احياء أصحاب الکهف
هؤلاء کانوا فتية آمنوا بالله تعالي، وکانوا يکتمون إيمانهم خوفاً من ملکهم الذي کان يعبد الاَصنام ويدعو إليها ويقتل من يخالفه، ثم اتّفق أنّهم اجتمعوا وأظهروا أمرهم لبعضهم، ولجأوا إلي الکهف (وَلَبِثُوا في کَهفِهِم ثَلاثَ مائةٍ سِنينَ وازدادُوا تِسعاً) [1] ثم بعثهم الله فرجعوا إلي الدنيا ليتساءلوا بينهم وقصتهم معروفة.
فإن قال قائل: إنَّ الله عزَّ وجلَّ قال: (وتَحسَبُهُم أيقاظاً وهُم رُقُودٌ) [2] وليسوا موتي. قيل له: رقود يعني موتي، قال تعالي: (ونُفِخَ في الصُّورِ فإذا هُم مِّنَ الاَجداثِ إلي رَبِّهم يَنسِلُونَ، قالُوا يا وَيلنا من بَعَثَنا مِن مَّرقَدِنا هَذا ماوَعدَ الرَّحمنُ وصَدَقَ المرسَلونَ) [3] ، ومثل هذا کثير [4] .
وروي يوسف بن يحيي المقدسي الشافعي في (عقد الدرر) عن الثعلبي في تفسيره في قصة أصحاب الکهف، قال: (وأخذوا مضاجعهم، فصاروا إلي رقدتهم إلي آخر الزمان عند خروج المهدي عليه السلام، يقال: إنَّ المهدي يسلّم عليهم فيحييهم الله عزَّ وجلَّ) [5] ، وهو يدلُّ علي رجعتهم في آخر الزمان.
[ صفحه 24]
پاورقي
[1] سورة الکهف 18: 25.
[2] سورة الکهف 18: 18.
[3] سورة يس 36: 51 ـ 52.
[4] راجع الاعتقادات، للصدوق: 62.
[5] عقد الدرر: 192 نشر دار النصايح ـ قم.