بازگشت

58ـ باب في نوادر الكتاب


58ـ باب في نوادر الكتاب



1 - حدثنا أحمدبن هارون القاضي(1)، وجعفربن محمدبن مسرور، وعلي بن - الحسين بن شاذويه المؤدب رضي الله عنهم قالوا: حدثنا محمدبن عبدالله بن جعفر بن - جامع الحميري قال: حدثنا أبي، عن محمدبن الحسين بن أبي الخطاب الدقاق، عن محمدبن سنان، عن المفضل بن عمر قال: سألت الصادق جعفربن محمد عليهما السلام عن قول الله عزوجل: " والعصر إن الانسان لفي خسر " قال عليه السلام: العصر عصر خروج القائم عليه السلام " إن الانسان لفي خسر " يعني أعداء نا " إلاالذين آمنوا " يعني بآياتنا " و عملوا الصالحات " يعني بمواساة الاخوان " وتواصوا بالحق " يعني بالامامة " وتواصوا بالصبر " يعني في الفترة قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: إن قوما قالوا بالفترة واحتجوا بها، وزعموا أن الامامة منقطعة كما انقطعت النبوة والرسالة من نبي إلي نبي ورسول إلى رسول بعدمحمد صلى الله عليه واله فأقول وبالله التوفيق: إن هذا القول مخالف للحق لكثرة الروايات التي وردت أن الارض لاتخلو من حجة إلي يوم القيامة



___________________________________



(1) في بعض النسخ " الفامي " كمال الدين - 41 -



[657]



لم تخل من لدن آدم عليه السلام إلى هذا الوقت، وهذه الاخبار كثيرة شائعة(1) قدذكرتها في هذا الكتاب وهي شائعة في طبقات الشيعة وفرقها، لاينكرها منهم منكر، ولايجحدها جاحد، ولايتأولها متأول، وإن الارض لاتخلو من إمام حي معروف إما ظاهر مشهور، أو خاف مستور، ولم يزل إجماعهم عليه إلي زمانناهذا، فالامامة لاتنقطع ولايجوز انقطاعها لانها متصلة ما اتصل الليل والنهار.



2 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعدبن عبدالله قال: حدثنا محمد ابن عيسى بن عبيد قال: حدثنا علي بن الحكم، وعلى بن الحسن(2)، عن نافع الوراق عن هارون بن خارجة قال: قال لي هارون بن سعد العجلي(3): قدمات إسماعيل الذي كنتم تمدون أعناقكم إليه وجعفر شيخ كبير يموت غدا أو بعد غد، فتبقون بلا إمام، فلم أدر ماأقول له، فأخبرت أبا عبدالله عليه السلام بمقالته، فقال: هيهات هيهات أبي الله والله أن ينقطع هذاالامر حتى ينقطع الليل والنهار فإذا رأيته فقل له: هذاموسى ابن جعفر، يكبر ويزوجه فيولد له ولد فيكون خلفا إن شاء الله فهذا أبوعبدالله الصادق عليه السلام يحلف بالله أنه لاينقطع هذاالامر حتي ينقطع الليل والنهار، والفترات بين الرسل عليهم السلام كانت جائزة لان الرسل مبعوثة بشرائع الملة وتجديدها ونسخ بعضها بعضا، وليس الانبياء والائمة عليهم السلام كذلك ولالهم ذلك لانه لاينسخ بهم شريعة ولايجدد بهم ملة، وقد علمنا أنه كان بين نوح وإبراهيم، وبين إبراهيم وموسى، و بين موسى وعيسى، وبين عيسى ومحمد عليهم السلام أنبياء وأوصياء كثيرون(4) وإنما كانوا مذكرين لامر الله، مستحفظين مستودعين لماجعل الله تعالى عندهم من الوصايا والكتب والعلوم وماجاء ت به الرسل عن الله عزوجل



___________________________________



(1) في بعض النسخ " متتابعة ".



(2) في بعض النسخ " على بن الحسين ".



(3) زيدي(رجال ابن دادد).



(4) في بعض النسخ " يكثرعددهم "



[658]



إلي أممهم، وكان لكل نبي منهم مذكر عنه ووصي يؤدي مااستحفظه من علومه ووصاياه، فلما ختم الله عزوجل الرسل بمحمد صلى الله عليه وآله لم يجز أن يخلو الارض من وصي هاد مذكر يقوم بأمره ويؤدي عنه مااستودعه، حافظا لما ائتمنه عليه من دين الله عزوجل فجعل الله عزوجل ذلك سببا لامامة منسوقة منظومة متصلة مااتصل أمر الله عزوجل لانه لا يجوز أن تندرس آثار الانبياء والرسل وأعلام محمد صلى الله عليه وآله وملته وشرائعه وفرائضه وسننه وأحكامه أو تنسخ أو تعفي(1) عليها آثار رسول آخر وشرائعه إذلا رسول بعده صلى الله عليه واله ولانبي والامام ليس برسول ولانبي ولاداع إلى شريعة ولاملة غير شريعة محمد صلى الله عليه وآله وملته، فلايجوز أن يكون بين الامام والامام الذي بعده فترة، فالفترات جائزة بين الرسل عليهم السلام وفي الامامة غير جائزة، فلذلك وجب أنه لابد من إمام محجوج به ولابد أيضا أن يكون بين الرسل والرسول - وإن كان بينهما فترة - إمام وصي يلزم الخلق حجته ويؤدي عن الرسل ماجاؤوابه عن الله تعالي، وينبه عباده على ما أغفلوا، ويبين لهم ماجهلوا، ليعلموا أن الله عزوجل لم يتركهم سدي ولم يضرب عنهم الذكر صفحا، ولم يدعهم من دينهم في شبهة، ولامن فرائضه التي وظفها عليهم في حيرة، والنبوة و الرسالة سنة من الله جل جلاله، والامامة فريضة، والسنن تنقطع و يجوز تركها في حالات، والفرائض لاتزول ولاتنقطع بعد محمد صلى الله عليه وآله، وأجل الفرائض وأعظمها خطرا الامامة التي تؤدي بها الفرائض والسنن، وبها كمل الدين وتمت النعمة، فالائمة من آل محمد صلى الله عليه وآله لانه لانبي بعده، ليحملوا العباد على محجة دينهم، ويلزموهم سبيل نجاتهم و يجنبوهم موارد هلكتهم، ويبينوا لهم من فرائض الله عزوجل ماشذ عن أفهامهم ويهدوهم بكتاب الله عزوجل إلي مراشد، امورهم، فيكون



___________________________________



(1) كذا في جميع النسخ ولعله " تقفي عليها "



[659]



الدين بهم محفوظا لاتعترض فيه الشبهة، وفرائض الله عزوجل بهم مؤداة لايدخلها باطل، وأحكام الله ماضية لايلحقها تبديل ولا يزيلها تغيير فالرسالة والنبوة سنن، ولامامة فرض وفرائض الله عزوجل الجارية علينا بمحمد لازمة لنا، ثابتة لاتنقطع ولاتتغير إلي يوم القيامة مع أنا لاندفع الاخبار التي رويت أنه كان بين عيسى ومحمد صلى الله عليه واله فترة لم يكن فيها نبي ولاوصي ولاننكرها ونقول: إنها أخبار صحيحة ولكن تأويلها غير ماذهب إليه مخالفونا من انقطاع الانبياء والائمة والرسل عليهم السلام وإنما معني الفترة أنه لم يكن بينهما رسول، ولانبي، ولا وصي ظاهر مشهور كمن كان قبله، وعلى ذلك دل الكتاب المنزل أن الله عزوجل بعث محمد صلى الله عليه واله على حين فترة من الرسل، لامن الانبياء و الاوصياء، ولكن قدكان بينه وبين عيسى عليهما السلام أنبياء وأئمة مستورون خائفون، منهم خالدبن سنان العبسي نبي لايدفعه دافع ولاينكره منكر لتواطئ الاخبار بذلك عن الخاص والعام وشهرته عندهم، وأن ابنته أدركت رسول الله صلى الله عليه واله ودخلت عليه فقال النبي: هذه ابنة نبي ضيعة قومه خالدبن سنان العبسي، وكان بين مبعثه ومبعث نبينا محمد صلى الله عليه وآله خمسون سنة، وهو خالدبن سنان بن بعيث(1) بن مريطة بن مخزوم ابن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس حدثني بذلك جماعة من أهل الفقه والعلم:.



3 - حدثنا محمدبن الحسن بن أحمدبن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا سعد



___________________________________



(1) في بعض النسخ " لعيث " وفى المعارف لابن قتيبة " أتت ابنته سول الله صلى الله عليه وآله فسمعته يقرأ " قل هو الله أحد " فقالت: كان أبي يقول هذا



[660]



ابن عبدالله قال: حدثنا محمد بن الوليد الخزاز، والسندي بن محمد البزاز جميعا، عن محمدبن أبي عمير، عن أبان بن عثمان الاحمر، عن بشير النبال، عن أبي جعفر الباقر وأبي عبدالله الصادق عليهما السلام قالا: جاء ت ابنة خالدبن سنان العبسي إلي رسول الله وصلى الله عليه وآله فقال لها: مرحبا ياابنة أخي وصافحها وأدناها وبسط لها رداء، ثم أجلسها إلي جنبه، ثم قال: هذه ابنة نبي ضيعة قومه خالدبن سنان العبسي وكان اسمها محياة ابنة خالدبن سنان وبعد فلولا الكتاب المنزل وماأخبرنا الله تعالي به علي لسان نبينا المرسل صلى الله عليه وآله وما اجتمعت عليه الامة من النقل عنه عليه السلام في الخبر الموافق للكتاب أنه لانبي بعده لكان الواجب اللازم في الحكمة أن لا يجوز أن يخلو العباد من رسول منذر مادام التكليف لازما لهم، وأن تكون الرسل متواترة إليهم على ماقال الله عزوجل: " ثم أرسلنا رسلنا تترا كلما جاء امة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا "(1) ولقوله عزوجل: " لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل "(2) لان علتهم لاتنزاح إلا بذلك كما حكي تبارك وتعالى عنهم في قوله عزوجل " لولاأرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزي "(3) فكان من احتجاج الله عزوجل في جواب ذلك أن قال: " قل قدجاء كم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين "(4) فعلل العباد مع التكليف لاتنزاح(5) إلا برسول منذر مبعوث إليهم ليقيم أودهم ويخبرهم بمصالح أمورهم دينا ودنيا، وينصف مظلومهم من ظالمهم، و



___________________________________



(1) المؤمنون: 44.



(2) النساء: 164.



(3) طه: 134.



(4) آل عمران: 183.



(5) أي لاتبعد ولاتزول



[661]



يأخذ حق ضعيفهم من قويهم، وحجة الله عزوجل لاتلزمهم إلا بذلك فلما أخبرنا عزوجل أنه قدختم أنبياء ه ورسله بمحمد صلى الله عليه وآله سلمنا لذلك وأيقنا أنه لارسول بعده، وأنه لابد لنا ممن يقوم مقامه وتلزمنا حجة الله به، وتنزاح به علتنا لان الله عزوجل قال في كتابه لرسوله صلى الله عليه وآله: " إنماأنت منذر ولكل قوم هاد "(1) ولان الحاجة منا إلي ذلك دائمة فينا ثابتة إلي انقضاء الدنيا وزوال التكليف والامر والنهي عنا فإن ذلك الهادي لايكون مثل حالنا في الحاجة إلي من يقومه ويؤدبه ويهديه إلى الحق، ولايحتاج إلي مخلوق منا في شئ من علم الشريعة ومصالح الدين والدنيا، بل مقومه وهاديه الله عزوجل بما يلهمه كما ألهم ام موسى عليه السلام، وهداها إلي ماكان فيه نجاتها ونجاة موسى عليه السلام من فرعون وقومه فعلم الامام عليه السلام كله من الله عزوجل ومن رسوله الله صلى الله عليه وآله فبذلك يكون عالما بما في الكتاب المنزل وتنزيله وتفسيره وتأويله ومعانيه وناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، وحلاله وحرامه، وأوامره و زواجره، ووعده ووعيده، وأمثاله وقصصه، لابرأي وقياس.



كماقال الله عزوجل: " ولوردوه إلي الرسول وإلي أولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم "(2) والدليل على ذلك ما اجتمعت الامة على نقله من قول رسول الله صلى الله عليه وآله: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله عزوجل وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتي يردا على - الحوض "



___________________________________



(1) الرعد: 7.



(2)النساء: 83



[662]



وبقوله صلى الله عليه وآله: " الائمة من أهل بيتي، لاتعلموهم فإنهم أعلم منكم " فأعلمنا صلى الله عليه وآله فقال إنه مخلف فينا من يقوم مقامه في هدايتنا وفي معرفته علم الكتاب و، وإن الامة ستفارقهما إلا من عصمه الله جل جلاله بلزومهما فأنقذه باتباعهما من الضلالة والردي ضمانا منه صحيحا يؤديه عن الله عزوجل إذلم يكن صلى الله عليه واله وسلم من المتكلفين، ولم يتبع إلامايوحي إليه أن من تمسك بهما لن يضل، وأنهما لن يفترقا حتي يردا عليه الحوض وبقوله صلى الله عليه وآله: إن امته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة منها فرقة ناجية واثنتين وسبعين فرقة في النار فقد أخرج صلى الله عليه وآله من تمسك بالكتاب والعترة من الفرق الهالكة وجعله من الناجية بماقال صلى الله عليه وآله إنه من تمسك بهما لن يضل وبقوله صلى الله عليه وآله: إن في امته من يمرق من الدين كمايمرق السهم من الرمية والمارق من الدين قدفارق الكتاب والعترة، فقد دلنا صلى الله عليه وآله بما أعلمنا أن فيما خلفه فينا غني عن إرساله الله عزوجل الرسل إلينا وقطعا لعذرنا وحجتنا، ووجدنا الامة بعد نبيها وصلى الله عليه وآله كثر اختلافها في القرآن وتنزيله وسوره وآياته وفي قراء ته ومعانيه وتفسيره وتأويله، و كل منهم يحتج لمذهبه بآيات منه فعلمنا أن الذي يعلم من القرآن ما يحتاج إليه هوالذي قرنه الله تبارك وتعالى ورسوله صلى الله عليه وآله بالكتاب الذي لايفارقه إلى يوم القيامة ومع هذا فإنه لابد أن يكون مع هذا الهادي المقرون بالكتاب حجة ودلالة يبين بهما من الخلق المحجوجين به المحتاجين إليه، ويكون بهما في صفاته وعلمه وثباته خارجا عن صفاتهم غنيا بماعنده عنهم، تثبت بذلك معرفتهم عند الخلق، دلالة معجزة، وحجة لازمة يضطر المحجوجين به إلي الاقرار بإمامته لكي يتبين المؤمن المحق(بذلك)



[663]



من الكافر المبطل المعاند الملبس على الناس بالاكاذيب والمخاريق و زخرف القول، وصنوف التأويلات للكتاب والاخبار، لان المعاند لايقبل البرهان فان احتج محتج من أهل الالحاد والعناد بالكتاب وأنه الحجة التي يستغني بها عن الائمة الهداة لان فيه تبيانا لكل شئ، ولقول الله عزوجل: " مافرطنا في الكتاب من شئ "(1) قلنا له: أما الكتاب فهوعلى ماوصفت، " فيه تبيان كل بشئ " منه منصوص مبين، ومنه ماهو مختلف فيه، فلابد لنامن مبين يبين لنا ماقد اختلفنا فيه إذ لايجوز فيه الاختلاف لقوله عزوجل: " ولوكان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا(2)، ولابد للمكلفين من مبين يبين ببراهين واضحة تبهر العقول وتلزم بها الحجة، كمالم يكن فيما مضي بد من مبين لكل امة ما اختلف فيه من كتابها بعد نبيها، ولم يكن ذلك لاستغناء أهل التوراة بالتوراة وأهل الزبور بالزبور و أهل الانجيل بالانجيل وقد أخبر نا الله عزوجل عن هذه الكتب أن فيها هدي ونورا يحكم بها النبيون، وأن فيها حكم مايحتاجون إليه ولكنه عزوجل لم يكلهم إلى علمهم بمافيها، وواتر الرسل إليهم، وأقام لكل رسول علما ووصيا وحجة على أمته، أمرهم بطاعته والقبول منه إلي ظهور النبي الآخر لئلا تكون لهم عليه حجة، وجعل أوصياء الانبياء حكاما بمافي كتبه، فقال تعالي: " يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والاحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء "(3)



___________________________________



(1) الانعام: 37.



(2) النساء: 82.



(3) المائدة: 44



[664]



ثم إنه عزوجل قطع عنا بعد نبينا صلى الله عليه وآله الرسل عليهم السلام وجعل لنا هداة من أهل بيته وعترته يهدوننا إلى الحق، ويجلون عنا العمي، وينفون الاختلاف والفرقة، معصومين قدأمنا منهم الخطأ والزلل، وقرن بهم الكتاب، وأمرنا بالتمسك بهما، وأعلمنا على لسان نبيه عليه السلام أنا لا نضل ما إن تمسكنا بهما، ولو لاذلك ما كانت الحكمة توجب إلا بعثة الرسل عليهم السلام إلي انقطاع التكليف عنا، وبين الله عزوجل ذلك في قوله لنبيه: " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد " فلله الحجة البالغة علينا بذلك والرسل والانبياء والاوصياء صلوات الله عليهم لم تخل الارض منهم، وقد كانت لهم فترات من خوف وأسباب لايظهرون فيها دعوة، ولايبدون أمرهم إلا لمن أمنوه، حتي بعث الله عزوجل محمدا صلى الله عليه وآله فكان آخر أوصياء عيسى عليه السلام رجل يقال له " آبي " وكان يقال له: " بالط " أيضا 4 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعدبن عبدالله قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن عيسى، ومحمدبن الحسين بن أبي الخطاب، ويعقوب بن يزيد الكاتب، وأحمدبن الحسن بن علي بن فضال، بن عبدالله بن بكير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: الذي تناهت إليه وصية عيسى بن مريم عليه السلام رجل يقال له: " آبي ".



5 - وحدثنا محمدبن الحسن بن أحمدبن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، وسعدبن عبدالله جميعا، عن يعقوب بن يزيد الكاتب، عن محمد ابن أبي عمير، عمن حدثه من أصحابنا، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان آخر أوصياء عيسى عليه السلام رجل يقال له: " بالط "(1)



___________________________________



(1) قال المصنف ص 166: " قد ذرك قوم أن " آبي " هو أبوطالب وانما اشتبه الامر به لان أمير المؤمنين عليه السلام سئل عن آخر اوصياء عيسى عليه السلام فقال: " آبي " فصحفه الناس وقالوا: " أبي " وأقول: " آبي " بمد الهمزة وامالة الباء من ألقاب علماء النصاري "



[665]



6 - وحدثنا أبي، ومحمدبن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعدبن عبد - الله قال: حدثنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي، ومحمدبن عبدالجبار، عن إسماعيل ابن سهل، وعن محمدبن أبي عمير، عن درست بن أبي منصور الواسطي، وغيره، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان سلمان الفارسي رحمه الله قدأتي غير واحد من العلماء، وكان آخر من أتي آبي(1)، فمكث عنده ماشاء الله، فلما ظهر النبي صلى الله عليه وآله قال آبي: ياسلمان إن صاحبك الذي تطلبه بمكة قد ظهر، فتوجه إليه سلمان رحمة الله عليه.



7 - حدثنا أبي، ومحمدبن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعدبن عبدالله قال: حدثنا جماعة من أصحابنا الكوفيين، عن محمدبن إسماعيل بن بزيع، عن امية ابن علي القيسى قال: حدثني درست بن أبي منصور الواسطي أنه سأل أبا الحسن الاول يعني موسى بن جعفر عليهما السلام كأن رسول الله صلى الله عليه واله محجوجا بآبي؟ قال: لاولكنه كان مستودعا لوصاياه فسلمها إليه عليه السلام قال: قلت: فدفعها إليه على أنه كان محجوجا به؟ فقال: لوكان محجوجا به لما دفع إليه الوصايا، قلت: فماكان حال آبي؟ قال: أقر بالنبي صلى الله عليه وآله وبماجاء به ودفع إليه الوصايا ومات آبي من يومه فقد دل ذلك على أن الفترة هي الاختفاء والسر والامتناع من الظهور وإعلان الدعوة لاذهاب شخص، وارتفاع عين الذات والانية(2) وقدقال الله عزوجل في قصة الملائكة عليهم السلام: " يسبحون الليل والنهار لايفترون "(3) فلوكان الفتور ذهابا عن الشئ وذاته لكانت الآية محالا لان الملائكة ينامنون والنائم في غاية الفتور، والنائم لايسبح لانه إذانام فتر عن التسبيح والنوم بمنزلة الموت لان الله عزوجل يقول: " الله يتوفي الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها "(4)، ويقول



___________________________________



(1) كذا ولعل النكتة في عدم النصب حفظ صورة الكلمة لئلا يشتبه بأبي.



(2) في بعض النسخ " الاينية ".



(3) الانبياء: 20.



(4) الزمر: 42



[666]



عزوجل: " وهو الذي يتوفيكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار "(1) والنائم فاتر بمنزلة الميت، والذي لاينام ولاتأخذه سنة ولانوم ولايدركه فتور هو الله الذي لاإله إلا هو، والخبر دليل على ذلك.



8 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعدبن عبدالله قال: حدثنا أحمد ابن محمدبن عيسى، عن العباس بن موسى الوراق، عن يونس بن عبدالرحمن، عن داود بن فرقد العطار قال: قال لي بعض أصحابنا أخبرني عن الملائكة أينامون؟ قلت: لاأدري، فقال: يقول الله عزوجل: " يسبحون الليل والنهار لايفترون "، ثم قال: ألا أطرفك عن أبي عبدالله عليه السلام فيه بشئ؟(قال:) فقلت: بلي، فقال: سئل عن ذلك فقال: مامن حي إلا وهوينام ماخلا الله وحده عزوجل، والملائكة ينامون.



فقلت: يقول الله عزوجل: " يسبحون الليل والنهار لايفترون " فقال: أنفاسهم تسبيح فالفترة إنماهي الكف عن إظهار الامر والنهي واللغة تدل ذلك، يقال: فترفلان عن طلب فلان، وفتر عن مطالبته، وفتر عن حاجته وإنما ذلك تراخ عنه وكف لابطلان الشخص والعين، ومنه قول الرجل: أصابتني فترة، أي ضعف وقد احتج قوم بقول الله عزوجل لنبيه: " لتنذر قوما ماأتيهم من نذير من قبلك "(2) وقول الله عزوجل: " وما آتيناهم من كتب يدرسونها وماأرسلنا إليهم قبلك من نذير "(3) فجعلوا هذادليلا على أنه لم يكن بين عيسى عليه السلام وبين محمد صلى الله عليه وآله ولا رسول ولاحجة، و هذا تأويل بين الخطأ لان النذر إنماهم الرسل خاصة دون الانبياء والاوصياء، لان الله عزوجل يقول لمحمد صلى الله عليه وآله: " إنما أنت منذر



___________________________________



(1) الانعام: 60 وجرح واجترح أي كتسب.



(2) السجدة: 3.



(3) سبأ: 44



[667]



ولكل قوم هاد: فالنذرهم الرسل، والانبياء والاوصياء هداة، وفي قوله عزوجل " ولكل قوم هاد " دليل على أنه لم تخل الارض من هداة في كل قوم و كل عصر تلزم العباد الحجة لله عزوجل بهم من الانبياء والاوصياء فالهداة من الانبياء والاوصياء لايجوز نقطاعهم مادام التكليف من الله عزوجل لازما للعباد، لانهم يؤدون عن النذر، وجائز أن تنقطع النذر، كما انقطعت بعد النبي صلى الله عليه وآله فلانذير بعده.



9 - حدثنا أبي، ومحمدبن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد - الله قال: حدثنا محمدبن الحسين بن أبي الخطاب، ويعقوب بن يزيد جميعا، عن حمادبن عيسى، عن حريز بن عبدالله، عن محمدبن مسلم قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام:(1) في قول الله عزوجل: " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد " فقال: كل إمام هادلكل قوم في زمانهم.



10 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعدبن عبدالله قال: حدثنا أحمد ابن محمدبن عيسى، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمربن اذينة، عن بريد بن معاوية العجلي قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: مامعني " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد " فقال: المنذر رسول الله صلى الله عليه وآله، وعلى الهادي، وفي كل وقت وزمان إمام منا يديهم إلي ماجاء به رسول الله صلى الله عليه وآله والاخبار في هذا المعني كثيرة وإنما قال الله عزوجل لرسوله صلى الله عليه وآله: " لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك " أي ماجاء هم رسول قلبك بتبديل شريعة ولاتغيير ملة(2) ولم ينف عنهم الهداة والدعاة من الاوصياء(3)، وكيف يكون ذلك وهوعزوجل يحكي عنهم في قوله:



___________________________________



(1) في بعض النسخ " لابي جعفر عليه السلام ".



(2) " " " " ولانسخ ملة ".



(3) " " " " ولم ينف عنهم الهداية ولاعن الاوصياء "



[668]



" وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاء هم نذير ليكونن أهدي من إحدي الامم فلما جاء هم نذير مازادهم إلا نفورا "(1) فهذا يدل على أنه قد كان هناك هاد يدلهم على شرائع دينهم لانهم قالوا ذلك قبل أنت يبعث محمد صلى الله عليه وآله(2) ومما يدل على ذلك الاخبار التي ذكرناها في هذا المعني في هذا الكتاب ولاقوة إلا بالله.



11 - حدثنا محمدبن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن - جعفر الحميري قال: حدثنا الحسن بن ظريف، عن صالح بن أبي حماد، عن محمدبن - إسماعيل، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية فقلت له: كل من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية؟ قال: نعم، والواقف كافر، والناصب مشرك.



12 - أخبرني على بن حاتم فيما كتب إلي قال: حدثنا حميد بن زياد، عن الحسن بن علي بن سماعة، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن سماعة وغيره، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: نزلت هذه الآية في القائم عليه السلام: " ولايكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون "(3).



13 - وبهذا الاسناد، عن أحمدبن الحسن الميثمي، عن الحسن بن محبوب، عن مؤمن الطاق، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل " اعلموا أن الله يحيي الارض بعد موتها "(4) قال: يحييها الله عزوجل بالقائم عليه السلام بعدموتها - بموتها كفر أهلها - والكافر ميت



___________________________________



(1) فاطر: 41.



(2) في بعض النسخ " قبل ان يكون محمد صلى الله عليه وآله.



(3) الحديد، 16.



(4) ": 17



[669]



14 - حدثنا محمدبن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالعزيز ابن يحيي الجلودي البصري قال: حدثنا محمد بن زكريا الجوهري قال: حدثنا محمدبن جعفر بن عمارة، عن أبيه، عن سعدبن طريف، عن الاصبغ بن نباتة قال: سمعت أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: أفضل الكلام قول لاإله إلا الله، وأفضل الخلق أول من قال: لاإله إلا الله، فقيل: يارسول الله ومن أول من قال: لاإله إلا الله؟ قال: أنا، وأنا نوربين يدي الله جل جلاله أوحده وأسبحه وأكبره وأقدسه وأمجده، ويتلوني نور شاهد مني، فقيل: يارسول الله: ومن الشاهد منك؟ فقال: علي بن أبي طالب أخي وصفيي ووزيري وخليفي ووصيي، وإمام امتي، وصاحب حوضي، وحامل لوائي، فقيل له: يارسول الله فمن يتلوه؟ فقال: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ثم الائمة من ولد الحسين إلي يوم القيامة.



15 - حدثنا محمدبن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن - أبان، عن الحسين بن سعيد، عن محمدبن الحسن الكناني، عن جده، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله عزوجل أنزل على نبيه صلى الله عليه واله وسلم كتابا قبل أن يأتيه الموت فقال: يامحمد هذا(ال‍) كتاب وصيتك إلى النجيب من أهلك، فقال: ومن النجيب من أهلي ياجبرئيل؟ فقال: على بن أبي طالب وكان على الكتاب خواتيم من ذهب، فدفعه النبي صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام وأمره وأن يفك خاتما ويعمل بمافيه، ففك عليه السلام خاتما وعمل بما فيه، ثم دفعه إلى ابنه الحسن عليه السلام، ففك خاتما وعمل بمافيه ثم دفعه إلى الحسين عليه السلام، ففك خاتما فوجد فيه أن اخرج بقومك إلي الشهادة ولا شهادة لهم إلا معك واشرنفسك لله تعالي، ففعل ثم دفعه إلي على بن الحسين عليهما السلام، ففك خاتما فوجد فيه: اصمت والزم منزلك واعبد ربك حتي يأتيك اليقين، ففعل ثم دفعه إلي محمدبن علي عليهما السلام، ففك خاتما فوجد فيه حدث الناس وأفتهم ولاتخافن إلا الله عزوجل فإنه لاسبيل لاحد عليك، ثم دفعة إلي ففضضت خاتما فوجدت فيه حدث الناس وأفتهم وانشر علم أهل بيتك وصدق آبائك الصالحين ولاتخافن إلا الله



[670]



عزوجل وأنت في حرز وأمان، ففعلت، ثم أدفعه إلي موسى بن جعفر، وكذلك يدفعه موسي إلي(الذي) من بعده، ثم كذللك أبدا إلي يوم(قيام) المهدي عليه السلام.



16 - حدثنامحمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمدبن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن محمدبن أبي عمير، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قال أبوعبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: " هو الذي أرسل رسوله بالهدي ودين الحق ليظهره على الدين كله ولوكره المشركون"(1)، فقال: والله مانزل تأويلها بعد، ولاينزل تأويلها حتي يخرج القائم عليه السلام فإذا خرج القائم عليه السلام لم يبق كافر بالله العظيم ولامشرك بالامام إلاكره خروجه حتي أن لوكان كافرا أو مشركا في بطن صخرة لقالت: يامؤمن في بطني كافر فاكسرني واقتله.



17 - حدثنا محمدبن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمدبن يحيى العطار، عن محمدبن الحسين بن أبي الخطاب، وأحمدبن محمدبن عيسى جميعا، عن محمد ابن سنان، عن أبي الجارود زيادبن المنذر(2) قال: قال أبوجعفر عليه السلام: إذا خرج القائم عليه السلام من مكة ينادي مناديه: إلا لايحملن أحد(كم) طعاما ولاشرابا، وحمل



___________________________________



(1) التوبة: 33.



(2) قال العلامة في خلاصته في عنوانه في قسم الضعفاء: زيادبن المنذر أبوالجارود الهمداني - بالدال المهملة - الخارقي - بالخاء المعجمة بعدها ألف وراء مهملة وقاف - الكوفي الاعمي التابعي، زيدي المذهب واليه تنسب الجارودية من الزيدية كان من اصحاب أبي جعفر(ع) روى عن الصادق(ع) وتغير لما خرج زيد رضي الله عنه عن زيد وقال ابن الغضائري حديثه في أصحابنا أكثر منه في الزيدية، وأصحابنا يكرهون مارواه محمدبن سنان عنه ويعتمدون مارواه محمدبن بكر الارجني وقال الكشي: زيادبن المنذر ابوالجارود الاعمي السرحوب - بالسين المهملة المضمومة والراء المهملة والباء المنقطة تحتها نقطة واحدة بعد الواو - مذموم ولاشبهة في ذمة وسمي سرحوبا باسم شيطان أعمي يسكن البحر، وكان أبوالجارود مكفوفا أعمي أعمي القلب ثم روي الكشي في ذمه رويات تضمن بعضها كونها كذابا كافرا



[671]



معه حجر موسى بن عمران عليه السلام وهو وقر بعير، فلا ينزل منزلا إلا انفجرت منه عيون فمن كان جائعا شبع، ومن كان ظمآنا روي، ورويت دوابهم حتي ينزلوا النجف من ظهر الكوفة.



18 - حدثنا محمدبن الحسن بن أحمدبن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمدبن أبي عمير، عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: أول من يبايع القائم عليه السلام جبرئيل ينزل في صورة طير أبيض فيبايعه، ثم يضع رجلا على بيت الله الحرام ورجلا على بيت المقدس ثم ينادي بصوت طلق تسمعه الخلائق " أتي أمر الله فلا تستعجلوه "(1).



19 - وبهذا الاسناد، عن أبان بن تغلب قال: قال أبوعبدالله عليه السلام، سيأتي في مسجد كم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا - يعني مسجد مكة - يعلم أهل مكة أنه لم يلدهم آباؤهم ولاأجداد هم، عليهم السيوف مكتوب على كل سيف(2) كلمة تفتح ألف كلمة، فيبعث الله تبارك وتعالى ريحا فتنادي بكل واد؟ هذا المهدي، يقضي بقضاء داود وسليمان عليهما السلام،(و) لايريد عليه بينة.



20 - وبهذا الاسناد، عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبدالله عليه السلام: إذا قام القائم عليه السلام لم يقم بين يديه أحد من خلق الرحمن إلا عرفة صالح هو أم طالح؟ لان فيه آية للمتوسمين وهي بسبيل مقيم.



21 - وبهذا الاسناد، عن أبان بن تغلب قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: دمان في الاسلام حلال من الله عزوجل لايقضي فيهما أحد بحكم الله حتي يبعث الله عز وجل القائم من أهل البيت عليهم السلام، فيحكم فيهما بحكم الله عزوجل لايريد على ذلك بينة: الزاني المحصن يرجمه، ومانع الزكاة يضرب رقبته.



22 - وبهذا الاسناد، عن أبان بن تغلب قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: كأني أنظر



___________________________________



(1) النحل: 1.



(2) في بعض النسخ " مكتوب عليها "



[672]



إلي القائم عليه السلام على ظهر النجف،، فإذا استوي على ظهر النجف ركب فرسا أدهم أبلق بين عينيه شمراخ(1) ثم ينتفض به فرسه فلايبقي أهل بلدة إلا وهم يظنون أنه معهم في بلادهم، فإذا نشر راية رسول الله صلي الله عليه وآله انحط إليه ثلاثة عشر ألف ملك و ثلاثة عشر ملكا كلهم ينتظر القائم عليه السلام، وهم الذين كانوامع نوح عليه السلام في السفينة والذين كانوامع إبراهيم الخليل عليه السلام حيث القي في النار، وكانوا مع عيسى عليه السلام حيث رفع، وأربعة آلاف مسومين ومردفين، وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا(2) يوم بدر، وأربعة آلاف ملك الذين هبطوا يريدون القتال مع الحسين بن علي عليهما السلام فلم يؤذن لهم فصعدوا في الاستيذان وهبطوا وقد قتل الحسين عليه السلام فهم شعث غبر يبكون عند قبر الحسين عليه السلام إلي يوم القيامة، ومابين قبر الحسين عليه السلام إلي السماء مختلف الملائكة.



23 - وبهذا الاسناد، عن أبان بن تغلب قال: حدثني أبوحمزة الثمالي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: كأني أنظر إلى القائم عليه السلام قد ظهر على نجف الكوفة فإذا ظهر على النجف نشر راية رسول الله صلى الله عليه وآله،(و) عمودها من عمد عرش الله تعالى: وسائر ها من نصر الله عزوجل، ولاتهوي بها إلي أحد إلا أهلكه الله تعالي، قال: قلت: أوتكون معه أو يؤتي بها؟ قال: بلي يوتي بها، يأتيه بها جبرئيل عليه السلام.



24 - حدثنا محمدبن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا عمي محمدبن - أبي القاسم، عن أحمدبن أبي عبدالله الكوفي، عن أبيه، عن محمدبن سنان، عن المفضل ابن عمر قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: لقد نزلت هذه الآية في المفتقدين من أصحاب القائم عليه السلام قوله عزوجل: " أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا " إنهم ليفتقدون عن فرشهم ليلا فيصبحون بمكة، وبعضهم يسير في السحاب يعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه قال: قلت: جعلت فداك أيهم أعظم إيمانا؟ قال: الذي يسير في السحاب نهارا.



25 - وبهذا الاسناد، عن المفضل بن عمرقال: قال أبوعبدالله عليه السلام: كأني أنظر إلى القائم عليه السلام على منبر الكوفة وحوله أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة



___________________________________



(1) الشمراخ: غرة الفرس.



(2) كذا



[673]



أهل بدر، وهم أصحاب الالوية وهم حكام الله في أرضه على خلقه، حتي يستخرج من قبائه كتابا مختوما بخاتم من ذهب عهد معهود من رسول الله صلى الله عليه وآله فيجفلون عنه إجفال الغنم البكم، فلايبقي منهم إلا الوزير وأحد عشر نقيبا، كما بقوا مع موسى ابن عمران عليه السلام فيجولون في الارض ولايجدون عنه مذهبا فيرجعون إليه، والله إني لاعرف الكلام الذي يقوله لهم فيكفرون به.



25 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعدبن عبدالله، عن أحمدبن الحسين ابن سعيد، عن محمدبن جمهور، عن أحمدبن أبي هراسة، عن أبي إسحاق إبراهيم بن - إسحاق، عن عبدالله بن حماد الانصاري قال: حدثنا عمروبن شمر، عن جابر بن - يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كأني بأصحاب القائم عليه السلام وقد أحاطوا بمابين الخافقين فليس من شي ء إلا وهو مطيع لهم حتي سباع الارض وسباع الطير، يطلب رضاهم في كل شئ، حتي تفخر الارض على الارض وتقول: مربي اليوم رجل من أصحاب القائم عليه السلام.



26 - حدثنا جعفربن محمدبن مسرور رضي الله عنه قال: حدثنا الحسين بن محمد ابن عامر، عن عمه عبدالله بن عامر، عن محمدبن أبي عمير، عن ابن أبي حمزة، عن أبى بصير قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ماكان قول لوط عليه السلام لقومه " لو أن لي بكم قوة أو آوي إلي ركن شديد(1) " إلا تمنيا لقوة القائم عليه السلام ولاذكر إلا شدة أصحابه وإن الرجل منهم ليعطي قوة أربعين رجلا، وإن قلبه لاشد من زبر الحديد، ولو مروا بجبال الحديد لقلعوها، ولايكفون سيوفهم حتي يرضي الله عزوجل.



27 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمدبن يحيى، عن سلمة بن الخطاب عن عبدالله بن محمد، عن منيع بن الحجاج البصري، عن مجاشع، عن معلي، عن محمد ابن الفيض، عن أبي جعفر قال: كانت عصي موسى لادم عليهما السلام فصارت إلي شعيب، ثم صارت إلي موسى بن عمران وإنها لعندنا، وإن عهدي بها آنفا وهي خضراء كهيئتها



___________________________________



(1) هود: 80



[674]



حين انتزعت من شجرتها، وإنها لتنطق إذا استنطقت، اعدت لقائمنا عليه السلام يصنع بها ماكان يصنع بها موسى(بن عمران عليه السلام)، وإنها تصنع ماتؤمر، وإنها حيث القيت تلقف مايأفكون بلسانها(1).



28 - حدثنا محمدبن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمدبن يحيى، عن محمدبن الحسين، عن محمدبن إسماعيل، عن أبي إسماعيل السراج، عن بشر بن - جعفر، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: أتدري ماكان قميص يوسف عليه السلام؟ قال: قلت: لا، قال: إن ابراهيم عليه السلام لما اوقدت له النار أتاه جبرئيل عليه السلام بثوب من ثياب الجنة فألبسه إياه، فلم يضره معها حر ولابرد، فلما حضر إبراهيم الموت جعله في تميمه(2) وعلقه علي إسحاق وعلقه إسحاق على يعقوب فلما ولد يوسف علقه عليه وكان في عضده حتي كان من أمره ماكان، فلما أخرجه يوسف بمصر من التميمة وجد يعقوب عليه السلام ريحه وهوقوله تعالي حكاية عنه: " إني لاجد ريح يوسف لولا أن تفندون "(3) فهوذلك القميص الذي انزل من الجنة، قلت: جعلت فداك: فإلي من صار هذا القميص؟ قال: إلي أهله وهومع قائمنا إذا خرج، ثم قال: كل نبي ورث علما أوغيره فقد انتهي إلي محمد صلى الله عليه وآله.



29 - وبهذا الاسناد، عن المفضل بن عمر، عن أبي بصير قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: إنه إذا تناهت الامور إلى صاحب هذا الامر رفع الله تبارك وتعالى كل منخفض من الارض، وخفض له كل مرتفع منها حتي تكون الدنيا عنده بمنزلة راحته، فأيكم لوكانت في راحته شعرة لم يبصرها



___________________________________



(1) رواه الكليني - رحمه الله - في الكافي ج 1 ص 232 بهذا السند وفيه اختلاف في آخره.



(2) التميمة: عوذه تعلق على الانسان(الصحاح).



(3) يوسف: 94.



(4) رواه الكليني بهذاالسند في الكافي ج 1 ص 232



[675]



30 - حدثنا جعفربن محمد بن محمدبن مسرور قال: حدثنا الحسين بن محمدبن عامر، عن المعلي بن محمد البصري، عن الحسن بن علي الوشاء، عن مثني الحناط، عن قتيبة الاعشي، عن ابن أبي يعفور، عن مولي لبني شيبان، عن أبي جعفر(الباقر) عليه السلام قال: إذا قام قائمنا عليه السلام وضع يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت بها أحلامهم(1).



31 - حدثنا محمدبن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمدبن يعقوب قال: حدثنا أبومحمد القاسم بن العلاء قال: حدثني القاسم بن مسلم، عن أخيه عبدالعزيز ابن مسلم ح وحدثنا أبوالعباس محمدبن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا أبوأحمد القاسم بن محمدبن علي المروزي(2) قال: حدثنا أبوحامد(3) عمران ابن موسى بن إبراهيم، عن الحسن بن القاسم الرقام قال: حدثني القاسم بن مسلم، عن أخيه عبدالعزيز بن مسلم(4) قال: كنا في أيام علي بن موسى الرضا عليه السلام(5) بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة من بدء مقدمنا فأداروا أمر الامامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت على سيدي عليه السلام فأعلمته خوضان الناس فتبسم عليه السلام ثم قال: يا عبدالعزيز بن مسلم جهل القوم وخدعوا عن أديانهم، إن الله عزوجل لم يقبض نبيه صلى الله على وآله حتي أكمل له الدين وأنزل عليه القرآن فيه تفصيل كل شئ، بين فيه الحلال والحرام، والحدود والاحكام، وجميع مايحتاج إليه الناس كملا فقال عزوجل: " مافرطنا في الكتاب من شئ "(6) وأنزل في حجة الوداع وهي آخر عمره صلى الله عليه وآله



___________________________________



(1) اي زاد الله في دماغهم فأكمل شعورهم وفكرهم بقدرته الكاملة والخبر رواه الكليني(ره) ج 1 ص 25 من الكافي.



(2) في العيون " أبوأحمد القاسم بن محمدبن علي الهروي ".



(3) في بعض النسخ " أبوماجد ".



(4) هو وأخوه مجهولان لايعرفان ولايذكران الافي طريق هذه الرواية.ويعرف منها مرتبتهما في التشيع سيما عبدالعزيز.



(5) في بعض النسخ " كنامع الرضا عليه السلام ".



(6) الانعام: 38



[676]



" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا "(1) فأمر الامامة من تمام الدين، ولم يمض عليه السلام حتي بين لامته معالم دينهم وأوضح لهم سبيلهم، وتركهم على قصد الحق، وأقام لهم عليا عليه السلام علما وإماما، وماترك شيئا تحتاج إلي الامة إلا بينه، فمن زعم أن الله عزوجل لم يكمل دينه فقد رد كتاب الله العزيز ومن رد كتاب الله(عزوجل) فهوكافر، هل تعرفون قدر الامامة و محلها من الامة فيجوز فيها اختيارهم؟ إن الامامة أجل قدرا وأعظم شأنا وأعلي مكانا وأمنع جانبا، وأبعد غورا من أن يبلغها الناس بعقولهم، أوينالوها بآرائهم، وأويقيموا إماما باختيارهم، إن الامامة خص الله عزوجل بها إبراهيم الخليل عليه السلام بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة، وفضيلة شرفه بها وأشاد بها ذكره(2) فقال عزوجل: " إني جاعلك للناس إماما "(3) فقال الخليل عليه السلام سرورا بها: ومن ذريتي؟ قال الله تبارك وتعالى: " لاينال عهدي الظالمين " فأبطلت هذه الاية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة، وصارت في الصفوة، ثم أكرمها الله عزوجل بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة والطهارة، فقال عزوجل ": و وهبنا له إسحق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين * وجعلنا هم أئمة يهدون بأمرنا و أوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلوة وإيتاء الزكوة وكانوا لناعابدين "(4) فلم يزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا حتي ورثها النبي صلى الله عليه وآله فقال الله عزوجل: " إن أولي الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين "(5)، فكانت له خاصة فقلدها صلى الله عليه واله وسلم عليا عليه السلام بأمر الله عزوجل على رسم ما فرضها الله عزوجل فصارت في ذريته الاصفياء الذين آتاهم الله العلم والايمان لقوله عزوجل: " وقال الذين اوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في



___________________________________



(1) المائدة: 5.



(2) الاشادة: رفع الصوت بالشئ.



(3) البقرة: 124.



(4) الانبياء: 73 و 74.



(5) آل عمران 68



[677]



كتاب الله إلي يوم البعث فهذا بوم البعث(ولكنكم كنتم لاتعلمون)(1) فهي في ولد علي عليه السلام خاصة إلي يوم القيامة إذلا نبي بعد محمد صلى الله عليه وآله فمن أين يختار هؤلاء الجهال إن الامامة هي منزلة الانبياء وإرث الاوصياء، إن الامامة خلافة الله تعالى وخلافة الرسول صلي الله عليه وآله، ومقام أمير المؤمنين، وميراث الحسن والحسين عليهم السلام إن الامامة زمام الدين، ونظام المسلمين، وصلاح الدنيا وعز المؤمنين، إن الامامة اس الاسلام النامي، وفرعه السامي، بالامام تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد وتوفير الفئ والصدقات، وإمضاء الحدود والاحكام، ومنع الثغور والاطراف الامام: يحل حلال الله، ويحرم حرام الله، ويقيم حدود الله، ويذب عن دين الله، ويدعو إلي سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة والحجة البالغة، والامام كالشمس الطالعة للعالم وهي في الافق بحيث لاتنالها الايدي الابصار الامام: البدر المنير، والسراج الزاهر، والنور الساطع، والنجم الهادي في غياهب الدجي(2)، والبلد القفار(3)، ولجج البحار الامام: الماء العذب على الظماء، والدال على الهدي، والمنجي من الردي الامام: النار على اليفاع، الحار لمن اصطليبه(4) والدليل في لمهالك(5) من فارقة فهالك الامام: السحاب الماطر، والغيث الهاطل(6)، والشمس المضيئة، والسماء



___________________________________



(1) الروم: 56.



(2) الغيهب: الظلمة وشدة السواد والدجي: الظلام.



(3) القفر من الارض: المفازة التي لاماء فيها ولانبات.



وفي الكافي " اجواز البلدان والقفار وفي العيون " البيد القفار " والبيداء: الفلاة.



(4) اليفاع: ماارتفع من الارض.



(5) في العيون " المسالك ".



(6) الهاطل المطر المتتابع المتفرق العظيم القطر



[678]



الظليلة، والارض البسيطة، والعين الغزيرة، والغدير والروضة الامام: الامين الرفيق، الوالد الشفيق(1)، والاخ الشقيق، ومفزع العباد في الداهية(2) الامام: أمين الله عزوجل في خلقه، وحجته على عباده، وخليفته في بلاده، والداعي إلى الله عزوجل، والذاب عن حرم الله عزوجل الامام: هوالمطهر من الذنوب، المبرأ من العيوب، مخصوص بالعلم، موسوم بالحلم، نظام الدين، وعز المسلمين وغيظ المنافقين، وبوار الكافرين الامام: واحد دهره، لايدانيه أحد، ولايعادله عالم، ولايوجد منه بدل ولاله مثل ولانظير، مخصوص بالفضل كله من غير طلب منه له ولااكتساب، بل اختصاص من المفضل الوهاب، فمن ذا الذي يبلغ معرفة الامام أو يمكنه اختياره، هيهات هيهات، ضلت العقول، وتاهت الحلوم، وحارت الالباب(3) وحسرت العيون وتصاغرت العظماء، وتحيرت الحكماء، وحصرت الخطباء، وتقاصرت الحلماء، وجهلت الالباء، وكلت الشعراء وعجزت الادباء وعييت البلغاء عن وصف شأن من شأنه أو فضيلة من فضائله، فأقرت بالعجز(والتقصير)، وكيف يوصف أو ينعت بكنهه أويفهم شئ من أمره، أو يقوم أحد مقامه، أويغني غناه، لاوكيف وأني وهوبحيث النجم من أيدي المتناولين، ووصف الواصفين فأين الاختيار من هذا، وأين العقول عن هذا، وأين يوجد مثل هذا؟ ظنوا أن ذلك يوجد في غير آل الرسول صلى الله عليه وآله كذبتهم والله أنفسهم ومنتهم الباطل، فارتقوا مرتقا صعبادحضا تذل عنه إلي الحضيض أقدامهم، وراموا إقامة الامام بعقول حائرة ناقصة وآراء مضلة فلم يزدادوا منه إلابعدا، قاتلهم أني يؤفكون لقد راموا صعبا، وقالوا إفكا، وضلوا ضلالا بعيدا، ووقعوا في الحيرة إذ



___________________________________



(1) في العيون " والوالد الرقيق ".



(2) الداهية: الامر العظيم.



(3) الحلوم كالالباب: العقول وضلت وحارت متقاربة المعني



[679]



تركوا الامام عن بصيرة وزين لهم الشيطان أعمالهم فصد هم عن السبيل وكانوا مستبصرين رغبوا عن اختيار الله واختيار رسوله إلى اختيارهم والقرآن يناديهم " وربك يخلق مايشاء ويختار ماكان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عمايشركون "(1) وقال عز وجل: " وماكان لمؤمن ولامؤمنة إذاقضي الله ورسوله امرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم "(2) وقال عزوجل: " مالكم كيف تحكمون * أم لكم كتاب فيه تدرسون * إن لكم فيه لما تخيرون * أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيمة إن لكم لما تحكمون * سلهم أيهم بذلك زعيم * أم لهم شركاء فليأتوا بشر كائهم إن كانوا صادقين(3) وقال عزوجل: " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها "(4) أم " طبع الله على قلوبهم فهم لايفقهون"(5) أم " قالوا سمعنا وهم لايسمعون * إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لايعقلون * ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون(6) أم " قالوا سمعنا وعصينا "(7) بل هو(ب‍) فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذوالفضل العظيم فكيف لهم باختيار الامام، والامام عالم لايجهل، وراع لاينكل(8) معدن القدس والطهارة والنسك(9) والزهادة، والعلم والعبادة مخصوص بدعوة الرسول وهو



___________________________________



(1) القصص: 68.



(2) الاحزاب: 36.



(3) القلم: 37 إلى 42.



(4) محمد: 24.



(5) راجع سورة التوبة: 93.



(6) الانفال: 21 إلى 23.



(7) البقرة: 93.



(8) " وراع لاينكل " اى حافظ للامة، وفي بعض النسخ " وداع " بالدال، ولا ينكل " إلى لايضعف ولايجبن.



(9) في بعض النسخ " والسناء " والصواب مافي الصلب كمافي الكافي والعيون



[680]



نسل المطهرة البتول، لامغمز فيه في نسب، ولايدانية(دنس، له المنزلة الاعلي لايبلغها) ذوحسب، في البيت من قريش، والذروة من هاشم، والعترة من آل الرسول، والرضي من الله عزوجل، شرف الاشراف، والفرع من آل عبد مناف، نامي العلم(1)، كامل الحلم، مضطلع بالامامة، عالم بالسياسة، مفروض الطاعة، قائم بأمر الله، ناصح لعباد الله، حافظ لدين الله عزوجل إن الانبياء والائمة عليهم السلام يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمته ما لايؤتيه غيرهم، فيكون علمهم فوق علم أهل زمانهم في قوله عزوجل: " أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لايهدي إلا أن يهدي فمالكم كيف تحكمون "(2) وقوله عزوجل: " ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا ومايذكر إلا أولوا الالباب "(3) وقوله عزوجل في طالوت: " إن الله اصطفيه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم "(4) وقال لنبيه صلى الله عليه وآله " وكان فضل الله عليك عظيما "(5) وقال عزوجل في الائمة من أهل بيته وعترته وذريته(6) صلوات الله عليهم أجمعين: " أم يحسدون الناس على ماآتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما * فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفي بجهنم سعيرا "(7) إن العبد إذا اختاره الله تعالى لامور عباده يشرح لذلك صدره، وأودع قلبه ينابيع الحكمة، وألهمة العلم إلهاما، فلم يعي بعده بجواب، ولايحير(8) فيه عن



___________________________________



(1) في بعض النسخ " باقر العلم ".



(2) يونس: 35.



(3) البقرة: 269.



(4) البقرة: 247.



(5) النساء: 113.



(6) في بعض النسخ " ووراثه ".



(7) النساء: 53 و 54.



(8) من أحار الجواب أي لايرده وفى العيون " ولايحيد " أي لايميل



[681]



الصواب، فهو معصوم مؤيد، موفق، مسدد، قد أمن الخطأ والزلل والعثار، يخصه الله تعالي بذلك لتكون حجته البالغة على عباده، وشاهده على خلقه " وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذوالفضل العظيم " فهل يقدرون على مثل هذا فيختاروه، أن يكون خيارهم بهذه الصفة فيقد موه، تعدوا - وبيت الله - الحق، ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لايعلمون، و في كتاب الله الهدي والشفاء، فنبذوه واتبعوا أهواء هم فذمهم الله ومقتهم وأتعسهم فقال عزوجل: " ومن أضل ممن اتبع هويه بغير هدي من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين(1): وقال عزوجل: " فتعسا لهم وأضل أعمالهم "(2) وقال: " كبر مقتا عندالله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار "(3) هذاآخر الجزء الثاني من كتاب " كمال الدين وتمام النعمة " في إثبات الغيبة وكشف الحيرة تصنيف: الشيخ السعيد أبي جعفر محمدبن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي قدس الله روحه ونور ضريحه وبه كمل الكتاب وتم، والحمد الله رب العالمين، وصلى الله علي محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين وسلم تسليما كثيرا



___________________________________



(1) القصص: 50.



(2) محمد صلى الله عليه وآله: والتعس - بالفتح -: الهلاك.



(3) الغافر: 35 إلى هناتم تصحيحنا هذا الكتاب وتعليقنا عليه وذلك في ليلة الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع المولود من شهور سنة 1390 من الهجرة النبوية.وأنا الاقل خادم العلم والدين على اكبر الغفاري عفي عنه.