرَکتُ کَلاَّ إنَّهَا کَلِمَةٌ هُوَ قآئلُهَا وَمِن وَرآئهِم بَرزَخٌ إلي يَومِ يُبعَثُونَ) [1] نفي الرجوع إلي الدنيا بعد الموت، فکيف يمکن التوفيق بين القول بالرجعة وبين ما يدلّ عليه ظاهر الآية؟
[ صفحه 103]
الجواب من عدّة وجوه:
أولاً: إنّه ليس في الآية شيءٌ من ألفاظ العموم، فلعلَّ المشار إليهم لا يرجع أحد منهم، لاَنَّ الرجعة خاصّة کما تقدّم.
ثانياً: إنَّ الذي يفهم من الآية أنّ المذکورين طلبوا الرجعة قبل الموت لا بعده، والذي نقول به ونعتقده هو الرجعة بعد الموت، فالآية لا تنافي صحّة الرجعة بهذا المعني.
ثالثاً: إنَّ الظاهر من الآية هو إرادة الرجعة مع التکليف في دار الدنيا، بل يکاد يکون صريح معناها، ونحن لا نجزم بوقوع التکليف في الرجعة، وأنّ الدواعي معها متردّدة، وأنه أمر منوط بعلم الغيب، ولا يفصح عنه إلاّ المستقبل [2] .
پاورقي
[1] سورة المؤمنون 23: 99 ـ 100.
[2] راجع الايقاظ من الهجعة، للحر العاملي: 422.