بازگشت

54ـ باب حديث شداد بن عاد بن أرم


54ـ باب حديث شداد بن عاد بن أرم



وصفة أرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد.



1 - أخبرنا محمدبن هارون الزنجاني فيما كتب إلي قال: حدثنا معاذ أبوالمثني العنبري(1) قال: حدثنا عبدالله بن محمدبن أسماء قال: حدثنا جويرية، عن سفيان، عن منصور عن أبي وائل قال: إن رجلايقال له: عبدالله بن قلابة خرج في طلب إبل له قد شردت فبينا هوفي صحاري عدن في تلك الفلوات إذهو وقع على مدينة عليها حصن حول ذلك الحصن قصور كثيرة وأعلام طوال، فلما دنامنها ظن أن فيها من يسأله عن إبله فلم ير داخلا ولاخارجا، فنزل عن ناقته وعقلها وسل سيفه ودخل من باب الحصن، فإذا هو ببابين عظيمين لم ير في الدنيا بناء أعظم منهما ولاأطول، وإذا خشبها من أطيب عود وعليها نجوم من ياقوت أصفر وياقوت أحمر، ضوؤها قدملا المكان، فلما رآي ذلك أعجبه ففتح أحد البابين ودخل فإذا هو بمدينة لم ير الراؤون مثلها قط، وإذا هو بقصور، كل قصر منها معلق تحته أعمدة من زبر جد وياقوت، وفوق كل قصر منها غرف، وفوق الغرف غرف مبنية بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت والزبرجد، و على كل باب من أبواب تلك القصور مصاريع مثل مصاريع باب المدينة من عود طيب، قد نضدت عليه اليواقيت، وقد فرشت تلك القصور باللؤلؤ وبنادق المسك والزعفران، فلما رآي ذلك أعجبه ولم يرهناك أحدا فأفزعه ذلك ثم نظر إلي الازقة فإذا في كل زقاق منها أشجار قد أثمرت، تحتها أنهار



___________________________________



(1) هومعاذ بن معاذ العنبري قاضي البصرة عامي وثقه ابن معين وأبوحاتم وعبدالله هو ابن أخ جويرية وثقة أبوحاتم.وعمه جويرية وثقة أحمد(تهذيب التهذيب)



[553]



تجري، فقال: هذه الجنة التي وصف الله عزوجل لعباده في الدنيا والحمدلله الذي أدخلني الجنة، فحمل من لؤلؤها ومن بنادق المسك والزعفران ولم يستطع أن يقلع من زبرجدها ومن ياقوتها لانه كان مثبتا في أبوابها وجدرانها، وكان اللؤلؤ وبنادق المسك والزعفران منثورا بمنزلة الرمل في تلك القصور والغرف كلها، فأخذ منها ماأراد وخر ج حتي أتي ناقته وركبها، ثم سار يقفو أثر ناقته حتي رجع إلي اليمن و أظهر ماكان معه وأعلم الناس أمره، وباغ بعض ذلك اللؤلؤ وكان قد اصفار وتغير من طول مامر عليه من الليالي والايام، فشاع خبره وبلغ معاوية بن أبي سفيان، فأرسل رسولا إلي صاحب صنعاء وكتب بإشخاصه، فشخص حتي قدم على معاوية فخلا به وسأله عما عاين فقص عليه أمر المدينة وما رأي فيها وعرض عليه ماحمله منها من اللؤلؤ وبنادق المسك والزعفران، فقال: والله ما أعطي سليمان بن داود مثل هذه المدينة، فبعث معاوية إلي كعب الاحبار فدعاه وقال له: ياأبا إسحاق هل بلغك أن في الدنيا مدينة مبنية بالذهب والفضة وعمدها من الزبر جد والياقوت وحصاء قصورها وغرفها اللؤلؤ، وأنهارها في الازقة تجري تحت الاشجار قال كعب: أما هذه المدينة فصاحبها شداد بن عاد الذي بناها وأما المدينة فهي إرم ذات العماد وهي التي وصف الله عزوجل في كتابه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وآله وذكر أنه لم يخلق مثلها في البلاد قال معاوية: حدثنا بحديثها فقال: إن عادا الاولي - وليس بعاد قوم هود عليه السلام - كان له ابنان مسمي أحدهما شديدا والآخر شدادا فهلك عاد وبقيا وملكا وتجبرا وأطاعهما الناس في الشرق والغرب، فمات شديد وبقي شداد فملك وحده ولم ينازعه أحد وكان مولعا بقراء ة الكتب، وكان كلما سمع بذكر الجنة ومافيها من البنيان والياقوت والزبرجد واللؤلؤ رغب أن يفعل مثل ذلك في الدنيا عتوا علي الله عزوجل فجعل علي صنعتها مائة رجل تحت كل واحد منهم ألف من الاعوان، فقال: انطلقوا إلي أطيب فلاة في الارض وأوسعها، فاعملوا لي فيها مدينة من ذهب وفضة وياقوت و



[554]



زبر جد ولؤلؤ، واصنعوا تحت تلك المدينة أعمدة من زبر جد وعلى المدينة قصورا، وعلى القصور غرفا، وفوق الغرف غرفا، وأغرسوا تحت القصور في أزقتها أصناف الثمار كلها وأجروا فيها الانهار حتي يكون تحت أشجارها، فإني قرأت في الكتب صفة الجنة وأنا احب أن أجعل مثلها في الدنيا قالوا له: كيف نقدر على ما وصفت لنا من الجواهر والذهب والفضة حتي يمكننا أن نبني مدينة كما وصفت؟ قال شداد: ألا تعلمون أن ملك الدنيا بيدي؟ قالوا: بلي، قال: فانطلقوا إلي كل معدن من معادن الجواهر والذهب والفضة فوكلوا بها حتي تجمعوا ماتحتاجون إليه، وخذوا ما تجدونه في أيدي الناس من الذهب والفضة فكتبوا إلي كل ملك في الشرق والغرب فجعلوا يجمعون أنواع الجواهر عشر سنين فبنوا له هذه المدينة في مدة ثلاثمائة سنة، وعمر شداد تسعمائة سنة فلما أتوه وأخبروه بفراغهم منها قال: انطلقوا فاجعلوا عليها حصنا، واجعلوا حول الحصن ألف قصر، عند كل قصر ألف علم، يكون في كل قصر من تلك القصور وزير من وزرائي فرجعوا وعملوا ذلك كله له، ثم أتوه فأخبروه بالفراغ منها كما أمرهم به، فأمر الناس بالتجهيز إلي إرم ذات العماد فأقاموا في جهازهم إليها عشر سنين ثم سار الملك يريد إرم فلما كان من المدينة على مسيرة يوم وليلة بعث الله عز وجل عليه وعلى جميع من كان معه صيحة من السماء فأهلكتهم جميعا ومادخل إرم ولاأحد ممن كان معه، فهذه صفة إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وإني لاجد في الكتب أن رجلا يدخلها ويري مافيهاثم يخرج ويحدث الناس بما يرى فلايصدق، وسيدخلها أهل الدين في آخر الزمان قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: إذا جاز أن يكون في الارض جنة مغيبة عن أعين الناس لايهتدي إلي مكانها أحد من الناس ولايعلمون بها ويعتقدون صحة كونها من طريق الاخبار، فكيف لايقبلون من طريق الاخبار كون القائم عليه السلام الآن في غيبته، وإذا جاز أن يعمر شداد بن عاد تسعمائة سنة فيكف لا يجوز أن يعمر القائم



[555]



عليه السلام مثلها أو أكثر منها والخبر في شداد بن عاد عن أبي وائل، والاخبار في القائم عليه السلام عن النبي والائمة صلوات الله عليهم فهل ذلك إلامكابرة في جحود الحق ووجدت في كتاب المعمرين أنه حكي عن هشام بن سعيد الرجال قال: إنا وجدنا حجرا بالاسكندرية مكتوبا فيه أناشداد بن عاد وأنا الذي شيدت العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد، وجندت الاجناد وشددت بساعدي الواد فبنيتهن إذ لاشيب ولاموت، وإذا الحجارة في اللين مثل الطين، وكنزت كنزا في البحر على اثني عشر منزلا لم يخرجه حتي تخرجه امة محمد وعاش أوس بن ربيعة بن كعب بن امية الاسلمي مائتين وأربع عشرة سنة وقال في ذلك:



لقد عمرت حتي مل أهلي*** ثوائي عندهم وسئمت عمري(1)



وحق لمن أتي مائتان عاما*** عليه وأربع من بعد عشر



يمل من الثواء وصبح يوم(2) *** يغاديه وليل بعد يسري



فأبلي جدتي وتركت شلوا(3) *** وباح بما اجن ضمير صدري



وعاش أبوزبيد واسمه البدر بن حرملة الطائي وكان نصرانيا خمسين ومائة سنة وعاش نصربن دهمان بن(بصاربن بكربن) سليم بن أشجع بن الريث بن - غطفان مائة وتسعين سنة حتي سقطت أسنانه وخرف عقله وأبيض رأسه فحزب قومه أمر(2) فاحتاجوا فيه إلي رأيه، ودعواالله عزوجل أن يرد إليه عقله وشبابه، فعاد إليه



___________________________________



(1) " ثوائي " أي اقامتي وفي رواية " فيهم " مكان " عندهم ".



(2) في نسخة " وصبح ليل ".



(3) الشلو - بالكسر -: بقية الشئ، والمشلي من الرجال: الخفيف اللحم وفي رواية " وبقيت شلوا ".



(4) حزبه أمر أي نزل به مهم أو أصابه غم



[556]



عقله وشبابه وأسود شعره فقال فيه سلمة بن الخرشب الانماري من أنمار بن بغيض، ويقال: بل عياض مرداس السلمي:



لنصربن دهمان الهنيدة عاشها*** وتسعين حولا ثم قوم فانصاتا(1)



وعاد سواد الرأس بعد بياضه(2) *** وراجعه شرخ الشباب الذي فاتا(3)



وراجع عقلاعند مافات عقله*** ولكنه من بعد ذا كله ماتا



وعاش سويد بن حذاق العبدي(4) ومائتي سنة وعاش الجعشم بن عوف بن حذيمة دهرا طويلا فقال:



حتي متي الجعشم في الاحياء*** ليس بذي أيد ولاغناء



هيهات ماللموت من دواء



وعاش ثعلبة بن كعب بن زيد بن عبد الاشهل الاوسي(5) مائتي سنة، فقال:



لقد صاحبت أقواما فأمسوا(6) *** خفاتا مايجاب لهم دعاء



مضوا قصد السبيل وخلفوني*** فطال علي بعدهم الثواء



فأصبحت الغداة رهين بيتي*** وأخلفني من الموت الرجاء



وعاش رداء ة بن كعب(7) بن ذهل بن قيس النخعي ثلاثمائة سنة، وقال:



______________________________



(1) الهنيدة: المائة من الابل وغيرها، قال أبوعبيدة: هي اسم لكل مائة وانصات الرجل اذا أجاب.



(2) في رواية " بعد ابيضاضه ".



(3) شرخ الشباب أوله أو نضارته.



(4) من عبد القيس بن أفصي بن دعمي بن أسد بن ربيعة بن نزار.



(5) في بعض النسخ " الاشوس ".



(6) في رواية السجستاني " فاضحوا ".



(7) في بعض النسخ " رداد بن كعب " وأورده ابوحاتم السجستاني في " المعمرون " بعنوان جعفر بن قرط بن كعب بن قيس بن سعد وذكرله شعرا، ولعله كعب بن رداة النخعي كما ذكره ابن الكلبي على قول السجستاني



[557]



لم يبق ياخذلة من لداتي*** أبوبنين لا ولا بنات(1)



ولاعقيم غير ذي سبات(2) ***إلا يعد اليوم في الاموات



هل مشتر أبيعه حياتي



وعاش عدي بن حاتم طئ عشرين ومائة سنة وعاش اماباة بن قيس بن الحارث بن شيبان الكندي ستين ومائة سنة وعاش عميرة بن هاجر بن عمير بن عبدالعزي بن قمير سبعين ومائة سنة وقال:



بليت وأفناني الزمان وأصبحت ***هنيدة قدابقيت(3) من بعدها عشرا



وأصبحت مثل الفرخ لاأنا ميت*** فاسلي(4) ولاحي فاصدر لي أمرا



وقد عشت دهرا ماتجن عشيرتي*** لها ميتا حتي أخط به قبرا



وعاش العرام بن منذر(5) بن زبيد بن قيس بن حارثة بن لام دهرا طويلا في الجاهلية، وأدرك عمربن عبدالعزيز وادخل عليه وقد اختلفت ترقوتاه وسقط حاجباه فقيل له: ماأدركت؟ فقال:



ووالله ماأدري أأدركت امة على*** عهد ذي القرنين أم كنت أقدما



متي تخلعا مني القميص تبينا*** جآجئ(6) لم يكسين لحما ولادما



وعاش سيف بن وهب بن جذيمة الطائي مائتي سنة وقال:



______________________________



(1) لدة الرجل: تربه والجمع لدات.



(2) السبات: النوم والراحة وفى بعض النسخ " ذى بتات " والبتات: متاع البيت وفى رواية السجستاني " من مسقط الشمس إلى الفرات ".



(3) في رواية " قد انضيت ".



(4) في بعض النسخ " فابلي " وفي البحار " فابكي " وزاد في كتاب أبي حاتم السجستاني: وقدكنت دهرا أهزم الجيش واحدا وأعطي فلامنأ عطائي ولانزرا.



(5) في بعض النسخ والكتب " عوام بن المنذر ".



(6) جآجئ جمع جؤجؤ وهو الصدر، وقيل: عظامه، وهوالمراد هنا



[558]



ألا إنني عاجلا ذاهب فلاتحسبوا أنني كاذب لبست شبابي فأفنيته وأدركني القدر الغالب وخصم دفعت ومولي نفعت حتي يثوب له ثائب وعاش أرطاة بن دشهبة المزني عشرين ومائة سنة، فكان يكني أبا الوليد، فقال له عبدالملك بن مروان: مابقي من شعرك ياأرطاة؟ قال: ياأمير المؤمنين إني لاأشرب ولاأطرب ولاأغضب، ولايجيئني الشعراء إلاعلى أحد هذه الخصال على أني أقول: رأيت المرء تأكله الليالي كأكل الارض ساقطة الحديد وماتبقي المنية حين تأتي على نفس ابن آدم من مزيد وأعلم أنها ستكر حتي توفي نذرها بأبي الوليد فارتاع عبدالملك(1)، فقال: ياأرطاة.



فقال أرطاة: ياأمير المؤمنين إني اكني أبا الوليد وعاش عبيد بن الابرص(2) ثلاثمائة سنة فقال: فنيت وأفناني الزمان وأصبحت لداتي بنونعش وزهر الفراقد(3) ثم أخذه النعمان بن المنذر يوم بؤسه فقتله وعاش شريح بن هانئ عشرين ومائة سنة حتي قتل في زمن الحجاج بن يوسف فقال في كبره وضعفه:



أصبحت ذا بث اقاسي الكبرا*** قدعشت بين المشركين أعصرا



ثمت أدركت النبي المنذرا*** وبعده صديقه وعمرا



ويوم مهران ويوم تسترا***والجمع في صفينهم والنهرا(1)



هيهات ماأطول هذا عمرا



___________________________________



(1) أي فزع لماظن أنه أراد بابي الوليد اياه.



(2) هوعبيد بن الابرص الاسدي الشاعر من بني سعدبن ثعلبة بن دودان بن أسد وقتله كمافى هامش " المعمرون " المنذر بن ماء السماء وهوأحد فحول الشعراء الجاهلي.



(3) الفراقد جمع فرقد وهوالنجم الذي يهتدي به



[559]



وعاش رجل من بني ضبة يقال له: المسجاح بن سباع الضبي(2) دهرا طويلا فقال:



لقد طوفت في الآفاق حتي*** بليت وقد أني لي لو أبيد(3)



وأفناني ولو يفني نهار*** وليل كلما يمضي يعود



وشهر مستهل بعد شهر*** وحول بعده حول جديد



وعاش لقمان العادي الكبير(4) خمسمائة وستين سنة، وعاش عمر سبعة أنسر(عاش) كل نسر منها ثمانين عاما، وكان من بقية عاد الاولي وروي أنه عاش ثلاثة آلاف سنة وخمسمائة سنة، وكان من وفد عاد الذين بعثهم قومهم إلي الحرم ليستسقوا لهم، وكان اعطي عمر سبعة أنسر وكان يأخذ فرخ النسر الذكر فيجعله في الجبل الذي هو في أصله فيعيش النسر منها ماعاش، فإذا مات أخذ آخر، فرباه حتي كان آخرها لبد، وكان أطولها عمرا، فقيل فيه: " طال الابد على لبد "(5)



______________________________



(1) يوم مهران ويوم تستر يومان من ايام المسلمين المشهورة في تاريخ الفتوحات الاسلامية ببلاد الفرس والاشعار في كتاب السجستاني مصرعها الاول ساقط وجعل المصراع الثاني مكانه وهكذا إلى آخرها.



(2) قال ابن دريد: مسحاج بن سباع.



وفي " المعمرون " مسجاح بن خالد بن الحارث بن قيس بن نصر بن عائذة بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعدبن ضبة، وقال: زعموا أنه قال - ثم ذكر مافي المتن من الشعر وزاد: ***ومفقود عزيز الفقد تأتي منيته ومأمول وليد***



(3) في بعض النسخ " بليت وآن لي أن قد أبيد " وكذا في " المعمرون ".



(4) هو غير لقمان الذي عاصر داود النبي عليه السلام.



(5) راجع مجمع الامثال ص 372



[560]



وقد قيل فيه أشعار معروفة(1)، وأعطي من القوة والسمع والبصر على قدر ذلك وله أحاديث كثيرة وعاش زهير بن جناب(2) بن هبل بن عبدالله بن كنانة بن بكر بن عوف بن - عذرة بن زيد الله بن رفيدة بن ثور بن كلب الكلبي ثلاثمائة سنة(3) وعاش مزيقيا واسمه عمربن عامر وهوماء السماء لانه كان حياة أينما نزل كمثل ماء السماء، وإنما سمي مزيقيا لانه عاش ثمانمائة سنة، أربعمائة سوقة، و أربعمائة ملكا، وكان يلبس كل يوم حلتين، ثم يأمر بهما فيمز قان حتي لايلبسهما أحد غيره وعاش هبل بن عبدالله بن كنانة ستمائة سنة(4) وعاش أبوالطحمان القيني(5) مائة وخمسين سنة



______________________________



(1) قال لبيد بن ربيعة الجعفري من بني كلاب فيه: ولقد رأي لبد النسور تطايرت رفع القوادم كالفقير الاعزل من تحته لقمان يرجو نهضه ولقد رأى لقمان ألا يأتلي وقال الضبي فيه:



أولم ترلقمان أهلكه*** ماافتات من سنة ومن شهر



وبقاء نسر كلما انقرضت*** أيامه عادت إلى نسر



وقال النابغة الذبياني:



أمست خلاء وأمسي أهلها احتملوا*** أخني عليها الذي أخني على لبد



وأخني أي أفسد.



(2) في بعض النسخ " حباب ".



(3) في " المعمرون " عاش أربعمائة سنة وعشرين سنة.



(4) قال السجستاني " سبعمائة) وذكر له حكاية.



(5) اسمه حنظلة بن الشرقي وهومن بني كنانة بن القين وفي " المعمرون " عاش مائتي سنة وقد يظهر من القاموس كونه شاعرا كمال الدين - 35 -



[561]



وعاش مستوغربن ربيعة بن كعب بن زيد مناة بن تميم ثلاثمائة وثلاثين سنة، ثم أدرك الاسلام فلم يسلم وله شعر معروف(1) وعاش دويد بن زيد بن نهد أربعمائة سنة وخمسين سنة فقال في ذلك:



ألقي علي الدهر رجلا ويدا***والدهر ماأصلح يوما أفسدا



يفسد ماأصلحه اليوم غدا



وجمع بنيه حين حضرته الوفاة فقال: " يابني أوصيكم بالناس شرا لاتقبلوا لهم معذرة، ولاتقيلوا لهم عثرة.."(2) وعاش تيم الله بن ثعلبة بن عكاية مائتي سنة(3) وعاش ربيع بن ضبع بن وهب بن بغيض بن مالك بن سعدبن عدي بن فزارة مائتين وأربعين سنة(4) وأدرك الاسلام فلم يسلم



______________________________



(1) أولها " ولقد سئمت من الحياة وطولها * وعمرت من عدد الستين مئينا ".



(2) بقية وصيته: " أوصيكم بالناس شرا، طعنا وضربا، قصروا الاعنة، واشرعوا الاسنة، وارعوا الكلاء وان كان على الصفا، وما احتجتم اليه فصونوه، وما استغنيتم عنه فأفسدوه على من سواكم، فان غش الناس يدعوالى سوء الظن، وسوء الظن يدعوا إلى الاحتراس " انتهي راجع نسخة اخري من وصية " دويد " امالي السيد رحمه الله ج 1 ص 171 ونظير ذلك الكلام وصية جده نهدبن زيد وكأن معاوية بن أبي سفيان قرأ هذه الوصية وعمل بها حين بعث سفيان بن عوف الغامدي الي غارة الانبار حيث أوصاه - كمافي شرح الحديدي - بان اقتل من لقيت ممن ليس على مثل رأيك، وأخرب كل ما مررت به من القري وانتهب الاموال - الخ وكذا في وصية يزيد ابنه حين بعث مسلم بن عقبة إلى المدينة في فتنة ابن الزبير.



(3) في " المعمرون " خمسمائة سنة وقال: كان من دهاة العرب في زمانه.



(4) في " المعمرون " " عاش اربعين وثلاثمائة سنة "



[562]



وعاش معدي كرب الحميري من آل ذي يزن مائتين وخمسين سنة وعاش شرية بن عبدالله الجعفي ثلاثمائة سنة فقدم على عمربن الخطاب بالمدينة فقال: لقد رأيت هذا الوادي الذي أنتم فيه ومابه قطرة ولاهضبة(1) ولاشجرة، و لقد أدركت اخريات قومي يشهدون شهادتكم هذه - يعني لاإله إلا الله - ومعه ابن - له يهادي(2) قد خرف، فقيل له: ياشرية هذا ابنك قدخرف وبك بقية؟ فقال: والله ماتزوجت امه حتي أتت على سبعون سنة ولكني تزوجتها عنيفة ستيرة إن رضيت رأيت ماتقربه عيني وإن سخطت تأتت لي حتي أرضي، وإن ابني هذا تزوج امرأة بذية فاحشة إن رأي ماتقربه عينه تعرضت له حتي يسخط وإن سخط تلغبته حتي يهلك(3) حدثنا أبوسعيد عبدالله بن محمدبن عبدالوهاب بن نصر السجزي(4) قال: سمعت أبا الحسن(5) أحمدبن محمد بن عبدالله بن حمزة بن زيد الشعراني من ولد عمار ابن ياسر رضي الله عنه يقول: حكي لي أبوالقاسم محمدبن القاسم المصري: أن أبا - الجيش(6) حمادويه بن أحمدبن طولون كان قد فتح الله عليه من كنوز مصر مالم يرزق أحد قبله، فغزي بالهرمين(7) فأشار إليه جلساؤه وحاشيته وبطانته بأن لايتعرض لهدم الاهرام فإنه ماتعرض لهذه أحد فطال عمره، فألح في ذلك وأمر ألفا من الفعلة أن



______________________________



(1) الهضبة: المطرة وفي رواية " قصبة ".



(2) أي يميل في المشي.



(3) اللغب: التعب والاعياء.



(4) في بعض النسخ " نصير الشجري ".



(5) في بعض النسخ " سمعت أباالحسين ".



(6) في بعض النسخ " أبا الحسن " وكذا فيما يأتي.



(7) الهرمان - بالتحريك -: بناعان اوليان بمصر بناهما ادريس لحفظ العلوم فيهما عن الطومان أوبناء سنان بن المشلشل، أوبناء الاوائل لما علموا بالطوفان من جهة النجوم وفيها كل طب وسحر وطلسم، وهناك أهرام صغار كثيرة(القاموس)



[563]



يطلبوا الباب، فكانوا يعملون سنة حواليه حتي ضجروا وكلوا، فلما هموا بالانصراف بعد الاياس منه وترك العمل وجدوا سربا فقدروا أنه الباب الذي يطلبونه، فلما بلغوا آخره وجدوا بلاطة قائمة(1) من مرمر فقدروا أنها الباب فاحتالوا فيها إلي أن قلعوها وأخرجوها(قال محمدبن المظفر وجدوا من ورائها بناء منضما لايقدروا عليه فأخرجوها ثم نظفوها) فإذا عليها كتابة باليونانية، فجمعوا حكماء مصر وعلماء ها من سائر الاديان، فلم يهتدوا لها وكان(في القوم) رجل يعرف بأبي عبدالله المديني أحد حفاظ الدنيا وعلمائها فقال لابى الجيش حمادويه بن أحمد: أعرف في بلد الحبشة اسقفا قدعمر وأتي عليه ثلاثمائة وستون سنة يعرف هذاالخط، وقد كان عزم على أن يعلمنيه فلحرصي على علم العرب لم أقم عنده وهوباق، فكتب أبوالجيش إلي ملك الحبشة يسأله أن يحمل هذا الاسقف إليه، فأجابه أن هذا شيخ قد طعن في السن وقد حطمه الزمان وإنما يحفظه هذا الهواء وهذا الاقليم، ويخاف عليه إن نقل إلي هواء آخر وإقليم آخر ولحقته حركة وتعب ومشقة السفر أن يتلف، وفي بقائه لنا شرف وفرح وسكينة، فان كان لكم شئ يقرؤه أو يفسره أو مسألة تسألونه فاكتب لي بذلك، فحملت البلاطة في قارب(2) إلى بلد اسوان من الصعيد الاعلي، وحملت من اسوان على العجلة إلي بلد الحبشة وهي قريبة من الاسوان، فلما وصلت قرأها الاسقف وفسر ماكان فيها بالحبشية، ثم نقلت إلي العربية فإذا فيها مكتوب: أنا الريان بن دومغ، فسئل أبوعبدالله المديني عن الريان من كان؟ فقال: هووالد العزيز الملك الذي كان في زمان يوسف النبي عليه السلام واسمه الوليدبن الريان ابن دومغ، وكان عمر العزيز سبعمائة سنة، وعمر الريان والده ألف وسبعمائة سنة وعمر دومغ ثلاثة آلاف سنة فاذا فيها: أنا الريان بن دومغ خرجت في طلب علم النيل الاعظم لاعلم



______________________________



(1) البلاط: الحجارة المفروشة في الدار.



(2) أي سفينة صغيرة



[564]



فيضه ومنبعه إذ كنت أري مفيضه فخرجت ومعي من صحبني أربعة آلاف رجل فسرت ثمانين سنة إلي أن انتهيت إلي الظلمات والبحر المحيط بالدنيا فرأيت النيل يقطع البحر المحيط ويعبرفيه ولم يكن لي منفذ: وتماوت أصحابي(1) وبقيت في أربعة آلاف رجل فخشيت على ملكي، فرجعت إلي مصر وبنيت الاهرام والبراني وبنيت الهرمين وأودعتهما كنوزي وذخائري، وقلت في ذلك:



وأدرك علمي بعض ماهوكائن*** ولاعلم لي بالغيب والله أعلم



وأتقنت ماحاولت إتقان صنعه*** وأحكمته والله أقوي وأحكم



وحاولت علم النيل من بدء فيضه*** فأعجزني والمرء بالعجز ملجم



ثمانين شاهورا قطعت مسايحا*** وحولي بني حجر وجيش عرموم(2)



إلي أن قطعت الانس والجن كلهم*** وعارضني لج من البحر مظلم



فأيقنت أن لامنفذ بعد منزلي*** لذي همة(3) بعدي ولامتقدم



فابت إلي ملكي وأرسيت ثاويا*** بمصر وللايام بؤس وأنعم



أنا صاحب الاهرام في مصر كلها*** وباني برانيها بها والمقدم



تركت بها آثار كفي وحكمتي***على الدهر لاتبلي ولاتتهدم(4)



وفيها كنوز جمة وعجائب*** وللدهر أمر مرة وتجهم(5)



سيفتح أقفالي ويبدي عجائبي*** ولي لربي آخر الدهر ينجم



بأكناف بيت الله تبدواموره***فلابد أن يعلو ويسموبه السم



ثمان وتسع واثنتان وأربع*** وتسعون اخري من قتيل وملجم



ومن بعد هذاكر تسعون تسعة*** وتلك البراني تستخر وتهدم



______________________________



(1) تماوت تظاهر أنه مات وأظهر التخافت والتضاعف.



(2) العرمرم: الجيش الكثير.



(3) في بعض النسخ " لذي نهبة " وفي بعضها " لذي هيبة ".



(4) في بعض النسخ " تتثلم.



(5) في نسخة " تهجم "



[565]



وتبدي كنوزي كلها غير أنني*** أري كل هذا أن يفرقها الدم



زبرت مقالي في صخور قطعتها*** ستبقي وأفني بعدها ثم اعدم



فحينئذ قال أبو الجيش حمادويه بن أحمد: هذاشئ ليس لاحد فيه حيلة إلا القائم من آل محمد عليه السلام وردت البلاطة كماكانت مكانها ثم إن أبا الجيش بعد ذلك بسنة قتله طاهر الخادم(ذبحه) على فراشه وهو سكران، ومن ذلك الوقت عرف خبر الهرمين ومن بناهما، فهذا أصح مايقال من خبر النيل والهرمين وعاش ضبيرة بن(سعيد بن) سعدبن سهم القرشي مائة وثمانين سنة، وأدرك الاسلام فهلك فجأة وعاش لبيد بن ربيعة الجعفري مائة وأربعين سنة وأدرك الاسلام فأسلم، فلما بلغ سبعون سنة من عمره أنشأ يقول في ذلك :



كأني وقد جاوزت سبعين حجة*** خلعت بها عن منكبي ردائيا



فلما بلغ سبعا وسبعين سنة أنشأ يقول:



باتت تشكي إلي النفس مجهشة*** وقد حملتك سبعا بعد سبعينا



فان تزيدي ثلاثا تبلغي أملا ***وفي الثلاث وفاء للثمانينا



فلما بلغ تسعين سنة أنشأ يقول:



كأني وقدجاوزت تسعين حجة ***خلعت بها عني عذار لثامي



رمتني بنات الدهر من حيث لاأري*** وكيف بمن يرمي وليس برام



فلو أنني ارمي بنبل رأيتها ***ولكنني ارمي بغير سهام



فلما بلغ مائة وعشرسنين أنشأ يقول:



أليس في مائة قدعاشها رجل*** وفي تكامل عشر بعدها عمر



فلما بلغ مائة وعشرين سنة أنشأ يقول:



قدعشت دهرا قبل مجري داحس*** لوكان للنفس اللجوج خلود



فلما بلغ مائة وأربعين سنة أنشأ يقول 6



[566]



ولقد سئمت من الحياة وطولها*** وسؤال هذا الناس كيف لبيد



غلب الرجال وكان غير مغلب*** دهر طويل دائم ممدود



يوما إذا يأتي علي وليلة*** وكلاهما بعد المضي يعود



فلما حضرته الوفاة قال لابنه: يابني إن أباك لم يمت ولكنه فني فإذا قبض أبوك فأغمضه وأقبل به القبلة وسجه بثوبه، ولا أعلمن ماصرخت عليه صارخة أوبكت عليه باكية، وانظر جفنتي التي كنت اضيف بها فأجد صنعتها، ثم احملها إلي مسجدك وإلي من كان يغشاني عليها فاذا قال الامام: " سلام عليكم " فقد مها إليهم يأكلون منها فإذا فرغوا فقل: احضروا جنازة أخيكم لبيد بن ربيعة فقد قبضه الله عزوجل ثم أنشأ يقول:



وإذا دفنت أباك فاجعل*** فوقه خشبا وطينا



وصفائح صما روا شنها*** تسد دن الغصونا



ليقين حر الوجه سفساف*** التراب ولن يقينا



وقدورد في الخبر في حديث لبيد بن ربيعة في أمر الجفنة غير هذا، وذكروا أن لبيدبن ربيعة جعل على نفسه أن كلما هبت الشمال أن ينحر جزورا فيملا الجفنة التي حكوا عنها في أول حديثه فلما ولي الوليدبن عقبة بن أبي معيط الكوفة خطب الناس فحمدالله عزوجل وأثني عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله ثم قال: أيها الناس قد علمتم حال لبيدبن ربيعة الجعفري وشرفه ومروء ته، وماجعل على نفسه كلما هبت الشمال أن ينحر جزورا فأعينوا أبا عقيل على مروء ته، ثم نزل وبعث إليه بخمسة من الجزر، ثم أنشأ يقول، فيها:



أري الجزار يشحذ شفرتيه*** إذا هبت رياح أبي عقيل



طويل الباع أبلج جعفري*** كريم الجد كالسيف الصقيل



وفي ابن الجفعري بما لديه***على العلات(1) والمال القليل



______________________________



(1) على العلات أي على كل حال



[567]



وقد ذكروا أن الجزر كانت عشرين، فلما أتته قال: جزي الله الامير خير اقد عرف أني لاأقول الشعر ولكن أخرجي يابنية، فخرجت إليه بنية له خماسية، فقال لها: أجيبي الامير، فأقبلت وأدبرت، ثم قالت: نعم وأنشأت تقول:



إذا هبت رياح أبي عقيل*** دعونا عند هبتها الوليدا



طويل الباع أبلج عبشميا(1) ***أعان على مروء ته لبيدا



بأمثال الهضاب(2) كأن ركبا***عليها من بني حام قعودا



أبا وهب جزاك الله خيرا*** نحرناها وأطعمنا التريدا



فعد ان الكريم له معا وعهدي*** بابن أروي أن تعودا



فقال: لها: أحسنت يابنية لولاأنك سألت، قالت: إن الملوك لا يستحيي من مسألتهم، قال: وأنت يابنية أشعر وعاش ذوالاصبع العدواني واسمه حرثان بن الحارث بن محرث بن ربيعة بن - هبيرة بن ثعلبة بن الظرب بن عثمان ثلاثمائة سنة وعاش جعفر بن قبط(3) ثلاثمائة سنة وأدرك الاسلام وعاش عامر بن الظرب العدواني ثلاثمائة سنة(4) وعاش محصن بن عتبان بن ظالم بن عمروبن قطيعة بن الحارث بن سلمة بن مازن الزبيدي مائتين وخمسين سنة، وقال في ذلك:



ألاياسلم إني لست منكم*** ولكني امرء قوتي سغوب(5)



دعاني الداعيان فقلت: هيا(6) فقالا: كل من يدعي يجيب



______________________________



(1) منسوب إلي عبدشمس بجوار أوولاء أوحلف.



(2) شبه الجزور بالهضاب وهو الحبل المنبسط.



(3) كذا ولعل الصواب " جعفربن قرط " بضم القاف وسكون الراء وهوجعفربن قرط بن كعب بن قيس بن سعد، وذكر ابن الكلبي أنه جعفربن قرط بن عبد يغوث بن كعب ابن ردة الشاعر.



(4) في " المعمرون " مائتي سنة.



(5) السغب: الجوع وفي رواية " ولكني امرء قومي شعوب ".



(6) في رواية " ايها " وكلاهما كلمة زجر



[568]



ألا ياسلم أعياني قيامي*** وأعيتني المكاسب والذهوب(1)



وصرت رذية(2) في البيت*** كلا تأذي بي الاباعد والقريب



كذاك الدهر والايام خون(3) *** لها في كل سائمة نصيب



وعاش عوف بن كنانة الكلبي ثلاثمائة سنة فلما حضرته الوفاة جمع بنيه فأوصاهم وهوعوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد بن ثور بن كلب فقال: يابني احفظوا وصيتي فإنكم إن حفظتموها سدتم قومكم من بعدي إلهكم فاتقوه، ولاتحزنوا ولاتخونوا، ولاتثيروا السباع(4) من مرابضها فتندموا وجاوزوا الناس بالكف عن مساويهم فتسلموا وتصلحوا، وعفوا عن الطلب إليهم ولا تستقلوا(5) وألزموا الصمت إلا من حق تحمدوا، وابذلوا لهم المحبة تسلم لكم الصدور، ولاتحرموهم المنافع فيظهروا الشكاة، وتكونوا منهم في ستر ينعم بالكم، ولا تكثروا مجالستهم فيستخف بكم، وإذا نزلت بكم معضلة فاصبروا لها، وألبسوا للدهر أثوا به فإن لسان الصدق مع المسكنة خير من سوء الذكر مع الميسرة، ووطنوا أنفسكم على المذلة لمن تذلل لكم فإن أقرب الوسائل المودة، وإن أتعبت النشب البغضة، وعليكم بالوفاء، وتنكبوا العذر يأمن سربكم،(وأصيخوا للعدل) وأحيوا الحسب بترك الكذب فإن آفة المروء ة الكذب والخلف، ولاتعلموا الناس أقتاركم فتهونوا عليهم وتخملوا، وإياكم والغربة فإنها ذلة، ولاتضعوا الكرائم إلا عند الاكفاء وابتغوا لانفسكم المعالي، ولا يختلجنكم جمال النساء عن الصحة(6) فإن نكاح



______________________________



(1) في بعض النسخ " الرهوب " وفي بعضها " الركوب ".



(2) الرذي من أثقله المرض والضعف من كل شئ(القاموس).



(3) جمع الخوان: مايؤكل عليه الطعام.



(4) في بعض النسخ " تستثيروا السباع ".



(5) في بعض النسخ " لئلا تستثقلوا ".



(6) في رواية " عن صراحة النسب " وفى بعض النسخ " عن النصيحة " وفى وصية أكثم بن صيفي " يابني لايغلبنكم جمال النساء عن صراحة النسب



[569]



الكرائم مدارج الشرف، واخضعوا لقومكم، ولاتبغوا عليهم لتنالوا المنافس، ولا تخالفوهم فيما اجتمعوا عليه فإن الخلاف يزري بالرئيس المطاع، وليكن معروفكم لغير قومكم من بعدهم، ولاتوحشوا أفنيتكم من أهلها فإن إيحاشها إخماد النار و دفع الحقوق، وارفضوا النائم بينكم(تسلموا)، وكونوا أعوانا عند الملمات(1) تغلبوا، واحذروا النجعة(2) إلا في منفعة لاتصابوا، وأكرموا الجار يخصب جنابكم، وآثروا حق الضعيف على أنفسكم، وألزموا مع السفهاء الحلم تقل همومكم، وإياكم والفرقة فإنها ذلة، ولاتكلفوا أنفسكم فوق طاقتها إلا المضطر فإنكم لن تلاموا عند اتضاح العذر وبكم قوة خير من أن تعاونوا في الاضطرار منكم إليهم.



بالمعذرة(3) وجدوا ولاتفرطوا فإن الجد مانع الضيم، ولتكن كلمتكم واحدة تعزوا ويرهف حدكم ولاتبذلوا الوجوه لغير مكرميها فتكلحوها ولاتجشموها أهل الدناء ة فتقصروا بها(4) ولاتحاسدوا فتبوروا، واجتنبوا البخل فإنه داء، وابنوا المعالي بالجود والادب..و مصافاة أهل الفضل والحباء(5) وابتاعوا المحبة بالبذل، ووقروا أهل الفضل، وخذوا عن أهل التجارب، ولايمنعكم من معروف صغره فإن له ثوابا، ولاتحقروا الرجال فتزدروا، فإنما المرء بأصغريه ذكاء قبله ولسان يعبر عنه، وإذا خوفتم داهية فعليكم بالتثبت قبل العجلة، والتمسوا بالتودد المنزلة عند الملوك، فإنهم من وضعوه اتضع، ومن رفعوه ارتفع، وتنبلوا تسم إليكم الابصار، وتواضعوا بالوقار ليحبكم ربكم، ثم قال:



______________________________



(1) في رواية " وكونوا أنجادا عند الملمات تغلبوا ".



(2) النجعة وزان الرقعة طلب الكلاء في موضعه وفي رواية " واحذروا النجعة التي في المنعة ".



(3) في رواية " فلئن تلاموا وبكم قوه خير من أن تعاونوا بالعجز ".



(4) في بعض النسخ " لغير مكرمة فتخلقوها ولاتحتشموا أهل الدناء ة فتقصروا بها " وفى بعض النسخ " ولا تحتشموها" والنجشم: التكلف.



(5) في رواية " وابتنوا المباني بالادب ومصافاة أهل الحباء " والحباء: العطاء بلاجزاء



[570]



وما كل ذي لب بموتيك نصحه ولاكل مؤت نضحه بلبيب ولكن إذا ما استجمعا عند واحد فحق له من طاعة بنصيب وعاش صيفي بن رياح بن أكثم أحد بني أسدبن عمربن تميم مائتين وسبعين سنة وكان يقول: لك علي أخيك سلطان في كل حال إلا في القتال، فاذا أخذ الرجل السلاح فلا سلطان لك عليه، وكفي بالمشرفية واعظا(1)، وترك الفخر أبقي للثناء، وأسرع الجرم عقوبة البغي، وشر النصرة التعدي، وألام الاخلاق أضيقها، ومن سوء الادب كثرة العتاب(2)، وأقرع الارض بالعصاء - فذهبت مثلا -(3) لذي الحلم قبل اليوم ماتقرع العصا وما علم الانسان إلا ليعلما وعاش عباد بن شداد اليربوعي: مائة وخمسين سنة(4) وعاش أكثم بن صيفي أحد بني أسد بن عمروبن تميم ثلاثمائة وستين سنة وقال بعضهم مائة وتسعين سنة وأدرك الاسلام فاختلف في إسلامه إلا أكثرهم لايشك في أنه لم يسلم فقال في ذلك:



وإن امرء ا قد عاش تسعين*** حجة إلي مائة لم يسأم العيش جاهل



خلت مائتان غير ست وأربع*** وذلك من عد الليالي قلائل



وقال محمدبن سلمة: أقبل أكثم بن صيفي يريد الاسلام فقتله ابنه عطشا فسمعت أن هذه الآية نزلت فيه " ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله "(5) ولم تكن العرب تقدم عليه أحدا في الحكمة، وانه



______________________________



(1) المشرفية سيوف جيدة تنسب إلى مشارف الشام.



(2) في بعض " النسخ " ومن الاذي كثرة العتاب ".



(3) القرع - بالفتح -: الضرب، والمراد أن ينبه الانسان صاحبه عند خطئه وأصل المثل أن عامربن الظرب طعن في السن وأنكر قومه من عقله شيئا، فقال لبنيه: اذا رأيتموني خرجت من كلامي وأخذت في غيره فاقرعوا إلى المحجن بالعصا فكانوا يقرعونه والارض.



(4) في " المعمرون " مائة وثمانين سنة وفى بعض النسخ " عادبن شداد ".



(5) النساء: 99



[571]



ما سمع برسول الله صلى الله عليه وآله بعث ابنه حليسا(1) فقال: يابني إني أعظك بكلمات فخذبهن من حين تخرج من عندي إلي أن ترجع إلي، ائت نصيبك في شهر رجب فلاتستحله فيستحل منك، فان الحرام ليس يحرم نفسه وإنما يحرمه مه أهله، ولاتمرن بقوم إلا نزلت عند أعزهم وأحدث(2) عقدا مع شريفهم، وإياك والذليل فإنه أذل نفسه ولوأعز هالاعزه قومه فاذاقدمت على هذا الرجل فاني قد عرفته وعرفت نسبه وهوفي بيت قريش و أعز العرب وهو أحد رجلين إما ذونفس أراد ملكا، فخرج للملك بعزه فوقره و شرفه وقم بين يديه ولاتجلس إلا باذنه حيث يأمرك ويشير إليك فإنه إن كان ذلك(3) كان أدفع لشره عنك وأقرب لخيره منك، فإن كان نبيا فإن الله لايحس فيتوهم ولاينظر فيتجسم، وإنما يأخذ الخيرة حيث يعلم(4) لايخطئ فيستعتب إنما أمره على مايحب وإن كان نبيا فستجد أمره كله صالحا وخبره كله صادقا، وستجده متواضعا في نفسه متذللا لربه، فذل له فلاتحدثن أمرا دوني، فإن الرسول إذا أحدث الامر من عنده خرج من يدي الذي أرسله، واحفظ مايقول لك إذا ردك إلي فإنك لوتوهمت أونسيت جشمتني(5) رسولا غيرك وكتب معه باسمك اللهم من العبد إلي العبد، أما بعد: فأبلغنا مابلغك فقد أتانا عنك خبر لاندري ماأصله، فإن كنت اريت فأرنا، وإن كنت علمت فعلمنا و أشركنا في كنزك والسلام فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وآله فيما ذكروا " من محمد رسول الله إلي أكثم ابن صيفي: أحمدالله إليك إن الله تعالى أمرني أن أقول: لاإله إلاالله، وآمر الناس بقولها، والخلق خلق الله عزوجل والامر كله لله خلقهم وأماتهم وهو ينشرهم وإليه المصير، أدبتكم بآداب المرسلين ولتسألن عن النبأ العظيم ولتعلمن نبأه بعد حين " فلما جاء ه كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله قال لابنه: يابني ماذا رأيت؟ قال: رأيته يأمر بمكارم الاخلاق وينهي عن ملائمها، فجمع أكثم بن صيفي إليه بني تميم ثم قال:



______________________________



(1) في بعض النسخ " حبيشا ".



(2) في بعض النسخ " وأخذت ".



(3) أي ان كان ملكا.



(4) لعل المعني الله يعلم حيث يجعل رسالاته.



(5) أى كلفتني



[572]



يابني تميم لاتحضروني سفيها فإن من يسمع يخل، ولكل إنسان رأي في نفسه وإن السفيه واهن الرأي وإن كان قوي البدن ولاخير فيمن لاعقل له يابني تميم كبرت سني ودخلتني ذلة الكبر فإذا رأيتم مني حسنا فأتوه، و إذا أنكرتم مني شيئا فقوموني بالحق أستقم له، إن ابني قدجاء ني وقد شافه هذا الرجل فرآه يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، ويأخذ بمحاسن الاخلاق، وينهي عن ملائمها، ويدعوا إلي أن يعبدالله وحده، وتخلع الاوثان ويترك الحلف بالنيران ويذكر أنه رسول الله، وأن قبله رسلا لهم كتب، وقد علمت رسولا قبله كان يأمر بعبادة الله عزوجل وحده، إن أحق الناس بمعاونة محمد صلى الله عليه وآله ومساعدته على أمره أنتم، فان يكن الذي يدعو إليه حقا فهو لكم، وإن يك باطلا كنتم أحق من كف عنه وستر عليه وقدكان اسقف نجران يحدث بصفته، ولقدكان سفيان بن مجاشع قبله يحدث به وسمي ابنه محمدا، وقد علم ذووالرأي منكم أن الفضل فيما يدعوإليه ويأمر به، فكونوا في أمره أولا ولاتكونوا أخيرا، اتبعوه تشرفوا، وتكونوا سنام العرب، و أتوه طائعين من قبل أن تأتوه كارهين، فإني أري أمرا ماهو بالهوينا لايترك مصعدا إلا صعده ولامنصوبا إلا بلغه، إن هذا الذي يدعوا إليه لولم يكن دينا لكان في الاخلاق حسنا، أطيعوني واتبعوا أمري أسأل لكم ما لاينزع منكم أبدا، إنكم أصبحتم أكثر العرب عددا، وأوسعهم بلدا، وإني لاري أمرا لايتبعه ذليل إلا عز، ولايتركه عزيز إلا ذل، اتبعوه مع عزكم تزدادوا عزا، ولايكن أحد مثلكم، إن الاول لم يدع للاخر شيئا، وإن هذا أمر لما هو بعده من سبق إليه فهو الباقي، واقتدي به الثاني، فأصرموا أمركم فإن الصريمة قوة، والاحتياط عجز(1) فقال مالك بن نويرة: خرف شيخكم فقال أكثم: ويل للشجي من الخلي(2)



___________________________________



(1) في بعض النسخ " فالاختلاط عجز " والصريمة: العزيمة في الشئ والصرم القطع.



(2) الخلي: الخالي من الهم والحزن خلاف الشجي والمثل معروف والمعني أني في هم عظيم لهذا الامر الذي أدعوكم اليه وأنتم فارغون غافلون فويل لي منكم.(البحار)



[573]



أراكم سكوتا وإن آفة الموعظة الاعراض عنها ويلك يامالك إنك هالك، إن الحق إذاقام وقع القائم معه وجعل الصرعي قياما فإياك أن تكون منهم، أما إذا سبقتموني بأمركم فقربوا بعيري أركبه، فدعا براحلته فركبها فتبعوه بنوه وبنو أخيه، فقال: لهفي على أمر لن ادركه ولم يسبقني وكتبت طئ إلي أكثم فكانوا أخواله، وقال آخرون: كتبت بنومرة وهم أخواله أن أحدث إلينا مانعيش به فكتب: أما بعد: فإني اوصيكم بتقوي الله وصلة الرحم فإنها تثبت أصلها وتنبت فرعها وأنها كم عن معصية الله وقطيعة الرحم فإنها لايثبت لها أصل ولاينبت لهافرع و إياكم ونكاح الحمقاء فإن مباضعتها قذر، وولدها ضياع، وعليكم بالابل فأكرموها فانها حصون العرب ولاتضعوا رقابها إلافي حقهافإن فيها مهر الكريمة ورقوء الدم(1) وبألبانها يتحف الكبير، ويغذي الصغير، ولوكلفت الابل الطحن لطحنت، ولن يهلك امرء عرف قدره، والعدم عدم العقل(2) والمرء الصالح لايعدم(من) المال، ورب رجل خير من مائة، ورب فئة أحب إلي من قبيلتين(3) ومن عتب على الزمان طالت معتبته، ومن رضي بالقسم طابت معيشته، آفة الرأي الهوي، والعادة أملك بالادب، والحاجة مع المحبة خير من الغني مع البغضة، والدنيا دول فماكان لك منها أتاك على ضعفك وإن قصرت في طلبه، وماكان منها عليك لم تدفعه بقوتك، وسوء حمل الفاقة(4) تضع الشرف، والحسد داء ليس له دواء، والشماتة تعقب، و



______________________________



(1) رقأ الدم: جف وسكن، والرقوء - كصبور -: مايوضع على لدم ليرقئه و المعني أنها تعطى في الديات فتحقن بها الدماء.



(2) العدم - بالضم وبضمتين وبالتحريك الفقدان وغلب على فقدان المال.



(3) في بعض النسخ " من فئتين ".



(4) في بعض النسخ " الريبة "



[574]



من بر يوما بربه، واللومة مع السفاهة، ودعامة العقل الحلم، وجماع الامر الصبر وخير الامور مغبة العفو، وأبقي المودة حسن التعاهد، ومن يز رغبا يزددحبا(1) وصية أكثم بن صيفي عندموته: جمع أكثم بنيه عند موته فقال: يابني إنه قد أتي علي دهر طويل وأنا مزودكم من نفسي قبل الممات: اوصيكم بتقوي الله وصلة الرحم، وعليكم بالبرفإنه ينمي عليه العدد ولا يبيد عليه أصل ولايهتصر فرع، فأنها كم عن معصية الله وقطيعة الرحم فإنه لايثبت عليها أصل ولاينبت عليه فرع، كفوا ألسنتكم فإن مقتل الرجل بين فكيه، إن قول الحق لم يدع لي صديقا، انظروا أعناق الابل ولاتضعوها إلا في حقها فإن فيها مهر الكريمة ورقوء الدم، وإياكم ونكاح الحمقاء فإن نكاحها قذر وولدها ضياع، الاقتصاد في السفر أبقي للجمام(2)، من لم يأس على ما فاته ودع بدنه(3)، من قنع بماهو فيه قرت عينه، التقدم قبل التندم، أن أصبح عند رأس الامر أحب إلى من أن اصبح عند ذنبه، لم يهلك امرء عرف قدره، العجز عند البلاء آفة التجمل(4) لم يهلك من مالك ماوعظك، ويل لعالم أمن من جهله(5)، الوحشة ذهاب الاعلام، يتشابه الامر إذا أقبل، فإذا أدبر عرفه الكيس والاحمق، البطر عند الرخاء حمق، وفي طلب المعالي يكون العز، ولاتغضبوا من اليسير فإنه يجني الكثير، لاتجيبوا فيمالم تسئلوا(6) عنه، ولاتضحكوا مما لايضحك منه، تباروا في الدنيا ولاتباغضوا، الحسد



______________________________



(1) يعني الزيارة يوما ويوما اموجبة للحب.



(2) كذا والظاهر " الاقتصاد في السعي أبقي للجمال " كما في رواية السجستاني، و اماالجمام كمافي الصلب: الراحة، والقوة.



(3) أي سكن، وفى بعض القراء ات " ودع " أي راح نفسه.



(4) في بعض النسخ الحديث " الجزع عند النازلة آفة التجمل ".



(5) كذا وفي جمهرة الامثال ج 1 ص 320 ومجمع الامثال ص 698 " ويل لعالم أمر من جاهله ".



(6) في بعض النسخ " عما لاتسألوا "



[575]



في القرب فإنه من يجتمع يتقعقع عمده(1) يتقرب بعضكم من بعض في المودة، لاتتكلوا على القرابة فتقاطعوا، فإن القريب من قرب نفسه، وعليكم بالمال فأصلحوه فإنه لايصلح الاموال إلا باصلاحكم، ولايتكلن أحدكم على مال أخيه يرى فيه قضاء حاجته فإنه من فعل ذلك كالقابض على الماء، ومن استغني كرم على أهله، وأكرموا الخيل، نعم لهو الحرة المغزل، وحيلة من لاحيلة له الصبر وعاش قردة بن ثعلبة بن نفاثة(2) السلولي مائة وثلاثين سنة في الجاهلية، ثم أدرك الاسلام فأسلم وعاش مصاد بن جناب بن مرارة من بني عمروبن يربوع بن حنظلة بن زيد بن - مناة أربعين ومائة سنة(3) وعاش قس بن ساعدة الايادي ستمائة سنة وهوالذي يقول:



هل الغيث معطى الامن عند نزوله*** بحال مسئ في الامور ومحسن



وماقد تولي وهو قدفات ذاهبا*** فهل ينفعني ليتني ولو أنني



وكذلك يقول لبيد:



وأخلف قسا ليتني ولوأنني*** وأعيا على لقمان حكم التدبر



وعاش الحارث بن كعب المذحجي ستين ومائة سنة قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: هذه الاخبار التي ذكرتها في المعمرين



______________________________



(1) القعقعة: حكاية صوت السلاح، وقعقعت عمدهم تقعقعت: وارتحلوا يعني اذا اجتمعوا وتقاربوا وقع بينهم الشر فتفرقوا أومعناه لابد من الافتراق بعد الاجتماع أومن غبط بكثرة العدد واتساق الامر فهو بمعرض الزوال والانتشار.



(2) في اكثر النسخ " فروة بن ثعلبة بن نفاية " والظاهر تصحيف.



(3) وقال شعرا منها:



ان مصادبن جناب قد ذهب*** أدرك من طول الحياة ماطلب



والموت قدر يدرك يوما من هرب



[576]



قدرواها مخالفونا أيضا من طريق محمدبن السائب الكلبي، ومحمدبن إسحاق بن بشار(1) وعوانة بن الحكم وعيسى بن زيد بن آب(2)، والهيثم بن عدي الطائي، وقدروي عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال: كلما كان في الامم السالفة تكون في هذه الامة مثله حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة وقد صح هذا التعمير فيمن تقدم وصحت الغيبات الواقعة بحجج الله عليهم السلام فيما مضي من القرون فكيف السبيل إلي إنكار القائم عليه السلام لغيبته وطول عمره مع الاخبار الواردة فيه عن النبي صلى الله عليه وآله وعن الائمة عليهم السلام، وهي التي قدذكرناها في هذا الكتاب بأسانيدها حدثنا علي بن أحمد الدقاق رضي الله عنه قال: حدثنا محمدبن أبي عبدالله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه والله: كلما كان في الامم السالفة فإنه يكون في هذه الامة مثله حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حدثنا أحمدبن الحسن القطان قال: حدثنا الحسن بن علي السكري قال: حدثنا محمدبن زكريا، عن جعفربن محمدبن عمارة، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: والذي بعثني بالحق نبيا وبشيرا لتركبن امتي سنن من كان قبلها حذو النعل بالنعل حتي لو أن حية من بني إسرائيل دخلت في جحر لدخلت في هذه الامة حية مثلها حدثنا الشريف أبوالحسن علي بن موسى بن أحمدبن إبراهيم بن محمد - عبيدالله(3) رضي الله عنه قال: حدثنا أبوعلى الحسن بن ركام(4) قال: حدثنا احمد



___________________________________



(1) تقدم الاختلاف في جده أهو يسار أوبشار