استدلال أعلام الشيعة
واستدل بها أيضاً جملة علماء الشيعة ومفسريهم علي صحة عودة الاَموات إلي الحياة قبل يوم القيامة، قال الشيخ المفيد قدس سره: إنَّ الله تعالي يحيي قوماً من أُمة محمد صلي الله عليه وآله وسلم بعد موتهم قبل يوم القيامة، وهذا مذهب يختص به آل محمد صلي الله عليه وآله وسلم، وقد أخبر الله عزَّ وجل في ذکر الحشر الاَکبر يوم القيامة (وَحَشَرناهُم فلم نُغادِر منهُم أحداً) [1] ، وقال سبحانه في حشر الرجعة قبل يوم القيامة: (ويومَ نحشرُ مِن کُلِّ أُمّةٍ فوجاً مِمن يُکذِّبُ بآياتِنَا) فأخبر أنَّ الحشر حشران عام وخاص [2] .
[ صفحه 35]
وقال الشيخ الطبرسي قدس سره: استدل بهذه الآية علي صحة الرجعة من ذهب إلي ذلک من الاِمامية، بأن قال: أنّ دخول (من) في الکلام يوجب التبعيض، فدلّ ذلک علي أنَّ اليوم المشار إليه في الآية يحشر فيه قوم دون قوم، وليس ذلک صفة يوم القيامة الذي يقول فيه سبحانه: (وَحَشَرناهُم فلم نُغادِر منهُم أحداً).
وقد تظاهرت الاَخبار عن أئمة الهدي من آل محمد عليهم السلام في أنّ الله تعالي سيعيد عند قيام القائم عليه السلام قوماً ممن تقدم موتهم من أوليائه وشيعته ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته، ويبتهجوا بظهور دولته، ويعيد أيضاً قوماً من أعدائه لينتقم منهم وينالوا بعض ما يستحقونه من العقاب في الدنيا من القتل علي أيدي شيعته والذلّ والخزي بما يشاهدون من علوّ کلمته، ولايشکّ عاقل أنَّ هذا مقدور لله تعالي غير مستحيل في نفسه، وقد فعل الله ذلک في الاُمم الخالية ونطق القرآن بذلک في عدة مواضع مثل قصة عزير وغيره، وقد صحّ عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «سيکون في أُمتي کل ما کان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتي لو أنَّ أحدهم دخل جُحر ضبٍّ لدخلتموه» [3] .
پاورقي
[1] سورة الکهف 18: 47.
[2] المسائل السروية، تحقيق الاُستاذ صائب عبدالحميد: 33 نشر مؤتمر الشيخ المفيد قدس سره.
[3] مجمع البيان، للطبرسي 7: 366.