التضرع إلي الله سبحانه
کما أن من تکاليفنا في أيام الغيبة: التضرع إلي الله تعالي أن يحفظ إيماننا وإيمان المسلمين والمؤمنين من تطرق الشياطين والانحرافات وقراءة الأدعية الواردة في هذا الباب، فقد روي الکليني عن زرارة أنه قال: سمعت أبا عبد الله يقول: (إن للغلام غيبة قبل أن يقوم، قال قلت: ولم؟ قال: يخاف ـ واومأ بيده إلي بطنه ـ ثم قال: يا زرارة وهو المنتظر وهو الذي يشک في ولادته، منهم من يقول مات أبوه بلا خلف، ومنهم من يقول حمل، ومنهم من يقول انه ولد قبل موت أبيه بسنتين، وهو المنتظر غير أن الله عزوجل يجب أن يمتحن الشيعة فعند ذلک يرتاب المبطلون يا زرارة، قال: قلت: جعلت فداک إن أدرکت ذلک الزمان أي شيء أعمل؟ قال: يا زرارة إذا أدرکت هذا الزمان فادع بهذا الدعاء: (اللهم عرفني نفسک فإنک إن لم تعرفني نفسک لم أعرف نبيک، اللهم عرفني رسولک فإنک إن لم تعرفني رسولک لم أعرف حجتک، اللهم عرفني حجتک فانک إن لم تعرفني حجتک ضللت عن ديني). [1] والدعاء مذکور في المفاتيح في باب الغيبة.
وفي رواية أخري عن عبد الله بن سنان انه قال: قال أبو عبدالله (ع) (ستصيبکم شبهة فتبقون بلا عَلَمٍ يُري، ولا إمام هدي، ولا ينجو منها إلا من دعا بدعاء الغريق، قلت کيف دعاء الغريق؟ قال تقول: (يا الله يا رحمان يا رحيم، يا مقلب القلوب، ثبت قلبي علي دينک) فقلت: يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي علي دينک؟ قال: إن الله عزوجل مقلب القلوب والأبصار، ولکن قل ما أقول لک: يا مقلب القلوب ثبت قلبي علي دينک). [2] .
وکذا رواه في کمال الدين [3] ، وهذا مما يدل علي أن الإنسان لايزيد ولا ينقص بالنسبة إلي الأدعية الواردة عنهم.
پاورقي
[1] جمال الأسبوع: ص520، وغيبة الطوسي: ص333.
[2] أعلام الوري: ص432، ومنتخب الأنوار المضيئة: ص80 الفصل السادس.
[3] کمال الدين: ص351 باب ما روي عن الصادق؟ ح49.