المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي محمد وآله الطيبين الطاهرين.
الإمام المهدي (ع) نور له حقيقته الکونية، والمقام التکويني العظيم، فبيمنه ترزق المخلوقات بأسرها [1] ، هذا بالاضافة إلي مقامه التشريعي وانه حجة الله علي الأرض، فکما أن للشمس مکانتها الکونية، ولذا إذا لم تکن لساخت الأرض، کذلک الإمام المهدي المنتظر (ع).. ولولاه لساخت الشمس أيضاً، حيث ورد أن بوجوده ثبتت الأرض والسماء، مع أن الشمس مادية فحسب والإمام المهدي (ع) مادي معنوي معاً، فوجوده في غيبته لطف لا يستغني عنه.
والبشرية تنتظر ظهوره لکي يملأ الأرض قسطاً وعدلا بعد ما ملئت ظلماً وجوراً، ولابد من يوم يظهر.. وحينئذ تتبدل الأرض غير الأرض، فلا هي کالأرض الحالية ولا هي کالجنة، وحيث إنا لانعرف عادة إلا ما رأينا أمثاله، لا نعرف کيفية الکون عند ظهوره او خصوصياتها… وربما لا نستوعب ذلک، مثله مثل عدم معرفتنا بتفاصيل الجنة، کما قالوا: (فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر). [2] .
وهذا موجز حول الإمام (ع) کتبته ليکون خدمة في سبيله، وهو الرابع عشر من سلسلة أحوال المعصومين (ع) وهي مع ما کتبته حول المبدء والمعاد ستة عشر کتاباً، نسأل الله سبحانه القبول وهو المستعان.
قم المقدسة
1418 هـ ق / محمد الشيرازي
پاورقي
[1] اشارة الي الحديث الشريف: (وبيمنه رزق الوري).
[2] الأمالي للشيخ الصدوق: ص213 المجلس 38 ح1، روضة الواعظين: ص315.