قصة رشيق
وروي الشيخ الطوسي [1] عن رشيق انه قال: بعث إلينا المعتضد ونحن ثلاثة نفر، فأمرنا أن يرکب کل واحد منا فرساً ونجنّب آخر ونخرج مخفين لا يکون معنا قليل ولا کثير إلا علي السرج مصلي، وقال لنا: الحقوا بسامرة، ووصف لنا محلة وداراً وقال: إذا أتيتموها تجدون علي الباب خادماً أسود، فاکبسوا الدار ومن رأيتم فيها فأتوني برأسه.
فوافينا سامرة فوجدنا الأمر کما وصفه وفي الدهليز خادم أسود وفي يده تکة ينسجها، فسألناه عن الدار ومن فيها، فقال: صاحبها، فوالله ما التفت الينا وقل اکتراثه بنا.
فکبسنا الدار کما أمرنا، فوجدنا داراً سرية، ومقابل الدار ستر ما نظرت قط إلي أنبل منه، کأن الأيدي رفعت عنه في ذلک الوقت ولم يکن في الدار أحد، فرفعنا الستر فإذا بيت کبير، کأن بحراً فيه ماء، وفي أقصي البيت حصير قد علمنا انه علي الماء، وفوقه رجل من أحسن الناس هيئة قائم يصلي، فلم يلتفت الينا ولا إلي شيء من اسبابنا، فسبق أحمد بن عبد الله ليتخطي البيت فغرق في الماء ومازال يضطرب حتي مددت يدي إليه فخلّصته وأخرجته وغشي عليه وبقي ساعة، وعاد صاحبي الثاني إلي فعل ذلک الفعل فناله مثل ذلک وبقيت مبهوتاً.
فقلت لصاحبي البيت: المعذرة إلي الله واليک فوالله ما علمت کيف الخبر والي من أجئ وانا تائب إلي الله، فما التفت إلي شيء مما قلنا وما انفتل عما کان فيه فهالنا ذلک وانصرفنا عنه.
وقد کان المعتضد ينتظرنا وقد تقدم إلي الحجاب إذا وافيناه أن ندخل عليه في أي وقت کان، فوافيناه في بعض الليل فأدخلنا عليه، فسألنا عن الخبر، فحکينا له ما رأينا.
فقال: ويحکم لقيکم أحد قبلي وجري منکم إلي أحد سبب أو قول؟
قلنا: لا.
فقال: أنا نفي من جدي وحلف بأشد أيمان له أنه رجل إن بلغه هذا الخبر ليضربن أعناقنا، فما جسرنا أن نحدث به إلا بعد موته.
وفي کتاب الصراط المستقيم قال: لما مات العسکري (ع) بعث المعتضد ثلاثة نفر يکبسوا داره ومن لقوه فيها يأتونه برأسه، ففعلوا فدخلوا الدار فرأوا سرداباً وفي ذلک السرداب ماءً ورجلاً علي الماء يصلي علي حصير ولم يلتفت الينا، فسبق احمد بن عبد الله فطفر اليهم فهم ان يغرق فخلصوه، وطفر آخر فکان کذلک فخلصوه، فانتهروا وعادوا إلي المعتضد، فاستکتمهم. [2] .
پاورقي
[1] غيبة الطوسي: ص249.
[2] الصراط المستقيم: ج2 ص210 ح5، الحادي عشر صاحب الزمان؟.