الرجعة واصول الاسلام
تعتقد الشيعة الاِمامية بالرجعة من بين الفرق الاِسلامية طبقاً لما ورد وصح من الاَحاديث المروية عن أهل بيت الرسالة عليهم السلام، وليس هذا بمعني أنّ عقيدة الرجعة تعدُّ واحدة من أُصول الدين، ولا هي في مرتبة الاعتقاد بالله وتوحيده أو بدرجة النبوة والمعاد، بل هي من ضروريات المذهب کما تقدم.
ولا يترتب علي الاعتقاد بالرجعة إنکار لاَي حکم ضروري من أحکام الاِسلام، وليس ثمة تضاد بين هذا الاعتقاد وبين أُصول الاِسلام.
يقول الشيخ المظفر: إنّ الاعتقاد بالرجعة لا يخدش في عقيدة التوحيد، ولا في عقيدة النبوة، بل يؤکد صحة العقيدتين، إنّ الرجعة دليل القدرة البالغة لله تعالي کالبعث والنشور، وهي من الاُمور الخارقة للعادة التي تصلح أن تکون معجزة لنبينا محمد وآل بيته عليهم السلام، وهي عيناً معجزة إحياء الموتي التي کانت للمسيح عليه السلام بل أبلغ هنا لاَنّها بعد أن يصبح الاَموات رميماً (قالَ مَن يُحيي العِظامَ وَهي رَميمٌ، قُلْ يُحييها الَّذي
[ صفحه 57]
أنشأها أولَ مرةٍ وهو بکُلِّ خلقٍ عَليمٌ) [1] .
ويقول أيضاً: والرجعة ليست من الاُصول التي يجب الاعتقاد بها والنظر فيها، وإنّما اعتقادنا بها کان تبعاً للآثار الصحيحة الواردة عن آل البيت عليهم السلام الذين ندين بعصمتهم من الکذب، وهي من الاُمور الغيبية التي أخبروا عنها، ولا يمتنع وقوعها [2] .
پاورقي
[1] عقائد الاِمامية: 109. والآيتان من سورة يس 36: 78 ـ 79.
[2] عقائد الاِمامية: 113.