النور الساطع
وفي رواية عن أبي علي الخيزراني، عن جارية له عند الإمام الحسن انها قالت: لما ولد (السيد) رأيت له نوراً ساطعاً قد ظهر منه وبلغ أفق السماء، ورأيت طيوراً بيضاء تهبط من السماء وتمسح أجنحتها علي رأسه ووجهه وسائر جسده ثم تطير، فأخبرنا أبا محمد بذلک، فضحک ثم قال: تلک ملائکة نزلت للتبرک بهذا المولي وهي أنصاره إذا خرج. [1] .
وفي حديث آخر [2] : ناداني أبو محمد وقال: يا عمة هاتي ابني إلي، فکشفت عن سيدي فإذا به مختوناً مسروراً طهراً طاهراً وعلي ذراعه الأيمن مکتوب: [جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل کان زهوقاً]. [3] .
فأتيت به نحوه فلما مثلت بين يدي ابيه سلم علي أبيه، فتناوله الحسن وادخل لسانه في فمه ومسح بيده علي ظهره وسمعه ومفاصله، ثم قال له: يا بني انطق بقدرة الله [4] ، فاستعاذ ولي الله من الشطان الرجيم واستفتح: [بسم الله الرحمن الرحيم: ونريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمکن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما کانوا يحذرون] [5] وصلي علي رسول الله وعلي أميرالمؤمنين والأئمة واحداً واحداً حتي انتهي إلي ابيه، وکانت هناک طيور ترفرف علي رأسه فصاح بطير منها فقال له: احمله واحفظه ورده الينا في کل أربعين يوماً. [6] .
فتناوله الطائر وطار به في جو السماء واتبعه سائر الطير، فسمعت أبا محمد يقول: أستودعک الذي استودعته أم موسي. [7] .
فبکت نرجس فقال لها: اسکتي فان الرضاع محرم عليه إلا من ثديک، وسيعاد إليک کما رد موسي إلي أمه، وذلک قوله عزوجل: [فرددناه إلي أمه کي تقر عينها ولا تحزن]. [8] .
قالت حکيمة: فقلت ما هذا الطائر؟
قال: هذا روح القدس الموکل بالأئمة (ع) يوفقهم ويسددهم ويربيهم بالعلم.
قالت حکيمة: فلما أن کان بعد أربعين يوماً ردّ الغلام، ووجّه اليّ ابن أخي فدعاني فدخلت عليه، فإذا انا بصبي متحرک يمشي بين يديه فقلت سيدي هذا ابن سنتين!
فابتسم ثم قال: إن أولاد الأنبياء والأوصياء إذا کانوا أئمة ينشؤون بخلاف ما ينشأ غيرهم، وإن الصبي منا إذا أتي عليه شهر کان کمن يأتي عليه سنة، وان الصبي منا ليتکلم في بطن أمه ويقرأ القرآن ويعبد ربه عزوجل، وعند الرضاع تطيعه الملائکة وتنزل عليه کل صباح ومساء. [9] .
قالت حکيمة: فلم أزل أري ذلک الصبي کل أربعين يوماً إلي أن رايته رجلاً قبل مضي أبي محمد بأيام قلائل، فلم أعرفه فقلت لأبي محمد: من هذا الذي تأمرني أن أجلس بين يديه؟
فقال: ابن نرجس، وهو خليفتي من بعدي، وعن قليل تفقدوني فاسمعي له وأطيعي.
قالت حکيمة: فمضي أبو محمد بأيام قلائل وافترق الناس، وإني والله لأراه صباحاً ومساء وانه لينبئني عما تسألون عنه فأخبرکم، و والله اني لأريد أن اسأله عن الشيء فيبدؤني به. [10] .
پاورقي
[1] راجع کمال الدين: ص431 ب42 ما روي في ميلاد القائم؟ ح7.
[2] راجع غيبة الطوسي: ص239، وبحار الأنوار: ج51 ص26 ب37 ح1.
[3] سورة الإسراء: 81.
[4] انظر بحار الأنوار: ج51 ص18 ب1 ح25.
[5] سورة القصص: 5 – 6.
[6] انظر بحار الأنوار: ج53 ص327.
[7] انظر بحار الأنوار: ج51 ص14 ب1 ح14.
[8] سورة القصص: 13.
[9] انظر بحار الأنوار: ج51 ص14 ب1 ح14.
[10] انظر بحار الأنوار: ج51 ص14 ب1 ح14.