فضل الإمام المهدي
ثم لا يخفي أن الإمام المهدي أفضل من الأئمة قبله إلي الإمام السجاد (عليهم الصلاة والسلام) کما يظهر من الأحاديث، فالأول رسول الله (ص)، وبعده أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء (ع) معاً، وبعدهما الإمام الحسن (ع) ثم الإمام الحسين، وبعد هؤلاء الأطهار الإمام المهدي (ع)، وبعده الأئمة الطاهرون من السجاد إلي العسکري (ع). [1] .
فله شرافة النسب بآبائه الطاهرين..
هذا بالنسبة إلي الأب.
وأما بالنسبة إلي الأم فاُمه تنتهي نسبها إلي شمعون الصفا وصي عيسي (ع) المنتهي نسبه إلي کثير من الأنبياء والأوصياء ومن جملتهم إبراهيم، کما مر سابقاً.
ثم انه فُضّل أيضاً حيث رفع إلي السماوات في يوم ولادته. [2] .
وفي الحديث کما ورد في البحار: ان الله تعالي فضله بقوله: (مرحباً بک عبدي، بک نصرة ديني واظهار أمري ومهدي عبادي آليت إني بک آخذ وبک أعطي وبک اغفر وبک أعذب)، وقد سبق تفصيله. [3] .
وانه خاتم الأوصياء والحجج [4] ، ولا وصي بعده بالمعني الخاص.
وانه ليست في عنقه بيعة لأحد من الجبارين [5] ولم تصل إليه يد ظالم ولا کافر ولا منافق، کما في جملة من آبائه لمصلحة رأها الله تعالي فيهم. ففي الحديث: (لما صالح الحسن بن علي معاوية بن ابي سفيان دخل عليه الناس فلامه بعضهم علي بيعته، فقال (ع): ويحکم ما تدرون ما عملت، والله الذي عملت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت، الا تعلمون أنني إمامکم مفترض الطاعة عليکم وأحد سيدي شباب أهل الجنة بنص من رسول الله (ع) … أما علمتم إنه ما منا أحد إلا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا القائم (ع) الذي يصلي روح الله عيسي بن مريم خلفه، فان الله عزوجل يخفي ولادته ويغيب شخصه لئلا يکون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج، ذلک التاسع من ولد أخي الحسين (ع) بن سيدة الإماء، يطيل الله عمره ثم يظهره بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة ذلک ليعلم أن الله علي کل شيء قدير). [6] .
وأنه يصلي خلفه عيسي بن مريم (ع) الذي هو روح الله وکلمته [7] قال الصادق (ع) عن النبي (ع):(… من ذريتي المهدي، إذا خرج نزل عيسي بن مريم لنصرته فقدمه وصلي خلفه). [8] .
وعن محمد بن الحنفية: (فينا ست خصال لم تکن في أحد ممن کان قبلنا ولا تکون في أحد بعدنا، منا محمد سيد المرسلين وعلي سيد الوصيين… ومهدي هذه الأمة الذي يصلي خلفه عيسي بن مريم (ع)). [9] .
وفي عيون أخبار الرضا (ع): (إذا خرج المهدي من ولدي نزل عيسي بن مريم (ع) فصلي خلفه). [10] .
وأنه يسمع نداء من السماء حين ظهوره، کما ورد بذلک روايات کثيرة نشير إلي بعضها:
روي علي بن إبراهيم في تفسير قوله تعالي: [واستمع يوم يناد المناد من مکان قريب] [11] قال: (ينادي المنادي باسم القائم (ع) واسم أبيه). [12] .
وفي رواية أخري عن الإمام الباقر انه قال: (ينادي مناد من السماء باسم القائم فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب، لا يبقي راقد إلا استيقظ، ولا قائم إلا قعد، ولا قاعد إلا قام علي رجليه، فزعاً من ذلک الصوت، فرحم الله من اعتبر بذلک الصوت فأجاب، فان الصوت الأول هو صوت جبرئيل الروح الأمين وهو في شهر رمضان شهر الله ليلة الجمعة في الثالث والعشرين منه)، کما في غيبة النعماني [13] ودلّ علي ذلک أخبار متعددة.
پاورقي
[1] للتفصيل راجع کتاب (من فقه الزهراء؟) ج1ـ المقدمة، وکتاب (فاطمة؟ أفضل اسوة للنساء).
[2] راجع کمال الدين ص428 باب ما ورد في ميلاد القائم؟.
[3] انظر بحار الأنوار: ج51 ص27 ح37 وج52 ص166 ب24.
[4] راجع کمال الدين: ص441، الصراط المستقيم: ج2 ص210 ب11، مصباح الکفعمي: ص497 زيارة المهدي؟، مصباح المتهجد: ص328، الخرائج: ص458 غيبة الطوسي: 246 و273.
[5] کمال الدين: ص44 و303 وص316.
[6] کمال الدين: ص316 ب29 ما أخبر به الحسن بن علي بن أبي طالب؟ من وقوع الغيبة بالقائم؟.
[7] راجع کمال الدين: ص77 و250 و280 و284 و330 و331 و345 و527.
[8] الأمالي للشيخ الصدوق: ص219 المجلس 39 ح4.
[9] الخصال: ص320.
[10] عيون أخبار الرضا؟: ج2 ص202.
[11] سورة ق: 41.
[12] تفسير القمي: ج2 ص327.
[13] غيبة النعماني: ص253 – 254.