هل ثمة رجعة بعد عصر الظهور
استفاضت الاَخبار من عدة طرق بحديث الرجعة في عصر الاِمام المهدي عليه السلام وعدّها الشيخ المفيد قدس سره من علامات الظهور، حيثُ قال في باب ذکر علامات القائم عليه السلام من کتاب (الارشاد): قد جاءت الاَخبار بذکر علامات لزمان قيام القائم المهدي عليه السلام وحوادث تکون أمام قيامه وآيات ودلالات، فمنها خروج السفياني.. إلي أن قال: وأموات ينشرون من القبور حتي يرجعوا إلي الدنيا فيتعارفون فيها ويتزاورون.. إلي أن قال: فيعرفون عند ذلک ظهوره بمکة، فيتوجهون نحوه لنصرته [1] .
وقد روي عن الاِمام الباقر عليه السلام أنّه قال: «أيام الله ثلاثة: يوم يقوم القائم، ويوم الکرة، ويوم القيامة» [2] وهو يدلُّ علي أنَّ هناک کرة بعد عصر الاِمام صاحب الزمان عليه السلام، ويستفاد من روايات الرجعة أنّ لاَمير المؤمنين علي عليه السلام کرات عدة [3] ، وأنّ الاِمام الحسين عليه السلام يکرُّ بعد عصر الظهور [4] .
وفي هذا السياق يقول السيد عبدالله شبر: يجب الاِيمان بأصل الرجعة إجمالاً، وأنَّ بعض المؤمنين وبعض الکفّار يرجعون إلي الدنيا، وإيکال تفاصيلها إليهم عليهم السلام والاَحاديث في رجعة أمير المؤمنين والحسين عليهما السلام متواترة معنيً، وفي باقي الاَئمة قريبة من التواتر، وکيفية رجوعهم هل هو
[ صفحه 56]
علي الترتيب أو غيره، فکل علمه إلي الله سبحانه وإلي أوليائه [5] .
پاورقي
[1] الارشاد 2: 368 ـ 370.
[2] الخصال، للصدوق: 108: 75. ومعاني الاَخبار، للصدوق: 365: 1.
[3] مختصر بصائر الدرجات: 29. وبحار الاَنوار 53: 74: 75 و98: 114 و 101: 123.
[4] تفسير العياشي 2: 326: 24. ومختصر بصائر الدرجات: 48. والاختصاص، للمفيد: 257.
[5] حق اليقين، للسيد عبدالله شبر 2: 35.