بازگشت

انا القائم من آل محمد


وروي الشيخ ابن بابويه عن أحمد بن فارس الأديب انه قال: إن بهمدان ناساً يعرفون ببني راشد وهم کلهم يتشيعون ومذهبهم مذهب أهل الإمامة، فسألت عن سبب تشيعهم من بين أهل همدان، فقال لي شيخ منهم ـ رأيت فيه صلاحاً وسمتاًـ..

إن سبب ذلک أن جدنا الذي ننتسب إليه خرج حاجاً، فقال: إنه لما صدر من الحج وساروا منازل في البادية، قال: فنشطت في النزول والمشي فمشيت طويلاً حتي أعييت ونعست، فقلت: في نفسي: أنام نومة تريحني فإذا جاء أواخر القافلة قمت.

قال: فما انتبهت إلا بحرّ الشمس ولم أر أحداً فتوحشت ولم أر طريقاً ولا أثراً، فتوکلت علي الله عزوجل وقلت: أسير حيث وجهني؟ ومشيت غير طويل فوقعت في ارض خضراء نضراء کأنها قريبة عهد من غيث وإذا تربتها أطيب تربة ونظرت في سواد تلک الأرض إلي قصر يلوح کأنه سيف.

فقلت: ليت شعري ما هذا القصر الذي لم اعهده ولم اسمع به، فقصدته فلما بلغت الباب رأيت خادمين أبيضين فسلّمت عليهما فردّاً ردا جميلا وقالا: اجلس فقد أراد الله بک خيراً، فقام أحدهما ودخل واحتبس غير بعيد ثم خرج فقال: قم فادخل.

فدخلت قصراً لم أر بناءاً أحسن من بنائه ولا اضوء منه، فتقدم الخادم إلي ستر علي بيت فرفعه ثم قال لي: ادخل فدخلت البيت فإذا فتي جالس في وسط البيت، وقد علّق فوق رأسه من السقف سيف طويل تکاد ظبته تمس رأسه، والفتي کأنه بدر يلوح في ظلام فسلّمت، فرد السلام بألطف کلام وأحسنه.

ثم قال لي: أتدري من أنا؟

فقلت: لا والله؟

فقال: أنا القائم من آل محمد (ع) أنا الذي أخرج في آخر الزمان بهذا السيف ـ وأشار إليه ـ فأملأ الأرض قسطاً وعدلاً کما ملئت جوراً وظلماً.

فسقطت علي وجهي وتعفرت.

فقال: لا تفعل ارفع رأسک أنت فلان من مدينة بالجبل يقال لها: همدان.

فقلت: صدقت يا سيدي ومولاي.

قال: افتحب أن تؤوب إلي اهلک؟

فقلت: نعم يا سيدي وأبشرهم بما أتاح الله عزوجل لي، فأومأ إلي الخادم فأخذ بيدي وناولني صرّة وخرج ومشي معي خطوات، فنظرت إلي طلال الشجر ومسجد.

فقال: اتعرف هذا البلد.

فقلت: انه بقرب بلدنا بلدة تعرف بـ (أسد آباد) وهي تشبهها.

قال: فقال: هذه أسد آباد أمض راشداً، فالتفت فلم أره، فدخلت أسد آباد، وإذا في الصرة أربعون أو خمسون ديناراً، فوردت همدان وجمعت أهلي وبشرتهم بما سيّره الله عزوجل لي ولم نزل بخير ما بقي معنا من تلک الدنانير. [1] .


پاورقي

[1] کمال الدين: ص453 ح20 باب ذکر من شاهد القائم؟.